وبمناسبة اقتراب موعد الانتخابات تمحور حديث قائد الثورة الإسلامية حول هذا الشأن حيث قال سماحته: فليحافظ المسؤولون عن الانتخابات، في وزارة الداخليّة، في مجلس صيانة الدستور، في الإذاعة والتلفزيون وسائر الأماكن على أمانة الشعب؛ آراء النّاس هذه، مشاركة هذا الشعب، هي أمانة النّاس.
وشدّد الإمام الخامنئي على انتهاج الدّقة والأمانة خلال الانتخابات قائلاً: فليبذلوا قصارى جهدهم في الحفاظ على هذه الأمانة؛ فليواظبوا أن لا يتعدّى أحدهم لا سمح الله على هذه الأمانة.
فليطبّقوا القانون بحذافيره وبصورة دقيقة. عليهم أن لا يسايروا أو يجاملوا أحداً أمام القانون؛ القانون يبقى قانوناً؛ وهو ملكٌ للجميع.
وأضاف سماحته: ليس هناك أي استثناء فيما يخص القانون؛ فليحافظوا على القانون كي يتمّ إنجاز عمل سليم يرضى عنه الله عزّوجل.
وفي إشارة لسماحته لتهديدات العدو أكّد الإمام الخامنئي أنّ الأعداء يخشون بشدّة مشاركة الشعب في الساحات وأًضح قائلاً: يجب أن يعلم مواطنونا الأعزّاء بأنّ مشاركتهم في مختلف الساحات مصيريّة، تحدد مصير الأمن القومي؛ مع مشاركة الشعب يسود الأمن في البلاد.
عندما تشاهدون أن العدوّ المتعجرف والوقح يرتدع عن الإقدام على أي خطوة عنيفة تجاه الجمهورية الإسلامية فإنّ سبب هذا الأمر هو مشاركة الناس؛ يهابون النّاس. يخشونه بكل ما للكلمة من معنى. هذه ليست تحليلات بل حقائق مبنية على وثائق لا تقبل الشك والترديد. عندما يشارك الشعب فإنّ العدو الذي ينوي على مكافحة هذا النظام يُجبر على التراجع وعدم الاعتداء.
واستكمل قائد الثورة الإسلامية حديثه بالقول: عندما يحدث شرخ بين الشعب والنظام ولا يشارك الشعب في الساحات فإنّهم سيتمكنون من القيام بما يحلو لهم.
كما أكّد سماحته أنّ الرادع الوحيد للشعب هو العدو وليس المسؤولين في البلاد وقال: نسمع في بعض الأحيان وسمعنا قول البعض سابقاً أنّنا دفعنا شبح الحرب بقدومنا وتحمّلنا للمسؤولية؛ لا، هذه الأقاويل أقاويل خاطئة.
مشاركة الشعب هي من دفعت شبح الحرب عن البلاد طوال هذه الأعوام.
واستكمل الإمام الخامنئي خطابه بالقول: ليعلم الجميع أن البلد لا تنتظم أموره ولا تتحسّن أوضاعه إلا بالعمل الجهادي الثوري، وهو العمل الكثير الدؤوب الذي يتسم بالنوعية والنزعة الثورية. ولكن ما هي النزعة الثورية؟ يتصوّر البعض أن العمل الثوري هو العمل غير المنتظم؛ كلا، فالعمل الثوري يعني ألّا ننشغل بزخارف الدنيا وبهارجها، وهذه هي واحدة من الخطوط الرئيسية له، ويعني أنّ على أولئك الذين يحدّدون القواعد والضوابط أن يختزلوا السبل وأن يعبّدوا الطرق القصيرة للناس ولموفّري فرص العمل.
كما أكّد قائد الثورة الإسلامية على أهميّة المشاركة الكثيفة في الانتخابات قائلاً: تتجلى في الانتخابات أجلى مظاهر حضور الناس وتواجدهم. فإني لا أوصيكم بتاتاً بأن تصوّتوا لصالح فلان ولا تصوّتوا لصالح فلان، ولكن أوصيكم بالحضور عند صناديق الاقتراع والتصويت، فعلى كلّ من يهفو قلبه للبلد وأمنه أن يشارك في الانتخابات.
