فوائد التعرّف على سيرة الإمام
للتعرّف على حياة الإمام وسيرته العمليّة هاتين الفائدتين: إحداهما هي أنها غنيّة بالدروس أي أنها تُعلّم الإنسان كيف ينبغي أن يسير في مسار الحياة والأخرى هي أنّها تثير الدوافع وتساعد الإنسان في منعطفات الحياة، تمنح الإنسان حالة من التفاخر والتباهي.

التعبير الأعم للفائدة الثانية هو: أنّها تمنح الإنسان روحاً متباهية. تهب هذا الشعور لأتباع الإمام بأنّني أنا الشيعي أدّعي اليوم أنني أسير على خُطاه والمسار الذي كان يسير عليه، هو المسار الإلهي، ومسار مليء بالفخر، ومسار يبعث الفخر؛ ولذلك ينبغي السير في هذا المسار. لمعرفة الإمام هاتين الفائدتين.(1)

 

هدف الإمامة، تفسير مدرسة التشيع ومواصلة مسار المجتمع الإسلامي
الهدف من الإمامة هو تحقيق هاتين الغايتين وهذين الهدفين: الأوّل هو تفصيل مدرسة (التشيّع)، وتفسيرها، وتدوينها؛ والثاني هو مواصلة مسار المجتمع الإسلامي؛ أي الأخذ بزمام أمور المجتمع والسير قُدماً بالمجتمع في نفس المسار والممشى الذي رسمه وحدّده مفجّر الثورة -أي الرسول (صلّى الله عليه وآله)- والذي تمّ الإعلان عنه سابقاً. هذه هي مسؤوليّة الإمام.
الشيعي الحقيقي هو من يُدرك هذا الهدف. ودعوني ألخّص حديثي بالقول: لو أنّنا عمّرنا مئة عامٍ أيضاً، ولم نعلم لماذا جاء الإمام ولم نسر على نهج إمامنا فلن نكون لائقين بأن نُسمّى شيعة.
إذا لم نتعرّف على نهجهم وماذا كانت إرادتهم ونحو أيّ وجهة كانوا يودّون السير ولم نعلم في أيّ اتجاه علينا أن نسير، فهذا ما ستؤول إليه حالنا. إذا لم نعلم أين كانت وجهتهم فهذا يعني أنّنا لا نعلم في أيّ اتجاه ينبغي علينا اليوم أن نسير؛ لأنّنا نأتمّ بهم. نحن لسنا شيعة إذا جهلنا ذلك.(2)

 

حياة الأئمة، كفاحٌ وجهادٌ واستشهاد
للإمام مهمّتان: إحداهما هي أن يأخذ القرآن بيده، والأخرى هي أن يأخذ بزمام أمور المجتمع الإسلامي. متى ما استطاع أعداء الدين والإنسانيّة، والقوى الظالمة منع الإمام من أداء هاتين المهمّتين، يصبح واجباً على الإمام أن يجاهد ويكافح دون توقّف حتّى يتمكّن من استعادة هذين المنصبين الإلهيّين ويواصل السّير على النهج الذي حدّده له الله عزّوجل.

ادعاؤنا هو أنّ أئمّتنا ومنذ بداية تاريخ الإمامة -عدا استثناء صغير- حتّى استشهاد الإمام العسكري -الإمام الحادي عشر (صلوات الله عليه)- أي تقريباً على مدى ٢٥٠ عاماً، كانت حياتهم حياة الكفاح والجهاد. لقد كان من أهل الكفاح والجهاد.

لا يوجد بين أئمّتنا (عليهم السّلام) أحدٌ إلا وقد قُتل بالسّيف، أو أنّه استشهد وسُمّم في السجن أو المنفى. تكفينا هذه الخلاصة لكي نعتقد أنّ أئمّتنا الإحدى عشر (عليهم السلام) رحلوا جميعاً عن الدّنيا أثناء الجهاد والكفاح.(3)

1و2و3: مقتطفات من خطبة الإمام الخامنئي في محرم الحرام عام 1393 ه.ق في هيئة أنصار الحسين في طهران