وخلال اللقاء تحدّث قائد الثورة الإسلامية حول مضامين الحجّ قائلاً: الحج تجلٍّ للعبوديّة والخشوع وينطوي أيضاً على عوامل اجتماعية كالوحدة والأخوّة والتلاحم. وفي الوقت عينه فإن الحج استعراض للتجمّع واستعراض للأخلاق.
واستنكر الإمام الخامنئي مطالبة البعض بعدم تسييس الحجّ قائلاً: من جملة الأخطاء الجسيمة التي لطالما كنّا نسمعها ونسمعها اليوم من بعض الذين لا يبالون بالإسلام قولهم أن لا تسيّسوا الحج. ما الذي يعنيه قولهم بأن لا تسيّسوا الحجّ؟ تأمين الوحدة أمرٌ سياسي. الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومظلومي العالم الإسلامي مثل اليمن ودعمهم عمل سياسي والدفاع عن المظلوم واجب وهو عينُ التعاليم الإسلامية. أو البراءة من المشركين التي تشكّل فريضة. هذه كلّها تابعة للدين.
كما لفت الإمام الخامنئي قائلاً: البراءة من المشركين فريضة إسلامية وعمل ضروري وهذا ما يجعلنا نصرّ على أن يتمّ هذا الموضوع كلّ عام على أكمل وجه.
وتابع سماحته كلامه في هذا المضمار قائلاً: نعم، الحجّ عمل سياسيٌّ لكنّ هذا العمل السياسي هو عين التكليف الديني. لكنّ أن يعملوا على منع هذه الحركات السياسيّة فذلك أيضاً عملٌ سياسي لكنها سياسة معادية للدّين. وقولهم بأن لا يحقّ لكم توجيه النّقد لأمريكا يشكّل حركة سياسيّة شيطانيّة.
ثمّ شدّد قائد الثورة الإسلامية على وجوب تحمّل المتصدّين لمناطق الحجّ مسؤولياتهم قائلاً: تتحمّل الحكومة السعوديّة ومن يتصدّون لشؤون مناطق الحج مسؤوليات ثقيلة. من مسؤولياتهم توفير الأمن للحجاج. ينبغي احترام هؤلاء وصون كرامتهم؛ فهؤلاء ضيوف الرّحمن. فليوفّروا الأمن للحجاج لكن ينبغي أن لا يجعلوا الأجواء أمنيّة. يجب أن تكون معاملتهم للحجاج مناسبة خلال تواجد الحجاج في مكة والمدينة.
ووجّه الإمام الخامنئي خطابه للحضور قائلاً: فلتسألوا الله عزّوجل في تضرّعاتكم الجماعيّة وفي الأدعية أن تُحلّ مشاكل الأمّة الإسلامية والمجتمعات الإسلامية واطلبوا منه عزّوجل أن يكفّ شرّ أعداء الإسلام عن المسلمين. 
​ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى معاداة أمريكا وسائر المستكبرين العميقة للحقائق الإسلامية قائلاً: الهجوم الوحشي السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي والأمني لجبابرة العالم ضدّ الشعوب المسلمة يثبت عمق معاداتهم للمعارف الإسلامية.
ثمّ أردف سماحته قائلاً: المعارف الإسلاميّة تتعرّض اليوم لممارسات عدائية، عداء المستكبرين وأمريكا الذين يهاجمون الشعوب المسلمة بهذه الوحشيّة الحقيقي يتمثّل بمعاداة الحقائق الإسلامية. إذا ما تخلّى المسلمون عن حقائقهم فسوف ينتهي عداؤهم. نفس عدم خضوعكم وخشوعكم لغير الله وعدم استسلامكم للقوى الماديّة يؤدّي إلى نصبهم العداء وهو سبيل إلى انتصار وصلاح وخلاص الأمّة الإسلامية.
وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: بقدر ما أظهرنا في مجتمعنا تمسّكاً أكبر بالأسس الإسلامية شملنا عون الله أكثر فأكثر وأينما غفلنا تلقّينا صفعة نتيجة لغفلتنا هذه.
وشدّد سماحته على أنّ أعداء الأمّة الإسلامية سيُجبرون أخيراً على الرّكوع أمام الإسلام ثمّ تابع سماحته قائلاً: ما سيحمله المستقبل بفضل الله وعونه هو عزّة الإسلام والمسلمين وتقدّم المجتمعات الإسلامية؛ لكنّ السّعي والجدّ مطلوب.