بحث

قضيّة فلسطين لن تنتهي والمطبّعون أصغر من أن يستطيعوا تصفيتها

الإمام الخامنئي

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطع فيديو يتضمّن كلام الإمام الخامنئي حول محاولات الاستكبار والصهيونيّة تهميش قضية فلسطين عبر مسار التطبيع المذل، ويؤكد قائد الثورة الإسلامية أن قضية فلسطين لن تنتهي وأنّ المطبّعين أصغر من أن يستطيعوا تصفيتها.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
فلسطين ستبقى فلسطين
فیلم کتابخانه: 
فلسطين ستبقى فلسطين(جودة جيدة)
فلسطين ستبقى فلسطين(جودة عالية)
فلسطين ستبقى فلسطين(جودة متوسطة)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
84

أولئك الذين نسوا "أشدّاء على الكفّار"...

«اَشِدّاءُ عَلَی الکُفّارِ رُحَماءُ بَینَهُم». بعضنا ينسى "أشِدّاءُ على الكُفّارِ" ويدعها جانباً... مثل هؤلاء الذين تحالفوا في البلدان الإسلامية مع أمريكا والصهاينة وداسوا على دماء الفلسطينيين بأقدامهم وضيّعوا حقوقهم... الكثير من زعماء الدول العربية الآن من هذا القبيل... والفئة الأخرى نسوا «رُحَماءُ بَينَهُم» وأوجدوا الخلافات بين المسلمين «وَال‍مُؤمِنونَ وَال‍مُؤمِناتُ بَعضُهُم أولِياء بَعض»، هذا ما يقوله القرآن. ثمّ يأتي هؤلاء ويكفّرون المؤمن بالله، والمؤمن بالقرآن، والمؤمن بالكعبة، ... عندما لا يكون التراحم بين المؤمنين موجوداً تنشب الحروب الداخلية في البلدان الإسلامية. 
~الإمام الخامنئي 15/4/2019

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
اسبوع الوحدة 1442-5(جودة متوسطة)
گزارش تصویری: 
اسبوع الوحدة 1442-5(البوم)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
122

لن يدوم الظلم والجور، ستنتصر أخيراً إرادة الشعوب المطالبة بالعدالة

موقف الإمام الخامنئي من جريمة آل خليفة الأخيرة

عقب استشهاد شابين من الشباب البحارنة على يد نظام آل خليفة في البحرين نشر حساب تويتر التابع لموقع KHAMENEI.IR الإعلامي الناطق باللغة العربية موقف قائد الثورة الإسلامية من هذه الجريمة. صرّح الإمام الخامنئي بالقول: لن يدوم الظلم والجور وسوف تنتصر أخيراً إرادة الشعوب المطالبة بالعدالة.

يواصل نظام آل خليفة قمع معارضيه حيث قام يوم السبت الفائت بإعدام اثنين من الشباب البحارنة أحدهما أحمد الملالي ويبلغ من العمر ٢٤ عاماً والثاني علي العرب الذي يبلغ من العمر ٢٥ عاماً بعد أن مارس بحقهما أنواع التعذيب.

يجدر الذكر أن الإمام الخامنئي اتّخذ سابقاً مواقف عديدة من جرائم هذا النظام وأدانها.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
moqavama.720.jpg
گزارش تصویری: 
الدم الخالد(البوم)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
moqavat.1600.1.jpg
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
135

سوف يلحق مؤتمر البحرين الضرر بحكام السعودية والبحرين

ينشر موقع KHAMENEI.IR مقطع فيديو يتضمن كلمة الإمام الخامنئي حيث يؤكد سماحته أن جهود حكام السعودية والبحرين فيما يخص مؤتمر المنامة ستكون معاكسة وأنهم بتآمرهم على القضية الفلسطينية يقطعون الغصن الذين يجلسون عليه.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
حكام السعودية والبحرين
فیلم کتابخانه: 
سيتضرر حكام السعودية والبحرين في مؤتمر المنامة(جودة جيدة)
سيتضرر حكام السعودية والبحرين في مؤتمر المنامة(جودة عالية)
سيتضرر حكام السعودية والبحرين في مؤتمر المنامة(جودة متوسطة)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
74

إذا تاب حكام السعودية والبحرين عن التآمر على قضية فلسطين فطريق العودة مفتوح

إنّ قضية فلسطين اليوم من أهمّ القضايا في العالم الإسلامي بل هي قضية العالم الإسلامي الأولى، وإذا بهم يقيمون في البحرين مؤتمراً بأمر من أمريكا يتآمرون فيه على القضية الفلسطينيّة، وللقضاء عليها! ليعلم حكام البحرين أنّهم يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، فلا ينخدعوا بالسعوديين. هم والسعوديون يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، وسينتهي الأمر بضررهم: «فَسَينفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَة»(الأنفال، 36). ينفقون الأموال، ويبذلون المساعي والجهود لكنّ نتائجها ستكون معاكسة وخلافاً لرغبتهم. هذا ما يقوله القرآن بنحو قاطع. وهؤلاء أيضاً سينتهي المطاف ضدّ مصالحهم وبضررهم، لكنّهم لا يفهمون، للأسف لا يفهمون. إن يعودوا إلى رشدهم فطريق العودة مفتوح. وإن تابوا فطريق التوبة مفتوح: «إلَّا الَّذينَ تابوا وَأصلَحوا»(البقرة، 160) إذا أصلحوا تلك المفاسد التي أوجدوها. هذا ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٦/٥

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
عودوا إلى الإسلام
گزارش تصویری: 
عودوا إلى الإسلام(البوم)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
تصویر صفحه خبر: 
عودوا إلى الإسلام(جودة متوسطة)
نوع محتوایی: 
صورة
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
181

المقاومة والاستسلام!

في منطقتنا اليوم، في منطقة غرب آسيا، تُعدّ المقاومة الكلمة المشتركة بين الشعوب، الجميع يقبلون بالمقاومة ويؤيّدونها. حتماً البعض يتجرأون ويدخلون ساحة المقاومة والبعض لا يتجرّأون، لكن الذين يتجرّأون ليسوا بقلّة. والهزائم التي مُني بها الأمريكان في العراق وسورية ولبنان وفلسطين وغيرها هي ثمرة مقاومة الجماعات والأحزاب المقاومة. جبهة المقاومة اليوم جبهة قوية. 

بالتأكيد، نحن لا ننكر أنّنا نحن الشعب الإيراني، لأننا تمسّكنا بالمقاومة بشدّة ومضينا قدماً ووُفّقنا في ذلك، تشجّع الآخرون على المقاومة. وهذا ما قاله حتّى الخبراء والمحلّلون السياسيون الدوليون غير الإيرانيين وصرّحوا به.  يقول محلّل عالميّ معروف ـ وهو أمريكي، يعرفه الجميع وسمعوا باسمه ـ إنّ من أهمّ أسباب عداء أمريكا للجمهورية الاسلاميّة أنّ الجمهورية الإسلامية سارت في طريق المقاومة وحقّقت النجاحات واستطاعت التغلب على العقبات في هذا الطريق، هذا من أسباب العداء. إنّهم يريدون لنا أن ننهزم وننكسر ونتراجع ونرفع أيدينا بالاستسلام، ولأنّنا لا نفعل ذلك يعادوننا...

... المقاومة تؤدّي إلى تراجع العدوّ، بخلاف الاستسلام. فإن تراجعتم خطوة إلى الوراء حين يمارس العدوّ ظلمه وأعماله التعسّفيّة بحقّكم، سوف يتقدّم هو بلا شك. والسبيل إلى أن لا يتقدّم هو أن تقاوموا وتثبتوا. الصمود والمقاومة مقابل أطماع العدوّ وتعسّفه وابتزازه هو السبيل للحؤول دون تقدّمه. إذاً، فالفائدة في المقاومة. وهذا ما نقوم به نحن أيضاً، وتجربتنا في الجمهورية الإسلامية تدلّ على ذلك. ولديّ الآن أمثلة ونماذج عديدة في ذهني ولا أريد الخوض فيها وذكر الأمثلة، إنّما أقول على وجه العموم: أينما قاومنا وثبتنا استطعنا التقدّم وأينما استسلمنا وعملنا طبقاً لرغبة الطرف المقابل تلقّينا الضربات. هناك أمثلة واضحة، والأذكياء والمطّلعون يستطيعون العثور بسهولة على أمثلة لهذا الأمر من حياة الجمهورية الإسلامية الممتدّة لأربعين عاماً. هذا أيضاً جانب من هذا المنطق. 

...  للمقاومة تكاليفها على كلّ حال، وهي ليست عديمة التكاليف، لكنّ تكاليف الاستسلام مقابل العدوّ أكبر من تكاليف مقاومته. عندما تستسلمون أمام العدوّ عليكم أن تتحمّلوا التكاليف. النظام البهلوي كان مستسلماً أمام أمريكا ـ وكانوا منزعجين في كثير من الأحيان وغير راضين لكنّهم كانوا مستسلمين ويخافون ـ كان يعطي النفط والمال ويخضع للابتزاز ويتلقّى منهم الصفعات في الوقت نفسه! والحكومة السعودية في الوقت الحاضر على المنوال نفسه، فهي تقدّم الأموال والدولارات وتتّخذ المواقف وفقاً لإرادة أمريكا ومع ذلك تسمع الإهانات ويسمّونها بـ «البقرة الحلوب»! تكاليف الاستسلام والرضوخ وعدم المقاومة أكثر بكثير من تكاليف المقاومة.
~الإمام الخامنئي ٢٠١٩/٦/٤

 

في القضايا الدولية، تحتلّ قضية فلسطين هذه الأيام المرتبة الأولى بين قضايا العالم الإسلامي. خيانة بعض حكّام الدول الإسلامية أدّت إلى اتّخاذ خطوات خيانية صريحة في خصوص قضية فلسطين. هذا المؤتمر المقرّر عقده في البحرين هو مؤتمر الأمريكيين، لكنّ حكام البحرين بضعفهم، وعجزهم في أمور مختلفة، وبروحيّتهم المعادية للشعب والمعادية للإسلام بشدّة، قد مهّدوا الأرضية لهذا العمل وتعهّدوا بإقامة هذا المؤتمر. والهدف من هذا المؤتمر هو تنفيذ الخطة الأمريكيّة الخيانيّة الخاطئة الخبيثة بشأن فلسطين والتي اسموها «صفقة القرن». بالتأكيد، هذا الشيء لن يحدث، ولن تقوم لصفقة القرن قائمة أبداً، إن شاء الله وبتوفيق من الله. ونحن نشكر تلك البلدان المسلمة أو البلدان العربية التي عارضت هذه الصفقة وكذلك الفصائل الفلسطينية التي عارضت هذه الخطة.  هذه خيانة كبرى للعالم الإسلامي. نتمنى أن يفهم حكّام البحرين وحكّام السعودية في أيّ مستنقع يضعون أقدامهم وأيّ أضرار ستلحق بمستقبلهم.
~الإمام الخامنئي في خطبتي صلاة عيد الفطر ٢٠١٩/٦/٥

 

إنّ قضية فلسطين اليوم من أهمّ القضايا في العالم الإسلامي بل هي قضية العالم الإسلامي الأولى، وإذا بهم يقيمون في البحرين مؤتمراً بأمر من أمريكا يتآمرون فيه على قضية فلسطين، وللقضاء عليها! ليعلم حكام البحرين أنّهم يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، فلا ينخدعوا بالسعوديين. هم والسعوديون يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، وسينتهي الأمر بضررهم: «فَسَينفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَة». ينفقون الأموال، ويبذلون المساعي والجهود لكنّ نتائجها ستكون معاكسة وخلافاً لرغبتهم. هذا ما يقوله القرآن بنحو قاطع. وهؤلاء أيضاً سينتهي المطاف ضدّ مصالحهم وبضررهم، لكنّهم لا يفهمون، للأسف لا يفهمون. إن يعودوا إلى رشدهم فطريق العودة مفتوح. وإن تابوا فطريق التوبة مفتوح: «إلَّا الَّذينَ تابوا وَأصلَحوا» إذا أصلحوا تلك المفاسد التي أوجدوها. هذا ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم. مشكلات العالم الإسلامي سوف تعالج وتحلّ بتعاون المسلمين واتّحادهم فيما بينهم. ينبغي السعي في هذا السبيل وفي هذا الخصوص، وهناك واجب يقع على عاتق المثقّفين والعلماء في العالم الإسلامي.

لقد تعهّدنا في الجمهورية الإسلامية تكاليف الدفاع عن فلسطين. قلنا سندافع عن فلسطين فوقف العالم الاستكباري بوجهنا ووجّه ضرباته إلينا، لكنّنا قاومنا وصمدنا وثبتنا وسوف نواصل الصمود، ونعلم يقيناً بأنّ النصر النهائي سيكون حليف الشعب الفلسطيني.
~الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلامية بمناسبة عيد الفطر ٢٠١٩/٦/٥

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
المقاومة والاستسلام(جودة متوسطة)
گزارش تصویری: 
المقاومة والاستسلام(البوم)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
725

مؤتمر المنامة خيانة كبرى بحق فلسطين والعالم الإسلامي

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي مقطع فيديو يتضمن كلام الإمام الخامنئي حول المؤتمر المُزمع عقده في البحرين لأجل تمرير صفقة القرن وتأكيد سماحته على أن هذه الصفقة لن تمر ولن تقوم لها قائمة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الإمام الخامنئي
فیلم کتابخانه: 
مؤتمر المنامة خيانة كبرى(جودة جيدة)
مؤتمر المنامة خيانة كبرى(جودة متوسطة)
مؤتمر المنامة خيانة كبرى(جودة عالية)
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
72

كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي النظام وسفراء البلدان الإسلامية بمناسبة عيد الفطر

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله ربّ العالمين والصّلاة و السّلام على سيّدنا ونبيّنا أبي‌ القاسم المصطفى محمّد و على آله الطّيبين الطّاهرين المعصومين سيّما بقية الله في الأرضين.

أبارك عيد الفطر السعيد لكم جميعاً أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، والحضور المحترمون، وسفراء البلدان الإسلامية المحترمون الحاضرون في هذه اللقاء. كما أبارك هذا العيد لكلّ أبناء الشعب الإيراني العظيم الذين، للحقّ والإنصاف، يستحقّون التكريم والتعظيم ومباركة هذا العيد لهم. لقد أمضى شعبنا شهر رمضان بإخلاص وصفاء وحال معنويّة زاخرة بالمضامين، وسوف يلقون في هذا اليوم إن شاء الله وهو يوم العيد، الأجر الإلهي والرحمة الإلهية ونظرة اللطف الإلهي. كما أبارك هذا العيد للأمة الإسلامية.

إنّنا نصرُّ على أن يبقى هذا العنوان وهذا المضمون «الأمّة الإسلامية» حيّاً شاخصاً في أذهان كلّ أبناء الشعوب المسلمة وخصوصاً المسؤولين المسلمين، لأنّ مساعي أعداء الإسلام والمسلمين منصبّة على محو عنوان الأمّة الإسلامية من الأذهان وعلى إنساء المسلمين له، فننسى حقيقة أنّ جمعاً هائلاً من مليار ونصف المليار أو قرابة الملياري نسمة في عشرات البلدان الإسلامية يُعدّون وحدة واحدة، وللأسف فإنّ الأعداء قد نجحوا في ذلك. إذا نظرتم إلى منطقتنا في الوقت الحاضر تجدون أنّ الاصطفافات بدل أن تكون بين الإسلام والكفر وبين المؤمنين والمعتدين، تقوم بين المسلمين أنفسهم. فتجد بلداً إسلاميّاً ذا شعب مسلم، لكنّ حكّامه لاأباليون ـ بالمعنى الواقعي للكلمة ـ يصطفّ إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب بدل معاداته، ويعمل ويتكلّم لمصلحته، ويرفع الشعارات لمصلحته، وفي الوقت نفسه يحارب بلداً إسلاميّاً آخر. هذا نجاح أحرزه الأعداء للأسف، فشكّلوا الاصطفافات وافتعلوا المواجهات والمعارك بين البلدان الإسلامية والإخوة فيما بينهم. هذا شيء ينبغي للعالم الإسلامي معالجته.

لاحظوا! يوجد اليوم عدوّ غاصب في قلب البلدان الإسلامية وفي وسط البلدان الإسلامية أي فلسطين، لا ينفكّ عن ممارسة الأعمال الإجراميّة وهذا ما يستدعي من المسلمين كافّة أن يتحسّسوا لهذا الأمر، وأن يصطفّوا بوجه هذا العدوّ ويمنعوا جرائمه. لكن بدلاً من هذا، نرى أشخاصاً في العالم الإسلامي يتصالحون معه، ويغرزون أظفارهم في  وجوه إخوانهم المسلمين، ويعلنون الحروب عليهم ويختلقون النزاعات والخلافات معهم. هذا هو الإشكال.

إنّ عيد الفطر هو عيد الأمة الإسلامية، وينبغي التفكير في اتّحاد الأمّة الإسلامية. إنّنا ننصح هذه البلدان وهذه الحكومات التي تنسى ما طلبه القرآن منها. [أن تستذكر] هذه الآيات التي تُليت: «وَالَّذينَ مَعَه، أشِدّاءُ على الكفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم» (2) هؤلاء «أشداء على المؤمنين رحماء مع الكفار»، أي إنّهم يعملون بالعكس، فهل هؤلاء مسلمون؟ أينما دخلت السياسات البريطانية في الماضي، والسياسات الأمريكية في الوقت الحاضر، في البلدان الإسلامية حصلت مثل هذه الفتن. فهم يفتعلون الخلافات بين البلدان الإسلامية والنفور والشقاق، وأيضاً في داخل البلد الواحد. لاحظوا ما يحدث في ليبيا! لماذا يجب أن تسفك جماعتان في بلد مسلم دماء بعضهما البعض، والحال أنّهما أبناء بلد واحد، وأرض واحدة، وماء واحدة، ومصالحهما مرتبطة بعضها بالبعض الآخر؟ من الذي يحضّهما على ذلك؟ ولماذا ينبغي أن تقصف مساجد بلد كاليمن، وتقصف أسواقه ومستشفياته ومدارسه الإبتدائية، وتقصف بناه التحتية العمرانية؟ لماذا؟ من الذي يقصفهم؟ الذي يقصفهم شخص يدّعي الإسلام، وبلد هو أيضاً بلد إسلامي، وشعبه مسلم. إنّهم يعملون ويتحرّكون في قلب العالم الإسلامي طبقاً لرغبة أعداء الإسلام وبذرائع واهية. هنا يمكن الإشكال. 

إنّ قضية فلسطين اليوم من أهمّ القضايا في العالم الإسلامي بل هي قضية العالم الإسلامي الأولى، وإذا بهم يقيمون في البحرين مؤتمراً بأمر من أمريكا يتآمرون فيه على القضية الفلسطينيّة، وللقضاء عليها! ليعلم حكام البحرين أنّهم يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، فلا ينخدعوا بالسعوديين. هم والسعوديون يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه، وسينتهي الأمر بضررهم: «فَسَينفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَة» (3). ينفقون الأموال، ويبذلون المساعي والجهود لكنّ نتائجها ستكون معاكسة وخلافاً لرغبتهم. هذا ما يقوله القرآن بنحو قاطع. وهؤلاء أيضاً سينتهي المطاف ضدّ مصالحهم وبضررهم، لكنّهم لا يفهمون، للأسف لا يفهمون. إن يعودوا إلى رشدهم فطريق العودة مفتوح. وإن تابوا فطريق التوبة مفتوح: «إلَّا الَّذينَ تابوا وَأصلَحوا» (4) إذا أصلحوا تلك المفاسد التي أوجدوها. هذا ما يحتاجه العالم الإسلامي اليوم. مشكلات العالم الإسلامي سوف تعالج وتحلّ بتعاون المسلمين واتّحادهم فيما بينهم. ينبغي السعي في هذا السبيل وفي هذا الخصوص، وهناك واجب يقع على عاتق المثقّفين والعلماء في العالم الإسلامي.

لقد تعهّدنا في الجمهورية الإسلامية تكاليف الدفاع عن فلسطين. قلنا سندافع عن فلسطين فوقف العالم الاستكباري بوجهنا ووجّه ضرباته إلينا، لكنّنا قاومنا وصمدنا وثبتنا وسوف نواصل الصمود، ونعلم يقيناً بأنّ النصر النهائي سيكون حليف الشعب الفلسطيني.

لسنا كبعض القادة العرب القدامى الذين قالوا سوف نلقي اليهود في البحر، إنّنا لا نقول بذلك. [بل] نقول ينبغي مواصلة الكفاح الشامل للشعب الفلسطيني ـ الكفاح السياسي والكفاح العسكري والكفاح الأخلاقي والثقافي ـ حتى يستسلم غاصبو فلسطين لرأي الشعب الفلسطيني. يُستفتى كلُّ أبناء الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين ويهود فلسطينيين والذين أبعدوا ونفوا إلى خارج فلسطين، وهم الذين يحدِّدون النظام الذي سيحكم فلسطين، ويرضخ الكلّ لذلك. ينبغي للكفاح أن يستمرّ إلى ذلك الحين وسوف يستمرّ، وبلطف الله تعالى وتوفيقه وبحوله وقوّته سوف ينتصر الشعب الفلسطيني في هذا الكفاح السلمي الإنساني الذي توافقه كلّ الأعراف العقلائية في العالم، وستعود فلسطين إلى الشعب الفلسطيني، وسوف ترون أنتم الشباب ذلك اليوم بتوفيق من الله إن شاء الله.

أللّهم بمحمد وآل محمد احشر الروح الطاهرة للإمام الخميني الجليل الذي عرّفنا على هذا الدرب وهذا الهدف مع أوليائه. واحشر الشهداء الذين مضوا في طريق إعلاء راية الإسلام مع الرسول.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الهوامش:

1 ـ في بداية هذا اللقاء ألقى رئيس الجمهوريّة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن روحاني كلمة بالمناسبة.

2 ـ سورة الفتح، شطر من الآية 29 .

3 ـ سورة الأنفال، شطر من الآية 36 .

4 ـ من ذلك سورة البقرة، الآية 160 .

