بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بكم جميعاً أيها الضيوف الأعزاء و الإخوة و الأخوات المحترمون. و أسأل الله تعالی بتضرع أن يوفقنا و إياكم لمواصلة هذا الطريق و هذا العمل الكبير جداً. كما أشكر الإخوة الأعزاء الذين أعدوا لهذا الملتقی في طهران و أتمنی أن يكون اجتماعكم هذا أيها الأصدقاء خطوة إلی الأمام إن شاء الله.
أولاً أری لزاماً عليّ أن أشكر و أقدر الشعب الفلسطيني و أهالي غزة تقديراً لائقاً. ما ذكرتموه عن تقدم المقاومة و متانة المواقف الفلسطينية في السنوات الأخيرة ما كان متاحاً لو لا هذا الصمود العظيم الذي سجله الشعب الفلسطيني. الحق و الإنصاف أن الشعب الفلسطيني و أهالي غزة خلدوا اسمهم في التاريخ كأكثر الشعوب مقاومة .

ما مرّ علی الشعب الفلسطيني طوال هذه الأعوام الأخيرة التي انطلقت فيها الانتفاضات و تشكلت المقاومة الحقيقية، إنما هو شيء‌ و ظاهرة عجيبة. و لا يمكن أن نعزو هذا الشيء لسوی الهداية و التعضيد الإلهي. يری المرء كل هذه المصائب في غزة و كل هذه المرارات و كل هذه الضغوط علی مدی 22 يوماً من الحرب و خلال ما تلا الحرب من الأيام و لحد الآن - حيث انهالت المصائب تتری علی الأهالي هناك - لكن هؤلاء الأهالي صامدون صلبون كالجبل. هذا واقع عظيم جداً و لا يمكن تجاهله.
ما أريد قوله هو أن عليكم تكريس هذه الاستقامة و هذه الروح المقاومة لدی الأهالي ما استطعتم. قلتم و صحيح ما قلتم: الحل الوحيد لقضية فلسطين هو المقاومة و الكفاح. هذا صحيح، لكن المقاومة و الكفاح رهن بالحفاظ علی معنويات الشعب و الحفاظ علی الأمل لدی الأهالي و أبقائهم في الساحة. هذا باعتقادي أكبر عمل ينبغي أن تقوم به المجاميع الفلسطينية و المنظمات و المناضلين الفلسطينيين. الضغوط التي تمارس راهناً علی غزة من الجانبين، سواء من جانب العدو الصهيوني، أو من الجانب الآخر، القصد منها صرف الناس عن المقاومة. الضغوط التي تمارس ضد الناس في الضفة الغربية سواء علی شكل بناء مستوطنات، أو فيما يتعلق بقضية القدس - التي أشير إليها - أو التصعبات العجيبة أو الجدار العازل و ما إلی ذلك كلها من أجل صرف الجماهير عن المقاومة و دفعها إلی خيار الاستسلام. يجب أن لا نسمح بهذا. يجب أن لا تسمحوا بحصول هذا. يجب المحافظة علی الأمل لدی الشعب الفلسطيني و أهالي غزة، هذا الشعب المقاوم الفولاذي، ليعلموا أن تحركهم هذا سيؤتي نتائجه. هذه نقطة اعتقد أنها علی جانب كبير من الأهمية.

النقطة الأخری هي أن ما نشاهده من التقدم في القضية الفلسطينية - و هو تقدم لا يقبل الإنكار - يمثل اقتداراً مضطرداً لجبهة المقاومة في قبال جبهة الاستكبار و الكفر و هو أمر مشهود و واضح. ما يلاحظ علی هذا الصعيد ناجم عن الإيمان بالله و التوكل عليه و إشراك عنصر المعنوية في الكفاح. إذا لم يكن الكفاح مصحوباً بعنصر الإيمان سيكون هشاً ضعيفاً. الكفاح ينجح حينما يشتمل علی الإيمان بالله و التوكل عليه. ينبغي تعزيز الروح الدينية و الإيمان الحقيقي بالوعد الإلهي و التوكل علی الله تعالی لدی الجماهير. ينبغي تقوية حسن الظن بالله تعالی و بوعده لدی الشعب. و نحن أيضاً يجب أن نحسن الظن بالله تعالی. الله تعالی أصدق القائلين. و هو القائل: «لينصرن الله من ينصره» (1) و جاء أيضاً: «من كان لله كان الله له» و يقول لا تخشوا الأعداء «إن كيد الشيطان كان ضعيفاً» (2) هذا ما يبثه فينا و يبيّنه لنا. الله تعالی صادق. و نحن إذا عملنا بواجبنا في هذا السبيل و تحركنا في سبيل الله، و ناضلنا من أجله، و جعلنا الهدف رضاه فسوف يكون النصر نصيبنا لا مراء.
