جاءت كلمة الإمام الخامنئي على الشكل التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديين المعصومين، سيما بقية الله في الأرضين. 
مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. تكرمتم ونورتم اليوم هذه الحسينية بالأنوار المعنوية للإخلاص المشهود لدى الكثير منكم حيث جئتم من مدن بعيدة في هذا الجو الحار. ينبغي تحرِّي جوانب معنوية من هذه الاجتماعات فضلاً عن جوانبها الإدارية والسياسية والدولية. وثمة بينكم بالتأكيد أنفاس طاهرة وقلوب نقية ونورانية وأدعية مستجابة؛ ونحن عاقدون ونعقد الأمل على هذه القلوب. 
حسناً، إنه اليوم الأول من شهر ذي الحجة؛ وشهر ذي الحجة شهرٌ عجيبٌ، إنه شهر الدعاء، وشهر المناجاة، وشهر التذكير بميقات الرب مع رسوله العظيم؛ وذروة هذا التضرع والدعاء والتوسل تتجسد في يوم عرفة حيث نشهد هناك حوار إمامنا الجليل الشهيد (1) مع الله تعالى في دعاء عرفة بتلك المضامين السامية، ثم هناك يوم عيد الأضحى الذي يذكر بالتضحية الكبرى «وَفَدَيناهُ بِذِبحٍ‏ عَظيم» (2)، ثم ندخل العشرة الثانية من شهر ذي الحجة، ونستذكر حادثة الغدير هذه الحادثة العجيبة. إنه شهرٌ مهمٌ ومقدمةٌ لشهر محرم. فلننتفع من هذه الفرص انتفاعاً معنوياً.
إنَّ أغلبكم شباب وقلوبكم طاهرة وأرواحكم نقية وتلوثكم أقل بالمقارنة بأمثالنا ممن قضوا أعماراً طويلة، فاسعوا لنيل فضل الله بالتوجه إليه تعالى «وَاسأَلُوا اللَّهَ مِن فَضلِهِ» (3) في كل أموركم، في أموركم الشخصية وفي أموركم الاجتماعية وفي الأمور السياسية وفي الأمور الدولية، وسوف يستجيب جلَّ وعلا. عندما تثقون بالفضل الإلهي والبركات الإلهية فستكون الميزة الأولى لذلك شعوركم بالقوة والقدرة ويبتعد عنكم الضعف والخوف وما شاكل، وهذا شيء عظيم وقيّم جداً. والشعور الآخر الذي يتولد لديكم لأنكم معتمدون على الله ومتكلون على القدرة الأبدية ومستندون إلى النعمة التي لا تزول، هو انبثاق الأمل في النفوس، حيث ينبثق الأمل فيكم وينمو وتتنور قلوبكم بنور الأمل. عندما يكون هناك أمل وتوكل وثقة بالنفس واعتماد على القدرة الإلهية، عندها سيكون الشعب عصياً على الهزيمة، ويتحول الإنسان إلى عنصر أبدي من حيث الاقتدار ومن حيث التحرك ومن حيث التقدم. وهذا هو السرُّ في كل هذا الحثِّ والحضِّ الذي نجده في كلمات الأئمة الأطهار وفي الأدعية على التوسل بالله تعالى والتوكل على الله تعالى والتضرع إلى الله تعالى. عندما تعتمدون على الله «إِنَّمَا يَكْتَفِي‏ الْمُكْتَفُونَ‏ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنَا، وَإِنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعْطِنَا» (4) إلهي، الذين استطاعوا في هذه الدنيا أن يصونوا أنفسهم أمام الأعاصير أعطي جزءاً من قوتك لهم فمنَّ علينا بشيء منها. في القرآن وفي أدعية الصحيفة السجادية للإمام السجاد يعلموننا أن ندعو ونطلب هكذا. حين يوصوننا بالدعاء والتضرع فذلك يعود لأن لا نُضيِّع أنفسنا ولا نخطئ ولا تُصغِّروا أنفسكم ولا تعتبروا أنفسكم ضعفاء. إذا كنتم مستندين إلى مصدر القدرة والثروة الأبدية فلن تحتاجوا إلى أي أحد «اللَّهُمَّ أَغْنِنَا عَنْ هِبَةِ الْوَهَّابِينَ بِهِبَتِكَ، وَاكْفِنَا وَحْشَةَ الْقَاطِعِينَ بِصِلَتِك» (5)، وحتى لو أعرضت عنكم الدنيا كلها ستبقون أقوياء مقتدرين. انبلجت ذرة واحدة من هذا الشعور في الشعب الإيراني فإذا به يقف بكل قوة لمدة أربعين سنة بوجه القوى الصلفة الوقحة العديمة الحياء المتكبرة في الدنيا. ما نملكه أنا وأنتم قليلٌ من كثير في هذا المجال، وكلما زدناه زاد هذا الاقتدار والقوة. حسناً، هذا عن شهر ذي الحجة. 
أريد أن أتحدث معكم اليوم عن ثلاثة مواضيع ـ وطبعاً أنا مصاب بزكام وصوتي مبحوح وأستميحكم العذر بسبب بحاح الصوت هذا، عذراً ـ أروم طرح ثلاثة مواضيع في حدود ما تسمح به أجواء المجلس وإمكانيته. 
الموضوع الأول يتعلق بقضية الاقتصاد ومعيشة الناس وهي اليوم القضية الراهنة في البلاد والتي تشغل أذهان غالبية الأفراد. أريد الإشارة إلى عدة نقاط في هذا الخصوص. والموضوع الآخر هو أمريكا وشرورها وما شاكل. حيث يُطرح اليوم كلام جديد في هذا الخصوص من قِبَلهم ومن قِبَل أمثالهم وسنتطرق باختصار لهذه القضية. وقضية أخرى هي قضية الوحدة السياسية والعامة للناس والمسؤولين وحالة التآزر والتعاون في كل أنحاء البلاد فليحاول الشعب والمسؤولون أن يتآزروا ويكمل بعضهم بعضاً. 
حسناً، أما القضية الأولى فهي قضية الاقتصاد، والمشكلات المعيشية اليوم تمثِّلُ شيئاً يشعر به كل واحد من أبناء الشعب، وجزءٌ من الشعب يتعرض للضغوط بشدة، فهناك فعلاً غلاء، والمواد الغذائية واللحم ولا أدري بيض الدجاج والدجاج وباقي الأشياء الضرورية في الحياة، وإيجار المنازل وما شاكل، كما أنَّ مستلزمات المنزل وغيرها من المستلزمات تعاني من غلاء كبير أيضاً. هذه أمور تشكِّل ضغوطاً على الناس والحق يقال ثمة مشاكل، انخفاض قيمة العملة الوطنية، هذه مشكلات اقتصادية حالية في البلاد. خبراء البلاد، الخبراء الاقتصاديون والكثير من المسؤولين متفقون على أن سبب هذه الأحداث ليس الحظر الخارجي، إنما لهذه الأحداث عامل داخلي ومشكلات داخلية. وهذا ما قاله كثير من المسؤولين أيضاً وصرَّحوا به. والخبراء على حدِّ اطلاعي وعلمي متفقون على هذه الفكرة. لا أقول أن الحظر لا تأثير له، بلى، الحظر أيضاً له تأثيره لكن التأثير الأساسي يتعلق بأدائنا. فإذا كان هذا الأداء أفضل مما هو عليه وأكثر تدبيراً وفي الوقت المناسب وأقوى مما هو عليه اليوم، فلن يترك الحظر تأثيراً كبيراً، وسيمكن معالجته ويمكن المقاومة والصمود بوجه الحظر. معظم المشكلة ناجمة عن قضايانا الداخلية. 