وتابع سماحته: يعلم الشعب بأنّ نظام الجمهورية الإسلاميية يبذل مجهوده في سبيل تحقيق عزته وأمنه وتقدمه، ولقد قطع يد العدوّ التي كانت قد تطاولت على البلد، وهذا ليس بالعمل الهيّن وإنما هو إنجاز كبير.
كما لفت الإمام الخامنئي إلى كون الانتخابات مسؤولية شرعية أمام الله تحتاج إلى اتخاذ قرارات صائبة مبنية على التعقّل وقال سماحته: على الشعب ألّا يمرّ على قضية الانتخابات مرور الكرام، وأن يكون تصويته نابعاً عن تأمّل وتدبّر. فلو كان انتخابنا ناتجاً عن فكر وتعقّل، وكان صوتنا قائماً على أساسٍ منطقي، سننال مرضاة الله وراحة بالنا حتى ولو أخطأنا، ولكن إذا ما عملنا دون اللجوء إلى فكر صائب، سنكون مسؤولين أمام الله وأمام أنفسنا كذلك.
ثمّ توجّه قائد الثورة الإسلامية للمرشحين للانتخابات الرئاسية مخاطباً إياهم بالقول: أخلصوا نواياكم لله، وليكن هدفكم إسداء الخدمة لا الوصول إلى السلطة. وخوضوا حلبة الصراع من أجل تقديم الخدمة للناس ولاسيما للطبقات المحرومة. ولتكن شعاراتكم الانتخابية بحيث يفهم الجميع منها أنكم تبتغون دعم الشرائح الضعيفة في البلد.
كما تحدّث الإمام الخامنئي حول أهميّة "العامل" معتبراً أنّه يشكّل "العمود الفقري للاقتصاد والإنتاج" وقال سماحته: يجب إيلاء أهميّة كبيرة للعمّال إذا ما أردنا الحصول على اقتصاد "متطوّر ومستقل" وازدهار اقتصادي وعلينا الاعتماد والتأكيد على "الإنتاج الوطني" إذا ما أردنا أن يتمتّع المجتمع العمّالي بامتيازات وحقوق لائقة به.
وأضاف سماحته: يوجد حل لمشكلة الاقتصاد في البلاد ولا توجد أي عقدة لا يمكن فكّها ومن الضروريّات الهامّة في هذا السبيل الاعتناء بحقوق العمّال.
كما لفت قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: على المجتمع العمّالي أن يشعر بالاحترام والتقدير والعزّة وأن يشعر بأن بوجود تقدير لما ينجزه من أعمال وهكذا يتم القضاء على التعب وقلّة الاهتمام بالعمل.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ "تأمين الاستقرار في العمل" و"تأمين معيشة العمال" من جملة وظائف المسؤولين.
وأشار قائد الثورة إلى أن الهدف من الحديث عن هذه القضايا هو التأكيد على الاقتصاد المقاوم وقال سماحته: إنّ تحوّل أي موضوع إلم إرادة عامّة يستدعي تحققه وسوف يسير المسؤولون في ذلك الاتجاه.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الدور السياسي والاجتماعي الذي يلعبه العمال في مختلف الدول ومساعي الأعداء لجرّ المجتمع العمّالي نحو الاصطدام بالجمهورية الإسلامية منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الإسلامية وقال سماحته: مع وجود هذه المساعي، انحاز العمال دائما للنظام ودافعوا عنه وفي الحقيقة لقد قام المجتمع العمالي المتدين والنشيط بتوجيه صفعات للعدو طوال هذه الأعوام.
كما أكّد الإمام الخامنئي على أهميّة موضوع إيجاد فرص للعمل حيث قال سماحته: إذا ما تمّ حلّ قضية فرص العمل بشكل مناسب فسوف تشهد مشاكل اجتماعية كالمخدرات ومشاكل الشباب والآفات الناتجة عن البطالة تراجعا كبيراً.
وتابع سماحته: على من يتولّى المسؤولية التنفيذيّة في البلاد وجميع الذين سيستلمون أقساماً اقتصادية في الحكومة القادمة أن يعملوا منذ اليوم الأول حل المشاكل المتعلّقة بالعمل لأن هذا الموضوع الهام لا يحتمل التأخير ولو ليوم واحد.