لا شكّ في أنّه لو كان مسؤولو الجمهوريّة الإسلاميّة سُذّجاً وفاوضوا المسؤولين الأمريكيّين لما كانت الضغوط ستتقلّص ولم يكن ليُرفع الحظر، فبمجرّد أن يبدأوا بالتفاوض كان سيتمّ طرح توقّعات جديدة وفرض أمور جديدة من ضمنها أنّه يجب أن تكون صواريخكم على هذا النحو، وأن يتعدّى مدى صواريخكم المئة وخمسين كيلومتراً. يقوم شبابنا اليوم بتوفيق من الله بصناعة صواريخ دقيقة يبلغ مداها ألفي كيلومتر، ويُمكن لها بعد قطعها ألفي كيلومتر أن تصيب أيّ هدف بمدى خطأ لا يتعدّى المتر الواحد، حسناً يصعب عليهم هذا الأمر.

لا توجد حدود تتوقّف عندها مطالب الأمريكيّين وهم يطرحون بشكل مستمرّ مطالب جديدة. يقولون على سبيل المثال لا يكن لكم حضور فاعل في المنطقة ولا تدعموا المقاومة. هؤلاء يعملون على فرض نفس الحالة التي كانت سائدة في البلاد قبل انتصار الثورة الإسلاميّة، هذه الثورة كانت ضدّ أمريكا، هؤلاء يحاولون العودة لكنّ الثورة الإسلاميّة أقوى ممّا يتصوّرون والإرادة الحاكمة على الجمهوريّة الإسلاميّة إرادة حديديّة بفضل الله وهناك عزم راسخ ولن تسمح هذه الإرادة بعودة أمريكا مجدّداً بهذه الخدع إلى إيران. 

لم تتغيّر أمريكا أبداً منذ شهر تشرين الثاني عام ١٩٦٤ حيث قام النظام العميل لأمريكا في إيران بنفي الإمام الخميني وحتى شهر تشرين الثاني عام ٢٠١٩، نفس الاستذئاب الموجود حينها لا يزال موجوداً في أمريكا اليوم، ولا تزال نفس الدكتاتوريّة العالمية موجودة في أمريكا اليوم. في تلك المرحلة كانت أمريكا دكتاتوراً عالميّاً وكانت لديها شرطة في مختلف مناطق العالم، وشرطي هذه المنطقة وعميل هذه المنطقة التابع لها كان محمد رضا بهلوي، واليوم أيضاً توجد الدكتاتوريّة عينها بأساليب أحدث طبعاً، أمريكا هي أمريكا ذاتها.

 لطالما مارست أمريكا العداء بحقّ الشعب الإيراني؛ حتّى خلال فترة حكم نظام الطاغوت قبل انتصار الثورة الإسلاميّة إذ قامت أيضاً بإسقاط حكومة وطنيّة في العام 1953. وبعد الثورة أيضاً حتّى اليوم كان هناك حظر وتهديد وتصريحات مسيئة وخلق للمشاكل وتغلغل بشكل مستمرّ. البعض يحرّفون التاريخ بقولهم أنّ "نقطة بداية الخلافات كانت السيطرة على السفارة الأمريكيّة"؛ هذا تحريفٌ للتاريخ. الخلافات بين الشعب الإيراني والحكومة الأمريكيّة بدأت في 19 آب عام 1953 وقبل تلك المرحلة حيث أنّهم فرضوا حينها نظاماً فاسداً وتابعاً على الشعب الإيراني.