الكثير من مشكلات البلاد الاقتصادية ذات منشأ داخلي وقد اتفق خبراء البلاد الاقتصاديون على هذه الفكرة.

لنفترض مثلاً في قضية العملة الصعبة والمسكوكات الذهبية وما إلى ذلك مما ظهر إلى السطح خلال هذين الشهرين أو الثلاثة أشهر، مبالغ كبيرة، وقيل إنها 18 مليار دولار من العملة الصعبة الموجودة وهي بالنسبة لبلادنا التي تعاني من مشكلة في تأمين العملة الصعبة، ولا نستطيع الحصول داخل البلاد على أموالنا التي في الخارج، 18 مليار بالنسبة لبلادنا رقم كبير، هذه الأموال وقعت نتيجة بعض حالات عدم التدبير وعدم التنبه بيد أفراد أساءوا استغلالها. شخصٌ يُسجِّل على استيراد بضاعة معينة فيستورد بضاعة أخرى. طلب شيئاً ما لقصدٍ ما ولم ينفق العملة الصعبة في ذلك المجال. قال إنني أريد السفر ولم يسافر. إما إنهم استهلكوا العملة الصعبة بمقدار محدود أو باعوها للمهربين، وهو [المهرب] بدوره أخذها إلى الخارج أو باعها لشخصٍ ليحتكرها ويخبئها إلى أن يرتفع سعرها ثم يبيعها بضعفي أو ثلاثة أضعاف سعرها، فيحصل على ثروة سهلة. هذه مشكلات إدارة ولا علاقة لها بالحظر. ومسؤولو البلاد يعترفون بهذا المعنى ويوافقون على أنَّ المشكلة بهذا الشكل. حسناً، إذن كثير من المشكلات هي من هذا القبيل. مشكلات تتعلق بطريقة إدارتنا وطريقة تخطيطنا ورسمنا للسياسات وتنفيذنا. 
عندما يوزعون العملة الصعبة أو المسكوكات الذهبية بصورة خاطئة، فهذه القضية لها طرفان الطرف الأول هو الذي يأخذ هذا الشيء وهو مهرِّب أو يبيعه للمهرِّب، والطرف الآخر هو الذي يُعطي هذا الشيء. ونحن نركض فقط وراء ذلك الشخص الذي يأخذ هذا الشيء ونبحث عنه، المُفسد الاقتصادي والمهرِّب، والحال أنَّ التقصير الأساسي موجَّه للذي أعطى هذا الشيء، ويجب البحث عنه. وهذا العمل الذي بدأته السلطة القضائية مؤخراً وهو عمل صحيح، يبحثون فيه عن هذا [الشخص]، وليست القضية أنهم يقومون باتهام زيدٍ وعمروٍ بشكل اعتباطي، لا، ولكنَّ مخالفة وخطأ كبير حصلا. ولا نقول إنها خيانة، وأنا لا يلهج لساني بحيث أقول بسهولة إنَّ فلاناً وفلاناً يخونون، لا، ولكنهم أخطأوا على كل حال وارتكبوا خطأ مهماً عاد ضرره على الناس. عندما ترتفع قيمة العملة الصعبة إلى هذا الحد فمعنى ذلك أن قيمة الريال ستنخفض، وبهذا لن يبقى شيء لذلك الموظف المحدود الدخل أو صاحب الراتب القليل. عندما تهبط قيمة الريال وعندما تنخفض قيمة العملة الوطنية سوف تحصل هذه المشكلات التي ترونها [اليوم]. حسناً، هذه نقطة وهي أنَّ الحظر له تأثيره، لا أقول أنه لا يؤثر؛ لكنَّ أغلب الآثار السيئة يتعلق بطريقة تصرفنا وإدارتنا.
ونقطة أخرى هي أنَّ العدو يأتي ويدخل من هنا ليسيء استغلال هذه الحالة، فالعدو أعدّ كمائنه ونحن لدينا أعداؤنا. نحن شعب ولأسباب متعددة لنا أعداء خبثاء وأراذل ليسوا بالقليلين، وهم في كمائنهم هنا وهناك، وبمجرد أن يشاهدوا هذه المشكلة في الداخل يأتون ليحطوا فوراً على هذه المشكلة كما تحط الذبابة على الجرح، ويعملوا على استغلال هذا الوضع، ويوحوون ويروجون بأن النظام الإسلامي لم يستطع وأن النظام الإسلامي عاجز، يروجون اليأس ويبثون الحيرة والدوار بين الناس. 

الأعداء يعملون على استغلال الوضع الاقتصادي القائم للإيحاء والترويج بأن النظام الإسلامي عاجز ولبثِّ اليأس والحيرة بين الناس.

