عندما نكون مشتتين، فإنّ الاستعمار، أمريكا بنحو معيّن والكيان الصهيوني أيضًا، وبعض الدول الأوروبيّة الأخرى وغير الأوروبيّة بنحوٍ ما، يهيمنون بمصالحهم ومطامعهم على مصالح الشعوب، فيغدو حالنا شبيهًا بحال الدول التي رزحت تحت ضغوط هؤلاء، وأنتم تشاهدون ما يحدث؛ أي يغدو الحال مثل غزّة.
إذا اتّحدت الأمّة الإسلاميّة وتكاتفت ونسّق أبناؤها في ما بينهم، وتضافرت جهودهم معًا، فإنّ [قضايا] غزّة ما كانت لتحدث، كذلك فلسطين، ولم يكن اليمن ليتعرّض للضغوط بهذا النحو.
اجتماع الحج من أجل منافع النّاس، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}... يظنّ بعض الأشخاص أنّ هذه المنفعة هي عبارة فقط عن مبادلات تجارية، على سبيل المثال، كلا بل هي كلّ ما يُسمّى منفعة. ما هي هذه المنفعة اليوم؟ هي اتحاد الأمّة الإسلاميّة، ففي رأيي لا توجد أيّ منفعة بالنسبة إلى الأمّة الإسلاميّة أعظم من الاتّحاد.
مع الاتحاد، يحل الأمن، ويتحقّق التقدّم، والتضافر، وسيكون بمقدورنا مساعدة البلد الإسلامي الفلاني بما لا يملك، وسنقدر على مساعدته، وهو بدوره يستطيع مساعدتنا. سيستفيد الجميع بعضهم من بعض ويسعف الجميع بعضهم بعضًا. هذه هي المنفعة، {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}. وبهذه النظرة أنظروا إلى الحج.
فريضة الحجّ سياسيّة مئة بالمئة. ما الذي يعنيه أن يُجمَعَ الناسُ - من يستطيع إلى ذلك سبيلًا - كل عام في مكانٍ واحد، وزمانٍ واحد؟ إن اجتماع الناس، وتجمّعهم مع بعضهم بعضًا، بحدّ ذاته يحمل ماهيّة سياسيّة.