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لقاء مع مسؤولي النظام
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
تصویر صفحه خبر: 
لقاء مع مسؤولي النظام
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
911

خطبتا صلاة عيد الفطر بإمامة الإمام الخامنئي في مصلّى الإمام الخميني

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، الحمد لله الّذي خلق السّماوات والأرض وجعل الظّلمات والنّور، ثمّ الّذين كفروا بربّهم يعدلون، والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبيّنا أبي‌ القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيّما بقية الله في الأرضين، والسّلام على أئمّة المسلمين وهداة المستضعفين وهداة المؤمنين. أوصيكم عباد الله بتقوى ‌الله.
أقدّم شكري القلبي العميق للشعب الإيراني على ما أبداه من همّة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وخرج في هذه المظاهرات العظيمة الشاملة في كافة أنحاء البلاد. لقد كان هذا حراكاً كبيراً، وربّما لا يلتفت كثيرون إلى التأثير الكبير الذي يتركه هذا الحضور القويّ المتين للشعب في السياسات العالمية، وفي آراء أعداء الشعب الإيراني وفي قراراتهم، ولا إلى الخلل الذي يضفيه على حساباتهم. 
لقد كان شهر رمضان المبارك شهر البركات الإلهيّة والرحمة الإلهية، وإزالة الغبار عن القلوب، ومناسبة لتجلّي الإيمان وظهوره. فكم من شبابنا وناشئتنا الذين هم في سنّ الحداثة تحمّلوا على امتداد أيّام هذا الشهر، صيام الأيام الحارّة طاعة وامتثالاً للأمر الإلهي. وقد تزامن شهر رمضان هذا العام مع الامتحانات المدرسيّة، ومع ذلك لم يترك ناشئتنا الصيام، فجمعوا صعوبة الصيام في الجو الحارّ إلى صعوبة الدراسة والامتحانات، وهذا شيء على قدر كبير من الأهمّيّة، وهو دليل على تنامي الإيمان الديني بين شبابنا وأجيالنا الصاعدة. 
لقد خرج الناس من الامتحان المعنوي في هذا الشهر مرفوعي الرأس، وقد كان حضور الناس في المساجد والحسينيات ومراقد الأولياء في مختلف المناطق الدينية في البلاد حضوراً حارّاً معنويّاً مخلصاً نقيّاً. فبحسب ما زُوّدنا به من تقارير واطّلعنا عليه، فقد كانت تجّمعات الناس في طهران سواء لاستماع المحاضرات والخطب [الدينيّة] التي تزيد المعارف وتبيّن التعاليم وتضاعف البصيرة، أو لقراءة الأدعية، أو للمناجاة في الأسحار، وهذه الدموع الجارية في الليالي، كانت بحقّ نعماً كبيرة وذخائر معنويّة نابعة من قلوب الشباب والأحداث الطاهرة في هذا البلد، وهو ما سيضفي البركة على مستقبلنا إن شاء الله. 
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ * قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ * اَّللهُ الصَّمَدُ * لَم يلِد وَ لَم يولَد * وَ لَم يكـُن لَهُ كفُوًا  اَحَدٌ. (۱)

من جملة بركات هذا الشهر المحافل القرآنية الآخذة بالازدياد. لقد كانت هناك محافل قراءة لأجزاء من القرآن في كافّة أنحاء البلاد تقريباً، وهي ظاهرة مغتنمة كثيراً وعمل نافع جداً. وإرادة عموم أبناء الشعب وعزيمتهم في هذا الشهر تقوى وتشتدّ في سبيل الله ونحو التقوى الإلهية؛ وخصوصاً في ليالي القدر، فهذه التجمّعات الهائلة في ليالي القدر هي حقّاً مدعاة للعِبَر، حيث يجتمع أفراد مختلفون، من مختلف الشرائح الاجتماعية، بملابس وأساليب وسلوكيات متنوعة، يجتمعون كلّهم تحت سقف واحد، وفي مكان واحد، ويتوسّلون وتجري الدموع. ينبغي معرفة قدر هذه الأمور. شهر رمضان شهر تدفّق الرحمة الإلهية؛ وهذا ذخر لبلادنا ولشعبنا، أسأل الله تعالى أن يعينكم ويوفّقكم لتحفظوا هذا الذخر إن شاء الله إلى شهر رمضان القادم لتستطيعوا فتح باب الرحمة الإلهية هذا على أنفسكم مرّة أخرى. 
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ * قُل هُوَ اللهُ اَحَدٌ * اَّللهُ الصَّمَدُ * لَم يلِد وَ لَم يولَد * وَ لَم يكـُن لَهُ كفُوًا  اَحَدٌ (۱).

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبيّنا أبي ‌القاسم المصطفى محمّد وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيّما بقيّة الله في الأرضين، و أسمّي الائمّة الاطهار علي بن أبي ‌طالب عليه‌ السّلام أميرالمؤمنين و الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة و علي بن الحسين سيّد العابدين و محمّد بن علي باقر علم النّبيّين و جعفر بن محمّد الصّادق و موسى بن جعفر الكاظم و علي بن موسى الرّضا و محمّد بن علي الجواد و علي بن محمّد الهادي و الحسن بن علي الزّكي العسكري والخلف القائم الحجّة صلوات الله عليهم أجمعين وأستغفر الله لي ولكم.
تحدّثنا في الخطبة الأولى عن قضايا تتعلّق بالعبودية لله والتوجّه إلى الله تعالى، ونتطرّق في هذه الخطبة لأمور تتعلّق بعباد الله. 

الوجه الآخر لشهر رمضان في هذا العام وفي كلّ عام هو مساعدة الناس، والنزعة الشعبية والميل نحو الناس اللذان يزدادان في البلاد يوماً بعد يوم بحمد الله. لقد أقبل الناس بحمد الله على إقامة موائد الإفطار البسيطة التي جرت التوصية بها، في المساجد والحسينيات والشوارع وحتّى في الأزقة، وأحياناً فُرشت موائد الإفطار في ساحات المدن الكبرى وشارك الناس فيها، وقد استطاع أفراد على اختلافهم وتنوعهم وحتّى غير الميسورين المشاركة في موائد الإفطار العامة الجماعية هذه. ثم دُعي في مكان ما، لإقامة إفطار فرحّب الناس بذلك، وقدّموا المساعدات، فجمعت مليارات التومانات للإفطار وأنفقت في هذا السبيل. هذه أعمال عظيمة آخذة بالنمو والإزدياد بين أبناء شعبنا على شكل عادات إسلامية مباركة والحمد لله. 

كما كانت المساعدات الرمضانية التي قدّمها الشعب للمنكوبين بالسيول ملحوظة هي الأخرى. وأقول هنا لكلّ أبناء الشعب من الإخوة والأخوات في كلّ أنحاء البلاد، وللمسؤولين المحترمين خصوصاً، أن حذار من نسيان قضية المنكوبين بالسيول. فقضيّة المنكوبين بالسيول قضيّة مهمة، وينبغي متابعتها باهتمام، وحلّ مشكلاتهم بمنتهى الجدّيّة إن شاء الله. خاصّة في مناطق مثل خوزستان حيث الجوّ يميل نحو الحرارة تدريجياً وحرارة الجوّ في هذا الفصل والفصول القادمة لا تُطاق في بعض المناطق، فينبغي التفكير في هؤلاء الإخوة والأخوات. هذه القضية هي من الأعمال اللازمة والملحّة التي تقع على عاتقنا جميعاً، سواءً أبناء الشعب أو المسؤولين. 

في القضايا الدولية، تحتلّ القضية الفلسطينيّة هذه الأيام المرتبة الأولى بين قضايا العالم الإسلامي. خيانة بعض حكّام الدول الإسلامية أدّت إلى اتّخاذ خطوات خيانية صريحة في خصوص القضية الفلسطينيّة. هذا المؤتمر المقرّر عقده في البحرين هو مؤتمر الأمريكيين، لكنّ حكام البحرين بضعفهم، وعجزهم في أمور مختلفة، وبروحيّتهم المعادية للشعب والمعادية للإسلام بشدّة، قد مهّدوا الأرضية لهذا العمل وتعهّدوا بإقامة هذا المؤتمر. والهدف من هذا المؤتمر هو تنفيذ الخطة الأمريكيّة الخيانيّة الخاطئة الخبيثة بشأن فلسطين والتي اسموها «صفقة القرن». بالتأكيد، هذا الشيء لن يحدث، ولن تقوم لصفقة القرن قائمة أبداً، إن شاء الله وبتوفيق من الله. ونحن نشكر تلك البلدان المسلمة أو البلدان العربية التي عارضت هذه الصفقة وكذلك الفصائل الفلسطينية التي عارضت هذه الخطة.  هذه خيانة كبرى للعالم الإسلامي. نتمنى أن يفهم حكّام البحرين وحكّام السعودية في أيّ مستنقع يضعون أقدامهم وأيّ أضرار ستلحق بمستقبلهم. 
أللّهم بمحمد وآل محمد عرِّف العالم الإسلامي بمصالحه، وأهدِ الشعوب المسلمة والأمة المسلمة والحكّام المسلمين إلى طريق الرّشاد والصلاح. 
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ *  إنّا أعطَيناك الكوثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّك وَانحَر * إنَّ شانِئَك هُوَ الأبتَرُ (۲).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الهوامش: 
1 ـ سورة التوحيد. 
2 ـ سورة الكوثر. 
 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
صلاة العيد الفطر
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
1046

خيانة البحرين والسعودية في التمهيد لصفقة القرن ستغرقهم في المستنقع

الإمام الخامنئي في خطبتى صلاة العيد الفطر

في خطبة صلاة العيد الأولى بارك الإمام الخامنئي للأمة الإسلامية والشعب الإيران حلول هذا العيد العظيم، ثمّ شكر سماحته الشعب الإيراني على مشاركته العظيمة في مسيرات يوم القدس وتابع سماحته قائلاً: إنّ مشاركة الناس الفاعلة والقويّة في هذا التحرّك العظيم مؤثّرة للغاية في السياسات العالمية وإرادات أعداء الشعب الإيراني وتحدث خللاً في حساباتهم.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية في خطبة صلاة العيد الثانية أنّ قضية فلسطين تندرج هذه الأيام ضمن قضايا العالم الإسلامي الأولى من حيث الأهميّة، وأردف سماحته قائلاً: لقد أدت خيانة بعض الدول الإسلامية إلى أن يمارسوا بشكل علني خطواتهم الخائنة بحق فلسطين.
ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى المؤتمر المُزمع عقده في البحرين وعلّق عليه قائلاً: هذا المؤتمر المقرر عقده في البحرين مرتبط بالأمريكيين لكن حكام البحرين بضعفهم ومختلف أنواع عجزهم وروحيتهم المغايرة للإرادة الشعبية والمناهضة للإسلام السيئة جداً مهّدوا لهذا العمل وتعهّدوا بعقد هذا المؤتمر.
وتابع سماحته في هذا الصدد قائلاً: هدف هذا المؤتمر هو تنفيذ المخطط الخبيث والخائن لأمريكا الذي أطلقوا عليه اسم "صفقة القرن". طبعاً لن يتحقق هذا الأمر ولن تمر صفقة القرن أبداً بفضل الله.
وتوجّه قائد الثورة الإسلامية إلى الدول الإسلامية والعربية والجماعات الفلسطينية التي عارضت صفقة القرن بالشكر ثمّ تابع سماحته قائلاً: نسأل الله أن يدرك حكام السعودية والبحرين في أي مستنقع وضعوا أقدامهم وأي ضرر يحمله ذلك عليهم.
وفي معرض آخر من حديثه أكّد الإمام الخامنئي على وجوب أن لا ينسى كلّ فرد من الناس والمسؤولين أيضاً قضيّة منكوبي السيول وأضاف سماحته قائلاً: إحدى الأعمال الضرورية والفورية هي قضايا منكوبي السيول والتي ينبغي أن يتابع المسؤولون مشاكلهم بجديّة ويعملوا على حلّها، خاصّة في مناطق مثل خوزستان حيث يواجه الناس هناك حرّ الشمس اللاهبة.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إقامة صلاة عيد الفطر1
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
شناسه قدیم: 
0
word counts: 
335

الحج مؤشر بناء الأمة وممهد لليقظة

النص الکامل لنداء الإمام الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام

وفيما يلي النص الكامل لنداء الإمام الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة على رسوله المصطفى وآله الأطهار الأبرار وصحبه الأخيار.

قال الله تعالى: وأذِّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجّ عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات[1].

لا يزال هذا النداء العرشي يخاطب القلوب ويدعو البشرية عبر القرون والعصور إلى التجمّع حول محور التوحيد. كل أفراد البشر مخاطبون بهذا النداء الإبراهيمي الذي هو فخر لهم، على الرغم من آذان قد لا تسمعه وقلوب قد تبقى محرومة منه بسبب حجب الغفلة والجهل، ورغم أن بعض الأفراد لا يهيّئون في أنفسهم أهلية المشاركة في هذه الضيافة العالمية الدائمة، أو لا يتوفقون لها لأيّ سبب من الأسباب.

إنكم الآن تتمتعون بهذه الموهبة، وقد حللتم في ذلك الوادي الآمن، وادي المضيف الإلهي. عرفات، والمشعر، ومنى، والصفا والمروة، والبيت، والمسجد الحرام، ومسجد النبي، وأي جزء من هذه المناسك والمشاعر كلها هو حلقة من سلسلة المعنوية والعروج الروحي للحجّاج الذين يعرفون قدر هذا التوفيق وينتفعون منه لطهارة أنفسهم ويجعلونه زاداً لبقية أعمارهم.

النقطة المهمة التي تبعث التطلع والتحسّس في نفس كل إنسان متأمل هي تعيين موعد دائمي موحَّد لكل الناس وكل الأجيال وفي كل السنين، في نقطة معينة وفي فترة زمنية واحدة. وحدة الزمان والمكان هذه من الأسرار الرئيسة في فريضة الحج.

لا شك في أن هذا اللقاء السنوي بين أبناء الأمة الإسلامية إلى جانب بيت الله لهو من أرقى مصاديق «ليشهدوا منافع لهم». فهذا هو رمز الوحدة الإسلامية ومؤشر بناء الأمة في الإسلام، والذي يجب أن يتم في ظل بيت الله. بيت الله ملك للجميع: سواءٌ العاكف فيه والباد[2].

الحجّ في هذا المكان وفي هذه الحدود الزمنية يدعو المسلمين للاتحاد دائماً وفي كل السنين وبلغة بليغة ومنطق مبين.

وهذا على الضدّ من إرادة أعداء الإسلام الذين شجّعوا ويشجّعون المسلمين في كل العصور، وفي هذا العصر خصوصاً، على الاصطفاف بعضهم ضدّ بعض. لاحظوا اليوم سلوك أمريكا المستكبرة المجرمة. إن إشعال الحروب هو سياستها الأصلية حيال الإسلام والمسلمين. وإرادتها ومساعيها الخبيثة تصبّ الى اقتتال المسلمين فيما بينهم، وإطلاق ظالمين ليفتكوا بمظلومين، ودعم الطرف الظالم، وقمع الطرف المظلوم على يده بكل قسوة، وإبقاء نيران هذه الفتنة المهولة مستعرة متصاعدة على الدوام.

على المسلمين أن يكونوا يقظين وأن يُحبطوا هذه السياسة الشيطانية. والحجّ مُمهِّد لهذه اليقظة، وهذه هي فلسفة البراءة من المشركين والمستكبرين في الحجّ.

ذكْرُ الله هو روحُ الحج. لنمنح قلوبنا الحياة والحيوية بشآبيب الرحمة هذه في كل الأحوال، ولنجذّر في قلوبنا التوكل والاعتماد على الله وهو أصل وينبوع القوّة والعظمة والعدل والجمال. حينئذٍ سننتصر على كيد العدوّ. أيها الحجّاج الأعزاء لا تنسوا الدعاء للأمة الإسلامية والمظلومين في سورية، والعراق، وفلسطين، وأفغانستان، واليمن، والبحرين، وليبيا، وباكستان، وكشمير، وبورما، وباقي البقاع، واسألوا الله أن يقطع يد أمريكا وباقي المستكبرين وعملائهم.
والسلام عليكم ورحمة الله.

سيد علي الخامنئي 
28 مرداد 1397 المصادف لـ 7 ذي الحجة 1439

[1]  ـ سورة الحج، الآية 27 وشطر من الآية 28 .
[2]  ـ سورة الحج، شطر من الآية 25 .

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
13970302_2239651.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
نداء الحج
word counts: 
502

لا تسمحوا بأن يمحوا قضايا العالم الإسلامي المهمة من خلال مؤامرة الصمت

كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه المشاركين في مؤتمر اتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي

وفي ما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها سماحته خلال هذا اللقاء:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 
أرحب بكم كثيراً أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. إنكم هنا بين إخوتكم وفي بيتكم، ونتمنى أن يوفقكم الله تعالى جميعاً ويعينكم ويهديكم لتستطيعوا إن شاء الله إنجاز العمل الكبير الذي تحملوه على عاتقكم. 
إنَّ لمجموعة مجالس الشورى في البلدان الإسلامية التي لها من العمر قرابة ربع قرن من الزمان مكانة مهمة: بداية أنتم رؤساء ومسؤولو وأعضاء مجالس (الشورى) في البلدان الإسلامية نواب الشعوب، وهذه نقطة مهمة. ثانياً من ناحية أخرى إنّكم لستم مقيدين بالقيود الدبلوماسية التي تُقيِّد حكوماتكم، فتستطيعون أن تطرحوا احتياجات شعوبكم والشعوب المسلمة والأمة الإسلامية في العالم بصراحة أكبر وبمواقف أكثر جدية. أعتقد أنَّه يجب الاستفادة من هذا الموقع المهم لأداء الواجبات الدينية والتاريخية. إننا نتحمَّل واجباً دينياً كبيراً حيال الأمة الإسلامية، جميعنا، جميع الذين لهم مكانة ما في ناحية من نواحي العالم الإسلامي. وأنتم من هذا القبيل، ونحن أيضاً من هذا القبيل، يقع على عاتقنا جميعاً واجب ديني؛ أي أنَّ للإسلام والدين مطالبه منا. لنعمل بهذا الواجب أولاً، وثانياً إننا أيضاً نحمل واجباً تاريخياً على عاتقنا. إنَّ العالم اليوم يسير في سياق تطورات وتحولات مهمة. ما يشعر به المرء هو أنَّ المعمورة كلها حبلى بتحولات مهمة، ولا يختصُّ الأمر بمنطقة آسيا أو أفريقيا أو غرب آسيا على الخصوص، بل هناك شعورٌ بوجود تغيراتٍ تحدث في العالم كله. وينبغي ممارسة دور في خِضَّم هذه التغيرات. لقد تلقَّى العالم الإسلامي خلال فترة من الفترات ضربات قاصمة شديدة. بعد الحرب العالمية الأولى تمزّق العالم الإسلامي، وتسلَّط على البلدان الإسلامية في غرب آسيا وفي شمال أفريقيا أشخاصٌ لم يكونوا أهلاً على الإطلاق، تسلطوا (على الشعوب) من دون أي سبب ومن دون أي أهلية (لذلك). وقد ترك هذا الأمر آثاره طويلة الأمد على العالم الإسلامي. يجب أن لا نسمح بوقوع مثل هذا الحدث مرة أخرى وبتكرار مثل هذه التجربة. 
ثمة مواضيع مهمة ضمن جدول أعمال هذا الاجتماع، وطبقاً للبرنامج الذي زودونا به هناك مواضيع مهمة ضمن جدول الأعمال سوف أشير إلى بعضها لاحقاً. ولكن بعض المواضيع أغفلت وكان يمكن أن تحظى بالاهتمام، قضية اليمن، وقضية البحرين، إنها قضايا بالغة الأهميّة، وهي جراح غائرة ووخيمة في جسد الأمة الإسلامية. يجب حل هذه القضايا. طبعاً طرحت قضية ميانمار (بورما)، وقضية كشمير. وصيتي للإخوة والأخوات المؤمنين والمسلمين هي أن نكون صريحين فيما يتعلق بالقضايا الأساسية والحيوية في العالم الإسلامي. إذا كنا صريحين نستطيع أن نصنع تياراً في العالم. نحن نحتاج لصناعة تيار وسياق في الرأي العام العالمي وفي أذهان النُخبة في العالم. ثمة حقائق فلنجعل هذه الحقائق عامة منتشرة، ولنترك أثراً في الرأي العام لشعوب العالم. لا تسمحوا بأن يتجاهلوكم ويمحوا قضايا العالم الإسلامي المهمة من خلال مؤامرة الصمت. لا تسمحوا بتجاهل القضايا الأساسية للعالم الإسلامي في أنظار الرأي العام العالمي تحت وطأة ضجيج القضايا الفرعية والمسائل الزائفة. يجب عدم السماح لهذه الإمبراطورية الخطرة والعاتية من الإعلام الغربي والتي هي بيد الصهاينة غالباً، بتجاهل هذه القضايا الهامّة في العالم الإسلامي، وسوف أشير إلى بعضها. قضية فلسطين واحدة من هذه القضايا بالغة الأهمية، بل هي أهم قضية في العالم الإسلامي، يتجاهلون تماماً هذه الضغوط التي تُفرض على الشعب الفلسطيني وهذه المشاكل التي يعيشها. 

لا تسمحوا بأن يتجاهلوكم ويمحوا قضايا العالم الإسلامي المهمة من خلال مؤامرة الصمت.

نعتقد أنه يمكن دحر الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية الغربية، يمكن دحرها وهزيمتها، إذا عقدنا جميعنا العزم على ذلك فسوف نستطيع تحقيقه. إنَّ هزيمة الصهاينة في الحرب الناعمة ممكنة هي الأخرى كما هُزم الصهاينة في الحرب الصلدة. كما لاحظتم فإن الكيان الصهيوني هُزم في لبنان وأُرغم على التراجع واضطر للاعتراف بالهزيمة، في حين كان الجميع يتصورون أنه كيان لا يمكن دحره وهزيمته. في الحرب الناعمة أيضاً يمكن هزيمة الكيان الصهيوني وعملائه. 
هناك عدة قضايا أساسية أشير لها وهي مدرجة كلها طبعاً ضمن جدول أعمال المؤتمر. إحداها قضية فلسطين. ينبغي أن لا يُغفل على الإطلاق عن قضية فلسطين حتى للحظة واحدة، فهي قضية على جانب كبير جداً من الأهمية. اعتقادي هو أنّ ما شهدته فلسطين طوال هذه الأعوام السبعين أو الثمانين الأخيرة غير مسبوق على مدى التاريخ. ضمن حدود علمنا لا يوجد نظير له في أي مكان، لا في زماننا ولا في الأزمنة القريبة منا، ولا في أية حقبة من حقب التاريخ، لا أعرف أنَّ ما يشبه هذا الحدث قد وقع. فما هي هذه القضية؟ القضية هي أنهم صنعوا ثلاث أحداث (مصائب) لشعب ما (الشعب الفلسطيني). بداية اغتصبوا أرضه وبلاده، واحتلوها. في أماكن أخرى من العالم تم احتلال أراضي وبلدان من قبل الأجانب، وليس هذا أمراً غير مسبوق، ولكن إلى جانب هذا الاحتلال قاموا بتهجيرٍ جماعي؛ أي أن الملايين من (أبناء) الشعب الفلسطيني مُبعدون ومنفيون اليوم عن ديارهم وعن بيوتهم ومدنهم ومشردون وبعيدون ولا يُسمح لهم بالذهاب إليها. هذه هي (الحادثة) الثانية أي التهجير والتشريد المليوني الجماعي. 
و(الحادثة) الثالثة هي أن كلا هاتين الحادثتين ترافقتا مع قتل ومذابح جماعية، فقد قتلوا عدداً كبيراً من النساء والرجال والأطفال في المدن والقرى في بداية الأمر، قتلوهم بشكل جماعي وارتكبت في حقهم جريمة إنسانية عظمى. هذه هي القضية الفلسطينية. إنها حادثة احتلالٍ ونفيٍ وقتلٍ لشعب، ولا تستهدف إنساناً واحداً أو جماعة محدودة من الناس، بل تستهدف شعباً بأكمله. إنها قضيةٌ لا سابقة لها في التاريخ. نعم، حصلت حالات تهجير، وفي بعض الأحيان نقلوا جماعة من الناس من منطقة إلى منطقة أخرى في بعض البلدان، ولكن في ديارهم وفي بلادهم. أمَّا أن يقوموا بإخراج شعبٍ من بلده -منذ عشرات السنين والمجاميع الفلسطينية إمَّا هم أو آباؤهم طردوا من فلسطين ويعيشون في مخيمات- فما معنى هذا؟ مثل هذا الشيء لم يحصل في أي مكان من العالم. هذه القضية قضية استثنائية وظلم تاريخي لا نظير له. إنه بلا شك جور تاريخي لا نظير له، ومن واجبنا، أي إنه في الإسلام باجماع كل المذاهب الإسلامية، يجب في مثل هذه الحالات النزول إلى الساحة والدفاع، يجب أن يدافعوا بأي شكل متاح لهم. يجب بالتالي أن يتم هذا الشيء. وأعتقد أن هذه المجاهدة ضد الكيان الصهيوني سوف تؤتي نتيجتها، هذا ما نعتقده. أن نتصور أنه لم تعد هناك فائدة وأن الأمر قد فات فلا، ليس الأمر كذلك، حتى لو انقضت عشرات السنين، فسوف تتحقق النتيجة حتماً إن شاء الله وبإذن الله، كما أنَّ المقاومة تطورت لحد اليوم، المقاومة تطورت وتقدمت. 