وأنتم تلاحظون الإعلام، ولا أدري كم أنتم مطلعون على هذا الإعلام العالمي، والفضاء الافتراضي الآن متاح للجميع، هناك دعايات وإعلام ضد النظام الإسلامي وضد الإسلام وضد الجمهورية الإسلامية وضد كل أجهزة البلاد من مائة جانب، وهذه الحالات تبدأ بسبب خطأ يرتكبه زيد أو عمرو أو بكر، فيستغله العدو. هذا هو التحرك الشرير للعدو. حسناً، وماذا الآن؟ يريد العدو أن يوحي بأن البلد وصل إلى طريق مسدود، هذا هو كلامي، أنا أقول لا يوجد في البلاد أيُّ طريق مسدود، وفي هذه القضية الاقتصادية لا يوجد أيُّ طريق مسدود. ليس الأمر بحيث لا يوحد حل، لا، مشكلات البلاد والمشكلات الاقتصادية معروفة، وطرق الحل معروفة أيضاً. وعلى الفاعلين أن يعقدوا الهمة ويشمروا عن سواعدهم إن شاء الله وقد بدأوا وحصلت أعمال وسوف أشير إلى هذا الجانب في تتمة كلامي. يرى الإنسان وأنا بنفسي إذ أجلس هنا تصلنا دوماً اقتراحات ورسائل وكلام وما إلى ذلك من شباب مؤمن ثوري مُحب حسن التفكير ومبدع، تصلني وأنا أرسلها للأجهزة التنفيذية ليستفيدوا منها. هذه أشياء تصلنا، وتصلني. 
شاهدت مؤخراً أن بعض الخبراء الاقتصاديين وبعضهم مشهورون، نعرف البعض منهم، حوالي ثلاثين أو أربعين شخصاً كتبوا رسالة لرئيس الجمهورية وقدَّموا فيها قائمة بالمشكلات الاقتصادية للبلاد، وطرحوا قائمة بالحلول أيضاً، وقد قرأت هذه الرسالة بدقة فوجدت أن ما جاء فيها صحيح، ووجدت أنهم كتبوا هذه الرسالة عن إخلاص، وهم أشخاص ليسوا من معارضي الحكومة والأجهزة الحكومية ورئيس الجمهورية المحترم. هؤلاء من ضمن هذا التيار الذي له في الوقت الحاضر تواجده الكامل في الأجهزة التنفيذية ولكن في الوقت ذاته شخَّصوا مشكلات الاقتصاد البنيوية والإشكالات الموجودة والفعلية التي تعاني منها الحركة الاقتصادية في البلاد بشكل جيد وكتبوها ودونوا عشرين طريقة حل لها. ونظرت فيها فبدا لي، حسب ما أتذكر، لقد كانت جميع حلولهم صحيحة، وهذه هي الأشياء نفسها التي كررناها في شعارات السنة خلال الأعوام الماضية وذكرنا غالبيتها ولا أقول كلها في السياسات العامة التي يتم تبليغها إلى السلطات الثلاث، ويقولها الآن خبراء الاقتصاد المستقلون وهم أصحاب خبرة ورأي وأفكار. إذن الحلول موجودة. 
[أما] أن يقوم العدو وتباعاً له [تنفيذاً لأوامره] تقوم مجموعة من الأفراد المنحطين الداخليين بالترويج في المطبوعة الفلانية أو في الموقع الإلكتروني الفلاني وإشاعة أن البلد وصل إلى طريق مسدود، ولا يوجد أي سبيل سوى أن نلجأ إلى الشيطان الفلاني أو الشيطان الفلاني الأكبر، فهذا لا يعدو كونه خبث. لا، بل يوجد سبيل ويوجد حل، توجد طرق الحلول هذه، تحت تصرف المسؤولين ويمكنهم تنفيذها ويمكنهم العمل بها. وقلت إنهم بدأوا ببعضها ولكن ينبغي أن يبدأوا بجد أكبر. وأنا أقول لكم الآن، إنني أقول في هذا المجلس وعلى الملأ لكنني قلت هذا مراراً في الاجتماعات الخاصة لرؤساء البلاد المحترمين ولمسؤولي البلاد، وهم يتابعون ويتحركون ويسعون بقدر الإمكان، يجب أن يختاروا زملاء جيدين وناشطين جيدين، من هؤلاء الشباب المؤمنين، فليس لدينا قلة في الكوادر والطاقات، ليس لدينا شحة في الطاقات الموهوبة المستعدة للعمل المشمرة عن سواعدها والمتحفزة. في الآونة الأخيرة هذه كتب لي خمسة آلاف شخص، حوالي خمسة آلاف شخص من الجامعيين رسالة، ولم أر الرسالة طبعاً، إنما نقلوا لي خبرها، وقعوها، خمسة آلاف شخص، يقولون نحن في خدمة الثورة وفي خدمتكم ومستعدون وجاهزون، إنهم جاهزون مستعدون للعمل، فليس لدينا قلة في الطاقات والكوادر البشرية. هذا البلد غني بالطاقات البشرية ولله الحمد، حسناً فليتم الانتفاع من هؤلاء وطلب المساعدة منهم وسوف تُنجز الأعمال إن شاء الله. 
آخر مرة قلت هذا [الأمر] للمسؤولين في مناسبة عامة كان يوم عيد الفطر وفي صلاة العيد. هذه السيولة النقدية الهائلة التي ظهرت في البلاد وهي بدورها ناجمة عن أخطاء، فهي بحد ذاتها إحدى السياسات الخاطئة التي أدت إلى زيادة السيولة النقدية في البلاد وأوجدت الكثير من المشاكل. قلت إن هذه السيولة إذا استطاع مسؤولو البلاد أن يجدوا لها سبلاً ويوجهوها نحو الاقتصاد الإنتاجي سواء في الصناعة أو في الزراعة أو في قطاع السكن أو ما شاكل، إذا استطاعوا توجيهها نحو تلك الاتجاهات فإن هذه السيولة النقدية التي تعتبر اليوم تهديداً وخطراً سوف تتحول إلى فرصة، حتى لو استطاعوا توجيه وترشيد نصف هذه السيولة النقدية. والآن أيضاً أقول للمسؤولين الحكوميين المحترمين إنكم تعلمون أنني أدعم الحكومة فأنا دعمت كل الحكومات. والآن أيضاً أوصي المسؤولين الحكوميين توصية أكيدة بأن يفكروا ويستعينوا بأشخاص خبراء ومطلعين وأذكياء ويجدوا سبلاً وأساليب لتوجيه هذه السيولة النقدية الهائلة نحو الإنتاج. هذا ممكن، هذا الأمر ممكن، وهو شيء عملي. وهو واجب المسؤولين المحترمين الحكوميين والاقتصاديين ويجب أن يقوموا به. هذه نقطة. 

أوصي المسؤولين الحكوميين بأن يفكروا ويستعينوا بأشخاص خبراء ومطلعين وأذكياء ويجدوا سبلاً وأساليب لتوجيه السيولة النقدية الهائلة الموجودة في البلاد نحو الإنتاج.

