المرأة المسلمة قادرة على تنسيق النهوض بكافّة مسؤوليات المرأة وأدائها بصورة متوازية، وأن تتعلّم كلّ هذه الأمور من السيّدة زينب (ع). يمكنها تعلّم الطهارة والتقوى؛ أعظم خصائص المرأة، والعزّة والكبرياء؛ اللتين تختصّ بهما النساء في ساحة التقوى والإيمان. ورد في الروايات أنّ التكبّر منبوذٌ من الجميع عدا عن المرأة عند التقائها بالرّجل الأجنبي. ينبغي للمرأة أن تمتلك حالة الكبرياء ولا ينبغي أن تستولي عليها حالة الخضوع والاستسلام. هذا نموذج بارزٌ آخر في شخصيّة زينب الكبرى (ع). المرأة المسلمة من أيّ زاوية تطلّعت، سوف تجد زينب الكبرى (ع) قدوةً لها. السيّدة زينب (ع) كانت من الناحية العلميّة عالمةً مشهورة بعلمها في المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة.
~الإمام الخامنئي ١٩٩٥/١٠/٤
رأيي هو أنّ السيّدة زينب الكبرى (ع) هي المؤسِسة لبناء صون الأحداث والحفاظ عليها من خلال الأدب والفنّ. لو لم تكن حركة السيّدة زينب (ع) ومن بعدها سائر أهل البيت (عليهم السلام) -الإمام السجاد والآخرين-، لما خُلّدت واقعة عاشوراء في التاريخ.
خطبة السيدة زينب (ع) في مدينتي الكوفة والشام آية في البيان الفنّي من حيث الجمالية والجاذبية، بحيث لا يمكن لأحد التغاضي عن هذا الأمر.
بيانٌ عندما يسمعه معارضٌ أو عدوٌ، يترك أثره فيه كرصاصةٍ خارقة وشفرةٍ حادّة، شاء من شاء وأبى من أبى. تأثير الفنّ لا علاقة له بإرادة من يستهدف. سيترك الفنّ أثره شاء المرء أو لم يشأ.
~الإمام الخامنئي ٢٠٠٥/٩/٢٢
لا يمكن مقارنة عظمة ما قامت به السيّدة زينب الكبرى (ع) بسائر الأحداث الكبيرة على مدى التاريخ، بل ينبغي مقارنته بواقعة عاشوراء بحدّ ذاتها؛ وللإنصاف فكلا الحادثتين متساويتين (في العظمة). هذه الإنسانة العظيمة، وسيّدة الإسلام - بل البشرية- الجليلة، استطاعت أن تصمد وتقف شامخة أمام جبل المصائب العظيم. لم يُلاحظ ارتجاف صوت هذه السيّدة العظيمة أيضاً بعد كلّ هذه الأحداث، فقد وقفت شامخة كجبلٍ أشمّ في مواجهة الأعداء، وفي مواجهة هذه المصيبة والأحداث المريرة؛ وصارت قدوة، وعبرة، ومرشدة ورائدة.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٣/١١/٢٠