وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى كون تصريحات الرّئيس الأمريكي تصريحات فارغة وقال سماحته: لقد واجهت هذه الثورة منذ انطلاقتها حالات عِداء شديدة. فلا تنظروا إلى جعجعة هذا التافه الذي تربّع لتوّه على كرسي الحكم في أمريكا، فهي ليست بالشيء الجديد، وإنما كانت منذ البداية، سوى أنها اختلفت ألستنهم وألحانهم. منذ اليوم الأول وحتى يومنا هذا، أي منذ ثمان وثلاثين عاماً والجمهورية الإسلامية تواجه جعجعتهم، دون أن يستطيعوا ارتكاب أية حماقة. فإن هذه الغرسة لم يتمكنوا من اقتلاعها منذ أن كانت غصناً رقيقاً، فكيف بها اليوم وقد تبدّلت إلى شجرة باسقة، أفهل يمكنهم اجتثاثها؟ فليخسأوا..
وتابع سماحته: يقولون: نريد تغيير نظام الجمهورية الإسلامية.. في أيّ زمن لم تكن هذه هي إرادتكم؟ دوماً ما أردتم، ودوماً ما ارتطمتم بالجدار، ودوماً ما مُرّغ أنفكم بالتراب، وسيكون هذا هو حالكم بعد اليوم أيضاً.
وأشار الإمام الخامنئي إلى عدم معرفة المسؤولين الأمريكيين بالشّعب الإيراني وجهلهم بقدرات هذا الشّعب قائلاً: هؤلاء يجهلون من يكون الشّعب الإيراني؛ لقد حافظت هذه المفاهيم على إبقاء الشعب الإيراني حيّاً. حملة السّكاكين البلهاء وفاقدي التجارب هؤلاء لا يدركون ما يفعلونه إلى أن يتلقّوا صفعة على وجوههم. عندها سيدركون قواعد الصّراع.
وفي إشارة إلى الأعداء الذين تعاقبوا على معاداة نظام الجمهوريّة الإسلاميّة وفشلهم الذّريع في بلوغ أمانيهم قال قائد الثورة الإسلاميّة: منذ بداية الثورة وحتى يومنا هذا، كم من أولئك الذين كانوا يحملون أمنية زوال الجمهورية الإسلامية، قد تركوا الدنيا في حسرة وفشل وهاهم يرتعون في أعماق جهنم.
وأكّد سماحته: ليعلم الجميع، سواء العدو أو الصديق المخلص أو المحب الذي قد يهتزّ قلبه، بأن الجمهورية الإسلامية صامدة بكل قوة واقتدار، وليعلموا بأن العدوّ لا يستطيع أن يصفعنا بل نحن من نصفعه.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى أهميّة تسليط الضّوء على العامل الأساسي الذي كان السبب في استتباب الأمن في أنحاء البلاد قائلاً: لابد وأن تتجلى قيمة شهدائنا، فلولا هؤلاء الشهداء المدافعون عن المقدسات، لتحتّم علينا اليوم أن نحارب العناصر الخبيثة المؤججة للفتن والمعادية لأهل البيت وللشعب الإيراني وللشيعة في مدننا وشوارعنا.
وتابع سماحته: أرادت هذه العناصر في العراق أن توصل نفسها إلى حدود الجمهورية الإسلامية، ولكن صدّوهم عن ذلك وألقموهم حجراً، وهاهم اليوم سيُزالون ويُكنَسون بالكامل.
كما لفت قائد الثورة الإسلامية إلى مظلوميّة حرس الحدود قائلاً: يعود جانبٌ من الأمن المستتب في بلدنا إلى المدافعين عن المقدسات وجانب آخر منه إلى المرابطين على الثغور. فإن شهداءنا من حرس الحدود مظلومون، إذ لا يوجد من يذكرهم، ولكن على الناس أن يعرفوا كم يقدّم هؤلاء من خدمة لهم، لأن الخدمة لا تتلخص في الماء والخبز، بل الأعلى منها هي خدمة تحقيق الأمن.