ونقطة أخرى هي أنه يقال، هؤلاء الذين يحللون القضايا الاقتصادية، وأحياناً يرفعون التقارير للمسؤولين رفيعي المستوى في البلاد وينقلون هذه التحليلات لهم، يقولون إن سبب هذه المشكلات التي حدثت في السوق، وفي أجواء العمل والكسب يعود لكون العدو كان من المقرر أن يبدأ الحظر من النصف من شهر مرداد أو من شهر آبان، لأن الناشطين الاقتصاديين كانوا يعلمون بذلك فقد لملموا أنفسهم وتدبروا أمرهم وفعلوا كذا وكذا. لا بأس، إذا كان الناشطون الاقتصاديون الذين علموا أنه من المقرر فرض الحظر قد استعدوا فكان يجب على المسؤولين الاقتصاديين أن يستعدوا أكثر لمواجهة الحظر. وقلت إن الحظر له تأثير أقل. والبعض يقولون إن تأثيره ثلاثون بالمائة والبعض يقولون إن تأثيره عشرون بالمائة، وليس لدى مقياس لأستطيع القول ثلاثون بالمائة أو عشرون بالمائة، لكنني أعلم أن تأثيره أقل. إذا كان الحظر مؤثراً فلا بأس، أنتم كنتم تعلمون أنه من المفترض بدء الحظر فكان يجب أن تعدوا أنفسكم، كان يجب أن تستعدوا وتعدوا العدة، كان يجب أن يستعدوا. والآن أيضاً على نفس الشاكلة، الآن أيضاً لم يفت الأوان. إذا قال قائل إن الأوان قد فات، وإذا قال قائل إن الأمر غير ممكن، فقوله هذا خطأ، فهو إما جاهل أو يطلق الكلام جزافاً، لا، لم يفت الأوان. الآن أيضاً يمكنهم أن يتبنوا قرارات لاتخاذ خطوات لازمة مقابل خطوات العدو الخصامية والخبيثة والتي سوف نتحدث عنها بدورها. هذا شيء ممكن. الإعلان عن طريق مسدود، إذا أعلن شخص أنه لا يمكن القيام بعمل ما وأن القطار قد فات وقضي الأمر، إذا قام أحد بمثل هذا الشيء فهو إما جاهل أو كما قلت الآن لا أريد أن أنسب الخيانة لأحد، لكنه كلامٌ خائنٌ إذا لم يكن ناجماً عن جهالة. هذه أيضاً نقطة أخرى. 
ونقطة أخرى هي قضية الفساد. محاربة الفساد واحدة من الأمور التي يجب أن تنجز حتمياً. هذه الرسالة التي كتبها لنا رئيس السلطة القضائية المحترم قبل أمس وأجبنا عليها وأكدنا أن هذه الخطوة هي خطوة مهمة إيجابية لمحاربة الفساد والمفسدين، يجب معاقبة الفساد والمفسدين. حسناً، لماذا نقول هذا علانية ونُصِّر عليه؟ لأن التجربة أثبتت أنه عندما تجري مواجهة الفساد والمفسدين سترتفع الأصوات والضجيج من هنا وهناك. قبل سنوات من الآن، قبل عشرة أعوام أو إثني عشر عاماً ـ لا أتذكر الآن قبل كم سنة ـ كتبت رسالة إلى رؤساء السلطات الثلاث حول الفساد وقلت فيها إن الفساد ـ القول كان قريباً من هذا المضمون ولا أتذكر ما كتبته على وجه الدقة، وهو موجود طبعاً، موجود في الوثائق وما شاكل ـ قلت إن الفساد كالتنين ذي السبعة رؤوس، هكذا هو الفساد، إذا قطعت رأساً من رؤوسه، فلديه عدة رؤوس أخرى سترتفع. ينبغي مواجهته بشكل كامل. عندما نتكلم بعلانية فمن أجل أن يعلم الجميع ويفهموا أنه من المقرر أن يجري التصدي للمفسدين بدون أيّة مراعاة وبشكل حاسم (6)، من فضلكم، من فضلكم، وهل أنتم محكمة حتى تقولوا يجب أن يُعدم؟ قد يُحكم على بعضهم بالإعدام وقد لا يكون هذا هو حكم البعض الآخر منهم، قد لا يحكم عليهم بالإعدام بل بالسجن (7)، فلا تؤججوا الأجواء بأنه يجب إعدامهم فيضطرون [لإعدامهم] ـ طبعاً لا يضطرون بل هم يراعون ـ وقد كتبت إن المتابعة يجب أن تتم بشكل عادل وبدقة، بمعنى أن العمل يجب أن يتم بدقة وبشكل عادل. 
حسناً، انتبهوا الآن، فيما يتعلق بالفساد ثمة نقطة على جانب كبير من الأهمية، لأقل هذا، ليتنبه الجميع إلى هذا المعنى وليتنبه الشعب الإيراني كله، كنت أكافح الفساد والمفسدين الاقتصاديين وغير ذلك منذ زمن قديم، وكنت أعارض، والآن أيضاً هذه هي عقيدتي وبكل صلابة وحزم، لكن البعض عندما يتحدثون عن الفساد يتحدثون بشكل متطرف، دققوا وتنبهوا، يتحدثون وكأن الكل فاسدون، وأن الفساد شمل المدراء كلهم، واستولى على الأجهزة كلها، لا يا سيدي، ليس الأمر كذلك، القلة هي الفاسدة. نعم، الفساد قليله كثير، ويجب مواجهته، لكن هذا كلام وما تقولونه بحيث يتصور السامع أن الفساد عمَّ كل مكان وأن الفساد منظم، والبعض يستخدم التعابير الأجنبية، الفساد منظم، لا يا سيدي، الذي يرى الفساد منظماً الفساد موجود في دماغه، والفساد موجود في عينه، فهناك كل هؤلاء المدراء النزيهين، وكل هؤلاء المسؤولين المؤمنين الأنقياء في كل أنحاء البلاد والموجودين في كل الأجهزة، وهم يتحملون المشاق والأتعاب، فلماذا تظلمونهم؟ ولماذا تتكلمون بخلاف الواقع؟ لماذا تظلمون النظام الإسلامي؟ النظام الإسلامي، نعم في النظام الإسلامي يجب أن لا يكون هناك حتى فاسد واحد، لكن الموجود هو عشرة فاسدين وليس عشرة آلاف فاسد، وهذان [أمران] يختلفان عن بعضهما كثيراً. دققوا في هذا الأمر. البعض عندما يتكلمون وعندما يكتبون، والفضاء الافتراضي الآن متاح ومن السهل أن يكتبوا ويفعلوا كذا وكذا هنا وهناك ويقولوا إن الفساد قد عمَّ الجميع، لا يا أخي، ليس الأمر كذلك. نعم يوجد فساد، ويوجد في أجهزة مختلفة، لاحظت أنا مثلاً أنه في مجلس الشورى أو في مكان آخر يتهمون البعض، وعندما تدقق تجد أن الذين وجهت لهم التهمة عدد من الأفراد فلا يمكن تعميم هؤلاء القلة. ثم إن هذا فيما لو كان الكلام صحيحاً، فقد تكون حتى هذه التهمة الموجهة بخلاف الواقع، أو بسبب عدم المعرفة والاطلاع، ولكن حتى لو كانت صحيحة فستكون موجهة لعدد قليل من الأفراد في مقابل عدد كبير. لاحظوا أن الإفراط والتفريط خطأ في كل الأمور والمجالات. 
حسناً، أما الخلاصة، في هذه الشؤون الاقتصادية مشكلات اقتصاد البلاد معروفة وهي موجودة ومعروفة، وحلولها أيضاً معروفة، سواء الحلول البنيوية أو الحلول القصيرة الأمد. لقد طلبت من رؤساء السلطات الثلاث المحترمين عقد جلسة مشتركة من أجل أن يجدوا حلاً لقضايا البلاد الاقتصادية والمشكلات الاقتصادية سوية وبشكل مشترك، منذ نحو شهر ونصف أو شهرين طلبت هذا، ويتم عقد هذا الاجتماع بشكل متواصل ومستمر، رؤساء السلطات الثلاث يتناقشون مع بعض الخبراء الأمناء في السلطات الثلاثة حول الشوؤن الاقتصادية، وهذا عملٌ مهم؛ هذا ما طالبناهم به، طالبنا السادة به، والسادة ينفذونه حالياً. 
وعلى الأجهزة المشرفة أن تكون حاضرة في الساحة بقوة وبأعين مفتوحة. سواء الأجهزة المعلوماتية والاستخباراتية أو الأجهزة المشرفة الخاصة بالسلطة القضائية والأجهزة المشرفة الخاصة بمجلس الشورى، وكل واحد من أبناء الشعب المؤمن يجب أن يشعر بأن هناك واجباً على عاتقه وأن له دوراً. لاحظت في إحدى الصحف إعلاناً يطلب من الشعب المؤمن المتدين والتعبوي أنكم إذا رأيتم في مكان ما وكسبتم اطلاعاً حول عملية احتكار مثلاً أو شيء من هذا القبيل فبلغوا عنها. نعم إنها فكرة حسنة جداً وصحيحة. الكثير من هذه الأعمال التي تم إنجازها كان بمساعدة أبناء الشعب، والحكومة أيضاً يجب أن تتم الاستفادة من الطاقات المتحفزة والذكية الواعية في الإدارة العامة وليس في الأعمال الصغيرة. على السلطة التنفيذية والحكومة أن تسدَّ الطريق على الفساد في الوزارات وعند المدراء الكبار. نعم السلطة القضائية تعاقب ولكن يمكن الحيلولة دون الفساد وسدّ الطرق عليه في السلطة التنفيذية. الأعمال المحفزة على الفساد. في قضية العملة الصعبة والمسكوكات هذه التي أشرت لها لو كان هناك إشراف ودقة ومتابعة لأغلق الطريق على هذا الفساد، لكنهم لم يغلقوا هذه البوابة ولم يحصل ما كان يجب أن يحصل فحصل الفساد نتيجة لذلك. أحد الأعمال هو إغلاق طرق الفساد، فلتغلق أبواب الفساد، وليعمل الشعب حيال تحريضات العدو ببصيرة. لقد أثبت شعبنا بصيرته والحمد لله، وسوف أذكر لاحقاً نقطة حول أحداث شهر دي، مع أن الجلسة ستطول بعض الشيء، ولكن لا إشكال في الأمر وقد قدمتم من أماكن بعيدة، وأنا على الرغم من كوني مزكوم لكنني عندما تحدثت يبدو أن صحتي تحسنت بعض الشيء. 
لقد تصرَّف الشعب ببصيرة ويتصرفون الآن أيضاً ببصيرة، وليعلموا أن العدو يريد استغلال نقطة الضعف هذه الموجودة فينا. نقطة الضعف هذه موجودة، لا [أقول] أنها غير موجودة، لكن العدو يريد استغلال نقطة الضعف هذه ضد الشعب الإيراني ولصالحه، فهو لا يهدف إزالة نقطة الضعف هذه، إنما يعمل ما استطاع لتكريس الضعف ويريد أن يستغل الظروف. الشعب صاحب البصيرة كما أثبت في الماضي أيضاً أنه تصرف ببصيرة ليعمل الآن أيضاً ببصيرة في هذا المجال، والأجهزة الإعلامية أيضاً سواء الإذاعة والتلفزيون أو الصحافة أو مواقع الفضاء الافتراضي لا تنثر بذور اليأس بين الناس، ولا تتكلم بحيث تدعو البعض إلى اليأس من الإسلام، لا، وإذا أرادوا أن ينتقدوا فلينتقدوا، إنني لا أعارض النقد المنطقي ولكن لا يعملوا على يأس الناس. أحياناً تري إنساناً يتكلم في صحيفة أو في برنامج تلفزيوني أو في برنامج إذاعي بحيث يتعجب المستمع ويتصور أن كل الأبواب مغلقة. لكن الأمر ليس كذلك، ليست الأبواب مغلقة، فلماذا يتحدثون بهذه الطريقة. اعلموا هذا، اعلموا أن الشعب الإيراني والثورة الإسلامية العزيزة ونظام الجمهورية الإسلامية كما اجتازت مراحل صعبة أخرى سوف تجتاز بالتأكيد هذه المراحل التي هي أسهل من تلك وبسهولة إن شاء الله. 
 حسناً، أما عن قضية أمريكا. أولاً أقول إن الأمريكان في أدبياتهم وفي كلامهم أصبحوا خلال هذه الأشهر الأخيرة أو نصف السنة الأخيرة أكثر وقاحة وسوء أدب من الماضي. في السابق أيضاً كان الأمريكان سيئي الأدب في كلامهم وقلما كانوا يراعون في كلامهم الأدب الدبلوماسي والأدب السياسي والآداب السائدة في العلاقات الدولية، لكنهم الآن أصبحوا أكثر وقاحة وسوء أدب. لا يقتصر الأمر على العلاقة معنا فقط بل فيما يتعلق بالعالم كله وكل شيء وكل القضايا المختلفة. وكأن الحياء قد سُلب منهم؛ أي إنهم يقومون بأعمال ويطلقون كلاماً ويتخذون مواقف يتحير منها الإنسان حقاً ويتساءل من هم هؤلاء؟ هل هم بشر؟ على سبيل المثال لقد شاهدتم في الأسبوع الماضي وعلى مدى أسبوع واحد أن السعوديين ارتكبوا جريمتين مروعتين في اليمن، خلال أسبوع واحد. خلال هذا الأسبوع هاجموا مستشفى وقتلوا عدداً من المرضى في المستشفى بالقنابل والصواريخ. وفي آخر الأسبوع استهدفوا سيارة تحمل أطفالاً أعمارهم في الثامنة والتاسعة والعاشرة وقتلوا حوالي أربعين أو خمسين من الأطفال الأبرياء. لاحظوا كم هي هذه المصيبة كبيرة. لديكم في البيت طفل في الثامنة أو التاسعة من العمر، يرتجف قلب الإنسان، ارتكب السعوديون هذه الجريمة واهتز العالم. ضمير العالم اهتز وقالت الحكومات بعض الكلمات من باب المجاملة، وأبدوا أسفهم وقالوا شيئاً لكن [قلوب] الجميع اهتزت.