القضية الفلسطينية قضيةٌ استثنائيةٌ وظلمٌ تاريخيٌ لا نظير له، إنَّه بلا شك جور تاريخي لا نظير له.

لاحظوا أنَّ الصهاينة رفعوا ذات يوم شعار من النيل إلى الفرات، واليوم يبنون حول أنفسهم سوراً ليستطيعوا حماية أنفسهم هناك في أرض مغصوبة. إذن لقد تقدمت هذه المقاومة إلى الأمام، وسوف تتقدم بعد الآن أيضاً، وفلسطين مجموعةٌ واحدةٌ وبلدٌ واحدٌ وتاريخٌ واحدٌ، وفلسطين كما قيل مراراً من النهر إلى البحر، من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، هذه هي فلسطين، والقدس هي عاصمة فلسطين هذه بلا شك، ولا يمكن المساس إطلاقاً بهذه الفكرة الأساسية وهذه الحقيقة. وهذا العمل الذي قام به الأمريكيون الآن ويقومون به، هذا الشخص الذي يتولى الأمور في أمريكا اليوم يتصرف بصراحة أكبر بعض الشيء، والآخرون أيضاً كانوا يتابعون هذا النهج، أولئك أيضاً لم يكونوا يختلفون عن هذا، وقد ارتكب هذا الشخص هذه الحماقة الزائدة تجاه القدس، وهذا شيء لن يؤدي إلى أي نتيجة بلا شك، فهم غير قادرين على تحقيق نتائج الشيء الذي صرّحوا به. الحكومات التي تساعد أمريكا في منطقتنا اليوم إنما تمارس خيانة، ليتنبه الجميع إلى هذا الشيء، هذه خيانة صريحة أن يتصالح شخص مع العدو، مع عدو مثل الصهاينة، يتحارب ويتنازع مع إخوته المسلمين، كالشيء الذي يقوم به السعوديون حالياً. هذا العمل خيانة للأمة الإسلامية وللعالم الإسلامي بلا شك. هذه هي النقطة الأولى. 

العمل الذي يقوم به السعوديون حالياً هو خيانةٌ للأمة الإسلامية وللعالم الإسلامي بلا شك.

النقطة الثانية هي قضية الاتحاد الإسلامي. يجب أن لا نسمح للاختلافات العرقية والإقليمية واللغوية والطائفية أن توجد خلافات بيننا. لقد قلنا هذا للجميع ونقوله اليوم أيضاً وقد قلناه دوماً، وحتى الذين عادونا بصراحة قلنا لهم إننا مستعدون للتعامل معكم بأخوّة. طبعاً لا يستطيع البعض أن يفعلوا ذلك، فهذا شيء لا تقوى عليه بعض الحكومات. لكن عقيدتنا هي أن العالم الإسلامي بعدد سكانه الضخم وبإمكانياته الجمّة وبمكانته وموقعه بالغ الحساسية والأهمية، حيث أنَّ العالم الإسلامي اليوم سواء في أفريقيا أو في آسيا أو في غرب آسيا أو في وسط آسيا، لا شكَّ أن اتحاد هذه المجموعة يمكنه تشكيل قوة كبيرة في العالم، ويمكنه أن يكون مؤثراً. علينا أن نُنجز هذا الاتحاد وأن نتآزر ونساعد بعضنا بعضاً ونرسل قوانا وقدراتنا لمساعدة بعضنا البعض. هذه النزاعات التي شاعت وهي غالباً من صنع أمريكا والصهاينة، فهم من يزرع الخلافات، هذه النزاعات يجب أن تتوقف، علينا أن لا نسمح لهم من خلال هذه الأعمال أن يوفروا للكيان الصهيوني هامشاً من الأمن. إنهم؛ أي أعداء العالم الإسلامي من طموحاتهم أن تكون هناك في داخل العالم الإسلامي خلافات ومعارك وحروب وسفك دماء ليتوفر للصهاينة هامش أمني. لنمنع ذلك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.  
النقطة الثالثة نقطة على جانب كبير من الأهمية وهي السعي للتقدم العلمي. لقد توصل العالم الغربي إلى الثروة عن طريق العلم، وامتلك القوة الدولية عن طريق العلم، فقد تقدموا في العلم وهيمنوا على العالم كله، ولكن لأنهم كانوا يفتقرون للإيمان ولأنهم لم يكونوا جديرين فقد استخدموا هذا العلم على نحو سيئ. جعلوا هذا العلم ينتهي إلى الظلم والاستغلال والاستعمار والاستكبار. إننا لا نريد القيام بهذه الممارسات، لكننا متأخرون من الناحية العلمية. يجب على العالم الإسلامي أن يسعى لأن يتقدم شبابه من النواحي العلمية، وهذا شيء ممكن. نحن هنا قمنا بهذا الشيء، فقد ارتفعنا بدرجاتنا من حيث المرتبة العلمية إلى مراتب عالية. وقد قمنا بكل هذه الأعمال خلال فترة الحظر، فقد فُرض علينا الحظر منذ سنين من قبل القوى المعتدية. في ظروف الحظر، ساعدنا هذا الحظر لنستطيع تحقيق ازدهارنا، وأن نفكر في أنفسنا، ونتذكر أنفسنا، ونستفيد من طاقاتنا. إننا في الوقت الراهن على الحدود الأمامية للعلم في مجالات مهمة، بينما كنا متأخرين كثيراً في الماضي. في الطب، وفي النانو، وفي الخلايا الجذعية، وفي العلوم النووية، وفي الكثير من العلوم الأخرى، استطاع شبابنا أن ينموا ويعملوا وينجزوا أعمالاً كبيرة. إن عدد الشباب المتعلمين العلماء في بلادنا اليوم أكثر بكثير مما هو موجود في العديد من بلدان العالم، أو معظم بلدان العالم. إذن هذا الشيء ممكن. من الأعمال التي ينبغي متابعتها في البلدان الإسلامية قضية التقدم العلمي. ويجب أن نساعد بعضنا بعضاً في هذا المضمار. وهناك بعض البلدان الإسلامية الأخرى أيضاً حققت لحسن الحظ تقدماً جيداً جداً في هذا الميدان. 
ونقطة أخرى هي لنفضح الادعاءات الكاذبة للشيطان الأكبر، والشيطان الأكبر هو أمريكا. إن لهؤلاء ادعاءاتهم الكاذبة، ويجب فضح هذه الادعاءات. من هذه الادعاءات قضية حقوق الإنسان. إنهم ضد حقوق الإنسان ويتشدقون بحقوق الإنسان، ويُكثرون الكلام عن حقوق الإنسان ويطرحونها. والحال أنَّ الأعمال التي يقومون بها على الضد من حقوق الإنسان. وهذا الشخص الذي يتولى زمام الأمور اليوم يقول هذه الأمور بشكل صريح، أما الآخرون الذي كانوا قبله فهم أيضاً كانت لهم الممارسات نفسها لكنهم لم يكونوا يتحدثون عنها بهذه الصراحة. أما هذا فيتحدث بصراحة وبشكل مفضوح وواضح، يتحدث ضد إفريقيا وضد الأعراق وضد أمريكا اللاتينية وضد كل الناس وضد المسلمين وضد كل شيء. هؤلاء يتصرفون ضد حقوق الإنسان لكنهم يرفعون راية حقوق الإنسان، وهذا شيء يجب فضحه وكشفه. هذه كذبة كبيرة يجب فضحها. أو الحرب ضد الإرهاب، إنهم يزعمون مكافحة الإرهاب. أولاً هم أنفسهم يدافعون عن الحكومة الصهيونية الإرهابية. الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة حكومة إرهابية. وهي نفسها تصرّح بذلك؛ أي إن الإسرائيليين أنفسهم لا ينكرون أنهم يمرِّرون أمورهم بالإرهاب. هذا ما يقولونه، ففي بعض الأحيان يصرحون بذلك علانية وبكل صراحة، والذي يحمي هذه الحكومة في المنطقة هي بالدرجة الأولى أمريكا. إذن، هم يدعمون هذه الحكومة الإرهابية. ثم إنهم يدعمون الإرهابيين الآخرين، داعش هذه التي كانت قد شكلت مشكلة كبيرة لبعض بلدان منطقتنا، الأمريكيون هم الذين أوجدوا داعش هذه. وهذا ما اعترفوا به أنفسهم وأقرّوا به. هذا الشخص نفسه اتهم في دعاياته الانتخابية مراراً وتكراراً الحكومة التي سبقته بأنها أوجدت داعش. وكان على حق فهذا الكلام صحيح، فهم الذين أوجدوا داعش. وحتى الآونة الأخيرة حيث كانت داعش تلفظ أنفاسها الأخيرة في سورية كان هؤلاء يعملون على دعمها وحمايتها ويدافعون عنها إلى هذه الفترة الأخيرة، هذه الفترة القريبة جداً. 

الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة حكومة إرهابية وهي نفسها تصرّح بذلك.

إذن، هؤلاء أنفسهم أنصارٌ للإرهاب، وهم من مسببي الإرهاب، ومع ذلك يرفعون راية محاربة الإرهاب. هذا شيء يجب فضحه وكشف النقاب عنه. هذا شيء يجب قوله للعالم. وقد أشرت إلى أنكم يجب أن تصنعوا تياراً وتؤثروا في أفكار النخبة في العالم وفي الرأي العام العالمي، وتكشفوا لهم عن هذه الحقائق. أقول إن ما نقوله في الجمهورية الإسلامية مع أخوتنا ونطرحه عليهم ونُصرُّ عليه، هذه أمور جرّبناها بأنفسنا. إنها أمور قمنا بها عملياً وليست أموراً نقولها باللسان فقط. من جملة ما أصرّ عليه وأوصي به مجاميع أخوتنا المسلمين في هذه المؤتمرات والملتقيات من هذا القبيل هو أن لا يعتبروا الأمر منتهياً بمجرد إصدار بيان ختامي. إنكم تجلسون في لجنة وفي هذا المجمع العام وتصدرون بياناً، لكن القضية لا تنتهي عند هذا الحد، فهذا جزء من العمل. والجزء الآخر هو متابعة العمل والمساعدة على تحقيق القرارات. يجب العمل. لقد فرضوا علينا حرباً اقتصادية، فقد أدركوا أن الاقتصاد مهم في بلادنا. إنهم يشنون علينا حرباً اقتصادية منذ سنين طويلة، وقد بلغوا بهذه الحرب ذروتها، والحرب الاقتصادية هذه مستمرة اليوم. الحظر أحد جوانب الحرب الاقتصادية ضدنا. والحمد لله لم ننهزم، ولم نركع، بل تغلبنا على هذه المشكلة. وسوف نتغلب بعد الآن أيضاً إن شاء الله وسنصنع من الحظر إن شاء الله أداة للازدهار. إننا نعتبر سيادة الشعب الدينية سبب نمو وتقدم وتنمية، سواء التنمية المعنوية أو التنمية المادية. سيادة الشعب الدينية قيمة عالية جداً نستفيد منها لدنيا الشعب ولآخرته، وقد استطاع الشعب الإيراني بحول الله وقوته وسوف يستطيع بعد الآن أيضاً أن يحبط مؤامرات أمريكا، وبعد هذا أيضاً سوف نُحبط مؤامرات أمريكا إن شاء الله، ونتمنى أن تتقوى هذه الحوافز في البلدان الإسلامية وبين الشعوب الإسلامية بحيث تتحول إلى صفعة قوية من كل العالم الإسلامي توجّه لكل مؤامرات الاستكبار. أتمنى التوفيق لكم جميعاً، وأرحب بكم جميعاً مرة أخرى. 
والسّلام ‌عليكم ‌و‌رحمة ‌اللّه ‌وبركاته.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
المؤتمر الـ 13 للبرلمانات الاسلامية1
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
13961026_4638715.jpg
word counts: 
2263

على العالم الإسلامي انتهاج الصّراحة في دعمه لشعوب اليمن والبحرين وكشمير المظلومة

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تصميماً يتضمّن دعوة الإمام الخامنئي بتاريخ ٢٦/٦/٢٠١٧ الشعوب في البلاد المسلمة للتبرّئ من جميع الطّواغيت والجائرين الذين هاجموا الناس في شهر رمضان

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
كشمير واليمن والبحرين
گزارش تصویری: 
البحرين واليمن وكشمير
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
تصویر صفحه خبر: 
البحرين واليمن وكشمير
نوع محتوایی: 
صورة
word counts: 
64

خطبتا صلاة عيد الفطر السعيد بإمامة قائد الثورة الإسلامية

في ما يلي النص الكامل لخطبتي صلاة عيد الفطر السعيد:

 

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد،وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديين المعصومين،سيما بقية الله في الأرضين،والسلام على أئمة المسلمين وهداة المستضعفين وحماة المؤمنين.

أبارك عيد الفطر السعيد لكم جميعاً أيها المصلّون الأعزاء،ولكل الشعب الإيراني،ولكل الأمة الإسلامية. كما ينبغي المباركة لكل المسلمين لتوفيقهم صيام شهر رمضان والخروج مرفوعي الرأس من هذا الاختبار الإلهي ذي الفضل والباعث على سرور(1) الروح الإنسانية. عسى أن يتقبل اللهمنكم هذه العبادات والتوجّه إليه وأن يشملكم بلطفه وعنايته الخاصة.

لقد كان شهر رمضان هذا العام شهراً مباركاً على شعبنا العزيز بالمعنى الحقيقي للكلمة. ما شاهدناه عن كثب هو أن شعبنا أبدى عن نفسه علامات التوسّل بالله والتقرّب إليه في سلوكه والمراسم التي أقامهاوالمجموعات التي كانت تقوم بالأعمال العبادية والخدمية. كانت الأجواء أجواء معنوية وأجواء تقرّب إلى الله وتوسل به بالمعنى الحقيقي للكلمة.

أولاً الصيام في الأيام الحارّة وفي أطول أيام السنة،نفس هذا الصيام علامة معنوية وتزوّد وسرور روحي،وقد كان هذا محسوساً ملموساً في كلّ أنحاء البلاد في المناطق التي شهدت درجات حرارة عالية جداً،والجميع يعلمون،وقد شاهد الجميع الشباب الصائمين والرجال والنساء الصائمين.

مسيرات يوم القدس العالمي عملٌ عظيمٌ وكبيرٌ قام به الشعب له دلالاته

ثانياً كان هناك تواجد ومشاركة ملحوظة للشباب في المراسم العبادية في هذا الشهر في نفس طهران،كما رفعوا لنا من تقارير،حيث كانت تقام ليل نهار المئات من الجلسات المفعمة بالألفة والمحبّة العامرة بالناس،وقد كان معظم المشاركين في هذه الجلسات من الشباب،سواء جلسات المعارف الدينية أو الجلسات القرآنية،إضافة للجلسات الصغيرة التي كانت تقام في الأحياء أو المساجد هنا وهناك،كانت هناك مئات الجلسات الكبيرة في طهران وفي كل مكان من البلاد،وبنفس نسبة الحضور هذه. وكانت هناك موائد الإفطار في المساجد والشوارع. وهو تقليد شاع منذ سنوات بين الناس بأن يمدوا موائد إفطار بسيطة في المساجد أو في الأزقة والشوارع يقدمون فيها الإفطار،وهي عادة وسُنّة حسنة جداً. وقد كانت هذه الحالة مشهودة هذه السنة أيضاً بشكل ملموس والحمد لله. وشهدنا أيضاً مساعدة السجناء بجرائم غير متعمدة ممن يحتاجون إلى المساعدة المالية حيث قدّم الناس مساعدات كبيرة. وكان هناك تقديم المساعدات على شكل تكاليف علاج طبي. حصلت مثل هذه الأعمال وانقضى على الناس شهر رمضان بمثل هذه الخصوصيات. إنه شهر رمضان بالمعنى الحقيقي للكلمة.

وأما ليالي القدر فقد كانت بحق ليالي توسل وتضرع واستعانة الناس بالله. الدموع التي جرت على الوجوه،والآهات التي تعالت،والقلوب التي توجّهت إلى الذات الربوبية المقدسة،هذه أحوال قيّمة جداً. هذه هي البنية المعنوية للشعب وهي الأمور التي تقوّي الشعب وتعينه في طريقه الصعب. وكانت هناك في نهاية هذا الشهر مسيرة يوم القدس بتلك العظمة والضخامة وفي ذلك الجوّ الحار في واحد من أطول أيام السنة في الشوارع،وقد أتى البعض حتى بأطفالهم إلى هذه المسيرات. لقد كان هذا العمل العظيم الذي قام به الشعب عملاً كبيراً حقاً،وله دلالاته، وعملاً تاريخياً. هذه أعمال تُخلّد في التاريخ كمفاخر لشعب من الشعوب،وسوف أشير لهذا لاحقاً على نحو الاختصار.

 

لا تتخلوا عن قراءة القرآن،ولا تتركوا التوجّه إلى الله في الصلاة على الإطلاق

 

أيها الإخوة الأعزاء،أيتها الأخوات العزيزات،ما كسبتموه في هذا الشهر هو ذخر إلهي لكم. لقد ذخرتموه فحافظوا على هذه الذخائر. حافظوا على هذه الذخائر بمواصلة هذه الحالة. لا تتخلوا عن قراءة القرآن،ولا تتركوا التوجّه إلى الله في الصلاة على الإطلاق. هذه حالات ينبغي الحفاظ عليها. لقد كان هذا الشهر تمريناً ورياضة. تمرين التوجّه إلى الله. فانتفعوا من هذا التمرين إلى أقصى حدّ وحافظوا على هذا الذخر لأنفسكم. وسيشملكم رضا الله ورحمته إن شاء الله.

بسم الله الرحمن الرحيم *  قُل هُوَ اللّهُ اَحَدٌ * اَللّهُ الصَّمَدُ * لَم يلِد ولَم يولَد * ولَم يكن لَه كفَوًا أحَدٌ.(2)

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما علي أمير المؤمنين، والصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي الزكي العسكري، والحجة القائم المهدي، صلوات الله عليهم أجمعين. اللهم اجعلنا من شيعتهم ومن أعوانهم وأنصارهم في حضورهم وغيبتهم.

ما أقوله في هذه الخطبة يتعلق بعضه بقضايا البلد الداخلية، وبعضه بالقضايا العامة في العالم الإسلامي.

ما يتعلق بالقضايا الداخلية هو: ليرفع الشعب الإيراني العزيز رأسه وليكن شامخاً لأنه أنجز أعمالاً كبيرة. كونوا فرحي القلوب ونمّوا الأمل في أفئدتكم، فقد أنجزتم أعمالاً عظيمة. في نفس شهر رمضان المبارك هذا وقبله بمدة قصيرة استطعتم أولاً المشاركة في تلك الانتخابات العظيمة الملحميّة وإبرازها للعالم. لقد كان عملاً كبيراً،كان عملاً عظيماً. ثانياً نفس مسيرات يوم القدس عمل عظيم. وهذا الهجوم المقتدر للحرس الثوري على الأعداء كان عملاً كبيراً أيضاً.

كما قلتُ في الخطبة السابقة فإن مكتسباتنا الشخصية والمعنوية والعبادية هي ذخر معنوي لنا. هذه الأمور ذخائر اجتماعية لنا. وينبغي الحفاظ على هذه الذخائر. والحفاظ على هذه الذخائر يكون بمحافظة الشعب على وحدته،ليحافظوا على اتحادهم واجتماعهم،وليحافظوا على محفزاتهم الثورية، وليحافظوا على التحرّك باتجاه أهداف ومبادئ الثورة في قلوبهم باعتبارها أهدافاً سامية عليا.

نتمنى أن تتشكل الحكومة الجديدة إن شاء الله بأسرع ما يمكن وتبدأ الأعمال اللازمة للبلاد بأسرع ما يمكن. هناك أعمال كبيرة أمامنا يجب إنجازها من قبل مسؤولي البلاد بمساعدة الشعب. العمل من أجل الإنتاج الداخلي،و العمل من أجل توفير فرص عمل للشباب، وهو من قضايانا الهامّة، وقد أعلنّا هذه السنة سنة الإنتاج الوطني وفرص العمل. ينبغي متابعة هذه الأعمال بجدٍ إن شاء الله.

على القوى الثورية أن تسهر على النظام والهدوء في البلاد أكثر من الجميع، ويجب أن يحذروا من أن يسيئ الأعداء استغلال الأوضاع في البلاد

والأعمال الثقافية أيضاً من جملة الأعمال الهامّة، ولدينا الكثير من الثغرات الثقافية. فالمواضع التي يمكن للعدو أن يتغلغل من خلالها ثقافياً كثيرة. وعلى المسؤولين الحكوميين والمجاميع الشعبية الواسعة العظيمة أن تنهض بهذه المهمة. «الإطلاق الحرّ للنار » يعني العمل الثقافي التلقائي النظيف. ما قلناه معناه أن يقوم الشباب وأصحاب الفكر والهمم في كل أنحاء البلاد بالأعمال الثقافية من تلقاء أنفسهم ويتعرّفوا على الثغرات الثقافية ويمارسوا العمل حيالها. وليس الإطلاق الحرّ للنار بمعنى اللاقانون والسُباب وتوفير الذرائع للأدعياء ذوي التفكير الخاوي، وجعل التيار الثوري في البلاد مديناً لهم. على القوى الثورية أن تسهر على النظام والهدوء في البلاد أكثر من الجميع، ويجب أن يحذروا من أن يسيئ الأعداء استغلال الأوضاع في البلاد، وينبغي أن يسهروا على الحفاظ على القانون. هذه الأمور واجب بالدرجة الأولى على القوى الثورية وهي القوى المخلصة والمحبة والراغبة في أن يسير البلد نحو أهدافه.

وحول قضايا العالم الإسلامي يجب أن نقول إن هناك جراحاً كثيرة في جسد الأمة الإسلامية. أحداث اليمن جراح كبيرة على جسم الأمة،وقضايا البحرين كذلك، وهكذا هي الأحداث والقضايا العديدة في البلدان الإسلامية. على العالم الإسلامي أن يدعم الشعب اليمني بصراحة ويبدي براءته وانزجاره من الظلمة والجائرين الذين يهاجمون هذا الشعب بهذه الصورة في شهر رمضان المبارك، وأن يدعم الشعب اليمني. وكذا الحال بالنسبة لشعب البحرين وشعب كشمير. يمكن لشعبنا أن يكون سنداً لهذا التحرك العظيم الذي يقوم به العالم الإسلامي. كما نعلن صراحة عن مواقفنا تجاه الأصدقاء والأعداء والمعارضين والمخالفين، على العالم الإسلامي أيضاً - وخصوصاً المثقفين وعلماء الدين المسلمين - أن ينهجوا هذا النهج ويتخذوا مواقفهم بصراحة ويرضوا الله تعالى عنهم حتى لو لم يرض عنهم الآخرون والطواغيت.

على العالم الإسلامي أن يدعم الشعب اليمني بصراحة ويبدي براءته وانزجاره من الظلمة والجائرين الذين يهاجمون هذا الشعب بهذه الصورة في شهر رمضان المبارك

اللهم بمحمد وآل محمد زد من توفيقاتك للأمة الإسلامية يوماً بعد يوم. اللهم بمحمد وآل محمد عرّفنا واجباتنا أكثر يوماً بعد يوم.

