فيما يلي نصّ مقدّمة كتاب "إنّ مع الصّبر نصرا" التي كُتبت بخط يد الإمام الخامنئي وباللغة العربيّة:

بسم الله الرّحمن الرّحیم
الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی سیّدنا محمّد وآله الطّاهرین
وبعد، صحیحٌ أنّ هذه المذکّرات إنّما ألقیتُها باللّغة العربیّة -وهي اللّغة الّتي أحبّها من صمیم قلبي- إلّا أنّ لهجتي الّتي أملیتُ بها هذه القصّة الطّویلة لم تکن لهجة العربي الّذي تکلّم بها منذ نعومة أظفاره، بل کانت لهجة الأعجمي الّذي لا یحسن التّکلّم بالعربیّة،
 
فهو حینما یتکلّم یکون دائماً علی وشك الغلط في البیان، أو الرّکاکة في التّعبیر، أو الضّعف في التّألیف، أو استعمال کلمة دارسة لا یستعملها النّاطقون باللّغة في هذا العصر، أو عدم تذکّر الکلمة المحتاج إلیها في بیان المراد، أو حتّی عدم العلم بها. فهو یتکلّم بالتّلکّؤ وعلی حذَرٍ من الانزلاق، کمن یمشي علی طریق صعب غیر معتاد علیه.
 
ومعلومٌ أنّ الحوار علی مثل ذلك النّمط یختلف کثیراً عمّا یجده القارئ في هذا الکتاب من الفصاحة في التّعبیر، والعذوبة في البیان، والاتّزان في تنسیق العبارات، واستخدام کلماتٍ یستسیغها -عادةً- کلّ من یقرأ هذه الصّفحات.
 
فلا بدّ أن یکون القارئ الکریم علی علمٍ بأنّ کلّ هذا الجمال والکمال إنّما هو من فضل تصرّف الأخ الأدیب الفاضل الدکتور آذرشب في التّرتیب والتّنسیق وتحسین اللّفظ وتزیین العبارات -طبعاً بغیر أدنی تصرّف في المطلب والمعنی المراد- فلهُ الشّکر، ولله الحمد أوّلاً وآخراً.

ثمّ إنّي أحبّ أن أُهدي الکتاب إلی شباب العرب الّذین یعیشون في نفس سنّ صاحب المذکّرات حینما کانت تمرّ علیه تلك الأحداث.
وفّق الله الجمیع لما یحبّ و یرضی
السیّد علي الخامنئي