هؤلاء الغربيّون يتشدّقون في العالم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وما إلى ذلك، أما على الصعيد العملي فإن الحكومات الغربية تعارض هذه الشعارات وتنتهكها إلى درجة أنّ طرح هذه الشعارات من قبل الغربيين في العالم اليوم غدا أمراً مستهجناً، فأصحاب الفكر والتدقيق يدركون واقع الأمر. عدد الإنقلابات التي قامت بها الحكومات والقوى الغربية ضد الحكومات المستقلة - وهي في الغالب حكومات وطنية - عدد عجيب. طبقاً لبعض التقارير فإن أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم عملت على إسقاط خمسين حكومة! قامت بمختلف الأعمال والخطوات ضد خمسين حكومة. وفي ملف أمريكا وغيرها هناك معارضات لعشرات التيارات الشعبية المقاومة. وهناك أيضاً استخدام القنبلة النووية، فالحالة الوحيدة التي استخدمت فيها القنبلة النووية كانت من قبل أمريكا التي تتشدّق أكثر من غيرها بالحديث عن الشعوب وحقوق الشعوب وما إلى ذلك، بينما هي قتلت أكثر من مائتي ألف إنسان - في تلك الأحداث في اليابان - وتعرّض عدد أكبر من هذا بكثير للتبعات والمضاعفات اللاحقة. وسجن غوانتانامو وسجن أبي غريب وهذه الأحداث التي وقعت، والسجون السرية التي ثبت وجودها في أوروبا واتضح أمرها للجميع، وصار معلوماً أن لديهم سجوناً سرية يعذبون فيها الناس ويحبسونهم دون محاكمات، وهي سجون لا تزال موجودة والكل يرى ويعلم. هذا بدوره عامل ثالث يتحدى النظام القيمي الذي يدّعيه الغرب.
~الإمام الخامنئي 4/9/2014

البعض يقولون لنتفاهم بشكل من الأشكال وبمقدار ذرة مع أمريكا، ربما يقلّ بذلك عداؤها لنا، لا، أمريكا لم ترحم حتى الذين وثقوا بها وعقدوا آمالهم عليها واتّجهوا نحوها لاستمداد العون، مثل من؟ مثل الدكتور مصدق. من أجل أن يستطيع الدكتور مصدق النضال ضد البريطانيين والوقوف بوجههم تصور أنه يجب أن يقترب من الأمريكيين، فالتقى بهم، وتفاوض معهم، وطلب منهم، ووثق بهم. لكن انقلاب الثامن والعشرين من مرداد [19/8/1953م] ضد مصدق لم تقم به بريطانيا، بل قامت به أمريكا في إيران. أي إنهم غير راضين حتى بأمثال مصدق. إنهم يريدون خدماً مطيعين أذلاء لهم، مثل من؟ مثل محمد رضا بهلوي. يريدون مثل هذا الشخص يحكم هذا البلد الزاخر بالنعم والبركات، والثريّ والحساس من حيث الموقع الجغرافي ومن حيث القدرات والطاقات المتنوعة، يريدون شخصاً مطيعاً مسَلِّماً لهم دون نقاش. هذا ما يريده الأمريكيون، وإذا لم يكن كذلك فهو عدوّ. لقد مارسوا عداءهم في حادثة طبس وتلقّوا صفعة. ومارسوا عداءهم في حادثة إسقاط الطائرة المدنية، ومارسوا عداءهم منذ البداية في مجال الحظر، ولا يزالون يمارسون عداءهم اليوم أيضاً. وهم يمارسون منتهى الخبث في مجال تخريب وإفساد المفاوضات النووية ونتيجة المفاوضات النووية التي تسمى الاتّفاق النووي؛ إنهم أعداء.
~الإمام الخامنئي 2/11/2017