المقاومة تؤدّي إلى تراجع العدوّ، بخلاف الاستسلام. فإن تراجعتم خطوة إلى الوراء حين يمارس العدوّ ظلمه وأعماله التعسّفيّة بحقّكم، سوف يتقدّم هو بلا شك. والسبيل إلى أن لا يتقدّم هو أن تقاوموا وتثبتوا. الصمود والمقاومة مقابل أطماع العدوّ وتعسّفه وابتزازه هو السبيل للحؤول دون تقدّمه. إذاً، فالفائدة في المقاومة. وهذا ما نقوم به نحن أيضاً، وتجربتنا في الجمهورية الإسلامية تدلّ على ذلك. ولديّ الآن أمثلة ونماذج عديدة في ذهني ولا أريد الخوض فيها وذكر الأمثلة، إنّما أقول على وجه العموم: أينما قاومنا وثبتنا استطعنا التقدّم وأينما استسلمنا وعملنا طبقاً لرغبة الطرف المقابل تلقّينا الضربات. هناك أمثلة واضحة، والأذكياء والمطّلعون يستطيعون العثور بسهولة على أمثلة لهذا الأمر من حياة الجمهورية الإسلامية الممتدّة لأربعين عاماً. هذا أيضاً جانب من هذا المنطق. 

الجانب الثالث من منطق المقاومة هو ما قلته في هذا اللقاء نفسه قبل سنة أو سنتين وهو أنّ للمقاومة تكاليفها على كلّ حال، وهي ليست عديمة التكاليف، لكنّ تكاليف الاستسلام مقابل العدوّ أكبر من تكاليف مقاومته. عندما تستسلمون أمام العدوّ عليكم أن تتحمّلوا التكاليف. النظام البهلوي كان مستسلماً أمام أمريكا ـ وكانوا منزعجين في كثير من الأحيان وغير راضين لكنّهم كانوا مستسلمين ويخافون ـ كان يعطي النفط والمال ويخضع للابتزاز ويتلقّى منهم الصفعات في الوقت نفسه! والحكومة السعودية في الوقت الحاضر على المنوال نفسه، فهي تقدّم الأموال والدولارات وتتّخذ المواقف وفقاً لإرادة أمريكا ومع ذلك تسمع الإهانات ويسمّونها بـ «البقرة الحلوب»! تكاليف الاستسلام والرضوخ وعدم المقاومة أكثر بكثير من تكاليف المقاومة. وللاستسلام تكاليفه المادية والمعنوية أيضاً.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٦/٤