قضية بورما المفجعة حقّا، لا يعلم الإنسان كيف يبرّرها، هي بحق حادثة يقل نظيرها؛ أمام أنظار البلدان والدول الإسلامية، أمام أنظار مليار ونصف مليار مسلم، أمام أنظار المحافل الدولية والحكومات الكاذبة المرائية التي تدّعي حقوق الإنسان. حكومة عديمة الرحمة وعلى رأسها امرأة نالت جائزة نوبل للسلام! امرأة عديمة الرحمة. یقتلون حشوداً من النّاس العُزّل، يحرقونهم، يدمّرون منازلهم، يطردونهم. في واقع الأمر هذه حادثة عجيبة. لا تتمّ أيضاً ملاحظة أية ردّة فعل بمعناها الواقعي، نعم، يُدينون، وما فائدة الإدانة؟ ينشرون البيانات، ما هو تأثير ذلك؟ يجب عليهم أن يتخذوا إجراءات عمليّة.
بداية وبدل أن يبيّنوا حقيقة القضيّة للناس؛ يجعلونها قضية بين المسلمين والبوذيين. قد يكون هناك تأثير لعدد من المتعصّبين في هذه القضيّة، لكن هناك حكومة ترتكب هذه الأفعال. القضية سياسيّة !وعلى رأس تلك الحكومة امرأة نالت جائزة نوبل ! لقد قضوا على نوبل وجائزة نوبل بعملهم هذا. جائزة نوبل للسلام تُمنح لإنسان بهذا القدر من انعدام الرحمة؟!  امرأة وتملك هذا القدر من القسوة! يحار الإنسان فعلاً لما آلت إليه البشرية في العالم.
الحل هو أن تتدخّل الحكومات الإسلامية بشكل عملي. لا نقول بأن يحشدوا الجيوش ويهاجموا تلك المنطقة، لكن فليمارسوا ضغوطاً سياسية واقتصادية. توجد العشرات من البلدان الإسلامية، قد يكون لدى بعض هذه البلدان علاقات تجارية وعلاقات اقتصادية، فليمارسوا الضغوط من ذاك الباب على تلك الحكومة، فلينبّهوها وليكرّروا ذلك. فليصرخوا ضدّهم في المحافل الدوليّة. عليهم القيام بهذه الأعمال. ولكن جلوسنا في زاوية ما وإدانتنا. لقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة -بذل جهداً كبيراً!- ما هي فائدة هذه الإدانات؟ يجب أن يكون هناك أثرٌ عملي.
حيث تقتضي سياساتهم؛ في بعض الأحيان يقلبون الدنيا رأساً على عقب بسبب وجود ضغوط على مجرم ما في بلد معيّن. ينادون ويصرخون؛ لأن مجرماً تلقّى عقابه في إحدى الأماكن، لقد قُتل هنا عشرات الآلاف. عددهم معروف ولا يسمحون بإعلانه. شُرّد عشرات الآلاف، لا تتمّ ملاحظة أية ردة فعل منهم للأسف. هذه حادثة عظيمة جدّاً. نعم، الشعوب غاضبة وحزينة؛ هناك مظاهرات في البلدان الإسلامية، لكن على الحكومات اتخاذ الإجراءات يجب أن تتم مطالبة الحكومات بأن يتم القيام بهذه الخطوات. يجب أن تعقد منظمة التعاون الإسلامي جلسة لأجل هذه القضية، فليجلسوا وليبحثوا سبل نجدة هؤلاء المسلمين. للأسف فإن العالم عالم الظلم.
وعلى الجمهورية الإسلامية أن تحتفظ لنفسها بهذا الفخر بأن تعلن موقفها بصراحة وشجاعة حيال الظلم في أي نقطة من العالم؛ سواء في المناطق المحتلة من قبل الصهاينة، أو في اليمن حيث يرزح شعب اليمن تحت وطأة القصف، أو في البحرين أو في أي مكان آخر أو في بورما، يجب أن تتخذ الجمهورية الإسلامية موقفها الصريح والشجاع حيال هذه الأحداث.