تحدّث قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الثلاثاء 10/10/2023 في المراسم المشتركة لتخريج طلّاب جامعات الضبّاط التابعة للقوّات المسلّحة، التي أقيمت في جامعة الإمام علي (ع) للضبّاط، واصفاً هذه القوات بأنها «حصن الأمن والعزة والهوية الوطنية».
وتكلم سماحته على «إخفاقات الكيان الصهيوني غير القابلة للترميم في الملحمة الأخيرة للشبان الفلسطينيين»، قائلاً: «كان العامل المؤدي إلى وقوع هذا الحدث المدمر استمرار الظلم والإجرام والوحشية من الكيان الغاصب المزيف بحق الشعب الفلسطيني». وأضاف: «لا يستطيع هذا الكيان عبر الكذب والتظاهر بالمظلومية أن يخفي وجهه الوحشي والشيطاني في الهجوم على غزة وارتكاب المجازر بحق شعبها، وأن يجعل شجاعة الشباب الفلسطينيين وتخطيطهم الذكي على عاتق غير الفلسطينيين عبر التفوّه بالترهات».  
في إشارة إلى الأحداث الأخيرة غير المسبوقة التي شهدتها فلسطين، واعتراف العالم كله بفشل الكيان الصهيوني، قال سماحته: «هذه الهزيمة من الناحية العسكرية والاستخباراتية هزيمة غير قابلة للترميم وزلزال مدمر، ومن المستبعد رغم كل المساعدات من الغربيين أن يتمكن الكيان الغاصب من ترميم الضربات العميقة لهذه الحادثة التي أصابت أساسات حاكميته».  
مع تأكيده أن الكيان الصهيوني لم يعد الكيان الصهيوني السابق بعد السبت السابع من أكتوبر، «يوم الملحمة الشجاعة للشباب الفلسطينيين»، قال قائد الثورة الإسلامية: «السبب لهذا البلاء الكبير ممارسات الصهاينة أنفسهم، لأنه عندما تتجاوزون الحد في الهمجية والوحشية، لا بد أن تنتظروا الطوفان».  
وأوضح سماحته أن مبادرة المجاهدين الفلسطينيّين الشجاعة والمضحّية كانت ردّاً على جرائم العدوّ الغاصب التي تواصلت أعواماً واشتدّت خلال الأشهر الأخير. وقال: «يقع التقصير على الحكومة الحاليّة للكيان الصهيوني الغاصب التي لم تتوانَ عن اتخاذ أي إجراء وحشي ضد الشعب الفلسطيني المظلوم».  
وأشار الإمام الخامنئي إلى «شرور وخباثة كيان الاحتلال» بالقول: «لم يواجه أي شعب مسلم في التاريخ المعاصر عدواً بوقاحة الكيان الصهيوني وقساوته، ولم يتعرّض للضغط والحصار والضّيق مثل هذا الشعب، كما أن أمريكا وبريطانيا لم تدعما أي حكومة ظالمة بقدر ما دعمتا حكومة الكيان الزائف».

وعدّ قائد الثورة الإسلامية قتل الفلسطينيين من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وهتك حرمة المسجد الأقصى وركل المصلين، وجعل المستوطنين المسلحين يتعرضون للشعب الفلسطيني، من ضمن جرائم الكيان الصهيوني. وتساءل: «هل كان أمام الشعب الفلسطيني الغيور والمتجذّر لآلاف السنين خيار سوى تفجير هذا الطوفان مقابل كل هذا الظلم والإجرام؟».  
  
بالإشارة إلى «محاولة الكيان الخبيث التظاهر بالمظلومية» ومساعدة وسائل الإعلام الاستكبارية في العالم لبثّ هذه النظرة لدى الرأي العام العالمي، قال سماحته: «هذا التظاهر مغاير للواقع تماماً وكذب، ولا يمكن لأحد أن يصنع من هذا الوحش الشيطاني وجهاً مظلوماً»  
  
كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن الهدف من تظاهر الكيان الصهيوني بالمظلومية هو «التبرير لجرائم هذا الكيان في هجماته المستمرة على غزة ومجازره بحق الشعب المظلوم في هذه المنطقة». وقال: «حسابات الكيان الزائف وداعميه في هذه القضية مخطئة أيضاً، وعلى قادة وصناع القرار في الكيان الصهيوني وداعميهم أن يعلموا أن هذه الممارسات ستجلب إليهم بلاءً أكبر، وسوف يوجّه الشعب الفلسطيني بعزيمة أشد بأساً صفعةً أشد على وجههم القبيح رداً على هذه الجرائم».  
  
وأشار سماحته إلى «ترهات بعض الأشخاص في الكيان الصهيوني وداعميه حول علاقة غير الفلسطينيين بما في ذلك إيران بالأحداث الأخيرة»، قائلاً: «طبعاً نقبّل جباه وسواعد الشباب الفلسطينيين والمخططين المدبرين الأذكياء لطوفان الأقصى ونفتخر بهم، لكن هذه الترهات والحسابات غير صحيحة، ومن يقولون إنّ ضربة الفلسطينيّين الأخيرة ناجمة عن غير الفلسطينيّين لم يعرفوا الشعب الفلسطيني العظيم واستخفوا به».  
  
وأكد قائد الثورة الإسلامية تحرّك العالم الإسلامي رداً على جرائم الصهاينة. وقال: «بطبيعة الحال على العالم الإسلامي بأسره دعم الشعب الفلسطيني، ولكن هذه الملحمة كانت من عمل المخططين الأذكياء والشباب والساعين الفلسطينيين المضحين، وإن شاء الله، فستكون هذه الملحمة الشجاعة خطوة كبيرة نحو خلاص الفلسطينيين».

في بداية حديثه، وصف سماحته القوات المسلحة بـ«الحصن الفولاذي للأمن والعزّة والهوية الوطنية»، وأن حرمان أي دولة القدرة على الدفاع وصيانة الأمن القومي هو «سبب التبعية للأجانب وجعل العزة الوطنيّة لذلك البلد رهينةً». 
 
ورأى القائد العام للقوات المسلّحة أن حرب السنوات الثماني المفروضة بأنها حرب عالميةً بالمعنى الحقيقي للكلمة. وقال: «في ذلك الاختبار الصعب، دافعت القوات المسلحة عن كلّ شبر من تراب البلاد وسيادة الإسلام المقدّس والعزيز، وأفشلوا المؤامرة الجماعية للمستكبرين في الشرق والغرب في الدفاع عن المعتدي صدام». 
 
ولفت الإمام الخامنئي إلى أنّ فتنة «داعش» كانت آخر اختبار للقوات المسلحة حتى اليوم. وأضاف: «أمريكا صنعت "داعش" ضمن خطة شريرة لزعزعة استقرار المنطقة، وكان الهدف النهائي لهذه المؤامرة هو إيران الإسلامية، لكن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية، إلى جانب القوات المسلحة لبضع دول أخرى، أحبطت تلك الفتنة أيضاً».