الأمريكيون في أدبياتهم وفي كلامهم أصبحوا خلال هذه الأشهر الأخيرة أو نصف السنة الأخيرة أكثر وقاحة وسوء أدب من الماضي.

ما الذي فعلته أمريكا هنا؟ بدل أن تُدين أمريكا هذه الجريمة الواضحة قالت إن لدينا تعاوناً استراتيجياً مع السعوديين. أليس هذا انعدام للحياء؟ أليس هذا انعدام للخجل؟ وهكذا في كل القضايا والشؤون، الأعمال التي يقومون بها تدل على الوقاحة وعدم الحياء. هذا الفعل نفسه الذي قام به الرئيس الأمريكي. ألفان أو ثلاثة آلاف، ألفا طفل على الأقل ممن هم في أعمار السنتين والثلاث سنوات والخمس سنوات، أقل أو أكثر، فصلهم عن أمهاتهم باعتبارهم مهاجرين. ثم إنهم الأطفال، ولا يمكن الاحتفاظ بالأطفال على كل حال، فماذا يفعلون لهم؟ وضعوا الأطفال في أقفاص، لاحظوا، يفصل الطفل عن والدته ثم من أجل أن يستطيع السيطرة على هذا الطفل بلا أمه يضع ألفي طفل داخل قفص. هل لهذه الجريمة من سابقة في التاريخ؟ يفعلون هذه الأشياء ويقفون وينظرون مباشرة بكل وقاحة ويتحركون ولا يشعرون بالخجل؛ أي إن أدبياتهم وكلامهم وأعمالهم وخطواتهم كانت خلال الفترة الأخيرة وقحة وعديمة الحياء حقاً. 
حسناً إنهم يتحدثون [اليوم] عنا أيضاً. هؤلاء أنفسهم يتحدثون عن الجمهورية الإسلامية بهذه اللهجة السخيفة والتافهة. فماذا يقولون؟ ما عدا قضية الحظر التي يقولون أنهم سيفرضون حظراً وما شاكل، يطرحون موضوعين ما عدا الحظر. إحداهما قضية الحرب والثانية قضية المفاوضات. وهم طبعاً لا يتحدثون عن الحرب صراحة ولا يقولون نود الحرب لكنهم حسب تصوراتهم يريدون القول بلغة الإشارات والكنايات أنه من الممكن أن تنشب حرب على كل حال. يضخمون شبح الحرب من أجل أن يخيفوا الشعب، إما يخيفوا الشعب أو يخيفوا الجبناء، فلدينا عدد من الجبناء طبعاً، يخيفون هؤلاء. يضخمون شبح الحرب ويطرحونه. هذه نقطة والنقطة الأخرى هي قضية المفاوضات فيقولون إننا مستعدون للتفاوض مع إيران. وهذه بدورها من تلك الألاعيب المبتذلة المفضوحة. أحدهم يقول مفاوضات دون شروط مسبقة، والآخر يقول لا بل مفاوضات لها شروط مسبقة. هذه ألاعيب سياسية مبتذلة وتافهة حقاً وليست لها قيمة حتى يخوض فيها المرء. على كل حال يتحدثون عن الحرب وعن المفاوضات في آن معاً. وسوف أذكر نقطة أو نقطتين أو ثلاث نقاط حول كل واحد من هذه الموضوعات، ولكن قبل أن أشير إلى هذه النقاط أقول للشعب الإيراني باختصار: لن تحدث حرب ولن نفاوض. 