بِسمِ اللّهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ * والعَصرِ * إنَّ الإنسانَ لَفي خُسرٍ * إلَّا الَّذينَ آمَنوا وعَمِلُوا الصّالِحٰتِ وتَواصَوا بِالحَقِّ وتَواصَوا بِالصَّبرِ.(3)

والسّلام‌ عليكم‌ ورحمة ﷲ ‌وبركاته.

 

الهوامش:

  1. الرّفعة، السّرور
  2. سورة الإخلاص
  3. سورة العصر
عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إقامة صلاة عيد الفطر
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
1264

على العالم الإسلامي أن يبرز بصراحة دعمه للشعب في البحرين وكشمير واليمن وأن يتبرّئ من الجائرين

الإمام الخامنئي في خطبة صلاة عيد الفطر

وجاء في خطبة العيد الّتي ألقاها قائد الثورة الإسلاميّة إشادة سماحته بالأجواء المعنويّة المميّزة الّتي خيّمت على البلاد حيث قال الإمام الخامنئي: لقد كان شهر رمضان في هذا العام والشّكر لله شهراً مباركاً على شعبنا العزيز بمعنى الكلمة. ما شاهدناه عن كثب، لقد أبرز النّاس علامات التوسّل والتقرّب في تصرّفاتهم والمراسم التي قاموا بإحيائها ومجموعة الأعمال العباديّة والخدماتيّة التي قاموا بها. البيئة كانت بيئة معنويٌة وبيئة شهر رمضان بمعنى الكلمة. ما اكتسبتموه في هذا الشّهر سيبقى ذخراً لكم؛ حافظوا على هذه الذّخائر بمواظبتكم على هذه الحالة؛ لا تبتعدوا عن تلاوة القرآن. التفتوا إلى حالة التّركيز في الصلاة. هذه أمور يجب الحفاظ عليها.
لقد كان هذا الشهر تمرين رياضة (روحيّة)، تمرين الالتفات والإنابة إلى الله، استغلّوا هذا التّمرين قدر الإمكان. حافظوا على هذه الذّخيرة لأجل أنفسكم.
وتابع سماحته مخاطباً الشّعب الإيراني: فلترفع رأسك أيّها الشّعب الإيراني بعظيم ما أنجزته؛ فلتغمر القلب فرحاً وأملاً، لقد أنجزتَ أعمالاً بالغة العظمة؛ قُبيل شهر رمضان المبارك، قمت في بادئ الأمر استطعت استعراض تلك الانتخابات الملحميّة والعظيمة أمام أنظار العالم ومن ثمّ جاءت مسيرة يوم القدس وهي عملٌ عظيم. كما أنّ هجوم حرس الثورة الإسلاميّة القويّ كان أيضاً عملاً عظيماً.
وتطرّق قائد الثورة الإسلاميّة إلى الأحداث الأليمة الّتي تشهدها بعض البلدان الإسلاميّة قائلاً: تشكّل قضايا البحرين واليمن ومختلف القضايا في البلدان الإسلاميّة جروحاً عميقة في جسد الأمّة الإسلاميّة. على العالم الإسلامي أن يبرز بصراحة دعمه للشعب في البحرين وكشمير واليمن وأن يتبرّئ من الجائرين الّذين هاجموا النّاس في شهر رمضان. يمكن لشعبنا أيضاً تشكيل حاضنة لهذا الحراك العظيم الذي نشهده في العالم الإسلامي. كما أنّنا نعلن بصراحة عن مواقفنا الّتي نتّخذها من الأعداء والمخالفين، فعلى العالم الإسلامي وخاصّة المفكّرين وخاصّة علماء العالم الإسلامي انتهاج ذات المنهج والأسلوب واتّخاذ المواقف بصراحة تامّة وإرضاء الله عزّوجل وإن كان ثمن ذلك سخط سائر الطّواغيت.
وفي قسم آخر من خطبة صلاة عيد الفطر أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهمية العمل الثقافي بقوله: العمل الثقافي واحدٌ من الأعمال المهمة؛ لدينا الكثير من الأخطاء والعيوب الثقافية؛ حيث بإمكان العدو اختراقنا والنفوذ إلينا؛ على أجهزة الدولة المسؤولة وأطياف الشعب الواسعة أن يتابعوا هذه الأمور ويجدوا لها الحلول المناسبة.
كما عرّف الإمام الخامنئي اصطلاح "الإطلاق الحرّ للنار" الذي كان سماحته أشار إليه خلال لقائه مع طلاب الجامعات في الجمهورية الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك بقوله: الإطلاق الحرّ للنار يعني العمل الثقافي النظيف ذا الإندفاع الذاتي. يعني أن يقوم أصحاب الفكر والهمم بتسيير الأعمال إلى الأمام في كل أنحاء البلاد، أن يُشخصوا أماكن النفوذ الثقافية، ولا يعني ذلك مخالفة القوانين وإعطاء الذريعة لمنتقدي ومعارضي الخط الثوري. على القوى الثورية أن تراعي النظام والهدوء في البلاد وأن تحذر من قيام الأعداء باستغلال أوضاع البلاد. على هذه القوى أن تراعي القوانين وتحفظها.
ورأى سماحته أن هذه الأعمال تتوجب على القوى الثورية في الدرجة الأولى؛ هذه القوى الحريصة والمحبة لأن تتقدم البلاد نحو تحقيق أهدافها.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
إقامة صلاة عيد الفطر
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
إقامة صلاة عيد الفطر1
word counts: 
511

التواجد السعودي العسكري في البحرين خطأ سيؤدي الى الخزي

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تصميمين يتضمّنان مقتطفات هامّة من كلمة الإمام الخامنئي التي ألقاها بتاريخ ٤/٦/٢٠١٧ في حرم الإمام الخميني بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل مفجّر الثورة الإسلامية.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
البحرين
گزارش تصویری: 
مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي في ذكرى رحيل الإمام الخميني
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
word counts: 
38

لن تنتصر الحكومة السعودية على أبناء الشعب اليمني حتى لو استمرت في عدوانها عشرين عاماً

الإمام الخامنئي في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني

وفي التفاصيل التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي عصر اليوم بجمع كبير من زوار ضريح مفجر الثورة الإسلامية ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة الإمام الخميني رحمه الله، حيث ألقى سماحته كلمة تناول فيها آخر التطورات على الساحة الدولية والإقليمية محذراً من جعل إرضاء القوى الاستكبارية هدفاً نسعى لتحقيقه حيث قال سماحته: "ليست القضية بنحو تقتنع القوى المتآمرة بحد ما، أن يقوموا مثلاً بتحديد حد ما والالتزام به، لقد جرَّبنا هذا في تعاملنا معهم خلال السنوات الأخيرة الماضية، يضعون حداً معيناً ثم يقومون بطرح طلبات جديدة، هذا الأمر لا يتوقف، الثورية تعني أن لا يضع مسؤولو البلاد إرضاء القوى الاستكبارية هدفاً لهم وأن يكون هدفهم إرضاء الناس وتقوية العناصر الفعالة في البلاد".

وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته بقوله: "البعض يطرح مفهوم العقلانية في مواجهة شعارات الثورة، وكأن العقلانية هي مفهوم معارض للثورة؛ لقد وصف الإمام أمريكا باعتبارها الشيطان الأكبر وحكومة غير جديرة بالثقة، لقد قام الإمام بتعليم هذه المفاهيم للشعب قبل سنوات عديدة، اليوم وبعد كل هذه السنوات يقول رؤساء الدول الأوروبية: أمريكا ليست جديرة بالثقة؛ هذه هي العقلانية. أمريكا ليست أهلاً للثقة في جميع المواضيع والقضايا."

وفي إشارة منه إلى زيارة الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة إلى السعودية وإبرامه صفقات لبيع السلاح لها بمئات المليارات من الدولارات، توجه سماحته بالخطاب للحاضرين بقوله: "أنتم تلاحظون، الحكومة السعودية مُجبرة على تقديم نصف احتياطاتها المالية من أجل التسوية مع رئيس أمريكا الجديد. للتسوية ثمنها أيضاً، إذا كان الخوض في التحديات عقلانياً ومتوافقاً مع المنطق ومصحوباً بالثقة بالنفس فإنّ كلفته أقل بكثير من التسوية." وأضاف الإمام الخامنئي: "الثورية تعني أن لا يستسلم الشعب ومسؤولوه لأي تجبُّر".

وتابع سماحته كلمته قائلاً: "انظروا إلى مدى وقاحة أعدائنا! الرئيس الأمريكي في نظامٍ قَبَلي متخلّف منحطّ يقف إلى جانب رئيس القبيلة ويرقص معه بالسيف، وفي الوقت ذاته يوجّه اتهامه إلى نحو 40 مليون ناخب من الشعب الإيراني شاركوا في انتخابات حرة". وأضاف: "يواجهنا أعداء يتسمون بكل هذه الوقاحة والصلافة حيث يقفون إلى جانب الذين يقتلون الشعب اليمني في الأزقة والأسواق ليل نهار، ويتحدثون عن حقوق الإنسان أيضاً، أفهل توجد أكثر من هذه الوقاحة!.. منذ ما يقرب من سنتين ونصف والسعودية تمطر اليمن بالقنابل ليل نهار؛ لا مراكزها العسكرية فحسب، بل الأزقة والأسواق والمساجد وبيوت الناس، وتقتل الأبرياء".

وفي إشارة منه إلى إدعاء أمريكا رعايتها لحقوق الإنسان وفرضها في نفس الوقت الحظر والحصار على الجمهورية الإسلامية قال قائد الثورة الإسلامية: "أمريكا والسعودية يتغزلون ببعضهم البعض ويتشدقون بحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يفرضون الحظر على الجمهورية الإسلامية.. يا لها من صلافة ووقاحة!"

كما أشار السيد الخامنئي لما يعانيه المسلمون في اليمن والبحرين وسوريا وليبيا من شدائد بقوله: "للأسف ففي شهر رمضان يعاني إخواننا في بعض البلدان من الشّدائد، في اليمن، البحرين، سوريا وليبيا يعاني المسلمون الصّائمون من هذه المشاكل العظيمة، في اليمن تواصل الحكومة السّعوديّة القصف ليلاً نهاراً، فلتعلم الحكومة السّعوديّة أنّها لو واصلت انتهاج هذا الأسلوب لعشرة أعوام، أو لعشرين عاماً أخرى فإنّها لن تنتصر على الشّعب اليمني."

وفي الشأن البحريني تساءل الإمام الخامنئي لماذا تتدخل الحكومة السعودية بقواتها العسكرية في قضايا الشعب البحريني والتي ترتبط به فقط حيث قال سماحته: "في البحرين، تواجد الحكومة السعوديّة غير منطقي، قضايا الشعب البحريني مرتبطة بالشعب البحريني فقط، لماذا تتدخّل حكومة أجنبيّة بقواتها العسكريّة؟ حتّى لو تمكنوا من خلال هذه الرشوة البالغة مئات المليارات أن يستدرجوا أمريكا لمساندتهم، فإنهم لن يبلغوا أيّ نتيجة."

ورأى قائد الثورة الإسلامية في الحوار والمفاوضات السبيل الناجع لحل ما تعانيه بلدان العالم الإسلامي من حروب بالنيابة إذ قال سماحته: "سواء في سوريا أو في البحرين أو في اليمن أو في أي نقطة من العالم الإسلامي يُشعل فيها الأعداء نيران الحروب النيابية. نحن نعتقد أن سبيل الحل يتمثل في التفاوض من خلال الحوار وعدم حقن هذه البلدان بالأسلحة."

وفيما يتعلق بشخصية مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني رحمه الله أكد السيد الخامنئي على ضرورة تكرار الحقائق المتعلقة بشخصية هذا الإمام الجليل والثورة الإسلامية بكل تفاصيلها وخصوصياتها لكي لا تُصاب هذه الحقائق بالتحريف مع مرور الزمن حيث قال سماحته: "إذا لم تُكرر الحقائق بتفاصيلها وخصوصياتها، فإنها ستُمنى بالتحريف مع مرور الزمن. وأنتم جميعاً تعلمون أنه ثمة دوافع كثيرة تستهدف تحريف شخصية الإمام (رحمه الله) وتحريف الثورة الإسلامية التي كانت أكبر فنونه وانجازاته رحمه الله."

وأضاف الإمام الخامنئي: "ينبغي علينا تكرار الحقائق التي تتعلق بالإمام الخميني والثورة الإسلامية لكي نسلب فرصة وأرضية التحريف من الذين يبتغون القيام بذلك"

وتابع الإمام الخامنئي كلمته واصفاً جذابية شخصية الإمام الخميني بقوله: "كان الإمام يتحلى بجاذبيات في شخصيته وفي شعاراته، وكانت لهذه الجاذبيات من القوة ما استطاعت إنزال مختلف طبقات الناس وشرائحهم من الشباب إلى الميدان". وأضاف سماحته: "لقد كان الإمام يتمتع بشخصية في غاية القوة والاقتدار، وكان يتسم بالصراحة والصدق، وقد تجلى إيمانه وتوكله على الله سبحانه وتعالى في قوله وفعله على حدّ سواء".

ورأى السيد الخامنئي في عرض الإمام الخميني لبعض الأسس ومنها الإسلام المحمدي الأصيل أحد العوامل التي عملت على شد الناس نحو شخصية الإمام الراحل رحمه الله وعرّف سماحته الإسلام المحمدي الأصيل بقوله: "الإسلام الأصيل يعني ذلك الإسلام الذي لا يُغلّ بأغلال التحجّر ولا يُقيَّد بقيود الالتقاط. ففي الفترة التي كان يسودها التحجر من جانب والالتقاط من جانب آخر، طرح الإمام الإسلام الأصيل، وهذا ما كان يتمتع بجاذبية للشباب المسلم".

وتعرّض السيد قائد الثورة الإسلامية لبعض الأسس والمباني التي طرحها الإمام الخميني بقوله: "طرح الإمام طائفة من الأسس والمباني ومنها: الاستقلال، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والعدالة الاقتصادية، والتخلّص من نير الهيمنة الأمريكية. والأسس هذه بأسرها تتسم بالجاذبية"

كما أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة شرح وتوضيح معالم وإنجازات الثورة الإسلامية ومرحلة الدفاع المقدس وغيرها من الحركات الجهادية العظيمة التي لم يشاهدها جيل اليوم وسمعوا عنها قصصاً فحسب بقوله: "الشباب لم يشاهدوا مرحلة الملاحم الكبرى، لم يروا مرحلة انتصار الثورة، الدفاع المقدس، مرحلة الحركات الجهادية العظيمة في مواجهة الساعين للتجزئة، الشباب سمعوا هذه القصص ولذلك يتوجب علينا شرح المزيد لهم."

ونوّه الإمام الخامنئي بما حققته الثورة الإسلامية والإمام الخميني رحمه الله بقوله: "الثورة الإسلامية التي تحققت بواسطة الإمام الخميني الجليل لم تكن مجرد انتقال سياسي فحسب، بل كان هدف الثورة الإسلامية يتمثل في تغيير هذا الوضع، والذي حول المجتمع إلى مجتمع يحمل هوية، لديه استقلاله، أصالته، إبداعه وكلامه الجديد؛ هذا هو التغيير الذي أحدثته الثورة الإسلامية"

واعتبر السيد الخامنئي في قدرة الثورة الإسلامية على تعبئة الشباب المسلم واحدة من النعم العظمى حيث قال سماحته: "إن شعارات الثورة بمقدورها أن تجذب الجيل الشاب في بلدنا وفي البلدان الأخرى ولاسيما في الدول الإسلامية، وهذه هي قدرة تعبئة الثورة، وأقولها بأن على المسؤولين والناشطين السياسين أن لا يغفلوا عن قدرة الثورة هذه التي بمستطاعها تعبئة الشباب المسلم، وهذه نعمة عظمى"

وفي جزء آخر من كلمته توجه قائد الثورة الإسلامية إلى أبناء الشعب الإيراني بالشكر لمشاركتهم الواسعة في الانتخابات الرئاسية والبلدية التي شهدتها الجمهورية الإسلامية مؤخراً حيث قال سماحته: "ثمة قضية بالغة الأهمية وهي قضية الانتخابات الرئاسية التي تم إجراؤها. والواجب عليّ أن أتقدم بالشكر من صميم قلبي لكل فرد شارك في هذه الانتخابات وأدلى بصوته في صناديق الاقتراع، وقد فاقت أعدادهم 41 مليون ناخب. فقد منحت هذه الانتخابات سمعة حسنة لنظام الجمهورية الإسلامية ودلّت على ثقة الناس العامة بالنظام الإسلامي"

كما تطرق سماحته إلى المشادات الكلامية التي شهدتها المناظرات الانتخابية بين المرشحين بقوله: "طبعاً فقد قيل بعض الكلام في الدعايات والمناظرات، كانت هناك بعض التصرّفات الغيرأخلاقيّة، وجّهت الاتهامات لمختلف الأجهزة، لم تكن هذه أعمالاً جيّدة".

وتوجّه الإمام الخامنئي بخطابه للشعب الإيراني قائلاً: "الشعب، سواء تلك المجموعة التي فاز مرشّحها في الانتخابات أو تلك التي لم يفز مرشّحها، يجب عليهم أن يتعاملوا بسعة صدر، وأن يظهروا الحلم".

 

  • سیتم نشر النص الکامل لکلمة الإمام الخامنئي فور الإنتهاء من إعدادها
عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الذكرى 28 لرحيل الإمام الخميني
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
الذكرى 28 لرحيل الإمام الخميني
word counts: 
1237

اليوم يقول رؤساء البلدان الأوروبية ما قاله الإمام الخميني منذ 30 عاماً.. لا يمكن الوثوق بأمريكا

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني

وفيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها سماحته خلال هذه المناسبة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين الهداة المهديين المعصومين، سيما بقية الله في الأرضين.

سلام الله وصلواته وتحياته على الابن البار للنبي الأكرم ومحيي الدين النبوي، إمامنا الخميني الجليل؛ ونحن اليوم نحيي ذكرى الرحيل المؤلم لذلك الرجل الكبير، حيث اجتمع هذا الحشد المحب العاشق اليوم على ذكرى ذلك الإنسان العظيم.

كلامي اليوم أيها الإخوة والأخوات الأعزاء معظمه إشارة إلى جملة من النقاط حول الإمام الخميني الكبير والثورة الإسلامية. وإذا تبقى لنا مجال في ختام الكلام فسوف أشير باختصار إلى بعض شؤون السياسة الداخلية والسياسة الخارجية.

 طبعاً طرح الأشخاص المطلعون الكثير من الكلام حول الإمام الخميني، هذا الرجل العظيم، طوال الأعوام الماضية. ولكن أولاً فيما يتعلق بما قيل حول الإمام الخميني والثورة، وهذان مقترنان أحدهما بالآخر، وذكرى الإمام الخميني واسمه غير منفصل عن اسم الثورة الإسلامية، ثمة أمور لم تذكر ينبغي أن تتعرف عليها ذهنية المجتمع بالتدريج. ثانياً ينبغي مراجعة حتى الأمور التي قالوها وقلناها وكررناها حول الثورة الإسلامية والإمام الخميني، ويجب تكرارها ثانية. لأن الحقيقة إذا لم تتكرر مراراً ولم تذكر بتفاصيلها وخصوصياتها فستكون هناك احتمالات لتحريفها على مرّ الزمن. تعلمون ويعلم أكثركم أن هناك دوافع ونوايا لتحريف شخصية الإمام الخميني وتحريف الثورة الإسلامية التي كانت أعظم ميزة وإنجاز للإمام الخميني الجليل. علينا تكرار الحقائق التي قلناها بخصوص الإمام الخميني والثورة الإسلامية. يجب أن نقولها مرة أخرى ونكررها ونعيدها لنسدّ طريق التحريف على المحرفين.

 

هناك دوافع ونوايا لتحريف شخصية الإمام الخميني وتحريف الثورة الإسلامية التي كانت أعظم ميزة وإنجاز للإمام الخميني الجليل

 

وكذا الحال بالنسبة للشرع المقدس، وكذا الحال بالنسبة للحقائق التاريخية؛ لقد أُمرنا أن نكرر الكثير من المعارف الإسلامية؛ تلاوة القرآن على سبيل المثال يجب أن نكررها لكي لا تُمحق حقائق القرآن من أذهاننا أبداً. أو التاريخ الواقعي الصحيح يجب أن نكرره. لو لم يبين شعبنا قضية عاشوراء هكذا طوال القرون المتمادية وبإصرار فلربما كانت هذه الحادثة المهمة قد فارقت الأذهان أو تم نقلها بشكل أضعف بكثير مما حدث على أرض الواقع.

جُلُّ خطابي وكلامي اليوم موجَّه لكم أيها الشباب الأعزاء؛ والسبب (أولاً) هو أن الشباب لم يشهدوا فترة الملاحم الكبرى ولم يعيشوها. لم يشهدوا فترة انتصار الثورة الإسلامية، وفترة الدفاع المقدس، وفترة التحركات العظيمة وحالات الجهاد الكبرى مقابل الساعين إلى التجزئة، الشباب سمعوا  بهذه الأحداث وهي تمثل لهم تاريخاً؛ لذلك من اللازم أن تُوضَّح وتبين هذه الأمور لهم أكثر.

ثانياً أذهان الشباب مستهدفة بعمليات تحريف المحرفين؛ إنهم يريدون في الوقت الحاضر أن يعملوا على أذهان شبابنا أكثر، يريدون أن لا يسمحوا لجيل الشباب الواسع في البلاد أن يتعرف على الحقائق، لذلك فإن خطابي اليوم موجّه للشباب.

أقول لكم أيها الشباب الأعزاء! إن الثورة الإسلامية التي تحققت على يد الإمام الخميني الجليل، وحين تحققت الإرادة الإلهية على يد تدبيره، فإن ذلك لم يكن مجرد انتقال وتغيير سياسي تتنحى فيه جماعة عن السلطة وتأتي جماعة أخرى مكانها، إنما كانت الثورة الإسلامية تحولاً عميقاً. لقد كان تحولاً في سياسة البلد، كان تحولاً عميقاً على الصعيد السياسي، وكان كذلك تحولاً على مستوى المجتمع الإيراني.

 

لم تكن الثورة الإسلامية مجرد انتقال وتغيير سياسي تتنحى فيه جماعة عن السلطة وتأتي جماعة أخرى مكانها، إنما كانت تحولاً عميقاً

 

على الصعيد السياسي كان هذا التحول بمعنى أن الثورة بدَّلت نظاماً دكتاتورياً مغلقاً وراثياً تابعاً للأعداء، كان يحكم في هذا البلد ويحذو حذو الأجانب، بدَّلت مثل هذه الدولة إلى دولة تقوم على أساس الشعب وتستند إلى الشعب وتتسم بالاستقلال، دولة شامخة مرفوعة الرأس ولها هويتها؛ حصل مثل هذا التحول العظيم على الصعيد السياسي.

وعلى مستوى المجتمع كان مجتمعنا قد أضحى مجتمعاً من دون هوية؛ إيران بهذه السوابق الثقافية وبهذه العظمة وبكل هؤلاء العلماء وبهذه الفلسفة وبهذه المعارف الإنسانية الهائلة التي أنتجها الإيرانيون، تحول هذا البلد إلى مجتمع تابع للغرب وعديم الهوية. كان هدف الثورة الإسلامية تغيير هذا الواقع وتبديل المجتمع إلى مجتمع له هويته وله استقلاله وله أصالته وله إبداعاته وخلاقيته، وله خطابه وكلامه الجديد؛ كانت الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني الجليل إلى النصر بمساعدة الشعب مثل هذا التحول. 

