وفي التفاصيل شهدت حسينية الإمام الخميني رحمه الله صباح اليوم الأربعاء لقاء الآلاف من أهالي محافظة أذربيجان الشرقية بقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي وذلك على أعتاب الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لانتفاضة أهالي محافظة أذربيجان الشرقية ضد النظام الشاهنشاهي، حيث أكد سماحة الإمام الخامنئي خلال الكلمة التي ألقاها في هذه المناسبة على أن يوم 22 بهمن (10 شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) هذا العام كان يوماً مشرفاً بالنسبة للبلاد وقال سماحته: إن لساني عاجزٌ عن توجيه الشكر للشعب؛ يجب أن نشكر الله. هذا هو الجيل الثالث والرابع من أجيال الثورة الذي يأتي ويقف في وجه العدو ويعرب عن موقفه بحزم.

وأضاف سماحته: يجب على المسؤولين أن لا يعتبروا مشاركة الناس هذه مؤشراً على عدم معاناتهم وعدم شكواهم مما نقوم به نحن المسؤولون من نشاطات وفعاليات. إن للناس معاناتهم وشكاواهم، وهم يرفضون التمييز والتقاعس عن العمل وعدم الإكتراث بالمشكلات.

وخلال إشارته إلى بعض الحركات السياسية في البلاد قال قائد الثورة الإسلامية: البعض يردّد على لسانه مفهوم "المصالحة الوطنية"؛ برأيي هذا المفهوم لا معنى له؛ لأن الناس متحدون ومتعاضدون؛ لماذا تتحدثون عن المصالحة؟ أهل توجد بين الناس مشاحنات وضغائن؟ نعم، إن الناس يحملون الضغائن لأولئك الذين نزلوا يوم العاشر من المحرم (عام 2009م) إلى الشوارع وبكل قساوة ووقاحة، قاموا بتجريد الشاب التعبوي من ثيابه وانهالوا عليه بالضرب، ولا يتصالحون معهم أبداً.

وتابع الإمام الخامنئي كلمته بقوله: إنها نهاية عام "الاقتصاد المقاوم، المبادرة والعمل"، وعلى المسؤولين أن يظهروا ما الذي أنجزوه من مبادرات وأعمال. يجب أن لا يقولوا يجب إنجاز هذه الأعمال، عليهم أن يقولوا: تم إنجاز هذه الأعمال. لا يمكن غض الطرف عن شكاوى الناس؛ على المسؤولين أن يسعوا لمعالجة قضايا غلاء الأسعار والبطالة والركود والتي تعتبر من القضايا المهمة.

وأضاف الإمام الخامنئي: يسعى العدو اليوم للضغط على اقتصاد البلاد لكي يصاب الناس بالمشاكل والإحباط.

واعتبر سماحته الكرامة والعزة الوطنية التي يتمتع بها الإيرانيون اليوم بالمقارنة مع مرحلة الاستعباد إبان النظام الطاغوتي واحدة من منجزات الثورة الإسلامية التي تفتخر بها وأضاف الإمام الخامنئي: عمل النظام الذي كان رهناً لأمريكا وبريطانيا على إذلال الشعب وإضعافه، أما اليوم يذعن الجميع لعزة وقوة الشعب الإيراني وتواجد إيران المؤثر في المنطقة، وهم يدركون أنه في حال عدم مشاركة إيران في جميع قضايا المنطقة تقريباً واتخاذها القرار، فإنه لن يتم إنجاز أي عمل.

وأكد الإمام الخامنئي على أن: إحدى حيَل العدو سواء الحكومة الأمريكية السابقة أم الحالية هي التهديد المستمر بنشوب الحرب وأن الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة... الحرب الحقيقية هي الحرب الثقافية والاقتصادية وفرض العقوبات والاستحواذ على ساحات العمل والنشاط والطاقة في البلاد؛ يحرفون أنظارنا صوب الحرب العسكرية لنغفل عن هذه الأمور.

وفي إشارة منه إلى الاتفاق النووي مع الدول الغربية وإساءة استخدام الغرب لهذا الاتفاق قال قائد الثورة الإسلامية: ذاك المسؤول الأوروبي يقول لمسؤولينا أنه لو لم يكن الاتفاق النووي لكان من الحتمي نشوب حرب في إيران؛ هذا كذبٌ مطلق! لماذا يتحدثون عن الحرب؟ لأن الذهن يذهب مباشرة باتجاه الحرب.

وقرأ سماحته الآية الكريمة "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة" ووضح قائلاً ليس المقصود بهذه الآية هو مجرّد أخذ القوة العسكرية بعين الإعتبار بل ما تعنيه هذه الآية هو أن اسعوا قدر ما استطعتم في سبيل زيادة قوّتكم الذاتيّة في كافة المجالات.

وتطرق السيد الخامنئي إلى الحركات التي قامت بها بعض المجموعات بهدف بث الفرقة في السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية في مدينة تبريز حيث قال سماحته: قال إمامنا الجليل في وصف هذه الحركات الناشئة من السياسات البريطانية القديمة: "لا يقلق أحد، لأن أهالي تبريز أنفسهم سوف يقومون بردة الفعل المناسبة" وهذا ما حدث.

ورأى الإمام الخامنئي في وعي شرائح الشعب المختلفة ومن ضمنها أهالي وشباب ونخب أذربيجان في مواجهتهم محاولات التفرقة ودسائس الأعداء، وعياً يستحق الثناء والمديح وأضاف سماحته: أذربيجان نقطة قوة الثورة والنظام الإسلامي ضحى أهلها بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوحدة الوطنية، ينبغي على الجميع أن يكونوا شاكرين لهذه التضحية.

واعتبر السيد الخامنئي وجود القوميات المختلفة مثل الأتراك، الفرس، اللور، الكرد، العرب والبلوتش فرصة ثمينة لإيران حيث قال سماحته: دائماً ما كان العدو يُعلق الآمال على إيجاد الاختلاف القومي ظناً منه أنه بإمكانه استغلال وجود أي شرخ لزعزعة البلاد. إلا أنه لا يوجد أي شرخ في البلاد والشعب شعبٌ متحدٌ ومتلاحم.

ونوه قائد الثورة الإسلامية بتصدي وثبات قوميات إيران العظيمة وعلى رأسهم سكان محافظة أذربيجان لسياسات الأعداء الخبيثة، واعتبر سماحته وجود أشخاص كالمرحوم مولوي عبد العزيز ساداتي أحد علماء أهل السنة البلوتش، المرحوم الشهيد شيخ الإسلام أحد علماء أهل السنة في محافظة كردستان وكذلك الشهيد القائد الشاب العربي الخوزستاني علي هاشمي نموذجاً لوحدة وانسجام قوميات الجمهورية الإسلامية المختلفة في دفاعهم عن الإسلام والثورة وقال سماحته: الشعب الإيراني؛ شعبٌ متحدٌ، منسجمٌ، متعاضدٌ ومتكاتف.