أقول لكم: انتصار الشعب الفلسطيني في استعادة حقه ليس أصعب من الانتصار الذي حققه الشعب الإيراني في تأسيس الجمهورية الإسلامية. يومذاك - يوم كان الطاغوت يحكم هذا البلد - لو نظر شخص إلی المسرح العالمي و إلی المشهد في المنطقة لوجد أن تغيير النظام الطاغوتي هنا من المحالات الأكيدة، و خصوصاً تبديله إلی نظام إسلامي. كان هذا يبدو من المحالات حسب الموازين الطبيعية، و لم يكن ممكناً أو مقدوراً وفق المعايير العادية. القوة الأكيدة لأمريكا في هذه المنطقة و الدعم غير المشروط لنظام الشاه و عدم توفر المجاهدين و المناضلين هنا علی أية إمكانيات و فرص - أي إن إمكاناتنا في ذلك الوقت كانت أقل بكثير مما لدی أهاليكم في غزة أو الضفة الغربية اليوم - و مع ذلك وقع هذا الحدث و حصل ذلك المحال. و ذلك بفضل مواصلة الكفاح و النضال و ببركة التوكل علی الله و القيادة صاحبة العزيمة و الحسم لإمامنا الجليل. و أقول إن هذا الحدث يمكن أن يقع لفلسطين أيضاً. البعض ينظرون للمشهد و لما تمتلكه أمريكا من قدرة و لدعم الغرب للصهاينة و لقدرات الشبكة المالية للصهاينة في أمريكا و سائر أنحاء العالم و لقدراتهم الإعلامية و الدعائية، فيلوح لهم أن إعادة فلسطين للفلسطينيين أمر مستحيل. لكنني أقول:‌ لا، فهذا الأمر غير الممكن سيحدث بشرط الصمود و الاستقامة. يقول الله تعالی: «فلذلك فادع و استقم كما أمرت» (3)، لا بد من الاستقامة و لا بد من الصمود و مواصلة الطريق. من مقدمات مواصلة الطريق هذه الملتقيات التي تقيمونها و التنسيق و الإعلام العالمي الذي تمارسونه و هذا الكلام الذي قلتموه أيها السادة و كله صحيح. هذا الاقتراحات كلها لازمة و صحيحة. لقد سمّموا الرأي العام العالمي.