عندما كان إمامنا الخميني الجليل يطرح هذه الأهداف في كلماته وخطاباته كان في الواقع يطرح أهدافاً قصوى كبيرة. وكان الأفراد المتشائمون والوسواسيون يستبعدون كثيراً أن يستطيع الإمام الخميني تحقيق مثل هذه الأهداف؛ حتى رجال السياسة منهم. قال لي أحد رجال السياسة المعروفين المحترمين المعتبرين الذين نحترمهم قال لي: إننا عندما طرح الإمام الخميني قضية إزالة الحكم الملكي الوراثي قلنا لماذا يقول الإمام هذا الكلام؟ إن هذا غير ممكن؛ أي حتى رجال السياسة الناضجين المناضلين والفدائيين كانوا يفكرون بهذه الطريقة.

ولكم أن تقارنوا هذا الهدف الكبير الأقصى الذي طرحه الإمام بالنهضة الدستورية على سبيل المثال. كان هدف النهضة الدستورية أن تقلل من صلاحيات الشاه عن طريق مجلس الشورى. ولكم أن تقارنوه بأهداف النهضة الوطنية، أي نهضة تأميم النفط. كان هدف النهضة الوطنية أن نستعيد النفط الذي كان بيد الإنجليز ونضعه تحت تصرف وإدارة الحكومة الإيرانية. قارنوا بين هذه الأهداف الصغيرة الدنيا وبين تلك الأهداف التي نادى بها الإمام الخميني.

لم تنجح هذه النهضات والانتفاضات التي رسمت لنفسها أهدافاً دنيا صغيرة، ونجح الإمام الخميني بأهدافه الكبرى تلك. لقد حققت تلك النهضات بعض الانتصارات في البداية لكنها فشلت في النهاية. بينما استطاع الإمام الخميني أن يحقق النصر الكامل وأن يحافظ عليه ويبقيه.

وهذا بحد ذاته سؤال: كيف استطاع الإمام الخميني أن يصل بهذه الحركة العظيمة إلى النصر وأن يحافظ على هذا الانتصار؟

طبعاً كان الأمر إرادة إلهية، ولكن وفقاً للموازين الظاهرية كانت الأسباب الظاهرية لهذا الانتصار عبارة عن أن الإمام الخميني استطاع أن يأخذ بأيدي كل أبناء الشعب وخصوصاً الشباب منهم وينزلهم إلى الساحة. في أية حركة في أي بلد من البلدان إذا نزل أبناء الشعب إلى الساحة وصمدوا وقاوموا فسوف يحققون أهدافهم، وهذا مما لا جدال ولا شك فيه، ولم يثبت خلاف ذلك في أية فترة من فترات التاريخ؛ لقد استطاع الإمام الخميني إنجاز هذا الإبداع العظيم، وهذا العمل العظيم في أن يأخذ بأيدي أبناء المجتمع وخصوصاً الشباب منهم وينزل بهم إلى الميادين ويبقيهم في هذه الميادين.

استطاع الإمام الخميني أن يأخذ بأيدي كل أبناء الشعب وخصوصاً الشباب منهم وينزلهم إلى الساحة

 

من أين جاء الإمام الخميني الكبير بمثل هذه القدرة؟ هذه هي النقطة التي أروم الاستناد إليها، وفيها دروس وعبر لحاضرنا أنا وأنتم.

كان للإمام الخميني جاذبيات شخصية. وكانت هناك جاذبيات في شعاراته. ولقد كانت هذه الجاذبيات قوية إلى درجة استطاعت أن تأتي بمختلف شرائح الشعب من الشباب إلى الساحة. هذا مع أن الشباب كانوا خلال فترة النضال وفي العقد الأول من انتصار الثورة أمام جاذبيات وآراء وأفكار مختلفة. فقد كانت هناك الأفكار اليسارية والأفكار المرتبطة بالمعسكر الرأسمالي. كان هؤلاء أيضاً يطلقون كلاماً جذاباً وكلاماً مختلفاً، بالإضافة إلى هذه الجاذبيات كانت هناك جاذبيات الحياة العادية أمام هؤلاء الشباب وكان بوسع أحدهم اختيارها، لكن الشباب اختاروا الإمام الخميني وطريقه والنهضة والكفاح والثورة. لماذا؟ بسبب هذه الجاذبيات الفريدة التي كانت في الإمام الخميني. بعض هذه الجاذبيات كانت تتعلق بذات الإمام الخميني. لقد كان للإمام الخميني شخصية قوية ومتينة جداً. كان لدى الإمام القدرة على الصمود في وجه الصعوبات. لقد كان صريحاً وصادقاً فيتكلم بصراحة وصدق، وكان جميع المستمعين يشعرون بالصدق في كلام الإمام الخميني. كانت هذه هي الجاذبيات الشخصية للإمام الخميني. لقد كان إيمان الإمام الخميني وتوكله على الله تعالى متجلياً في كلامه وسلوكه بشكل متساو. لقد كان كلامه وسلوكه دليلاً على إيمانه بالله العظيم وتوكله عليه.

وإلى جانب هذه الجاذبيات كانت هناك جاذبيات أخرى تتعلق بالمبادئ التي عرضها الإمام الخميني، وعلى سبيل المثال فإن الإسلام كان واحداً من جملة الجاذبيات التي عرضها الإمام الخميني. الإسلام الأصيل.. الإسلام المحمدي الأصيل.

الإسلام الأصيل هو الإسلام الذي لا يقع أسيراً للتحجّر ولا يقع أسيراً للانتقائية

 

الإسلام الأصيل هو الإسلام الذي لا يقع أسيراً للتحجّر ولا يقع أسيراً للانتقائية. وذلك في الفترة التي كان فيها التحجر وكان فيها أيضاً الانتقائية. لقد طرح الإمام الخميني الإسلام الإصيل. وقد كان هذا الشيء جذاباً بالنسبة للشباب المسلم. وكان الاستقلال أيضاً من جملة الأسس التي أعلن عنها الإمام الخميني في شعاراته. وكانت هناك أيضاً الحرية والعدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية. كانت هذه مبادئ الإمام الخميني التي طرحها ورفع شعاراتها، وكانت جميعها جذابة.

وكان التحرر من قبضة الهيمنة الأمريكية واحداً من الأسس التي دعا لها الإمام؛ وهذا شيء كان جذاباً للشباب الإيرانيين. وأقولها لكم: إن التحرر من قبضة الهيمنة الأمريكية اليوم جذاب للشباب، حتى الشباب في البلدان التي عقدت معاهدات طويلة الأمد مع أمريكا. على سبيل المثال في بلد يسير في خدمة الأهداف الأمريكية كالسعودية، لو ذهبتم إلى شبابه - وهذا شيء معلوم ومجرب - سوف ترون أن كل الشباب يبغضون التبعية لأمريكا ويرغبون في الانفصال عن تلك الهيمنة الظالمة. هذه من خصوصيات أسس الإمام الخميني.

لو ذهبتم إلى الشباب في السعودية سوف ترون أن كل الشباب يبغضون التبعية لأمريكا ويرغبون في الانفصال عن تلك الهيمنة الظالمة

 

ومن جملة الأسس والمبادئ المطروحة من قبل الإمام الخميني وفي شعاراته قضية السيادة الشعبية، بمعنى أن تكون سيادة البلاد بيد الشعب. فالشعب هو الذي ينتخب، والشعب هو الذي يريد، الشعب هو الذي يريد في كل شؤون حياته.

وكان هناك إيمان الشعب بذاته؛ أي أنه كان يقول للشعب ويكرر بأنكم قادرون وتستطيعون العمل بنجاح في العلوم والصناعة والأعمال الأساسية وفي إدارة البلاد وفي إدارة القطاعات المهمة من البلاد، إنكم قادرون على الوقوف على أرجلكم، في الاقتصاد وغيره. لقد كانت هذه هي جاذبيات شخصية الإمام الخميني والتي استطاعت شدَّ الشباب إليها. وجاء الشباب والتحقوا بنهضة الإمام الخميني الجليل وانتصرت الثورة.

بعد انتصار الثورة الإسلامية والذي أوجد زلزالاً عظيماً في العالم، حصل في الواقع تقسيم هائل في العالم، فكان هناك أنصار الثورة وأعداؤها. أعداء الثورة كانوا عبارة عن القوى الكبرى آنذاك. أي أمريكا والاتحاد السوفيتي يومذاك. أو التيارات السلطوية المتنوعة، مثل التيار الصهيوني وتيار الشركات التي تأتي بالحكومات إلى السلطة في البلدان الغربية وتذهب بها؛ شعر هؤلاء بالخطر وأصبحوا أعداء للثورة وظهر طابور كبير من أعداء الثورة؛ وفي المقابل، الكثير من الشعوب، الشعوب الإسلامية، وحتى بعض الشعوب الغير إسلامية الذين اطلعوا على قضايا الثورة أصبحوا محبين ومؤيدين حتى أن بعضهم كان مؤيداً للثورة بشكل فعّال جداً؛ وهذا ما شاهدناها في دول مختلفة، ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا. حسناً، بالطبع بدأت ردود الفعل بالظهور؛ بدأت ردود الفعل من اليوم الأول. طبعاً في البداية أصيبت القوى السلطوية بالدوار، ولم يتمكنوا من تشخيص ما يحدث. وعندما عادوا إلى رشدهم وجدوا أنفسهم، وبدأت العداوات للثورة الإسلامية من اليوم الأول وكل ما حدث من عداوات طوال الثمانية والثلاثين عاماً الماضية، كان أمراً مخططاً له؛ وبالطبع ثمة عداوات أخرى لم يزيحوا الستار عنها بعد، إنهم داخل مجموعاتهم منهمكون بالتفكير والإعداد – من اليوم الأول وحتى اليوم- وبشكل مختصر أقول الحمد لله لقد فشلوا في جميع هذه العداوات. وانتصر الشعب الإيراني على كل العداء الذي أظهره له أعداؤه طوال هذه المدة، وإن شاء الله سوف يحدث هذا الأمر [انتصار الشعب الإيراني على أعدائه] في المرحلة القادمة أيضاً.

وأروم الإشارة هنا إلى نقطة بين قوسين تتعلق بعقد الستينيات [الثمانينيات من القرن العشرين للميلاد]. عقد الستينيات هو العقد الأول من انتصار الثورة، وهو عقد الحياة المباركة للإمام الخميني الجليل. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء. عقد الستينيات عقد مظلوم. إنه عقد حاسم في مصير إيران والإيرانيين.

 إنه عقد على جانب كبير جداً من الأهمية والحساسية، وهو إلى جانب ذلك غير معروف، وراح يتعرض في الآونة الأخيرة إلى هجمات من قبل بعض المنابر وأصحاب المنابر. إنهم يهاجمون عقد الستينيات. لقد كان عقد الستينيات عقد الاختبارات الكبرى والانتصارات الكبرى. لقد كان عقد الستينيات عقد أعنف الإرهاب في البلاد، فقد استشهد طوال سنوات عدة آلاف من أبناء الشعب، من مسؤولين ومن مختلف شرائح الشعب، على أيدي الإرهابيين، استشهد الناس من الكاسب العادي إلى الشاب الجامعي إلى الناشط السياسي وصولاً للشخصيات الكبيرة التي كان لها دورها الحاسم في الثورة ، طبعاً أنا لا أقوم بتعيين عدد معين ولكنهم قدَّروا عدد الشهداء بسبعة عشر ألف شهيد، استشهد سبعة عشر ألف إنسان شريف صاحب شخصية قيمة في إرهاب عقد الستينيات، ومن بينهم شخصيات مثل الشهيد مطهري والشهيد بهشتي، وهم شخصيات قلَّ ما يظهر أمثالهم في بلد ما على مرّ الزمن، وبإمكانهم أن يكون لهم دورهم الحاسم في تعيين مصير البلدان.

لقد كان عقد الستينيات عقد الحرب المفروضة، أي إن ثمانية أعوام من هذا العقد الأول من عمر الثورة ومن الحياة المباركة للإمام الخميني الجليل خصصت للحرب التي فرضت على الشعب الإيراني. لاحظوا كم هذه القضية صعبة. وقد كان عقد الستينيات عقد أصعب أنواع الحظر، حظروا كل شيء، حالات وأنواع من الحظر متتالية فرضت على البلاد وعلى مراكزنا الاقتصادية وعلى الحكومة. وهو عقد الأمجاد والمفاخر الكبرى. إنه عقد مكافحة نعرات التجزئة. حرضوا جماعات في أطراف البلاد ومنحوهم الأموال والسلاح من أجل أن ينهشوا جسد نظام الجمهورية الإسلامية وينادوا بالتجزئة. عقد الستينيات كان عقداً لمثل هذه الأحداث الكبرى التي وقعت في البلاد. وقد وقف شعبنا وشبابنا في عقد الستينيات بقوة وصمود مكنتنا من الإنتصار على كل هذه الأحداث. هذه قضية على جانب كبير من الأهمية. أنا أوصي أهل الفكر وأهل التأمل الذين يريدون الحكم على عقد الستينيات أن يحذروا  أن لا يتبدل مكان الشهيد والجلاد. لقد كان الشعب الإيراني مظلوماً في الستينيات، وتعرض للظلم من قبل الإرهابيين والمنافقين ومن يدعمونهم، كان الشعب الإيراني في موضع الدفاع، لكنه دافع وانتصر وأحبط مؤامراتهم بحمد الله.

أوصي أهل الفكر وأهل التأمل الذين يريدون الحكم على عقد الستينيات أن يحذروا  أن لا يتبدل مكان الشهيد والجلاد

وقف شبابنا وقاوموا، وثبت الإمام الخميني الجليل بذلك الوجه النوراني وذلك القلب المؤمن بالله وبتلك العزيمة الراسخة وتغلب على كل المشكلات ثم رحل عن الدنيا. ومن بعد رحيله عاود الأمل بعض الناس عسى أن يستطيعوا أن يعكسوا طريق الإمام الخميني فلم يستطيعوا بحمد الله. وبعد رحيله مضت سنين وانتظر البعض في خارج البلاد وعملاؤهم في الداخل عسى أن تغفل الثورة، أن تشيخ، أن تُعطب ليستطيعوا أن يهاجموها ويعيدوا الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة، فلم يتمكنوا من ذلك.

ما السبب في ذلك؟ السبب هو نفس تلك الجاذبيات التي تحلى بها الإمام الخميني الكبير. إنها جاذبيات أسس ومبادئ الإمام الخميني التي كانت شائعة في البلاد. وهذا ما سوف أتطرق له لاحقاً؛ لقد فارقنا جسم الإمام الخميني لكن روحه حية وطريقه حي وأنفاسه حية في مجتمعنا. تلك الجاذبيات التي كانت تجتذب إليها الشعب والشباب والقلوب كالمغناطيس في زمن الحياة الظاهرية للإمام الخميني، لا تزال موجودة إلى اليوم. اسم الإمام الخميني حلال للمشكلات مضافاً إلى أن مبادئه مبادئ لا تنتهي ولا تعتق. هذا هو الواقع. وعليه فاليوم أيضاً تجتذب شعارات العدالة الاجتماعية والاقتصادية وشعار الاستقلال وشعار الحرية وشعار سيادة الشعب، وشعار التحرر من هيمنة أمريكا والقوى العالمية، تجتذب قلوب شبابنا.

لقد فارقنا جسم الإمام الخميني لكن روحه حية وطريقه حي وأنفاسه حية في مجتمعنا

ونحن بالطبع متأخرون في تنفيذ بعض الشعارات والحق يقال. فنحن متأخرون في مجال العدالة الاجتماعية ومتأخرون في تحقيق بعض الأصول والمبادئ الإسلامية، وهذا شيء لا ننكره. لكن هممنا منصبة على هذا الاتجاه وأهدافنا هي تحقيق تلك المبادئ التي عينها الإمام الجليل.

هذا شيء جذاب بالنسبة لجيلنا الشاب. بل هو جذاب بالنسبة للجيل الشاب في البلدان الأخرى أيضاً وخصوصاً البلدان الإسلامية. هذه هي قدرة الثورة الإسلامية على التعبئة. وهذا هو ما أريد قوله. لا يغفل مسؤولو البلاد والناشطون السياسيون في البلاد عن هذه القدرة التعبوية للثورة، فهي نعمة كبيرة جداً. إنها نعمة متوفرة لبلادنا ولشعبنا. للثورة الإسلامية قدرتها على التعبئة وتستطيع قيادة الشباب والأفراد الصالحين ذوي العزيمة والإرادة نحو الأهداف السامية الراقية، ولا يوجد أي محرك بعظمة وقدرة الثورة وشعارات الثورة؛ ونحن اليوم بحاجة إلى هذا وسنبقى محتاجين له إلى سنين طويلة.

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء! أعداؤنا ليسوا عاطلين عن العمل، صحيح، إنهم لم يستطيعوا لحد الآن توجيه ضربة قاصمة لنا، لقد تقدمنا وتطورنا، ولقد تمكنا من إنجاز أعمال كبيرة. ولكن العدو يكمن لنا؛ ولاحظوا إلى أين وصلت به الوقاحة. يقف رئيس أمريكا في نظام قبلي متخلف منحط محض إلى جوار رئيس القبيلة ويرقص رقصة السيوف، ثم يعترض على أربعين مليون صوت أدلى بهم الشعب الإيراني في انتخابات حرة!

يقف رئيس أمريكا في نظام قبلي متخلف منحط محض إلى جوار رئيس القبيلة ويرقص رقصة السيوف، ثم يعترض على أربعين مليون صوت أدلى بهم الشعب الإيراني في انتخابات حرة!

 

هؤلاء الأعداء بهذه الوقاحة وعدم الملاحظة والتهتك يقفون إلى جانب من يقتلون الناس في الأزقة والأسواق في اليمن ليل نهار ويتحدثون عن حقوق الإنسان. فهل هناك وقاحة أفظع من هذه؟ إنهم يقصفون اليمن ليل نهار منذ سنتين ونصف، منذ حوالي سنتين ونصف السنة. وهم لا يقصفون المواقع العسكرية في اليمن، بل المناطق غير العسكرية والناس العاديين في الأزقة والأسواق والمساجد والمشافي والبيوت. يقتلون الأبرياء، يقتلون النساء والأطفال والكبار؛ ثم يذهب ويقف إلى جانبهم ويتغازلون ببعضهم البعض ويتشدقون باسم حقوق الإنسان، ويفرضون الحظر على الجمهورية الإسلامية بسبب حقوق الإنسان. فهل وقاحة فوق هذه؟

 في مقابل مثل هذا العدو نحتاج إلى قدرة الثورة على التعبئة، فعظموا الثورة وقيم الثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة، أنتم المخلصون للبلاد والشعب، أحيوا قيم الثورة فالبلاد بحاجة إليها. يجب أن لا ننسى تلك القيم السامية والثورة الإسلامية بسبب أهداف قصيرة الأمد وتحولات مختلفة على الصعيد السياسي اليومي.

اليوم إذا أردنا أن نتقدم في ميدان العلوم وفي ميدان السياسة وفي مجال الاقتصاد، إذا أردنا القيام بأعمال كبرى فنحتاج إلى تلك الجرأة والثقة بالنفس التي تمنحها الثورة للشعب. فلا تمحقوا تلك الجرأة ولا تعملوا على إضعافها. الشعب الإيراني اليوم بحاجة إلى هذه الثقة بالذات. وشبابنا اليوم مستعد للمضي في الطرق الكبيرة، مستعد للمشاركة في الأعمال الكبيرة، مستعد للنزول إلى الميدان. لدينا في داخل البلاد ملايين الشباب، لو تكررت على البلاد تجربة مثل تجربة سنوات الستينيات فسوف ينزلون إلى الساحة بمنتهى الاقتدار وعزة النفس والبسالة والعزيمة وسوف يحرسون البلاد ويحافظون عليها.

نسمع أحياناً أن البعض يطرحون مفهوم العقلانية في مقابل شعارات الثورة. وكأن العقلانية على الضد من النزعة الثورية. لا، هذا خطأ. العقلانية الحقيقية أيضاً كامنة في النزعة الثورية. والنظرة الثورية هي التي تستطيع أن تعرض علينا الحقائق. لاحظوا متى قال الإمام الخميني عن أمريكا بأنها الشيطان الأكبر وتحدث عنها ككيان وحكومة لا يمكن الوثوق بها؟ هذا ما علَّمه إمامنا الخميني الجليل لشعب إيران قبل سنين. واليوم وبعد مضي سنين على ذلك يقول رؤساء البلدان الأوروبية إن أمريكا لا يمكن الوثوق بها.

و على حد تعبير الشاعر:

ما يراه الشاب في المرآة

يراه الشيخ في التبن الخام

هذه هي العقلانية. العقلانية هي أن هذه الفكرة التي يطرحها اليوم رؤساء البلدان الأوربية، قالها الإمام الخميني قبل ثلاثين سنة وقد جربناها بأنفسنا. الحقيقة أن الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم؛ إنهم ليسوا أهلا للثقة في جميع القضايا؛ إن شاء الله من الممكن أن أتكلم حول هذا الموضوع في فرص أخرى.

الحقيقة أن الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم؛ إنهم ليسوا أهلا للثقة في جميع القضايا

هذه هي العقلانية؛ معنى العقلانية هو أن يعرف الإنسان الأصالة والأشياء الأصيلة. العقلانية معناها الاعتماد على الشعب والطاقات الداخلية. والاعتماد والتوكل على الله الكبير. ليست العقلانية في أن يعود الإنسان بعد التحرر من الهيمنة الأمريكية والاستكبار إلى الاقتراب منهم. ليست هذه عقلانية. العقلانية هي ما حمله الإمام الخميني من أفكار وما تقوله لنا الثورة.

الدرس الأكبر الذي علَّمنا إياه الإمام الخميني الجليل هو تحديداً درس الروح والعقل والعمل الثوري. وهذا ما ينبغي أن لا ننساه. ليس الإمام الخميني تراثاً ثقافياً. البعض ينظرون إلى الإمام الخميني وكأنه تراث ثقافي. والواقع هو أن الإمام الخميني حيّ وهو إمامنا وقائدنا ويقف في مقدمة صفوفنا، نعم، جسم الإمام غير موجود، لكن ذهن الإمام الخميني وفكره ونفسه حية. انظروا للإمام الخميني بهذه العين وتعلموا منه.

لكن البعض يرون العقلانية في هذه الأمور، وهم على خطأ. يقولون إن تحدي القوى له تكاليف. نعم، التحدي له تكاليف، لكن الاستسلام أيضاً له تكاليف.

لاحظوا الحكومة السعودية من أجل أن تستطيع التصالح والتسوية مع رئيس أمريكا الجديد تضطر لتخصيص أكثر من نصف احتياطاتها المالية لخدمة أهدافه وطبقاً لرغبات أمريكا. أليست هذه تكاليف؟ التسوية أيضاً لها تكاليف. إذا كان التحدي عقلائياً ومتطابقاً مع المنطق وعلى أساس الثقة بالنفس فإن تكاليفه أقل بكثير من تكاليف التسوية.

الحكومة السعودية من أجل أن تستطيع التصالح والتسوية مع رئيس أمريكا الجديد تضطر لتخصيص أكثر من نصف احتياطاتها المالية لخدمة أهدافه وطبقاً لرغبات أمريكا

القوى المتآمرة والمعتدية لا تقتنع بحد تقف عنده. هذا ما لاحظناه في تعاملنا وتجاربناه خلال هذه الأعوام الأخيرة. يضعون حداً معيناً، وعندما تتراجعون إلى هذا الحد المعين فإنهم يبدأون تواً بطرح مطالب جديدة. ومن خلال هذه الضغوطات يجبرونكم على إعطائهم مطالبهم الجديدة؛ وهذه السلسلة تستمر بهذا الشكل؛ ولا تتوقف.

