لا يحقّ لنا أن نتعامل مع الناس ونتحدّث إليهم من موضع الاستعلاء والاستكبار، فنحن لسنا شيئاً يُذكر. كلّ الموجود هو للناس، وإذا مُنحنا شأناً أو عملاً أو منصباً، فأولاً الناس هم من منحوه، وثانياً مُنِحَ من أجل أن نخدمهم.

كان انضمام إيران إلى معاهدتين دوليّتين مهمّتين خلال مدة قصيرة نجاحاً جيداً للغاية. الدّول في العالم لا تعشق عيون أحد كي تقول: تفضّل يا فلان وانضمّ إلينا. لديها حسابات لتقبل انضمام أي دولة. هذا يظهر أن البلاد في وضع يجعل المشتركين في هذه المعاهدات الدوليّة ومؤسسيها يرغبون بل يصرّون أحياناً أن تغدو بلادنا العزيزة واحدة منها.

عندما نتحدّث عن التواصل مع العالم، يرى بعض العناصر السياسيّين في البلاد أنّ العالم بضع دول هي [بلدان] غربيّة في غالبيتها. هذه النظرة نظرة ما قبل مئة عام. لا بدّ من التخلّي عن هذه النظرة الرجعيّة والبالية. التواصل مع العالم يعني التواصل مع أفريقيا وأمريكا اللاتينيّة وآسيا. آسيا مصدرٌ هائلٌ للثروات البشريّة والطبيعيّة، وكذلك الحال بالنسبة إلى أفريقيا.

أنواع الحظر التي فُرضت هدفها الأساسي معيشة النّاس، وقد أرادوا أخذ معيشة النّاس رهينة. طبعاً تُنفّذ الآن بعض الأعمال لرفع الحظر وبعض المفاوضات، لكن إلى جانبها لا بدّ أن يكون هناك خطٌّ موازٍ هو «إبطال مفعول الحظر». لا شكّ في أنّ من أهمّ المؤشّرات على «إبطال مفعول الحظر» تقليص نسبة التضخّم.

هذه السياسة التي انتهجتموها، المتمثلة في التواصل مع الجيران، سياسةٌ جيّدة للغاية. تجب متابعتها. ينبغي ألا يكون لدينا خلاف مع أيّ من جيراننا، وأيّاً كان الخلاف يجب أن يتحول إلى تعاون.

 آسيا مصدرٌ هائل من الثروات البشريّة والطبيعيّة. حال أفريقيا كذلك. لقد صارت الدول الغربيّة ثريّة عبر ممارسة الضغوط على أفريقيا ومثل هذه الدول بصورة أساسية. في الحقيقة، جَنت أوروبا ثروتها أساساً عبر سرقة الثروات الأفريقيّة وبعض الدول الآسيويّة.