أمريكا و الغرب اليوم يكذبون صراحة فيما يخصّ القضية الفلسطينية و الكثير من القضايا الأخری.. يكذبون صراحة. فاجعة عظيمة مثل فاجعة غزة في حرب الـ 22 يوماً يعرضونها مقلوبة للرأي العام. ينبغي أن نتنبّه لهذه الأمور. نريد أن نذكر بهذه المسائل. غزة و فلسطين اليوم ساحة لفضيحة الغرب. يزعم الغرب الدفاع عن حقوق الإنسان و يتجاهل أكبر و أفجع انتهاك لحقوق الإنسان في غزة. تعاقبت الأيام و الغربيون لا يتفوهون حتی بكلمة واحدة لصالح أهالي غزة و الدفاع عنهم. كانت الأيام تتوالی و تمضي و كنا نترصد أن نسمع منهم شيئاً فلم يصدر شيء، لا عن أوربا و أمريكا و حسب، بل حتی عن منظمات حقوق الإنسان و المنظمات التي تدعي الدفاع عن الحرية، لم يصدر عنها كلمة لصالح أهالي غزة. و بعد أن تعالت أصوات الشعوب و تظاهر الناس في البلدان المختلفة و تكلموا و تصاعدت الفضيحة بدأوا هم أيضاً بالكلام، و الكلام فقط. لم يدعم الغرب أهالي غزة إطلاقاً حيال مثل هذه الفاجعة الهائلة التي ارتكبت أمام أنظار الجميع. و لا يزال الغرب لحد اليوم علی نفس هذه المواقف. لقد فضحت الأمم المتحدة نفسها. كانت أمريكا مفضوحة و فضحت أكثر رغم انتشار تقرير غولدستون و إطلاع الجميع عليه. يجب أن يقف ساسة الكيان الصهيوني المجرمون أمام المحكمة و يعاقبوا. و لكن لا يحدث أي شيء من هذا القبيل. لا تتخذ أية‌ خطوة علی هذا السبيل. و إنما يتزايد الدعم للحكومة الصهيونية الغاصبة المزيفة. هذا ما فضح الغرب. أمريكا بهذه الحكومة الجديدة و رئيس الجمهورية‌ الجديد تدعي أنها تريد التغيير. رفعوا شعار التغيير من أجل تدارك سمعة أمريكا السيئة في المنطقة‌ الإسلامية بعض الشيء، لكنهم لم يستطيعوا ذلك، و ليعلموا أنهم لن يستطيعوا ذلك إلی آخر المطاف، لأنهم يكذبون، لأنهم يكذبون علی الناس صراحة. يكذبون في الكثير من القضايا و الأمور. و نحن في الجمهورية الإسلامية نری و نسمع أكاذيبهم دوماً. قلب الحقائق و الواقع عملية شهدناها منهم طوال ثلاثين سنة و تعودنا عليها، لكن العالم سوف يصدر أحكامه و التاريخ سيقول كلمته. أقول لكم إن الحضارة‌ الغربية اليوم تواجه اليوم تحدياً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. دعاوی الليبرالية الديمقراطية تواجه التشكيكات اليوم. أي إنكم بمقاومتكم في فلسطين أسقطتم و أبطلتم إدعاء غربياً له من العمر عدة مئات من السنين استطاع الغرب بواسطته الهيمنة علی العالم و التحكم فيه. المقاومة التي تمارسونها مهمة و عظيمة إلی هذه الدرجة.

قضية غزة ليست قضية قطعة من الأرض و قضية فلسطين ليست قضية جغرافية. إنها قضية الإنسانية. قضية فلسطين اليوم مؤشر يميّز بين الالتزام بالمبادئ الإنسانية و معادات هذه المبادئ. القضية مهمة إلی هذه الدرجة. أمريكا أيضاً ستتضرر من هذه المعاملة بلا شك. هذه الأمور التاريخية التي تستمر عشرة أعوام أو عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً تعدّ كلحظة واحدة في التحولات التاريخية و ستمضي سريعاً. لا مراء أن أمريكا و مستقبل أمريكا سينهزم بسبب التعامل الذي انتهجه الأمريكان طوال الخمسين أو الستين سنة الأخيرة فيما يتعلق بقضية فلسطين. القضية الفلسطينية ستبقی وصمة عار و خزي لأمريكا طوال القرون المتمادية في المستقبل. فلسطين سوف تتحرّر، و لا يخالجكم أي شك أو شبهة في هذا الخصوص. فلسطين ستتحرر يقيناً و ستعود لأهاليها و ستتشكل فيها حكومة فلسطينية. هذا مما لا ريب فيه، لكن السمعة السيئة لأمريكا و الغرب سوف لن تزول. سوف يبقی سوء السمعة يلاحقهم. لا شك أن الشرق الأوسط الجديد سيتشكل وفقاً للحقائق التي قدرها الله تعالی. و سيكون هذا الشرق الأوسط الجديد شرق أوسط الإسلام. كما أن قضية فلسطين قضية إسلامية. جميع الشعوب مسؤولة حيال فلسطين. كافة‌ الحكومات مسؤولة قبال فلسطين سواء الحكومات المسلمة أو الحكومات غير المسلمة. أية حكومة تدعي مناصرة الإنسانية مسؤولة لكن واجب المسلمين أثقل و أكبر. الحكومات الإسلامية مسؤولة و عليها أن تعمل بمسؤولياتها و أية حكومة لا تعمل بواجبها و مسؤوليتها إزاء القضية الفلسطينية سوف تواجه عواقب ذلك لأن الشعوب استيقظت و تطالب الحكومات، و الحكومات مضطرة لتحمل مسؤولياتها أمام هذه القضية.

القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في الجمهورية الإسلامية ليست قضية تكتيك و لا هي حتی استراتيجية سياسية، إنما هي قضية عقيدة قلبية و إيمانية. لذلك لا توجد بيننا و بين شعبنا في هذا الخصوص أية فواصل و اختلافات. بمقدار ما نهتم بقضية فلسطين يهتم بها شعبنا أيضاً.. أولئك الذين يعلمون ما هي قضية فلسطين و هم الأكثرية الساحقة من شعبنا. و تلاحظون في يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل سنة التي أعلنها الإمام الخميني يوماً للقدس، تلاحظون أن الناس هنا يتظاهرون في المدن الكبيرة و الصغيرة و حتی في القری كما يتظاهرون في يوم الثاني و العشرين من بهمن ذكری انتصار الثورة الإسلامية و الذي يعد شيئاً داخلياً خاصاً بشعبنا و بلدنا، و نراهم يسجلون في يوم القدس نفس المشاعر و نفس التواجد و المشاركة التي يسجلونها في يوم الثاني و العشرين من بهمن. في يوم القدس أيضاً يخرج الشعب في كافة مدن البلاد الكبيرة و الصغيرة و القری إلی الشوارع سواء كان الجو حاراً أو بارداً و يعبرون عن مشاركتهم و اندفاعهم. و اعلموا لو لا أننا - كمسؤولين للبلاد - نمنع الناس لسار الكثير من شبابنا ليشاركوا بأجسادهم و أجسامهم في الساحة الفلسطينية. في حرب غزة سار شبابنا إلی المطار و لم يغادروه رغم كل المحاولات، إلی أن غادروه بنداء مني. لو لم أوجّه لهم هذا النداء لما تركوا المطار. كانوا يقولون خذونا إلی غزة، و كانوا يتصورون أن بوسعهم الوصول إلی غزة. هكذا هي دوافع شبابنا و محفزاتهم. قضية غزة و فلسطين قضيتنا و هي قضية إسلامية و قضية كل المسلمين و تمثل واجباً بالنسبة لنا. و ما نقوم به إنما هو واجبنا و لا نمنّ به علی أحد. فنحن إنما نقوم بواجبنا. و نسأل الله تعالی أن يعيننا لنستطيع أداء واجباتنا و لكن أنتم الأعزاء الحاضرين هنا أصروا علی هذا الكلام الذي قاله السادة و هو أن الأساس هو الكفاح و النضال، و أنه لا سبيل للحل في القضية الفلسطينية سوی المقاومة. قولوا هذا الكلام بصراحة و علناً و لا تسمحوا للمجاملات السياسية و التعتيم السياسي بأن يتغلب علی هذا المنطق. كل فلسطيني انتحی عن طريق المقاومة جانباً تضرر. إسرائيل ليست صادقة في مطالبتها بالسلام، و حتی لو كانت صادقة فهي علی باطل و لا حق لها هنا، لكنها ليست صادقة. الذين انخرطوا في طريق التفاوض اضطروا للقبول بما يفرضه عليهم العدو، و لو ابتعدوا لحظة واحدة عن طريق ما يفرضه عليهم العدو فسوف يقصون أو يهانون، و قد شاهدتم مصاديق للحالتين. أقصوا البعض و أهانوا البعض. طريق القدس و طريق فلسطين و طريق إنقاذ القضية الفلسطينية و حلها هو طريق الكفاح فقط، و هذا ما قاله السادة و أنا مسرور لأن هذه القضية مما تجمعون عليه. الذي لا يوافق هذا السبيل إنما يوجّه الضربات للقضية الفلسطينية من حيث يدري أو لا يدري. إذا كان يدري ففعلته هذه خيانة و إذا كان لا يدري فما يقوم به جهل و غفلة، لكنها علی كل حال ضربة توجه للقضية الفلسطينية. إنهم