النزعة الثورية معناها أن لا يجعل مسؤولو البلاد هدفهم إرضاء القوى المستكبرة. بل أن يجعلوا هدفهم إرضاء الناس والشعب والاستفادة من الطاقات الداخلية وتقوية العناصر الفعالة في داخل البلاد. هذه هي النزعة الثورية. معنى النزعة الثورية هو أن لا يستسلم البلد ومسؤولوه لأيّ عسف أو منطق قوة. أن لا يستسلموا للانفعال وضعف النفس. لا يستسلموا لمنطق القوة والعسف من الطرف المقابل، ولا ينخدعوا بحيله. فالقوى مع أنها متعسفة وتمتلك الكثير من الأسلحة لكنها لا توفر ممارسة التحايل والخداع؛ أينما تتاح الفرصة لهم، فإنهم أهل الخداع والمكر والاحتيال وأمثال ذلك. هذا هو معنى النزعة الثورية.

أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات في كل أرجاء البلاد والمسؤولين المحترمين في البلاد لنعلم جميعاً أننا اليوم بحاجة إلى الروح الثورية والخط والشعارات والمبادئ والأصول الثورية في الثورة التي قادها إمامنا الخميني الجليل. البلد بحاجة لهذا الشيء. فلا ترفضوا النزعة الثورية من باب أنها تطرف وما إلى ذلك، فهي حاجة البلاد في الوقت الحاضر. وهذا هو الدرس الذي أعطاناه الإمام الخميني الجليل، وينبغي علينا الاستفادة من هذا الدرس.

هذا كان بحثي الأول وبحثي الأصلي والأساسي. أما بالنسبة للشؤون الداخلية فإن من القضايا المهمة جداً قضية انتخابات رئاسة الجمهورية التي أقيمت الأسبوع الماضي. يجب عليّ أن أتقدم بالشكر من صميم القلب لكل واحد من الذين حضروا وأدلوا بأكثر من 41 مليون صوت في صناديق الاقتراع. لقد مثلت هذه المشاركة اعتباراً للبلاد ولنظام الجمهورية الإسلامية ودليلاً على ثقة الشعب العامة بهذا النظام، أنْ تأتي أكثرية تصل إلى سبعين ونيف بالمائة من أبناء البلاد وتقول نعم لنظام الجمهورية الإسلامية وتؤيده وتثق به إنه أمر مهم للغاية.

أتقدم بالشكر من صميم القلب لكل واحد من الذين حضروا وأدلوا بأكثر من 41 مليون صوت في صناديق الاقتراع

 طبعاً ينكر البعض هذا بدافع من أفكار معوجّة ويقولون إن إصوات الشعب لا علاقة لها بالنظام الإسلامي فهي لا تؤيده. بلى، هي تأييد للنظام الإسلامي. حتى أولئك الذين قد يحملون في قلوبهم عتباً على النظام الإسلامي، عندما يعطون أصواتهم في إطار النظام الإسلامي فمعنى ذلك أنهم يقبلون هذا النظام ويعتبرونه كفوءاً ويثقون به.

هذه الأصوات التي بلغ عددها قرابة 42 مليون صوت، سبعون بالمئة ونيف، إنها أصوات لصالح النظام الإسلامي وثقة بالنظام الإسلامي. لقد كانت الانتخابات حدثاً مهماً. ولحسن الحظ فإن مجلس صيانة الدستور المحترم أعلن عن صحة الانتخابات. وبالطبع تم الإعلان عن وجود مخالفات ووصلتنا تقارير تفيد بوقوع مخالفات، ينبغي متابعة هذه المخالفات، رغم أنها مخالفات لا تؤثر على نتائج الانتخابات. لكنها في النهاية مخالفة وهي غير لائقة بنظام الجمهورية الإسلامية. ينبغي على المسؤولين متابعة هذه المخالفات وتشخيص الذين ارتكبوها لكي تزول مثل هذه المخالفات من الانتخابات –التي تنتظر هذا الشعب- ولا تتكرر. عندما نغمض أعيننا ونغض الطرف عن المخالفة، فإن هذه المخالفة سوف تتكرر. يجب منع حدوث هذه المخالفات. كما أتقدم بالشكر لمسؤولي البلاد الذين أجروا الانتخابات وأشرفوا عليها.

 طبعاً في الدعايات والمناظرات الانتخابية قيلت كلمات وحصلت أحياناً حالات سوء خلق ووجهت اتهامات أحياناً لبعض الأجهزة المختلفة في البلاد. هذه لم تكن ممارسات جيدة، والماضي مضى، فيجب أن لا تستمر هذه الأمور. ليتنبه الجميع.. ليغضوا الطرف عمّا حصل في الانتخابات ولا يكرروه. أي إن الشعب - سواء تلك الجماعة التي فاز مرشحهم أو الجماعة التي لم يفز مرشحهم - يجب أن تبدي عن نفسها استيعاباً وحلماً، والحلم بمعنى التحمّل والأناة. هناك من لو فاز في قضية من القضايا يبدي حالة عدم اتزان وعدم أناة وعدم صبر، ويبدي نفس الشيء أيضاً إذا خسر. لا، يجب إذا ما نجح الإنسان ووصل إلى هدفه أو إذا لم يصل، يجب أن يبدي عن نفسه أناة وحلماً. ولحسن الحظ فقد أبدوا في هذه السنة عن أنفسهم حلماً، وحتى الذين لم ينجحوا أبدوا عن أنفسهم صبراً وحلماً، بخلاف سنة 88 [2009 م] حيث حمّلوا البلاد تلك المشكلات.

قضية أخرى أطرحها هنا باختصار وقد أطرحها في المستقبل إن شاء الله بمزيد من التفصيل، هي أن تهتم الحكومة المحترمة بالإنتاج وفرص العمل اهتماماً خاصاً على صعيد الشؤون الداخلية. طبقاً لدستور البلاد يتمتع رئيس الجمهورية بإمكانيات واسعة جداً في البلاد ويستطيع القيام بالكثير من الأعمال، فليستفد من هذه الإمكانيات الموضوعة تحت تصرفه وليفعّل الطاقات الداخلية ولا يحصل أي تأخير في العمل بالوعود التي أعطيت للشعب. ليختاروا المسؤولين في القطاعات المختلفة - في الحكومة الثانية عشرة - بحيث يكونوا نشطين فعالين قادرين دؤوبين، وبالشكل الذي تستطيع قدراتهم إنجاز الأعمال إن شاء الله. إذا أبدى أحد القطاعات لا سمح الله - القطاعات الاقتصادية وغير الاقتصادية - عدم كفاءة عن نفسه فإن ذلك سيحسب على عدم كفاءة النظام، وهذا ليس من الإنصاف، فالنظام كفوء، وعلى القطاعات المختلفة أن تستطيع التقدم إلى الأمام بشكل مواكب للنظام. على المسؤولين أن يجعلوا البلاد جاهزة ومقاومة حيال الحظر الأمريكي. تلاحظون أن الأمريكان يتحدثون كل يوم بكلام جديد بكل وقاحة، ويطلقون تآمراً جديداً باستمرار، وينبغي أن يكون البلد مقاوماً وقادراً على الصمود في مقابل ما يقومون به. ليأخذ مسؤولو البلاد هذه المقاومة الاقتصادية والثقافية والسياسية والشاملة بعين الاعتبار.

وعلى صعيد القضايا العالمية ينبغي أن يسمع من البلد صوت واحد. ليتنبه كل مسؤولي البلاد المحترمين لهذا. في القضايا الدولية المهمة ينبغي أن يسمع من داخل البلاد صوت واحد قوي، ولا تسمع أصوات مختلفة عن المسؤولين. وقد يكون للكاتب الفلاني أو الشخص الفلاني الذي يعمل في الفضاء الافتراضي عقيدة أخرى، لا أهمية لذلك، إنما مسؤولو البلاد يجب أن تكون كلمتهم واحدة وصوتهم واحد.

وأشير إلى نقطة في خصوص الشؤون الخارجية. للأسف يعاني إخوتنا في بعض البلدان من مشكلات شديدة في شهر رمضان المبارك، في اليمن، وفي سورية، وفي البحرين، وفي ليبيا، يعاني المسلمون من هذه المشكلات العظيمة وهم صائمون. في اليمن تقصف الحكومة السعودية اليمن ليل نهار، وتمارس الضغوط على الناس، وهم على خطأ طبعاً. وأقولها هنا، لتعلم الحكومة السعودية أنها لو استمرت عشر سنين أو عشرين سنة أخرى على هذا النهج مقابل شعب اليمن فسوف لن تنتصر على الشعب اليمني. إنها جريمة ترتكب ضد شعب بريء لا مأوى له، ولا شك في أنها لن تصل إلى نتيجة، وسوف يزيدوا من أوزارهم ومعاصيهم في الدنيا أمام الناس وأمام الله تعالى وأمام الكرام الكاتبين، وسوف يجعلوا الانتقام الإلهي ضدهم أشدّ وأفظع.

لتعلم الحكومة السعودية أنها لو استمرت عشر سنين أو عشرين سنة أخرى على هذا النهج مقابل شعب اليمن فسوف لن تنتصر على الشعب اليمني

وكذا الحال في البحرين أيضاً. تواجد الحكومة السعودية في البحرين أيضاً تواجد غير منطقي. قضايا البحرين خاصة بشعب البحرين، ويجب أن يتحاور شعب البحرين نفسه مع حكومته ويصلوا إلى نتيجة. لماذا يجب أن ترسل دولة أجنبية قوات عسكرية إلى هناك وتتدخل في شؤونهم وترسم لهم السياسات؟ هذه ممارسات غير منطقية وغير عقلائية تسبب مشكلات للبلدان وللشعوب. أنْ يريدوا فرض إرادتهم على شعب من الشعوب فهذا خطأ منطقياً وغير مجد عملياً و سيؤدي من حيث النتيجة إلى خزيهم وسواد وجوههم، ولن يصلوا إلى شيء. لن يصلوا إلى نتيجة حتى مع وجود هذه الرشوة التي أعطوها لأمريكا بمئات المليارات من أجل أن يكسبوها إلى صفهم. وكذا الحال بالنسبة للشأن السوري. تواجد البلدان الأجنبية في سورية بخلاف إرادة الحكومة السورية والشعب السوري ممارسة غير قانونية. نعتقد أن شؤون سورية أيضاً يجب أن تعالج بالحوار. نعتقد أنه في سورية وفي البحرين وفي اليمن وفي كل مكان من العالم الإسلامي، يطلق الأعداءُ حروباً بالوكالة ويشعلوا الصراعات بين الناس بعضهم مع بعض، الحل أن يجلسوا ويجتمعوا ويتحاوروا ويتفاوضوا ولا يتدخل الآخرون ولا ترسل الأسلحة من الخارج إلى داخل البلدان بهذا الشكل الذي تلاحظونه. إن داعش اليوم تطرد من محل ولادتها، أي من العراق وسورية، وتذهب إلى بلدان أخرى، إلى أفغانستان وباكستان وحتى إلى الفلبين والبلدان الأوربية وأماكن أخرى. هذه نار أوقدوها هم بأيديهم وراحت تطالهم الآن وتحرقهم.

نعتقد أنه في سورية وفي البحرين وفي اليمن وفي كل مكان من العالم الإسلامي، يطلق الأعداءُ حروباً بالوكالة.. الحل أن يجلسوا ويجتمعوا ويتحاوروا ويتفاوضوا ..

لقد استطاع الشعب الإيراني بتوفيق من الله أن يواصل عمله ويتقدم إلى الأمام على كل الأصعدة وفي كل القضايا بمنطق وعقلانية وعزم وإرادة راسخة، وبعد الآن أيضاً سوف تنتهي كل التطورات السياسية في البلاد لصالح مبادئ هذا الشعب وانتصاره بتوفيق من الله وهدايته وإذنه. وأقول في ضوء 38 سنة من التجارب إن غد هذا الشعب سيكون أفضل من حاضره بكثير إن شاء الله وبتوفيق من الله.

اللهم أنزل رحمتك وفضلك في وقت العصر هذا من شهر رمضان على هذه الجماعة الصائمة وهذه البطون الجائعة وهذه الشفاه الظامئة. اللهم بحق محمد وآل محمد، انصر وأعزز شعب إيران في كل الساحات المهمة. اللهم اجعل الإمام الخميني الجليل الذي لا تزال روحه وأنفاسه حية بيننا، اجعله أكثر حياة يوماً بعد يوم. اللهم اشمل شهداء هذا الشعب الأبرار وشبابه المضحي بلطفك وفضلك. ربنا وفق مسؤولي البلاد لخدمة هذا الشعب الكبير. وأرض عنا القلب المقدس لإمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه). اللهم اجعل شعب إيران واجعلني من المشمولين بأدعية الإمام المهدي المنتظر، وأنر أبصارنا بجمال ظهوره.

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

 

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
مشاركة الإمام الخامنئي في ذكرى رحيل الإمام الخميني1
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
titr3.jpg
word counts: 
4531

الإمام الخميني رحيم بالمستضعفين شديد على المستكبرين

مراعاة الأحكام الإلهية في كل حال
في فترة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية كان بإمكاننا في مواجهة قصف صدّام الصّاروخي لمدننا أن نقابل بالمِثل ونقصف بعض المدن التي كانت تقع في إطار المدى الصّاروخي المتوفّر لدينا ومن ضمن هذه المدن كانت بغداد. 
في ذلك الوقت قال لنا الإمام الخميني (قدّس سرّه) أنّه إذا أردتم توجيه ضربة لنقطة غير عسكريّة - غير المعسكرات وأمثالها- فيجب عليكم أن تعلنوا ذلك بشكل مسبق عن طريق إذاعات الرّاديو أنّنا نريد توجيه ضربة للنقطة الفلانيّة حتّى يتسنّى للنّاس الانسحاب. لاحظوا، هذا النّوع من التقيّد ليس عاديّاً في هذا العالم.

 ~من كلمته في لقائه قادة و منتسبين جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة يوم الجيش ١٩/٤/٢٠١٥

 

عندما سالت دموع الإمام الخميني رحمه الله
لقد كانت روحانية الناس وعوائل الشهداء وإخلاص المجاهدين على الجبهات تؤثر في الإمام بشكل كبير. لقد شاهدت بكاء الإمام الخميني عن كثب مرات عديدة. كلّما كنا نُحدّثُ الإمام عن تضحيات النّاس، كان يتغيّر حاله ويتأثّر. على سبيل المثال، عندما جاء الأطفال بقججهم وكسروها ليصنعوا جبلاً من المال ويرسلوا الأموال للمجاهدين، كان الإمام في المشفى وتأثّر لمشاهدته هذه المشاهد من خلال التلفاز. لقد قال لي حيث كنت في خدمته: "هل رأيت ما الذي فعله هؤلاء الأطفال؟" في تلك اللحظة رأيت عيناه قد اغرورقتا بالدموع وشرع سماحته بالبكاء. شاهدت بكاء الإمام الخميني مرّة أخرى عندما سردتُ له حديث والدة أحد الشهداء: كنتُ ألقي خطاباً في إحدى المدن، بعد انتهاء الخطاب، ما إن هممت بركوب السيّارة حتّى رأيت سيّدة واقفة خلف الحرّاس وتخاطبني بحديثها، قلت لهم أفسحوا لي الطريق حتّى أعرف ما الذي تريده، تقدّمت إلي وقالت: قولوا للإمام الخميني عن لساني، لقد كان ولدي أسيراً في أيدي الأعداء وقد علمت مؤخّراً أنّه استشهد على أيديهم. قولوا للإمام الخميني فداءٌ لكم، يكفي أن تبقى حيّاً؛ وأنا حاضرةٌ لأن أقدّم سائر أبنائي ليستشهدوا في سبيل نهجكم. عدتُ إلى طهران، تشرّفت بلقاء الإمام الخميني، لكنّي نسيت نقل هذه الرّسالة إلى سماحته، ما إن خرجت حتّى خطر حديث والدة الشهيد في بالي، عدت وتشرّفت بلقاء الإمام مجدّداً ونقلت لسماحته ما قالته تلك المرأة. تغيّرت ملامح الإمام على الفور وشرع بالبكاء بشدّة جعلت قلبي يعتصر ألماً. 
~كلمة الإمام الخامنئي في مختلف شرائح الشعب بعد تعيين سماحته قائداً للثورة الإسلامية ٨/٦/١٩٨٩

 

سبّاقية الإمام الخميني في الدفاع عن كافّة مظلومي العالم
دعم الإمام الخميني الجليل على مدى أعوام طويلة فلسطين ودافع عنها، كما ودافع عن أفغانستان أيضًا. ففي اليوم الذي دخل الاتحاد السوفيتي أفغانستان، ورغم أننا كنا نعاني في مواجهة عداوة أمريكا لنا - والحكومات في مثل هذه الظروف حينما تعادي طرفًا غالبًا ما تتصالح وتنسجم مع الطرف الآخر - بيد أن إمامنا العظيم اتخذ موقفًا حاسمًا ضد الاتحاد السوفيتي، وهو موقفٌ لم تتخذه حتى بعض الحكومات ذات الميول الغربية، ولكن الإمام دعم شعب أفغانستان دون أية ملاحظة ومجاملة، ودعم شعب لبنان، ودعم الفلسطينيين بكل موّدة وصفاء. هذا هو منطق الإمام الخميني في خصوص مواجهة الاستكبار. وبهذا المنطق يمكن اليوم تشخيص قضايا العالم وفهم الموقف السليم. إننا في الوقت الراهن، وبنفس القدر الذي نعارض به السلوك الهمجي الغاشم لتنظيم داعش في العراق وسورية، فإنّنا نعارض السلوك الظالم للشرطة الفيدرالية الأمريكية داخل أمريكا - وكلاهما شبيهان ببعضهما البعض-، وبنفس الدرجة التي نعارض بها الحصار الظالم ضد أهالي غزة المظلومين، نعارض قصف الشعب اليمني المظلوم الذي لا مأوى له، وبنفس القدر الذي نعارض به التشدد ضد الشعب البحريني، نعارض هجمات الطائرات الأمريكية من دون طيار ضد شعبي أفغانستان وباكستان. هذا المنطق هو منطق الإمام الخميني. ففي أيّ موضع يحلّ الظلم فيه يظهر هناك طرفان: ظالم ومظلوم، نحن نكون للمظلوم عونًا وللظالم خصمًا، وهذا موقفٌ كان الإمام الخميني يتخذه بكل صراحة، ويُعتبر من خطوطه الرئيسية.
~من كلمة الإمام الخامنئي في مراسم إحياء الذكرى السادسة و العشرين لرحيل الإمام الخميني (رض) ٤/٦/٢٠١٥

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
imam-poster_fullhd.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
623

الإمام الخامنئي: النظام السعودي أشداء على المؤمنين رحماء بالكفار

في أولى أيام شهر رمضان المبارك انعقد يوم السبت ٢٧/٥/٢٠١٧ محفل الأنس بالقرآن الكريم بحضور الإمام الخامنئي في حسينية الإمام الخميني (قدّس سرّه) وكان من أبرز ما قاله سماحته في هذا اللقاء: في العالم الإسلامي ثمة أناس حقراء لا قيمة لهم ولا أهلية لهم، قد استحوذوا على مقدرات عددٍ من أبناء الأمة الإسلامية كالسعودية وأمثالها، مصير هؤلاء هو الانهيار.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
محفل الأنس بالقرآن الكريم بمشاركة الإمام الخامنئي
فیلم کتابخانه: 
النظام السعودي الى الزوال
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
word counts: 
127

النظام السعودي أشداء على المؤمنين رحماء بالكفار

وخلال اللقاء تحدّث الإمام الخامنئي حول مكانة القرآن ودوره في الجمهورية الإسلامية قائلاً: تتفتّح الورود القرآنية في أرجاء هذه الحديقة الكبيرة المسمّاة بإيران واحدة تلو الأخرى وتبرز نفسها. لقد تمّ نثر بذور القرآن المباركة في أرجاء هذه الأرض. هذا إبداع الثورة؛ هذا إبداع النظام الإسلامي.
وتابع سماحته الحديث حول آخر الأوضاع في العالم الإسلامي قائلاً: في المجتمع الإسلامي أزمات كما هو الحال بالنسبة لسائر المجتمعات.لقد أمسك بعض الأشخاص عديمي الكفاءة والخبثاء بزمام أمور البعض في الأمة الإسلامية كما هو حال الحكومة السعوديّة وسبب ذلك هو الابتعاد عن القرآن وانعدام الإيمان.
وأردف الإمام الخامنئي: يطبعون أيضاً نسخاً من القرآن ويوزّعونها مجّاناً  في الظّاهر ... هؤلاء أشدّاء على المسلمين ورحماء بالكفّار.
وحول تقديم السعوديّة مؤخّراً هبات مالية باهظة للولايات المتحدة الأمريكية قال قائد الثورة الإسلامية: لمن تعود هذه الثروات الخياليّة؟ هي ثروات وطنيّة يقدّمونها للكفّار وأعداء الشعب. يستجدون محبّة أعداء الإسلام.
وأكّد سماحته أن لا أمل باستعطاف أعداء الأمة الإسلامية قائلاً: ليس هناك أيّ أثر للمحبّة، كما قيل فإنّهم كالبقرة الحلوب. يتعاملون معهم بهذه الطريقة، ومع شعب اليمن والبحرين بطريقة أخرى، طبعاً فإنّ كلّ هذا يتّجه نحو الزّوال.
وشدّد الإمام الخامنئي على حتميّة زوال الباطل المتمثّل بالحكومة السّعوديّة وقال سماحته: يجب أن لا ينخدع أحد بالمظاهر، هؤلاء يتّجهون نحو السقوط والزّوال وهم باطل وسيفنون لا محالة.
حسناً قد يعيشوا أيّاماً معدودة وهذا منوط بما يقوم به المجتمع المؤمن. إذا عمل بصورة سليمة فإنّ زوالهم سيكون أسرع، وإذا ما لم يحسن التصرّف فقد يتأخّر ذلك.
وفي حديثه أشار قائد الثورة الإسلامية إلى المرحلة التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية قائلاً: لقد حكمت بلادنا حكومة كانت تتغازل كما يفعل اليوم هؤلاء الحكام المتخلّفين عقليّاً. لقد كان الأمريكيون يقولونها بكلّ صراحة، أنتم رجال شرطتنا في المنطقة.
وفي هذا المضمار تابع الإمام الخامنئي: مع ذلك استطاع الشعب الإيراني بقدرة الإيمان، بالجهاد والتضحية الإطاحة بهذه الحكومة رغم أنواع الدعم التي كانت تقدّم لها وإقامة ما لا تطيقه القوى العالمية أي نظام الجمهورية الإسلامية، هذه تجربة.
وخاطب قائد الثورة الإسلاميّة الشّعب ومسؤولي النظام بالقول: كونوا في غاية الصراحة والثبات عند سلوككم طريق الإيمان. لديّ إصرارٌ على أن يكون المسؤولون وأفراد الشعب صريحون في الحديث حول الأسس الإسلاميّة. لا يوجد أي تعارض، البعض يعتقد بوجوب أن تقيم الحكومة علاقات عالمية وأنا موافق على ذلك، لكن لا يوجد أي تعارض بين الأمرين.
يمكن التقدّم مع الحديث حول هذه الأسس بصراحة. فليدخلوا الساحة وليتّكلوا على الله وسيرون إمكانيّة ذلك.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
محفل الأنس بالقرآن الكريم بمشاركة الإمام الخامنئي
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
محفل الأنس بالقرآن الكريم بمشاركة الإمام الخامنئي
word counts: 
433

النظام السعودي سيؤول للزوال والفناء حتما

النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في محفل الأنس بالقرآن الكريم

فيما يلي النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في محفل الأنس بالقرآن الكريم:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
 
لقد كانت هذه الجلسة جلسة جدّ طيبة ومحببة ومباركة وجمّة الفوائد إن شاء الله. مبارك عليكم جميعاً شهر رمضان وعلى جميع حملة القرآن إن شاء الله. شهدنا بداية هذا الشهر المبارك - ومن أهم خصوصياته نزول القرآن والأنس به وتلاوته - اليوم بتلاوة آيات كريمة من القرآن هنا، وقد انتفعنا والحق يقال انتفاعاً كبيراً. أتقدم بالشكر للإخوة الذين تحملوا الجهود ونظموا هذه الجلسة وخططوا لها وأقاموها، فقد كانت جلسة جيدة جداً.
 
