وخلال اللقاء تحدّث قائد الثورة الإسلامية حول الجمهورية الإسلاميّة قائلاً: نحن اليوم في العالم بلدٌ لديه أكبرُ نسبة من الأعداء في العالم بين الحكومات المستكبرة والقوى عديمة القيمة ولدينا أكبر نسبة من المناصرين بين شرائح الشّعب في العديد من البلدان. لا يتمتّع أيّ بلد آخر بالسمعة الطيبة التي تتمتّع بها الجمهورية الإسلامية بين الكثير من البلدان الجارة وغيرها ولا يملك أيّ بلد مقدار ما لها من محبين ومناصرين، ومن هنا تواجه أعداءا يتصفون بالخبث والإصرار.
وأشار الإمام الخامنئي إلى زيارة رئيس حكومة الكيان الصهيوني لأوروبا قائلاً: يلجأ شمر الزمان ذاك، أعني رئيس وزراء الكيان الصهيوني القاتل للأطفال إلى أوروبا ليتظلّم ويقول بأنّ إيران تسعى للقضاء علينا. هؤلاء هم شمر الزمان بالمعنى الحقيقي للكلمة فهم يتفوّقون على ظلمة التاريخ من حيث ممارسة الظّلم والجور. ثمّ ينصت ذاك المستمع الأوروبي ويهزّ برأسه ولا يقول له بأنكم تقومون الآن بارتكاب هذه الجرائم في غزّة والقدس.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ الجمهورية الإسلامية تنتهج الأسلوب المنطقي في كافّة القضايا وتابع سماحته متحدّثاً في الشأن الفلسطيني قائلاً: تتصرّف الجمهورية الإسلامية بأسلوب منطقي حيال كافة قضايا المنطقة. فيما يخصّ الكيان الصهيوني كان جمال عبد الناصر يهتف بأنّنا سنلقي اليهود في البحر. لم نتحدّث بهذا المنطق منذ اليوم الأوّل، بل قمنا منذ اليوم الأول بالإعلان عن مشروعٍ وقلنا أنّ الديموقراطية أسلوب حضاري يتقبّله الجميع في العالم؛ قلنا بأن إلجأوا للشعب الفلسطيني من أجل تحديد مصير البلد التاريخي فلسطين. وقد تمّ تسجيل هذا المشروع في الأمم المتحدة على أنّه رأي الجمهورية الإسلاميّة. أولئك الفلسطينيون الحقيقيون والذين عاشوا في فلسطين منذ ٨٠ عاماً ومنذ ١٠٠ عام -إن كانوا مسلمين أو يهود أو مسيحيين- أينما كانوا، في الأراضي المحتلّة وخارجها، فليتمّ إجراء استفتاءٍ لهم. وليحدث ما يقولونه هم. هل هذا اقتراح سيّء؟ أليس الأوروبيّون مستعدّون لإدراك هذا الأمر؟
وتابع سماحته قائلاً: ثمّ يقوم قاتل الأطفال الظالم والخبيث وشمر الزمان ذاك بالتظلّم والقول بأنّ إيران تسعى لإبادة الملايين من سكّاننا.
وتحدّث الإمام الخامنئي في الشأن الجامعي قائلاً: يجب أن نحوّل التوجّه نحو "استهلاك العلم" داخل البلاد إلى توجّه نحو "إنتاج العلم". حتّى متى علينا أن نستهلك علوم الآخرين؟
واستطرد سماحته قائلاً: نحن لا نخجل من أن نتتلمذ على يد أولي العلم؛ لكنّ التتلمذ شأن والتقليد شأنٌ آخر. لماذا وبمجرّد أن يتمّ الحديث حول وجوب أن نفكّر بالعلوم الإنسانيّة يقول البعض مستنكراً وهل يُعدّ هذا علماً؟
وتابع قائد الثورة الإسلاميّة حديثه في هذا المضمار قائلاً: يتمّ إثبات عدم صحّة العديد من نتائج الأبحاث في العلوم التجريبية يوماً بعد يوم مع كونها قابلةً للتجربة في المختبرات، فماذا تتوقّعون من العلوم الإنسانيّة؟ ما هي نسبة الأقاويل المتناقضة في علوم الاقتصاد، والفلسفة، والإدارة وسائر العلوم الإنسانيّة الأخرى؟
وخاطب سماحته أساتذة الجامعة قائلاً: العلم هو ما تحصلون عليه وما يترشّح عن أذهانكم. طبعاً، كما أنّنا نستلم بضاعة معيّنة من أحدهم فإننا نستفيد من علوم الآخرين، لكن لا يمكن أن يستمرّ الأمر على ما هو عليه. قد لا يُنقل علم الآخرين بشكل سليم، وقد لا يقومون بتزويدنا بالجزء المفيد منه، وقد لا يقومون بتزويدنا بالعلم الحديث والمواكب للعصر حيث أنّ هذا الأمر حدث مرّات عديدة في فترة حكم الطاغوت (الشاه الإيراني). لذلك فعلينا أن ننتج العلم.