بذلك يوجّهون الضربات للقضية الفلسطينية. ليس أمام فلسطين من سبيل سوی المقاومة، هذا ما يجب أن يقولوه و يطالبون به و علی الحكومات الإسلامية أن تكرره. طبعاً الكثير من الحكومات العربية خرجت من الأمتحان في قضية غزة و ما قبلها و ما بعدها من القضايا فاشلة فشلاً ذريعاً. خرجوا من الامتحان فاشلين جداً. كلما طرحت القضية الفلسطينية قالوا إنها قضية عربية! حينما يحين وقت العمل تلغی فلسطين تماماً من معادلاتهم كلها، و بدل أن يساعدوا فلسطين و الفلسطينيين و إخوتهم العرب - حتی لو كانوا غير مؤمنين بالإسلام فليلتزموا بعروبتهم علی الأقل - تراهم ينسحبون من الساحة كلهم. خرجوا من الإمتحان فاشلين للغاية. و هذا ما سيبقی في التاريخ. و هذه العقوبات و الجزاء لا يختص بالآخرة، فهو موجود في الدنيا أيضاً. كما أن النصرة الإلهية لكم أنتم الذين تجاهدون و تناضلون لا تختص بالآخرة. في هذه الآية التي تليت - و كرّرها السيد خالد مشعل - تقول الملائكة: «نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا و في الآخرة»‌ (4). إذن، ليست المسألة في الآخرة فقط، بل في الدنيا أيضاً تعمل ملائكة الله و قواه المعنوية علی مدّ يد العون للذين: «قالوا ربنا الله ثم استقاموا» (5).

و نحن نشاهد عونهم في الدنيا بأعيننا. ملائكة الله أعانونا نحن أيضاً في ثمانية أعوام من الدفاع المقدس. و قد شاهدنا هذا العون بأعيننا. قد لا يصدق ذلك الإنسان الغارق في الماديات، دعه لا يصدّق. نحن شاهدنا هذا العون. و اليوم أيضاً تساعدنا ملائكة الله و نحن واقفون و صامدون بفضل العون الإلهي. قوتنا العسكرية لا تقبل المقارنة بأمريكا. و قدراتنا الاقتصادية و أمكاناتنا المالية و الإعلامية و امتداد نشاطنا السياسي لا يقبل المقارنة بأمريكا. و مع ذلك فنحن أقوی من أمريكا. مع أنها أكثر مالاً و سلاحاً و أقوی إعلاماً و إمكانياتها المالية و السياسية أكثر، لكنها أضعف و نحن أقوی. و الدليل علی قوتنا هو أنها تراجعت خطوة خطوة في كل الميادين التي حصلت فيها مواجهة بيننا و بينها. نحن لا نتراجع بل نتقدم إلی الأمام. هذا هو الدليل و المؤشر، و هو ببركة الإسلام و بفضل العون الإلهي و مساعدة ملائكة الله. هذا ما نعتقد به و نؤمن به و قد شاهدناه و نشاهده بأعيننا. و سوف يعود القدس الشريف يوماً إن شاء الله، علی الرغم من هذا الهمّ و القلق الذي أشاروا إليه حول القدس - و هو قلق واقعي - إلی أيدي المسلمين، و قد يشاهد الكثير منكم ذلك اليوم و قد نكون نحن أو لا نكون، علی كل حال سيشهد شعب فلسطين و الشعوب في العالم هذا الشيء يوماً ما.
أشكركم ثانية و أعرب عن سروري للقاء بكم هنا. الكلام لدينا و لديكم كثير جداً. و كلامنا لا ينتهي بهذه الدقائق، و لكن حان الظهر و دخل وقت الصلاة و يجب أن نذهب. نتمنی لكم جميعاً التوفيق و السداد إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1) الحج، 40.
2) النساء، 76.
3) الشوری، 15.
4) فصلت، 31.
5) فصلت، 30.