الحمد لله على أن الورود القرآنية آخذة بالتفتح والازدهار واحدة واحدة والتعبير عن نفسها في كل أنحاء هذه الروضة الكبيرة التي تسمى إيران. لقد تم نثر بذور القرآن المباركة في هذه الأرض، وهذه ميزة الثورة وميزة النظام الإسلامي. ولم يكن هذا هو الواقع في الماضي. في فترة طفولتنا وشبابنا كان القرآن مهجوراً بالمعنى الحقيقي للكلمة في بلدنا هذا. طبعاً كان هنا وهناك أفراد عشاق للقرآن يعملون بجدّ على تعلم القرآن وإتقانه والأنس به، لكن الأجواء العامة كانت غريبة على القرآن تماماً. لم تكن هناك مثل هذه الأمور. والحمد لله على أن الأجواء العامة للبلاد اليوم متعرفة على القرآن الكريم، وترون أن الشباب والأحداث والأطفال من أعمار مختلفة ومن نقاط مختلفة من البلاد لهم أنسهم بالقرآن وارتباطهم وتعاملهم معه، فهم يتلون القرآن ويتأملون فيه ويتدبرون.
 
وقد كان تطور تلاوة القرآن الكريم في البلاد تطوراً جيداً جداً. في بداية الثورة الإسلامية شهدنا تلاوات جيدة من قرائنا، والإنسان يشاهد حالات التطور والتقدم بنحو محسوس. الآمال التي حملناها بأن يتطور قراء القرآن بهذا النحو ويقرأوا بهذه الطريقة ويتدبروا بهذا الشكل ويفهموا الآية بهذا الشكل ويلقوها بهذه الطريقة - هذه آمال حملناها دائماً - آخذة والحمد لله بالتحقق واحدة تلو الأخرى. فهناك أساتذة جيدون في القرآن الكريم، وقراء جيدون، وشباب صالحون وأحداث صالحون، فالحمد لله، بيد أن هذه هي بداية الطريق. حالة التأخر عندنا في مجال الأنس بالقرآن والانتهال منه حالة كبيرة جداً. وهذه خطوات أولى ينبغي يجب أن تتخذ. لقد قلت مراراً وأكرر أيضاً بأن هذه الجلسات القرآنية وهذه الاجتماعات وهذه التوصيات وهذه الأعمال التي تقام وتنجز كلها مقدمات من أجل جعل أجواء البلاد وذهنية عموم الناس أجواء قرآنية وذهنية تأنس بالقرآن الكريم، ولكي يأنس الناس بالمفاهيم القرآنية ويتعرفوا عليها. هذا هو المهم.
 
إذا أنسنا القرآن الكريم فستتوفر عندئذ الفرصة والمجال لأن يتدبر أصحاب الفكر من شتى الشرائح في النقاط والمفاهيم القرآنية ويستفيدوا أشياء من القرآن ويستنبطوا ويفهموا ويجيبوا عن الأسئلة المختلفة. وليس قصدي من الأسئلة الشبهات، إنما أقصد الأسئلة حول الحياة. ثمة الآن أمامنا ملايين الأسئلة. عندما يقود مجتمع أو حكومة الحياة نحو المبادئ والمثل فإن هذه المجتمع سيواجه آلاف آلاف الأسئلة، أسئلة حول نوع العلاقات، ونوع السلوك، ونوع المواقف، ونوع العداء والصداقة، وطريقة التعامل مع المال، ونوع التعامل مع أمور الدنيا، هذه كلها أسئلة تطرح، ولكل هذه الأسئلة أجوبتها. لقد ضلت البشرية وأصابتها التعاسة بسبب أنها لم تجد الإجابات الصحيحة عن هذه الأسئلة. تعاسة العالم والبشرية اليوم عائدة إلى أنها لم تتعرف على الأجوبة الصائبة لهذه الأسئلة، ولم تتعلمها، وتلقت إجابات خاطئة ومنحرفة ومضلة، أو خطرت هذه الإجابات على بالها وعملت بها، لذلك وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه، حيث لا يوجد في العالم أمن ولا عيش رغيد ولا معنويات ولا راحة نفسية، وقلوب أبناء المجتمع غير نقية بعضها تجاه بعض، هذا هو وضع العالم اليوم، والعالم كله اليوم على هذا النحو.
 
لقد خلق أبناء البشر للتواصل والارتباط فيما بينهم، فالقلوب يجب أن تتواصل وتتوادى وتتحابب ويساعد بعضهم بعضاً. البشر يجب أن يكونوا في العالم كالجسد الواحد، بل إن البشر هكذا خلقوا وهكذا أريد وخطط لهم، لكن عندما تنظرون اليوم ترون الحرب في كل مكان، وانعدام الأمن في كل مكان، والخوف في كل مكان، والضلال في كل مكان، وتباعد القلوب بعضها عن بعض حالة غمرت كل مكان، فالعوائل مفككة والاختلافات الطبقية عظيمة، والبعض متنعمون مرفهون والبعض محرومون، هذا كله بسبب أن أسئلة الحياة لم يتم الإجابة عنها بإجابات صحيحة، بل فهمت بشكل خاطئ، وهكذا ظهرت هذه الأنظمة الاقتصادية والسياسية العوجاء المشوّهة في العالم وابتليت البشرية بها. مليارات من البشر يعانون من هذه الأوضاع، وحتى المتنعمون يعانون. عندما نقول إن هناك فوارق طبقية فليس معنى هذا أن الشخص الذي ينتمي كما يقال إلى الواحد بالمائة من المجتمع الأمريكي يعيش حياة رغيدة مريحة تماماً، لا، إنما يعاني هو أيضاً من تعاسات ومعضلات ومشكلات روحية نفسية كثيرة جداً في حياته، وهي أكثر أحياناً من معضلات الإنسان الفقير، أي إن الجميع يعانون. هكذا هو المجتمع الذي لا يعرف الطريق الصحيح والصراط المستقيم، ولا يكون على ارتباط بالله. تعاني هذه المجتمعات البشرية اليوم للأسف من مثل هذه الضلالة والضياع. حين تكررون دائماً وقيل لكم كرروا قول «اِهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيم» (2) فهذا هو السبب. الصراط المستقيم معناه الطريق الذي لا توجد فيه مثل هذه الآفات والمشكلات. هذا هو معنى الصراط المستقيم. تطلبون من الله تعالى دوماً أن يهديكم، وهذه الهداية موجودة في القرآن. إذا أنسنا بالقرآن وإذا فهمناه فهماً صائباً وتدبّرنا فيه، عندئذ سوف نتلقى الإجابات الصحيحة عن أسئلة الحياة. يجب أن نسعى بهذا الاتجاه فهذا شيء مهم. أيها الشباب الأعزاء سوف تتعرفون على هذه الحقائق أكثر وتتجلى لكم أكثر كلما أنستم بالقرآن أكثر إن شاء الله. كلما انتهلتم من هذا المعين العذب أكثر ستتشوقون أكثر وتطلبون المزيد. هكذا هو القرآن.
 
حسناً، المجتمع الإسلامي اليوم كغيره من المجتمعات يعاني من مشكلات. أنظروا ولاحظوا ما الذي يحدث في العالم الإسلامي. في العالم الإسلامي يمسك حفنة من الناس عديمي القيمة وغير الكفوئين والمنحطين بمصير بعض المجتمعات الإسلامية، نظير هذه الحكومات التي تشاهدونها، السعوديين وأمثالهم. هذا بسبب البعد عن القرآن وبسبب عدم التعرف على حقائق القرآن. وبالطبع فإن بعض السبب يعود إلى عدم المعرفة، وبعض السبب يرجع إلى عدم الإيمان. إنهم مؤمنون بالقرآن حسب الظاهر، وأحياناً يطبعون ملايين النسخ من القرآن ويوزعونها مجاناً هنا وهناك، لكنهم لا يعتقدون أبداً بمحتوى القرآن ومعانيه ومضامينه. يقول القرآن الكريم: «اَشِدّآءُ عَلَى الكفّارِ رُحَمآءُ بَينَهُم» (3)، لكن هؤلاء «أشداء على المؤمنين رحماء مع الكفار».
 
لاحظوا كيف هو وضع هؤلاء، إنهم آنسون بالكفار محبون لهم وينفقون لهم من أموال شعوبهم، إذ ليس لديهم مال من أنفسهم، والأموال التي يمتلكونها وتتراكم في حساباتهم المصرفية على شكل ثروات أسطورية، أموال من هذه؟ ومن أين جاءت؟ ليست هذه ميراث آبائهم، بل هي أموال النفط، وأموال المعادن الجوفية، وأموال الثروات الوطنية، بدل أن تنفق على تحسين حياة الناس تذهب إلى حسابات هؤلاء وتتراكم فيها وينتفعون منها بطريقة شخصية خصوصية، يقدمون أموال الناس هذه للكفار ولأعداء الشعب. «وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ ءالِهَةً لِيكونوا لَهُم عِزًّا * كلّا سَيكفُرونَ بِعِبادَتِهِم ويكونونَ عَلَيهِم ضِدًّا» (4). الحمقى يخالون أنهم بإعطاء المال والمساعدات وما إلى ذلك يستطيعون كسب صميمية أعداء الإسلام، لا توجد صميمية، وكما قالوا هم أنفسهم فإنهم ينظرون لهم كالبقرة الحلوب، يحلبون لبنهم، وعندما لا يبقى فيهم لبن يذبحونهم. هذا هو وضع العالم الإسلامي اليوم. هكذا يتعاملون معهم، وفي الوقت نفسه يتعاملون مع شعب اليمن بتلك الطريقة، ومع شعب البحرين بذلك الشكل، سلوكيات معاكسة للدين. وهم بالطبع آيلون إلى الفناء. عندما تنظرون إلى الظواهر فيجب أن لا تخدع هذه الظواهر أحداً، فهؤلاء زائلون وآيلون إلى السقوط والفناء. «اِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقًا» (5). هم على باطل ولا شك في أنهم آيلون إلى الزوال والسقوط والتعاسة والانحطاط. هذا مما لا شك فيه أبداً. طبعاً قد يحدث هذا بشكل مبكّر بعض الوقت أو متأخر بعض الوقت، وهذا يرجع إلى كيفية عمل المؤمنين والمجتمع المؤمن، إذا عملوا بشكل صحيح وقع هذا الحدث بصورة مبكرة، وإذا لم يعملوا بصورة صحيحة فسوف يتأخر هذا الحدث بعض الوقت، لكنه سيقع بالتأكيد. سواء هؤلاء أو الذين يعقد هؤلاء آمالهم عليهم، كلهم سيسقطون.
 
المستقبل للإسلام وللقرآن ولكم أيها الشباب المؤمن، المستقبل لكم أيها الشباب المؤمن. قرأوا الآن الآية «وَمَن اَصدَقُ مِنَ اللهِ قيلًا» (6) من أصدق قولاً من الله؟ من أعلم بالمستقبل من الله؟ وقد قال الله تعالى إن المستقبل للمؤمنين والصالحين والمجاهدين في سبيل الله، هذا مما لا شك فيه ألبتة، فهو وعد إلهي. ولكن حتى لو عرضتْ لشخص ما وساوس وشكوك ولم تطمئن الوعود الإلهية قلبه فالمفروض أن تطمئن التجارب قلبه. لقد قلتُ هذا مراراً وهو ما أؤمن به من الأعماق. حتى لو لم نكن قد أعطينا أية وعود فبهذه التجارب التي مرّ بها شعب إيران خلال ثلاثين أو أربعين سنة ماضية ينبغي أن يتيقن أن المستقبل له، ويجب أن يتيقن أن النصر له. لقد كانت في بلادنا حكومة كان لها نفس هذا الغزل والمودّة التي ترون أن حكام أمريكا يبدونها لهؤلاء التعساء المتخلفين الفكريين والعقليين، نفس هذا الغزل كان لأمريكا يومذاك مع حكومة إيران، بل وأكثر وأفضل، وكانوا يقولون صراحة «إنكم شرطيّنا في الخليج الفارسي»، كانوا يقولون هذا لحكومة إيران الطاغوتية آنذاك. وقد كانت عقول أولئك أكبر من عقول هؤلاء، وقدراتهم أكثر، واعتمادهم على هؤلاء الطواغيت أكبر، وعلاقاتهم وارتباطهم بهم أقوى، ورغم وجود مثل هذه الدولة على رأس السلطة استطاع شعب إيران بقوة الإيمان والجهاد والتضحية أن يسقط تلك الدولة على الرغم من كل الدعم العالمي الذي كانت تتلقاه، وأن يحلّ محلها شيئاً لا تطيق القوى الاستكبارية مشاهدته، أي نظام الجمهورية الإسلامية. هذه تجربة. وهل أفضل من هذه التجربة؟ «وَلاتَهِنوا وَلاتَحزَنوا واَنتُمُ الاَعلَونَ اِن كنتُم مُؤمِنين» (7)، إذا تحليتم بالإيمان فإنتم الأعلون المتفوقون.
 
كونوا أقوياء على طريق الإيمان، وكونوا صريحين ولتكن أقدامكم ثابتة. إنني أصرّ على أن يكون كل أبناء الشعب الإيراني وكل مسؤولي البلاد صريحين في ذكرهم لأسس الإسلام. نفس هذه الآيات التي قرأتها هذه الجماعة الحسنة القراءة «قَد كانَت لَكم اُسوَةٌ حَسَنَةٌ في اِبرٰهيمَ والَّذينَ مَعَهُ اِذ قالوا لِقَومِهِم اِنّا بُرَءٰؤُا مِنكم ومِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ كفَرنا بِكم وبَدا بَينَنا وبَينَكمُ العَداوَةِ والبَغضآءُ اَبَدَاً حتى تُؤمِنوا بِاللهِ وَحدَه» (8) تفيد هذا المعنى. يقولون بصراحة «كفَرنا بِكم». ولا تنافي ولا تعارض في الأمر أبداً، فقد يفكر البعض ويحملون هموم أن الدولة والحكومة يجب أن يكون لها علاقاتها العالمية، وهذا ما اعتقد به تماماً وأؤيد هذا المنحى، ولكنه لا يتنافى مع ما قلناه، إذ يمكن الصدع بصراحة بأسسنا ومبادئنا وأصولنا والتقدم مع ذلك إلى الأمام وتحقيق الموفقية والنجاح في كل مجالات الحياة المختلفة بما في ذلك العلاقات الدولية. يمكن القيام بهذه الأمور. ليخوضوا الغمار ولينزلوا إلى الساحة وليتوكلوا على الله وسوف يرون أن هذا ممكن. هكذا هي التجارب بالتالي.
 
قبل أيام قلت للجماعة التي كانت حاضرة هنا (9) إن النبي إبراهيم وهو نبي بهذه العظمة يقول لله تعالى أريد أن أشاهد انبعاث الموتى إلى الحياة وكيف تحيي الموتى، فقال له الله تعالى «قالَ اَوَ لَم تُؤمِن، قالَ بَلىٰ» بلى، لقد آمنت أي إنني مقتنع تماماً وأصدق من أعماق قلبي «وَلٰكن لِيطمَئِنَّ قَلبي» (10)، ولكن من أجل أن لا يبقى تلاطم واضطراب في ذهني ولكي يكون خاطري مطمئنا تماماً تماماً أريد أن أشاهد ذلك بعيني. بعد ذلك قال الله تعالى إفعل كذا وكذا لترى بعينك كيف يحيي الله الموتى. لقد شاهدنا بأعيينا، شاهدنا بأعيننا أن شعباً انتصر في الحرب المفروضة بأيد خالية، شعب كان فتياً حديث عهد بشؤون السياسة الدولية انتصر على مؤامرات الأعداء. شعب مع أن جبهة قوية مادياً تشكلت بوجهه، وتطعن في الظهر غيلة، وتشهر السيوف أمامه، وتثير الضجيج ضده، وتعربد وتفعل كذا وكذا، وهم يتآمرون علينا دائماً منذ أربعين سنة، ومؤامراتهم تُحبَط وتتبدد منذ أربعين سنة. ألسنا نرى هذا الواقع؟ هذه هي تجاربنا، لنأخذ هذه التجارب بنظر الاعتبار ولنعلم أن طريق التقدم القوي المقتدر العزيز الناجح هو عبارة عن الارتباط بالقرآن، أساس كل هذه الخيرات هو هذا الكتاب الإلهي العزيز الذي أنتم على معرفة وارتباط به والحمد لله، وتأنسون به، وبعضكم يحفظه وبعضكم يتلونه ويقرأونه وبعضكم يستمع له وبعضكم أساتذة فيه. إذن هذا القرآن هو أساس الأمور.
 
حسناً، عليكم أن تزيدوا جلسات القرآن وأن تزيدوا تعليم القرآن وتعلمه ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وأن تحيوا معاني القرآن ومفاهيمه. أقولها لقرائنا الأعزاء - ولحسن الحظ فإن بعض السادة الذين تلوا القرآن اليوم راعوا هذه القضية بنحو جيد جداً - جسدوا مفاهيم الآيات القرآنية في كيفية التلاوة. كما أن الخطيب الحاذق المفوّه عندما يقرأ شعراً على سبيل المثال فإنه يلقي الكلمات بحيث يجسد ويحيي كل معنى ذلك الكلام للمستمع - نظير هذا المقدم الحسن البيان الذي قدّم فقرات الجلسة اليوم - (11) عندما يتحدثون بطريقة جيدة ويقرأون الشعر بطريقة حسنة ويتكلمون بنحو جيد ويلقون الكلمات بلهجة مناسبة حسنة فإن كل المعاني والمضامين الموجودة في الكلمات ستنتقل إلى المستمع وسوف يتلقاها المستمع، هكذا ينبغي أن تكون تلاوة القرآن الكريم. كل ما موجود من مضامين في هذه الكلمة يجب أن يعرض على المتلقي بارتفاع القراءة وانخفاضها وأوجها وهبوطها وتغيير الصوت ونوع الأداء، طبعاً بالنسبة للذين يعرفون معاني القرآن. وإذن، يجب تعلم لغة القرآن. تعاطوا مع لغة القرآن ما استطعتم. الكثير من هؤلاء الذين يتعاملون مع القرآن لم يدرسوا العربية، لكنهم عندما يقرأون القرآن يفهمون معانيه. شاهدنا كثيراً من الأفراد لم يدرسوا اللغة العربية في صفوف وبشكل منتظم على شكل دروس وبرامج، ولكن من كثرة أنسهم بالقرآن وتكرارهم وقراءتهم للآيات القرآنية عندما يفتحون القرآن ويقرأون آية منه يفهمون معناها. بالأنس الكثير بالقرآن يمكن فهم معاني الآيات. ينبغي مضاعفة ارتباطنا بالقرآن.
 
اللهم بمحمد وآل محمد زد من ارتباطنا القلبي الدائم المتواصل بالقرآن يوماً بعد يوم، وتفضل علينا ببركات القرآن ونعمه ورزقه، ولا تجعلنا من الذين لا يتعلمون من القرآن سوى ألفاظه ويكتفون بهذا. اللهم أكمل لطفك وفضلك على هذا البلد وعلى هذا الشعب بإيصاله إلى مطامحه وانتصاره على أعدائه. اللهم احشر الروح الطاهرة لإمامنا الخميني الجليل مع أوليائه، واحشر الأرواح الطيبة لشهدائنا الأبرار مع أوليائهم. إين ما كان هناك مؤمنون سائرون على درب الكفاح والجهاد في سبيل الله - بكل أنحاء الجهاد - اللهم انصرهم على أعدائهم.
 
والسّلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.
 
 
 
الهوامش:
 
1 - في بداية هذه الجلسة التي أقيمت في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تلا عدد من قراء القرآن الكريم ما تيسر لهم من آيات الذكر الحكيم، وقدمت فرق التواشيح تلاوات قرآنية جماعية وتواشيح دينية.
 
2 - سورة الفاتحة، الآية 6 .
 
3 - سورة الفتح، شطر من الآية 29 .
 
4 - سورة مريم، الآيتان 81 و 82 .
 
5 - سورة الإسراء، شطر من الآية 81 .
 
6 - سورة النساء، شطر من الآية 122 .
 
7 - سورة آل عمران، الآية 139 .
 
8 - سورة الممتحنة، جزء من الآية 4 .
 
9 - كلمته في لقائه مختلف شرائح الشعب الإيراني في تاريخ 24/05/2017 م بمناسبة ذكرى تحرير مدينة خرمشهر.
 
10 - سورة البقرة، جانب من الآية 260 .
 
11 - السيد مجيد يراق بافان.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
محفل الأنس بالقرآن الكريم بمشاركة الإمام الخامنئي
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
محفل الأنس بالقرآن الكريم بمشاركة الإمام الخامنئي
word counts: 
2280

الشيخ غازي حنينة: لن يبقى على مسرح القضية الفلسطينية إلا المقاومون الشرفاء

في مقابلته مع موقع Khamenei.ir

وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجراها موقع KHAMENEI.IR مع سماحة الشيخ غازي حنينة:

 

ما هي آليات مواجهة الكيان الصهيوني بشكل عملي؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الغُر الميامين.

الحقيقة أن المواجهة مع العدو الصهيوني بدأت يوم جاءت تلك العصابات الصهيونية منذ سبعين عاماً لتطرد شعباً يعيش على أرضه يعيش في وطنه؛ ألا وهو الشعب الفلسطيني، هذه العصابات التي جاءت ذاك اليوم منذ سبعين عاماً، واجهها الفلسطينيون بكل الإمكانيات المتوفرة لديهم يومها، مع قلة العتاد ومع قلة العدد ومع قلة النصير، ولذلك هذا الشعب الفلسطيني ومنذ سبعين عاماً ما نام على ضيم وما ترك حقه وما تخلى عن مواجهة هذا العدو الصهيوني في يوم من الأيام على مدى السنوات السبعين الماضية. في الأربعين أو الخمسين سنة الماضية انطلقت شرارة المقاومة على أرض فلسطين وبدأ الشباب الفلسطيني ينهض.