أقولها للشعب الإيراني: لن تنشب الحرب ولن نفاوض أمريكا.

تنبهوا جيداً. كانت هذه خلاصة الكلام لتعلموها، وليعلمها الشعب الإيراني كله. ولكن ثمة أدلة تقف وراء هذا الكلام وتسنده وليست مجرد ادعاءات وليست مجرد أقوال وتمنيات وشعارات، بل هي أدلة. لن تحدث حرب. لماذا؟ لأن للحرب طرفين، أحد الطرفين نحن والثاني هو الطرف الآخر. أما نحن فلا نبدأ الحرب، فنحن لم نبدأ أي حرب. الجمهورية الإسلامية تفخر بأنها لم تبدأ أية حرب. كانت لنا حروب لكن البادئ بها كان الطرف المقابل. وعندما يبدأ الطرف المقابل [الحرب] فمن الطبيعي أن ننزل إلى الساحة باقتدار، لكننا لن نبدأ الحرب. هذا من جانبنا. أما الطرف الأمريكي فالأمريكان أيضاً لن يبدأوا الحرب لأنهم حسب ظني يعلمون هم أيضاً أنهم لو بدأوا حرباً هنا فسوف تنتهي بضررهم مائة بالمائة. الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني يشكلون مجموعة لو تطاول أي شخص عليها، فقد يوجه [العدو] ضربة [ما] لكنه سيتلقى هو الضربة الأكبر، وهذا ما كان لحد الآن. لقد هجم الأمريكان هنا ذات مرة في طبس وأنتم تتذكرون، وفضحوا أنفسهم ثم عادوا (8). صحيح أنهم قد لا يفهمون بعض الأشياء لكن أخال أنهم ليسوا إلى تلك الدرجة التي لا يفهمون معها هذا الشيء (9). لن تحدث حرب بالتأكيد. 
أما المفاوضات، قضية المفاوضات. حسناً جاء الآن هذا الشخص (10) واقترح بأننا مستعدون للتفاوض مع إيران. وعدد من الأفراد هنا ـ وحين أقول عدد من الأفراد لا أدري حقاً ماذا يعبر عنهم الإنسان ـ راحوا يقولون: آووه، عجباً! الأمريكان يقترحون التفاوض. اقتراح التفاوض من جانب الأمريكان ليس بالشيء الجديد. طوال هذه السنين الأربعين غالباً ما كانوا يسعون إلى التفاوض، ريغان، ريغان [ذاك] الرئيس الأمريكي القوي، وأمريكا في ذلك الحين تختلف كثيراً عن أمريكا اليوم، فقد كان [ريغان] أقوى وأكثر اقتداراً من هؤلاء بكثير، أرسل أشخاصاً إلى طهران في الخفاء، مك فارلين، وقضية مك فارلين معروفة، أرسل شخصاً لمطار مهر آباد هذا، وعاد في نهاية المطاف خالي الوفاض، وذلك في زمن الإمام الخميني (رضوان الله عليه). هذه ليست المرة الأولى التي يطلبون فيها هذا الشيء. نعم، كانوا يطلبون هذا دوماً ونرفضه نحن. لم نكن نوافق. أما لماذا لم نكن نوافق فهذا ما سأذكره. لم نكن نقبل ذلك أبداً والآن أيضاً لا نقبله. 
طلب الأمريكيون دائماً أن يتفاوضوا معنا، فلماذا لا نتفاوض؟ اسمعوا، اسمعوا. الكلام كثير في هذا المجال. لماذا لا نتفاوض؟ السبب هو أن معادلة الأمريكيين في مفاوضاتهم هي هذه التي أقولها، ولينظر الإنسان العاقل هل يتفاوض أم لا يتفاوض وفق هذه المعادلة ومع هذا الطرف. لأن الأمريكيين يستندون إلى قوة عسكرية وقوة مالية وقوة إعلامية. أولاً المفاوضات في العرف السياسي ليست بمعنى الجلوس والتحدث والسؤال عن الأحوال. المفاوضات معناها التعامل والأخذ والإعطاء، أي اجلسوا على طرفي الطاولة فتعطون أنتم شيئاً وتأخذون شيئاً. هذا هو معنى المفاوضات السياسية. والأمريكان عندما يريدون التفاوض مع طرف ما يحددون أهدافهم الرئيسية مسبقاً، يحددون أهدافهم الرئيسية وقد يذكرون بعض هذه الأهداف صراحة ولا يذكرون البعض الآخر، وإنما يتقلبون وينقلبون أثناء العمل باستمرار، ويضيفون بعض الأشياء، ويساومون، لكن الأهداف الرئيسية محددة بالنسبة لهم. هذا أولاً. 
ثانياً لا يتراجعون حتى خطوة واحدة عن هذه الأهداف الرئيسية. لا يتراجعون حتى خطوة واحدة. نعم، قد يأتون أحياناً بأهداف فرعية وأمور تافهة قليلة القيمة على الهامش ثم يصرفون النظر عنها ليبدو الأمر نوعاً من التراجع والتنازل، لكنهم لا يتراجعون إطلاقاً عن مقاصدهم وأهدافهم الرئيسية، ولا يعطون أية امتيازات. 
ثالثاً يريدون من الطرف المقابل امتيازات نقدية فورية، ولا يتقبلون منه الوعود، ويقولون نحن لا نثق ويطالبون بامتيازات نقدية عاجلة، وهذا ما جربناه في الاتفاق النووي، وجربناه في مواطن أخرى. والأمر الآن أيضاً على نفس المنوال حين يتفاوضون مع كوريا الشمالية. يطالبون بامتيازات آنية نقدية من الطرف الآخر. وإذا امتنع الطرف المقابل عن إعطاء امتيازات نقدية حالية يثيرون ضجيجاً إعلامياً دعائياً على مستوى العالم ويقولون إن هؤلاء لا يتفاوضون، وعليهم العودة إلى طاولة المفاوضات، وهم يفعلون كذا وكذا. يثيرون ضجيجاً هائلاً بحيث يتراجع الطرف المقابل أمام هذا الضجيج ويخاف وغالباً ما يصاب بالانفعال مقابل مثل هذا الضجيج والضوضاء والصخب الذي يثيره هؤلاء. غالباً ما يضعف الطرف المقابل وينفعل. هذه النقطة الثالثة. 
وهو بدل أن يعطيه شيئاً عاجلاً نقدياً مقابل ما أخذه نقداً منه مثل أية معاملة أخرى حين تأخذون المال النقدي يجب أن تعطوا البضاعة طبعاً، أما هؤلاء فلا، لا يعطون البضاعة. يأخذ نقداً ويعطي مقابل ذلك وعوداً، لكنها وعود قوية ومؤكدة، كونوا واثقين، لا تترددوا، لا تشكّوا، يُرضي ويُطمئن قلب الطرف المقابل بالوعود، والطرف المقابل يقول إن هؤلاء يعطون وعوداً بهذه القوة والتأكيدات.
أما المرحلة الأخيرة فبعد أن تنقضي حاجاته سوف يُخلف حتى بهذه الوعود. ينسى هذه الوعود القوية الأكيدة كما لو أن الرياح قامت بتذريتها. هذا هو أسلوب الأمريكان في التفاوض. فهل يجب الجلوس والتفاوض مع هذه الحكومة وهذا النظام التعسفي المتقلب؟ لماذا نتفاوض؟ الاتفاق النووي نموذج واضح على ذلك. ثم إنني كنت أتشدد وأصعب الأمور وبالطبع لم تراع كل الخطوط الحمراء التي حددناها. الطرف المقابل تصرّف بهذه الطريقة وعمل بهذا الشكل. لا يمكن التفاوض مع هذا الطرف، لا يمكن التفاوض مع هذه الحكومة. أي شخص يتفاوض مع هذه الحكومة حول أي قضية من القضايا المختلفة فسوف يخلق مشكلة، إلا إذا كانوا باتجاه واحد مثل بريطانيا ـ وهم يفرضون منطق العسف والقوة حتى على بريطانيا، الأمريكان يتعسفون حتى مع بريطانيا، ومع الأوربيين، لكن أولئك لهم أمورهم المشتركة لأسباب معينة ويتعاملون ويعملون فيما بينهم ـ أي طرف يتفاوض معهم سيكون هذا هو وضعه.  حسناً، علينا أن نتفاوض وندخل هذه اللعبة الخطرة عندما لا يمكن لضغوطه وضوضائه أن تؤثر فينا بسبب اقتدار معين نمتلكه. نعم عندما تصل الجمهورية الإسلامية من النواحي الاقتصادية والثقافية إلى الاقتدار الذي نرنو إليه فلتذهب وتتفاوض ولا مشكلة في الأمر. أما اليوم فلا يوجد هذا الشيء، ولو ذهبنا وتفاوضنا فستنتهي هذه المفاوضات بضررنا قطعاً. المفاوضات مع طرف متعسف بهذا الشكل سوف تنتهي بضررنا، ولهذا السبب أيضاً قام الإمام الخميني بمنع التفاوض مع أمريكا، وأنا أيضاً أعلنت أنها ممنوعة. قال الإمام الخميني طالما لم تصبح أمريكا آدمية [طالما لم تتأدب أمريكا] فلن نتفاوض معها. فما معنى ما لم تصبح آدمية؟ أي طالما كانت تدعم إسرائيل وتدعم قوى الشر في المنطقة. ونحن أيضاً نقول الشيء ذاته. 

