لقد قضت ثورتنا على نظام مناهض للإسلام وجاءت بنظام إسلامي إلى الحكم، ومحقت نظاماً دكتاتورياً مستبدّاً، وأقامت نظام حكم شعبي بدلاً عنه. كما محت التبعية التي كانت بلادنا تعاني منها طوال سنين متمادية - حيث وصلت إلى أفجع وأفظع أحوالها في العهد البهلوي- ومنحت الشعب استقلالاً شاملاً؛ وقضت على القمع والتعسّف الرهيبين اللذين كانا مسلّطين على شعبنا، ومنحته الحرية ومكّنت أبناء الشعب من طرح آرائهم وكلامهم بحرية، وأضحت الأجواء أجواء حرية. وأزالت حالة الذلة والمهانة التاريخية التي عانى منها الشعب الإيراني، ومنحته العزّة الوطنية. لقد أُذلّ شعبنا لعشرات الأعوام. أُذلّ هذا الشعب الكبير- مع ما له من السوابق التاريخية وهذه الموروثات الثقافية والعلمية والتاريخية العظيمة - مقابل الحكام المتغطرسين الفاسدين، ومن وراءهم المستعمرين والمهيمنين الدوليين. لقد أزالت ثورتنا هذا الوضع وبدّلته إلى عزّة وطنية. والشعب الإيراني اليوم يشعر بعزته وشخصيته.
لقد قضت الثورة على الضعف النفسي وعقدة الدونية لدى شعبنا، وأحلت محلها الثقة بالنفس الوطنية. لقد كان لدينا عقدة دونية، وكنا نتصور أننا لا نستطيع القيام بعمل علمي أو سياسي أو عسكري عظيم. كنا نعتقد أننا شعب ضعيف. هذا ما لقّنونا إياه وبثّوه فينا. وقد أخرجت الثورة هذه الحالة من الشعب وبدّلتها إلى ثقة بالذات الوطنية. لدينا حالياً ثقتنا بأنفسنا في كل الميادين، ونعلم أنّنا قادرون ونسير وراء هذه القدرة ونتابعها، ونصل والحمد لله إلى مقاصدنا في كل المجالات.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٢/٢/٣
أيها الشباب الأعزاء، اعرفوا قدر أنفسكم، واعرفوا قدر بلادكم، واعرفوا قدر أمنكم، واعرفوا قدر نظام الجمهورية الإسلامية الذي منح لهذا البلد هذه العزة وهذا الاستقرار والهدوء وهذا الشموخ. هذا البلد نفسه، وهذه الجغرافيا نفسها، وإيران العزيزة هذه نفسها ـ وقد ردّدتم وكرّرتم بحق هذا النشيد الجميل عن إيران ـ بهذا الماضي التاريخي نفسه، وبهذه العناصر من المواهب اللامتناهية، كانت تعاني ذات يوم من الإذلال تحت أقدام المستشارين الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين وأمثالهم. كان الحكام التابعون الضعفاء الأذلاء قد فرضوا الإذلال على هذا الشعب وهذا البلد وهذا التاريخ المشرق وهذه المواهب المتدفقة الفياضة. وجاء الإسلام فأنقذ البلد، وجاءت الجمهورية الإسلامية فأعزت إيران وجعلتها مقتدرة.
أعزائي، يا شباب بلادنا الأذكياء الموهوبين، إن معركة الاستكبار ضدنا اليوم حول: لماذا عمّت قدرتُكم المنطقة. هذا هو اقتدار الجمهورية الإسلامية. ما يعد من منظارنا عنصر اقتدار وطني يعتبره أعداؤنا من زاويتهم عامل مضايقة، ويحاربونه. إنهم يعارضون تنمية اقتدار الجمهورية الإسلامية بين الشعوب في المنطقة وخارج المنطقة، لأنها عامل اقتدار، ولأنها العمق الاستراتيجي للبلاد. إنهم يعارضون القدرات الدفاعية للبلاد والقدرات العسكرية للبلاد. أعداؤنا يعارضون كل ما يعتبر وسيلة اقتدار وطني لنا.
فما هو سبيل المواجهة؟ فكّروا أيها الشباب. سبيل مواجهة العدو هو أن نشدد على عناصر اقتدارنا بخلاف وبعكس ما يريده العدو. لقد أعلنا ونعلن مرة أخرى أن الإمكانيات والقدرات الدفاعية للبلاد غير قابلة للتفاوض والمساومات. يأتون ليتساوموا معنا: لماذا تمتلكون الوسيلة الدفاعية الفلانية؟ لماذا تمتلكون النوع الفلاني منها؟ ولماذا تنتجونها؟ ولماذا تجرون بحوثاً علمية؟ إننا لا نتساوم ولا نتفاوض إطلاقاً مع العدو حول الأشياء التي تزيد من اقتدارنا الوطني أو تؤمِّنه أو تدعمه. إننا نسير في طريق اقتدار البلاد، وهذا يقع على كاهلكم.