خلال اللقاء ومع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران أكّد قائد الثورة الإسلاميّة: على الجميع معرفة قيمة الانتخابات. فلنقدّر الانتخابات، يجب إجراء انتخابات نزيهة، يسودها الأمن وتكون انتخابات بمشاركة واسعة وسيتمّ ذلك بفضل وتوفيق من الله إن شاء الله. 
ثمّ تابع سماحته: رغم أنوف الأعداء الذين يوسوسون على الدوام -وسائل الإعلام المعادية التي تسعى لزعزعة الانتخابات بشكل من الأشكال- سيقابل الشعب الإيراني إن شاء الله ببصيرته المعتادة، بوعيه الذي أبداه على الدوام هذا الحراك العدائي سيتم إجراء انتخابات بمشاركة واسعة يرافقها النشاط والحماس ويسودها الأمن والأمان إذا ما سار على نفس الوتيرة . هذا ما سيكون ذخراً للبلاد يصونها.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ الانتخابات واحدة من مفاخر الشعب الإيراني وهي سبب في عزّته، قوّته، كرامته ورفعة رأسه أمام العالم ثمّ أضاف سماحته: يسعى أصحاب النّوايا الخبيثة إلى إظهار كون الإسلام والروحانيّة في النقطة المقابلة للديموقراطيّة لكنّ الجمهورية الإسلاميّة أثبتت بطلان هذه الأقاويل من خلال إجرائها للإنتخابات وتطبيقها الديموقراطيّة.
ثمّ تابع قائد الثورة الإسلامية حديثه بشأن الانتخابات قائلاُ: فيما يخصّ الانتخابات يشعر جميع أفراد الشعب بأنّ مفتاح شؤون البلاد يقع بأيديهم وهم الذين يحدّدون مصير البلاد فيما يخصّ الأمور الأساسيّة. 
كما لفتَ الإمام الخامنئي إلى أنّ القوى العظمى لا تتوانى عن الترهيب والتهديد مؤكّداً: دأبُ القوى العظمى المعتدية اليوم هو التهديد، لقد قلنا ذلك مراراً. تسعى القوى العظمى للاعتداء في كلّ مكان والتدخّل في كلّ مكان.
وتابع قائد الثورة الإسلاميّة: يقدّمون صورة مهولة لأنفسهم، يهدّدون، يكشرون. هل تذكرون عندما كانت بعض الحكومات الأمريكيّة السابقة تكفهرّ وتقطّب حاجبيها؛ الآن يتمّ ذلك بصورة مغايرة. إنّ أسوأ ما يمكن أن يتعرّض له بلدٌ ما هو أن يخشى مسؤولوه تهديد وتجهّمات العدو. متى ما أصيبوا بالخشية فهم في واقع الأمر يشرّعون الطريق أمام دخوله وتدخّله واعتدائه.
ثم لفتَ الإمام الخامنئي إلى ضرورة التمتّع بالشجاعة في مواجهة الأعداء قائلاً: يجب إنجاز الأعمال بعقلانيّة ومنطقٍ وحكمة لا يوجد أيّ شكّ في ذلك لكن يجب أيضاً إنجازها بشجاعة، بداية السّير باتجاه التّعاسة تكون بالتأثّر بالتهديدات وتجهّمات وانعدام الأخلاق لدى أصحاب القدرة في العالم.
وتابعَ سماحته: حسناً، إذا أراد أحدهم أن يخشى العدو فليخشَه لكن عليه أن لا يمثّل الشعب في ذلك وأن لا يخشاه على حساب الشّعب، لقد ثبت الشّعب وصمد ولو لم يكن صمود الشّعب منذ العام ١٩٧٩ حتّى اليوم لكان انمحى كلّ أثرٍ لإيران ولأيّ إيراني.
وأشار الإمام الخامنئي إلى عدم وجود أدنى شك في عداء القوى الكبرى وأمريكا على وجه الخصوص للشعب الإيراني موضحاً: عندما يقولون أنّهم يؤيّدون فلان وسيدعمونه فهذا كلام خاطئ لأن عدائهم مستمر منذ زمن الإمام الخميني (رحمه الله) والفترة التي أعقبت ذاك الزمان مع استلام مختلف الحكومات زمام الحكم ومع اختلاف أساليبها المتّبعة في الحكم.
كما شدّد سماحته: يقع جزء هام وأساسي من الاستمرار في الثبات واجتناب الخوف على عاتق القوات المسلّحة، وجزء أساسي منه على عاتق خبراء الاقتصاد والمجموعات الثقافية، التعليميّة، خاصة أولئك الذين يتصدّون للأقسام العلميّة والبحثيّة.
كما أوضح قائد الثورة الإسلامية: إضافة للقوات المسلّحة، إذا قامت المجموعات والأجهزة الاقتصادية، التعليمية، العلميّة، البحثيّة والثقافية بالعمل  في اتجاه مواجهة أهداف العدو وتكاملت مع بعضها البعض، فلا يوجد أدنى شك بأنّها ستُكوّن بالتنسيق مع القوات المسلّحة أرضيّة لصون وتدعيم الأمن الوطني وتقدّم وتوسّع البلاد.
واعتبر سماحته أنّ إحدى خطط العدوّ الأساسيّة تتمثّل باستغلال نقاط الضعف والمشاكل الإقتصادية بهدف توجيه ضربة للشعب الإيراني، وفي هذا الإطار شدّد سماحته على ضرورة تدعيم وتقوية البنية الاقتصادية للبلاد معتبراً أن هذا الملف هو أشدّ الملفات حساسيّة وتابع قائلاً: على هذا الأساس أؤكّد على تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم بصفتها مجموعة "عمل وحركة ومبادرة" خاصة مسألة العمالة والإنتاج وأيضاً قضايا الناس المعيشيّة وعمال مختلف الأجهزة من ضمنها القوات المسلّحة.
ثمّ قال الإمام الخامنئي: متى ما صارت نوايا العدو وأهدافه واضحة، فإنّه من المفروض أن يشكّل ذلك دافعاً إضافيّاً للمسؤولين من أجل تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاومة وقد قمت بشرح كافة هذه القضايا التي هي أيضاً وجهة نظر نخبة الخبراء الاقتصاديين للمسؤولين بشكل تفصيلي وبصورة خاصة.
استكمل الإمام الخامنئي حديثه بالتأكيد على أنّ نظام الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني لديه العديد من نقاط القوة معتبراً أن سبب تقدّم ورفعة الشعب في مواجهة المؤامرات العديدة منذ انتصار الثورة وحتى اليوم هي نقاط القوة العجيبة هذه التي تفوق نقاط الضعف من حيث الكميّة والكيفيّة.