تحدث الإمام الخامنئي في هذا اللقاء عن تعبير الإمام الخميني (قده) بشأن العشائر في أنهم ذخر البلاد، ورأى أن عقد هذا المؤتمر «فرصة مناسبة للناس للالتفات والتعرف إلى العشائر». وقال سماحته: «اليوم يعتمد المغرضون ضد إيران والإسلام على الحرب الناعمة، ولذلك يحتاج أفراد الشعب كافة بمن فيهم العشائر إلى أمور ومنتجات ثقافية».
في إشارة إلى وقوف العشائر في وجه المساعي الكثيرة للأجانب، بما في ذلك بريطانيا، على مدى القرنين أو الثلاثة الماضية، قال قائد الثورة الإسلامية: «كان الهدف من هذه المحاولات إجبار العشائر على خيانة البلاد وأفعال مثل التقسيم والحرب الداخلية التي لم تنجح أبداً، ولذلك عشائر إيران هم من أكثر فئات الشعب وفاءً».
كذلك، عدّ سماحته تضحيات العشائر خلال مرحلة الثورة و«الدفاع المقدس» مظهراً آخر لوفائهم، قائلاً: «كان العنصر الأساسي لوحدة الشعب، بما في ذلك العشائر، والتقدم والإيثار، هو عنصر الدِّين، وقد استخدم الإمام الجليل (قده) ذاك العنصر الحيوي وأوصل الثورة إلى الانتصار، وبعد الثورة أيضاً أدّى إلى صون البلاد وحفظها في مواجهة الدعم الهائل من القوى الأجنبية والحكومات الرجعية لصدام بهدف القضاء على الثورة».
أيضاً وصف الإمام الخامنئي الشهداء بأنهم «مظهر جميل وعظيم من الإيمان الديني»، مشدّداً على «الدور الفريد للدافع الديني في جهاد المناضلين، وصبر عائلات الشهداء وسلوانهم»، ومبيناً أن «إضعاف الإيمان الديني وإضعاف الأمل والتفاؤل بمستقبل البلاد كلها من مقوّمات الحرب الناعمة ضد الشعب». واستدرك: «تلقين اليأس بالمستقبل والوصول إلى الطريق المسدود وأن المسؤولين لا يعرفون إدارة البلاد هو من أفعال المغرضين لإيران... أيّ شخص يحبط آمال الناس في المستقبل يعمل لمصلحة العدو سواء أكان يعلم أم لا، وأيّ شخص يضعف إيمان الناس يعمل للعدو سواء أكان يعلم أم لا، وأيّ شخص يجعل الناس غير معتقدين أو متشائمين تجاه نشاطات مسؤولي البلاد وجهودهم وتخطيطهم يعمل للعدو سواء أكان يعلم أم لا».
في النتيجة، رأى الإمام الخامنئي أن الدرس المهم للشهداء هو درس الأمل في الله، مضيفاً: «دخل مناضلونا ميدان النزال في ظروف لم يكن فيها أيّ أمل في النصر حقاً وفقَ الحسابات العادية، ولكن نتيجة لتلك النضالات المتفائلة انتهت الحرب بعزة الجمهورية الإسلامية ونكبة المعتدين، وهذا يعني أنه حتى في أصعب الظروف ينبغي أن يكون الإنسان آملاً في العون الإلهي وفي همته ونفسه».