إذن حتى لو تقرر على فرض المحال أن تتفاوض حكومة الجمهورية الإسلامية مع النظام الأمريكي فإنها لن تتفاوض إطلاقاً مع هذه الحكومة الأمريكية الحالية. ليعلم الجميع ذلك! ليعلم سياسيونا ودبلوماسيونا وشبابنا المتحفزون وطلبتنا الجامعيون في فروع العلوم السياسية والناشطون في المجال السياسي، ليعلم الجميع أن التفاوض مع نظام تعسفي متغطرس وكثير التوقعات مثل أمريكا ليس وسيلة لرفع العداء، ليست المفاوضات وسيلة لرفع عداء أمريكا إنما المفاوضات وسيلة في يد أمريكا لممارسة العداء. لاحظوا أن هذه معادلة قطعية تؤيدها تجاربنا وتؤيدها وتؤكدها الاعتبارات السياسية المختلفة. البعض يقولون لنتفاوض حتى تقلَّ حالة العداء، لكن المفاوضات لا تقلل العداء إنما تمنح المفاوضات العدو وسيلة لممارسة عدائه أكثر، ولهذا لا نفاوض والمفاوضات ممنوعة وليعلم الجميع ذلك. 

المفاوضات مع نظام تعسفي متغطرس وكثير التوقعات مثل أمريكا ممنوعة وليعلم الجميع ذلك.

أمريكا تركز اليوم على الحرب الاقتصادية ضدنا. إنها ليست حرباً، ليست حرباً عسكرية ولن تقع، لكنها حرب اقتصادية. إنهم يركزون الآن على الحرب الاقتصادية، لماذا؟ لأنهم يائسون من الحرب العسكرية، ويائسون حتى من الحرب الثقافية. لاحظوا أنه في عقد السبعينيات [التسعينيات من القرن العشرين للميلاد] وهو العقد الثاني من ثورتنا انطلقت حركة ثقافية خبيثة ضد بلادنا وقد طرحت في ذلك الحين قضية الغزو الثقافي، طرحت قضية الغارة الثقافية من أجل أن يتفطن الشباب وتتفتح عيونهم وليعلم الناس أن هناك حركة ثقافية واسعة ضد بلادنا بدأت في عقد السبعينيات. ولاحظوا الآن مواليد عقد السبعينيات يذهبون الآن ويضحون بأرواحهم كمدافعين عن المراقد المقدسة ويقدمون رؤوسهم وطاقاتهم وتعود نعوشهم، فمن كان يظن ذلك؟ لقد تفتحت هذه الأزهار في روضة الجمهورية الإسلامية في تلك الفترة التي شُنَّ خلالها ذلك الهجوم الثقافي الواسع، ونمت تلك الغرسات، وتكون أمثال الشهيد حججي. إذن، فقد انتصرنا في الحرب الثقافية وانهزم العدو في هذه الحرب. شنوا حرباً ثقافية في عقد السبعينيات وجزءاً من عقد الثمانينيات من أجل الدفع بمفاخر الدفاع المقدس نحو النسيان، وكانوا مصرين على هذا. وأوجدت الجمهورية الإسلامية تقنية ناعمة وهي حركة «السائرين إلى النور» العامة. إن «السائرين إلى النور» تقنية، تقنية قوة ناعمة. سار ملايين الشباب نحو جبهات الحرب في قطب المعرفة والقدسية والتضحية وشاهدوا تلك الوضعية التي كانت وما الذي حدث وعرفوا وشرحوا لهم ما حدث في الدفاع المقدس. نعم، الجمهورية الإسلامية في إيران تنجب وتربّي مدافعين عن المراقد المقدسة وتطلق «السائرين إلى النور»، وتطلق حراك المعتكفين في المساجد وكلهم تقريباً من الشباب كنموذج راق للتضرع والقداسة. وهذه ظواهر لم تكن. إذن، فقد انتصرنا على العدو في الحرب الثقافية. وقد انتصرنا أيضاً في الحرب العسكرية. وانتصرنا أيضاً في الحرب الأمنية والسياسية. وقد كانت حربهم الأمنية والسياسية سنة 88 و أحداث سنة 88 [2009 م]. 
لقد بذلوا المساعي والأعمال سنين طويلة من أجل تلك الأحداث، ومثل تلك الأحداث لا تحصل خلال ساعة واحدة أو يوم واحد. لقد عملوا لها بدأب طوال سنين. لقد تغلَّب الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية على مؤامرة العدو وانتصر. وبعد أن انهزم العدو في الجبهة الثقافية وفي الجبهة الأمنية وفي الجبهة السياسية وفي الجبهة العسكرية راح يركز الآن على الجبهة الاقتصادية. وأقولها لكم إن العدو سوف ينهزم في هذه الجبهة أيضاً بتوفيق من الله. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لينتصروا في هذه الحرب ويتحدثون مع الشعب الإيراني بخداع ومكر. لاحظوا أن أحد الحمقى يأتي ويشارك في برنامج تلفزيوني ويقول للشعب الإيراني إن دولتكم تأخذ أموالكم وتنفقها في سوريا والعراق، إنه أحمقٌ حقاً. هؤلاء هم أنفسهم الذين قال رئيسهم (11) إننا أنفقنا سبعة ترليونات دولار في المنطقة؛ أي في سوريا والعراق ولم نحصل على شيء. وهو على حق، فلقد أنفقوا سبعة ترليونات دولار، سبعة آلاف مليار هنا على حد تعبيرهم ولم يحصلوا على شيء لحد الآن. والجمهورية الإسلامية لم تفعل أي شيء من هذا، بل لا يمكن المقارنة أصلاً. للجمهورية الإسلامية تعاملاتها والحكومتان السورية والعراقية حكومتان صديقتان لنا وقد جرى تهديد استقرارهما من قبل أمريكا والسعودية، فسارعنا لمساعدتهما واستطعنا مساعدتهما وسوف نساعدهما بعد الآن أيضاً، فنحن نساعد أية حكومة صديقة. والأمر ليس قضية منح أموال وما شاكل بل هو تبادل بين حكومات، يعطون ويأخذون ويشترون ويبيعون. لكنه يتكلم بهذه الطريقة ليبثَّ الشكوك لدى الشعب الإيراني تجاه مواقف النظام الإسلامي وحكومة الجمهورية الإسلامية. 

