في العاشر من شهر دي سنة 56 [31/12/1977 م] جاء رئیس الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلی طهران وألقی خطبة غرّاء في تمجید کاذب ومبالغ فیه لمحمد رضا (شاه البهلوي). وقال في خطبته الغرّاء تلك إنّ «إیران هي جزیرة الاستقرار»، بأي معنی؟ بمعنی أن أمریکا مطمئنة ومرتاحة البال إزاء إیران التابعة لها والمسؤولین الإیرانیین العاملین کخدمٍ لها. هنا جزیرة الاستقرار ـ هذا الکلام کان في العاشر من شهر دي ـ ولم تمض عشرة أیام حتی وقعت حادثة قم، حيث انتفض أهاليها في التاسع عشر من شهر دي وتحرّکوا ونزلوا إلی الميدان بأرواحهم وأجسادهم ضد ذلك النظام الظالم العمیل الفاسد. هذه هي أجهزة الحسابات الأمریکیة والغربیة، لاحظوا هذه النقطة. الغربیون أنفسهم والأمريكيّون أنفسهم یتباهون بقدراتهم الحسابیة وبقدرتهم علی التحلیل وباستشرافهم للمستقبل، وهنا أیضاً ثمة جماعة من المتأثرین بالغرب والمتأثرین بأمریکا یسلّمون بقدرة أمریکا علی الحسابات والتخمین ويردّدون «هكذا قال الأمريكيّون، وهكذا قال العالم الفلاني الأمریکي، ومركز الدراسات الأمریكي الفلاني هكذا يقول، وهکذا یعرّف العالَم وهکذا یتصوّر المستقبل». إنّ قدرة أمریکا علی الحسابات هي بأن یقولوا «هنا جزیرة الاستقرار»، ویتبین بعد أقلّ من عشرة أیام ما معنی جزیرة الاستقرار، حیث [تحدث] انتفاضة قم، وبعدها انتفاضة أهالي تبریز، ثم الحرکة الهائلة ثم طوفان الثورة الإسلامیة الذي قلب کلّ شيء [ثمّ] القضاء علی النظام البهلوي العمیل التابع الطاغوتي. هذه القدرة علی الحسابات لا تزال بهذا النحو إلی يومنا هذا. قبل مدّة صرّح أحد المسؤولين الأميركيّين في جمع من الأوباش والإرهابيّين: الأمل بأن نحتفل بعيد الميلاد للعام 2019م ـ الذي صادف مروره قبل أيّام ـ في طهران! هذه هي تلك القدرة علی الحسابات، وهؤلاء هم أولئك الأشخاص أنفسهم. حساباتهم تقتضي أن یکون لهم مثل هذا الأمل، مثل أمل صدام حسین الذي أراد أن یصل إلی طهران في غضون أسبوع، ومثل أمل مرتزقتهم الآخرین المنافقین بأن یسیروا من کرمانشاه فیصلوا مباشرة خلال ثلاثة أیام إلی طهران. هذه هي حساباتهم! هذه هي قدرة العدوّ علی الحسابات. بعض المسؤولين الأميركيّين يتظاهرون بالجنون ـ وأنا حتماً لا أوافق على ذلك ـ لكنّهم حقيقةً حمقى من الدرجة الأولى!

~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/١/٩