الجمهورية الإسلامية ساعدت الحكومتين السورية والعراقية الصديقتين وسوف تساعدهما في المستقبل أيضاً.

حسناً، هدف أمريكا في الحرب الاقتصادية ايجاد حالة سخط وعدم رضا. هذا هو هدفهم. يريدون إيجاد حالة عدم رضا علّهم يستطيعون تحويل عدم الرضا هذا إلى توترات داخلية. أنقل لكم خبراً ـ وهذا ليس تحليلاً بل هو خبر ـ تتذكرون أحداث شهر دي. في شهر دي الماضي ـ قبل حوالي ستة أشهر أو سبعة أشهر ـ في شهر دي وخلال عدة أيام خرج البعض إلى الشوارع في بعض المدن ورفعوا شعارات وفعلوا كذا وكذا. لقد عملت الحكومة الأمريكية مع الصهاينة ومع السعوديين ثلاثة أو أربعة أعوام من أجل ايجاد هذه الأحداث، الله أعلم كم أنفقوا لذلك. عملوا ثلاثة أو أربعة أعوام ليستطيعوا جمع مائتي أو خمسائة أو ألف شخص في عدة مدن لبضعة أيام كي يرفعوا شعاراً، ثم نزل الشعب الإيراني إلى الساحة من دون أن يطلب أحد منه ذلك ـ الواقع أن الشعب هبَّ بنفسه وقد قلت حينها مرحى لهذا الشعب حقاً ـ نزلوا هم أنفسهم إلى الساحة ونظفوا الأجواء وأنهوا الأدران والتلوثات وهزموها. تحمَّل أولئك الأتعاب والمشاق عدة سنين لخلق ذلك الحدث وقضى عليه الشعب الإيراني في عدة أيام. ثم قالوا إنَّ العمل كانت فيه العيوب الفلانية فلنزل هذه العيوب ونطلق في العام القادم أي سنة 97 وهي هذه السنة الحوادث نفسها من جديد. الرئيس جمهورية الأمريكي قال ستسمعون أخباراً مهمة عن إيران بعد ستة أشهر، وقد كانت هذه الستة أشهر القادمة شهر مرداد الذي نحن فيه، وهذه الأحداث التي كانت قبل أيام حيث تجمَّع عدد من الأشخاص في عدة أماكن ورفعوا شعارات. إنهم ينفقون الأموال ويعملون ويتحملون الجهد والتعب من أجل أن يوجدوا حدثاً ما فتكون هذه هي النتيجة، فالشعب يقظ وذكي وصاحب بصيرة. نعم، قضايا المعيشة تضغط على الناس والكثيرون مستاؤون وغير راضين لكنهم لا ينصاعون لمؤامرات وإرادة السي آي أي الأمريكية والنظام التعيس المخزي الفلاني. 
العدو ضعيف وعاجز ومهزوم ومن المؤكد أنه سوف ينهزم في المستقبل في كل المراحل بشرط أن نكون أنا وأنتم يقظين وأن نعمل بواجباتنا ولا نيأس. البعض يتكلمون ويتصرفون تحت طائلة أننا نريد تصحيح الأوضاع أو أننا مناصرون للضعفاء مثلاً وما شاكل فيعملون لصالح العدو وهم لا يعلمون. هؤلاء الذين يخاطبون الحكومة بأنها يجب أن تتنحى وتستقيل وتفعل كذا وكذا يعملون لصالح خطة العدو. لا، الحكومة يجب أن تبقى بقوة وهي التي يجب أن تقوم بالأعمال، ورئيس الجمهورية منتخب من قبل الشعب، ومجلس الشورى أيضاً منتخب من قبل الشعب، لرئيس الجمهورية حقوقه وللمجلس حقوقه، لكلاهما حقوقه وواجباته. يجب أن ينهضوا بالواجبات ويجب الحفاظ على حقوقهم وكرامتهم. 
مجلس الشورى يجب أن يحفظ كرامة رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية يجب أن يحفظ كرامة المجلس. يجب أن يحفظ كلٌ منهما الآخر ويتآزرا ويتعاونا معاً. الاجتماع العالي لرؤساء السلطات الثلاث فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية وقضايا البلاد المهمة الذي قمنا بتشكيله مؤخراً يجب أن يكون من فوائده أن تتآزر السلطات وتتكامل ويضيف بعضها على بعض. وليتصرف الناس أيضاً ببصيرة وليعلموا ما الذي يفعلونه وليعلموا ما الذي يقومون به وليعلموا ما الذي يقولونه وما الذي يريدونه، وأنا واثق إن شاء الله من أن يد القدرة الإلهية تسدد هذا الشعب كما قال الإمام الخميني (رضوان الله عليه) لي، فهذا ما قاله الإمام الخميني نفسه، قال إنني أرى يد القدرة الإلهية فوق رؤوس هذا الشعب وهذا النظام. كان الإمام الخميني (رضوان الله عليه) يرى يد القدرة الإلهية ونحن أيضاً نرى يد القدرة الإلهية، وقدرة الله متجلية ومتبلورة في قدرة الشعب وإيمانه. 
نسأل الله تعالى أن يوفقكم جميعاً. أتقدم لكم مرة أخرى بالشكر لأنكم تجشمتم المتاعب وتفضلتم بالمجيء وأسأل الله تعالى لكم التوفيق. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الهوامش:
1-    الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.
2-    سورة الصافات، الآية 107 . 
3-    سورة النساء، شطر من الآية 32 . 
4-    الصحيفة السجادية، الدعاء الخامس. 
5-    نفس المصدر السابق. 
6-    رفع بعض الحضور شعارات: يجب إعدام المفسدين الاقتصاديين.
7-    ضحك الإمام الخامنئي والحضور.
8-    ضحك الحضور.
9-    ضحك الحضور.
10-    الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
11-    الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.