نحن هذه الأيام نعيش صورة من صور المقاومة لهذا العدو الصهيوني من خلال الانتفاضة الثالثة، من خلال السكين ومن خلال الدهس

 ونحن هذه الأيام نعيش صورة من صور المقاومة لهذا العدو الصهيوني من خلال الانتفاضة الثالثة، من خلال السكين ومن خلال الدهس، هذه الانتفاضة الثالثة والتي يصُح أن نسميها يتيمة، هذه الانتفاضة اليتيمة المظلومة كما وصفها الإمام الخامنئي حفظه الله، ولذلك نحن في اجتماعنا وفي مؤتمرنا هذا الذي دعت إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنقف مع الشعب الفلسطيني ونقف في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني بكل ما توفر لدينا من إمكانيات مادية ومعنوية، إعلامية وسياسية وعسكرية وكل المستلزمات التي يحتاج إليها الفلسطينيون. نحن نعمل بكل جهدنا كقوى وطنية وقوى إسلامية وقوى قومية لمناصرة هذا الشعب الفلسطيني الذي يريد أولاً حق العودة إلى فلسطين وعودة كل الشعب الفلسطيني إلى فلسطين، ومن ثم إقامة دولته من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس، ولذلك نحن بمؤتمرنا هذا نطلق مزيد من إمكانيات الدعم لنصرة هذا الشعب المظلوم ولنصرة هذه القضية المظلومة.

ما هو دور الحكومات والدول العربية والإسلامية في هذا المجال؟

في الحقيقة الدول العربية والإسلامية عموماً إلا ما خلا؛ وبالتحديد ما خلا عندما نتكلم عن دور سورية، عن دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذه الدول تعتبر دعم الشعب الفلسطيني دعم مبدئي وليس دعم ظرفي، دعم مبدئي بمعنى أنها تُقدم له الدعم المادي واللوجستي والسياسي والإعلامي لأن يصل إلى كامل حقه على أرض فلسطين، أما بقية الدول الأخرى للأسف فهي تناصره وتؤيده وتدعمه دعماً ظرفياً؛ بحيث إن كان هذا الدعم الظرفي يتناسب مع مصالحها ومع ما يُطلب منها دولياً وبالتحديد أمريكياً تدعم، إما إن كان هذا الدعم لا يناسب ظروفها ولا يتناسب مع طلبات ورغبات الإدارة الأمريكية، كانت من كانت هذه الإدارة، نجد أن هذا الدعم يتوقف ويتراجع إلى الوراء.

 

ما هو رأيكم بما نسمعه حالياً عن علاقات خفية وغير خفية بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني؟

لم يعد هنالك شيء خافٍ كما يقال هو تحت الطاولة، كل شيء أصبح فوق الطاولة، في المؤتمر الذي عقد في واشنطن لتوقيع اتفاق بين منظمة التحرير وبين الكيان الصهيوني وكان يومها ملك الأردن الملك حسين حاضر وإسحاق رابين حاضر وياسر عرفات حاضر وحسني مبارك حاضر وكان الرئيس الأمريكي يومها كلينتون، يسأل كلينتون الملك حسين يومها منذ متى تلتقي برابين؟ يقول له منذ عشرين عاماً ! فيرد رابين ويقول لا! منذ واحد وعشرين عاماً نحن نلتقي بالملك حسين.

الآن صورة التعاون والتوافق والتطابق والتطبيع بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة العدو الصهيوني أصبح واضحاً ليس خفياً

 يعني الآن صورة التعاون والتوافق والتطابق والتطبيع بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة العدو الصهيوني أصبح واضحاً ليس خفياً، التعاون بين حكومة دولة قطر وحكومة العدو الصهيوني لم يعد خافياً وغيرها وغيرها من دول العالم العربي وللأسف والتي سمت نفسها بدول الإعتدال، ولذلك نحن نقول أن هذه الدول -مهما كان شأنها ومهما كان عددها- ستسقط على مسرح القضية الفلسطينية كما سقط غيرها من قبل من حكومات ومن إمارات ومن ممالك ومن جمهوريات ومن دويلات سقطت كلها؛ لأن مسرح القضية الفلسطينية لن يبقى عليه بإذن الله عزَّ وجلَّ إلا الشرفاء، إلا المقاومون المبدئيون الذين يقاتلون العدو الصهيوني من أجل استرداد كامل الحق الفلسطيني من البحر إلى النهر.

 

أخيراً سمعنا عن زيارة وفد صهيوني للمملكة البحرينية وعن قيام هذا الوفد بانتهاك بعض المقدسات الإسلامية وقيام المنظمين للاحتفال بالرقص مع الإسرائيليين. ما رأي سماحتكم بما حدث؟

أداء مملكة البحرين أو حكومة مملكة البحرين ليس مستهجناً؛ إذ أن أداء هذه المملكة هو أداء تابع وأداء مستسلم لحكومة المملكة العربية السعودية، فما تمليه حكومة المملكة العربية السعودية على البحرين يمضي ويُنفَّذ، ولذلك أن تستقبل حكومة مملكة البحرين وفداً صهيونياً يؤدي بعض الممارسات التي تستفز مشاعر المؤمنين المسلمين من أمة محمد (ص) هذا أمر لا نستغربه أبداً،

أداء مملكة البحرين هو أداء تابع وأداء مستسلم لحكومة المملكة العربية السعودية، فما تمليه حكومة المملكة العربية السعودية على البحرين يمضي ويُنفَّذ

 إذ أن هذه المنظومة التي تسمى دول الخليج الفارسي يعني هي منظومة واحدة تقودها المملكة العربية السعودية نحو غاية ونحو نهاية يُراد لها أن تكون التفاهم والتعاون والتطبيع مع العدو الصهيوني وتكريس العدو الصهيوني؛ كما كان تكريس العدو الصهيوني يوم احتل الصهاينة أرض فلسطين منذ سبعين عاماً فكان حكم آل سعود لمدة هذه السبعين سنة أو الثمانين سنة! الأحفاد اليوم يُقدِّمون التطبيع ويُقدِّمون التعاون مع العدو الصهيوني لحُكم بلاد الحجاز وبلاد نجد لمدة مئة سنة أخرى كما كان جدهم الأول عبد العزيز.

 

كما تعلمون لا يريد الشعب البحريني سوى المطالب المشروعة والحقوق الطبيعية كالحرية لكنه يواجه القمع والانتهاكات المتنوعة ما رأي سماحة الشيخ غازي حنينة بما يحدث؟

حكومة المملكة العربية السعودية هي آخر دولة تُقر وتُنفذ مبادئ حقوق الإنسان وتعترف بشيء اسمه حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الفكر وحرية الاعتقاد، لو كان هذا الأمر يتعرض له مواطن أمريكي على أرضها لجاءت الأوامر لتنفذ بأقصى سرعة بأن هذا المواطن على أرض المملكة يجب أن تُصان حريته وأن تُصان حقوق الإنسان له، أما أن تكون حقوق الإنسان وحرية الرأي وحرية التعبير لأي مواطن عربي وبالأخص لشعب البحرين ولأهل البحرين فهذا ما تضرب به حكومة المملكة العربية السعودية عرض الحائط.

 

تواجه الثورة البحرينية صمتاً دولياً وصمتاً إعلامياً مريباً ما هو السبب برأيكم؟

السبب معروف لأن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في العالم العربي، من فضائيات، من صحف، من مجلات، من مواقع إلكترونية هي مدفوعة الأجر من ميزانية المملكة العربية السعودية، وبالتالي يتم التعتيم على هذه القضية المُحقّة، إلا ما خلا بعض القنوات الفضائية وبعض الصحف وبعض المجلات وبعض المواقع الإلكترونية الحرة التي لا تُباع ولا تشترى من أي سلطة كانت.

 

سؤالنا الأخير لسماحتكم كيف تقيِّمون مستقبل الثورة والحراك الشعبي البحريني؟

أنا اعتبر أنه ما دام الأخوة في البحرين يسلكون خط السلمية، بأي شكل من الأشكال سينتهي الأمر لصالحهم وستتغير المعطيات السياسية الإقليمية الدولية لينال شعب البحرين حقه أسوة بكثير من شعوب العالم.

 

في نهاية هذا اللقاء يتقدم موقع KHAMENEI.IR  بجزيل الشكر لعضو جبهة العمل الإسلامي سماحة الشيخ غازي حنينة على ما خصصه لنا من وقته لإجراء هذا اللقاء، وحتى اللقاء به في مقابلات أخرى نتمنى له دوام الصحة والموفقية.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الشيخ غازي حنينة
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر نویسنده: 
حوار
word counts: 
1185

الاستعمار البريطاني عاد إلى المنطقة من بوابة البحرين

الناشط السياسي البحريني علي مشيمع خلال حوار مع khamenei.ir

يُذكر أن الناشط علي مشيمع هو نجل الأستاذ حسن مشيمع مؤسس حركة حق البحرينية والمحكوم بالسجن المؤبد من قبل النظام الحاكم في البحرين. حصل علي مشيمع على اللجوء السياسي في بريطانيا في عام 2008م ويعتبر واحداً من أبرز الناشطين الميدانيين والسياسيين في البحرين، حيث تعرض لعدد من الاعتقالات في البحرين منذ أن كان في سن الثالثة عشرة، كما تناولت وسائل الإعلام اسمه مؤخراً بعد أن أقدمت الشرطة البريطانية على اعتقاله إثر اعتراضه وزميله السيد أحمد الوداعي لموكب الملك البحريني حمد بن عيسى خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

بدايةٌ نرحب بكم أستاذ علي في مقابلتكم الأولى مع موقع KHAMENEI.IR ونشكركم على إتاحتكم الفرصة لنا لتسليط الضوء على آخر المستجدات في الشأن البحريني.

أقدمت السلطات البحرينية يوم الأحد الفائت على إعدام ثلاثة شبان هم علي السنكيس، عباس السميع وسامي مشيمع. كلامٌ كثيرٌ تردد حول نوعية المحاكمة التي خضع لها هؤلاء الشبان، حبذا لو تحدثوننا عن حقيقة ما جرى هناك. ما هي التهمة التي وجهت لهؤلاء الشبان؟ وهل نالوا محاكمة عادلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم. قبل الحديث عن ملابسات القضية وحقيقة ما جرى أتصور من المهم الحديث عن هؤلاء الشباب وعن البعض من خلفياتهم.

علي السنكيس مثلاً ومنذ نعومة أظفاره وقبل أن يبلغ الحلم، عرضت عليه رجال المخابرات أن يعمل أجيراً عميلاً لها فرفض ثم تم اختطافه والإعتداء عليه وتعريته من ملابسه، وله شهادة مسجلة مصورة عن هذه الحادثة، وهو ينحدر أيضاً من عائلة مناضلة؛ عائلة السنكيس المعروفة المناضلة وكثير من أقربائه وأرحامه يرزحون في الطوامير والمعتقلات ويواجهون أحكاماً جائرة عدوانية لعشرات السنوات.

الأمر لا يختلف كثيراً عند البطل عباس السميع، وهو كذلك ينحدر من عائلة مناضلة قدمت شهيداً في انتفاضة التسعينات وهو الشهيد حسن طاهر ولديه أخوة معتقلون وكذلك كثيرٌ من أرحامه. وكان الشهيد عباس السميع قد تعرض لعدة اعتقالات؛ أشهرها قضية ما عرف بـ "الحجيرة" في أواخر العام 2008 وتم تعذيبه خلالها وكذلك تم اعتقال أبناء عمومته وأخوته. وهو قال في شهادة مصورة من داخل السجن بأن المخابرات أخبروه خلال التعذيب بأنك كنت في حساباتنا يفترض أنه تمت تصفيتك ولذلك سنلصق تهمة القتل لك حتى تُساق إلى مقصلة الإعدام.

كذلك الشهيد السعيد سامي مشيمع هو أيضاً من عائلة مضحية، قد تعرض لعدد من الاعتقالات، وأصبح فترة من فترات حياته مطارداً وكل هذه الأمور أيضاً تنطبق على الشهيدين السعيدين عباس وعلي السنكيس. وللشهيد سامي مشيمع مقطع فيديو مصور قبل اندلاع وتفجر ثورة الـ14 من فبراير في 2011 يتحدث فيه عن هول ما تعرض له من تعذيب بالصعق والضرب ونزع الملابس والإعتداء الجنسي وإجباره على الوقوف والتفنن بالتعذيب في غرف المخابرات.

مسألة التعذيب الوحشي الذي تعرض له الشبان الثلاثة في هذه الحادثة لا يوصف ولا يطاق وذلك بشهادة كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمعتبرة كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وعشرات المنظمات الدولية الأخرى

هذه خلفية مختصرة ومختزلة جداً من المهم أن يأخذها الباحث قبل أن يشرع في القضية. بعد هذه المقدمة فإن الشبان الثلاثة كانوا مستهدفين بالأساس وحين تم اعتقالهم في العام 2014 بعد حادثة قتل مرتزق إماراتي كان يشارك في قمع المتظاهرين في ختام فاتحة الشهيد جعفر الدرازي. إن مسألة التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في هذه الحادثة لا يوصف ولا يطاق وذلك بشهادة كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمعتبرة كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وعشرات المنظمات الدولية الأخرى. وكذلك قول المحامين الذين تصدوا للدفاع عن مظلوميتهم. ولم تستند المحكمة لأي أدلة مادية في تهمها التي وجهتها غير اعترافات نزعتها من جلود وأجساد الشباب على مباضع الجلادين.

مثلاُ عباس السميع قدم شهادة من مدرسة كان يعمل فيها؛ وشهدت له المدرسة أنه وقت الحادثة كان في العمل. الشاب علي السنكيس أعدم ولم يحقق معه في القضية البتة وهذا ما أفادت به والدته. اتهموا بقتل ضابط إماراتي يدعى طارق الشحي؛ عبر زرع عبوة متفجرة يتم التحكم بها عن بعد. وبالتأكيد لم تكن محاكمتهم محاكمة عادلة وهذا مجدداً ليس إدعاء المعارضة أو إدعاءٌ منحاز، وإنما هذا الإدعاء الذي قالته وأكدته وصرحت به وأصدرت على أثره المنظمات الدولية بياناتها ومواقفها المعروفة والمتناولة في الإعلام.

لم يُحقق مع الشهيد علي السنكيس أبداً؟

علي السنكيس ظل مطارداً؛ يعني بعد الحادثة اعتقل عباس السميع وسامي مشيمع وعدد من الشباب الذين تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد وأحكام أخرى. أما علي السنكيس فظل مطارداً ولم تتمكن القوات منه إلا قبل عام، منذ حوالي عام تقريباً تم إلقاء القبض عليه بعد تعقب المخابرات له بطريقة ما. تعرض للتعذيب وأخذ إلى السجن ولكن لم يتم التحقيق معه أبداً في القضية التي أعدم بشأنها.

تعرض الشهيد علي السنكيس للتعذيب وأخذ إلى السجن ولكن لم يتم التحقيق معه أبداً في القضية التي أعدم بشأنها.

ولذلك فإن حكم الإعدام الذي نفذ في حق هؤلاء الأبرياء كان عملاً إجرامياً وحشياً قبيحاً قام به الخليفيون، يعكس وحشيةً وانتقاماً من هذه السلطات، وكذلك لا يُستبعد أن يكون بدفع إماراتي ومحاولةٍ لتعويض الهزيمة والخيبة التي مُنيوا بها بعد أن نجح عشرة أبطالٍ في الفرار من سجن جو المظلم. وهي جريمةٌ برسم الديكتاتور حاكم البحرين حمد حيث أن تطبيق الإعدام لا يجري إلا بعد مصادقة الحاكم وبالتالي فهو شريك في الجريمة وهو المسؤول الأول عنها، وهذا ما نادت به أمهات الشهداء.

أستاذ علي تفضلتم بالإشارة إلى دور الملك حمد بن عيسى حيث أن حكم الإعدام في البحرين لا يتم تنفذيه إلا بعد مصادقة الملك عليه. ما هو رأيكم باتهام الملك البحريني حمد بن عيسى أنه شخصياً بتوقيعه على حكم إعدام الشبان الثلاثة قد اختار خيار التصعيد ووضع مزيد من العراقيل على طريق الحل السياسي والسلمي للقضية البحرينية؟

العراقيل والسدود وُضعت منذ أن سُوِّيت بيوت الله بالتراب في العام 2011. والعراقيل والسدود كانت واضحة جداً عندما سيق علماء الدين في نفس العام إلى السجون وأخذوا إلى مسالخ التعذيب. وكان خيار المفاصلة أوضح عندما استدعى هذا الديكتاتور قوات أجنبية يستعين بهم على شعب البحرين. ومن ثم جاء بقوات الاستعمار ليفتح لها أراضي البحرين وعلى نفقة الدولة المسلوبة والمأخوذة من أفواه الفقراء. نحن نتحدث عن جزيرة لا تتعدى مساحتها 600 كيلو متر مربع يتواجد بها الأسطول الأمريكي والقاعدة البريطانية وقوات الدرك الأردني والجيش السعودي والضباط الإماراتيين وقوات متعددة الجنسيات من بلوشستان الباكستانية ومن اليمن ومختلف الدول والجنسيات. حتى تحولت البحرين هذه الجزيرة الصغيرة إلى ثكنة عسكرية يعيش على هامشها بعض المواطنين. ومنذ اليوم الأول الذي سقط فيه الشهيد الأول علي مشيمع رُفع الشعار المختوم بحبر الدم "يسقط حمد" وهذا النظام لا يصلح أن يحكم البحرين وقد أعلن عداءه للدين ولله ولأهل الدين بداية ثم ارتكب كل هذه الجرائم. ومن يتوهم بإصلاحه فهو كالظمآن الذي يرى السراب.

البحرين جزيرة لا تتعدى مساحتها 600 كيلو متر مربع يتواجد بها الأسطول الأمريكي والقاعدة البريطانية وقوات الدرك الأردني والجيش السعودي والضباط الإماراتيين وقوات متعددة الجنسيات من بلوشستان الباكستانية ومن اليمن ومختلف الدول والجنسيات

هذا عميلٌ صهيوني جاء بالصهاينة ليرقصوا في وسط المنامة، وجاء بشراذم خلق الله من كل صوب وحدب ليتحولوا إلى أنياب تنهش في جسد البحرين. لا أحد يتوقع من عامة الناس أو حتى يحلم بأن يرى اليوم الذي يمكن أن يتعايش فيه مع القاتل والهادم لبيوت الله والمنتهك لأعراض المؤمنين والمستبيح للحرامات. وهذه الجريمة هي دلالة أخرى على إجرامه وغيه وضلاله وعلى صوابية خيار الناس في الإصرار والتمسك بالمفاصلة مع النظام الخليفي وإسقاطه وعلى رأسه الديكتاتور حمد الذي وقَّع حكم الإعدام ضد الشبان الأبرياء.

تحدثتم عن قضية الضابط الإماراتي ما هي قصة هذا الضابط؟ وما هي حقيقة الدور الإماراتي في الضغط على البحرين من أجل إعدام الشبان الثلاثة؟

تعاونت المشايخ الخليجية بعد أن ثار شعب البحرين في العام 2011 واحتشدت وتحالفت ضد شعب البحرين الأعزل. حينها سوقوا مسألتين: الأولى أن دخول جيوشهم للبحرين هو للدفاع عن السنة في مقابل الشيعة؛ وكانت هي محاولة فاشلة منهم لدفع الشيعة للتقاتل مع إخوانهم السنة، ولكن الوعي عند الشارع الشيعي كان كبيراً، وكان إدراك علمائهم وقياديهم واضحاً، ولم تسجل حادثة واحدة أن شيعياً قتل سنياً لأنه سني أو بالعكس وقد فُوتت عليهم هذه الفرصة.

لم تُسجل في البحرين حادثة واحدة أن شيعياً قتل سنياً لأنه سني أو بالعكس

المسألة الثانية التي حاولوا تسويقها كانت دخول جيوشهم لحماية المنشأت الرسمية من الأخطار الخارجية المحدقة بها بعد إندلاع الثورة، وهي كذبة أخرى انفضحت وانكشفت بحادثة مقتل الضابط الإماراتي طارق الشحي. وقد قُتل الضابط الإماراتي طارق الشحي حينما كان يقود مجموعة من القوات الخليفية التي كانت تباشر بقمع مسيرة خرجت من منطقة الديه في ختام فاتحة الشهيد جعفر الدرازي الذي خرج جثة جامدة شهيداً من سجون الخليفيين في ذلك العام.

وبالتأكيد أن الإماراتيين كطبيعة بدوية وكحكم يرى في نفسه عُلواً واستكباراً على الناس يفكر بالانتقام حتى من الأبرياء فلا يستبعد أن يكون للإمارات دور ودفع في الانتقام من هؤلاء الشباب كما له دور واضح في دعم النظام الخليفي في المال أو الدعم اللوجستي أو عبر إرساله لفرق ومجموعات من الضباط لتشارك القوات الخليفية في قمع شعب البحرين.

كما تربط العائلة الخليفية علاقة نسب ومصاهرة مع العائلة الحاكمة في الإمارات، وبالتالي لا يُستبعد أن يجتمع أبناء العمومة على شعب البحرين المحاصر جواً وبراً وبحراً.

أستاذ علي في أجابتكم السابقة أشرتم إلى محاولة البعض تصوير الثورة البحرينية على أنها ثورة طائفية، طبعاً كان لوسائل الإعلام دور كبير في مظلومية الشعب البحريني؛ حيث عمدوا إلى تصوير هذه الثورة على أنها ثورة طائفية لتشويه صورتها والقضاء عليها. ما هو تعليقكم على السياسة الإعلامية التي تمارسها وسائل الإعلام العالمية والعربية تجاه الثورة البحرينية؟

دعني أقول لك الفرق بين الإعلام العربي والإعلام الغربي من وجهة نظر شخصية. الإعلام الغربي قد يتجاهل وقد يتجنب الخوض فيما يجري في داخل البحرين ولكن بمعرفة قريبة أستطيع القول بأن الإعلام الغربي تفوق على الإعلام العربي في تغطية أحداث البحرين بشكل كبير جداً، كما أن الإعلام الغربي وهذه ليست دعاية للإعلام الغربي لأن موقفنا من الأنظمة الغربية يختلف عن موقفنا من الإعلام الغربي مع وجود بعض التحفظات لكن أيضاً هذه ميزة تسجل له.

الإعلام الغربي ربما تجاهل أو تجنب تغطية الكثير من حوادث البحرين لكنه لم يمارس تضليلاً وتحريضاً طائفياً كما فعلت الأبواق العربية، وللأسف كثير من المنظمات الإسلامية التي كان يفترض بها أن تمنع أي توتر طائفي رأيناها تصب الزيت على النار لتشعل الفتن الطائفية في داخل البحرين ولكن باءت محاولاتها بالفشل؛ حيث أن الإعلام العربي والإسلامي في مجمله إلا ما رحم ربي يعني في نهاية الأمر يعود إلى سيطرة أو يتلقى دعماً سعودياً، والتوجه السعودي هو توجه يصبُّ في تأجيج الفتن الطائفية وبؤر التقاتل الأهلي في المنطقة ولذلك كان دور الإعلام العربي الإسلامي دورٌ سيءٌ حيال الثورة في داخل البحرين.

كثيرٌ من المنظمات الإسلامية التي كان يفترض بها أن تمنع أي توتر طائفي رأيناها تصب الزيت على النار لتشعل الفتن الطائفية في داخل البحرين

طبعاً تعاطي الإعلام الغربي لا يعني أن ذلك كان يتوازى أو يتماشى مع المواقف السياسية للدوائر الغربية؛ المواقف السياسية للدوائر الغربية مواقف مخزية تكشف مدى نفاق هذه الأنظمة وتكشف أن همها السعي وراء مصالحها ولو كانت على حساب حقوق ومصالح وحياة الناس. وهذا ينطبق أيضاً على ملف حقوق الإنسان، يعني ملف حقوق الإنسان أنت تذهب وتستطيع أن تستصرح أو تستصدر بيانات ومواقف دولية من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، لكن هذه المنظمات لا تملك مخالب أو سلطة قرار، وبالنهاية ربما تتحرك هذه المنظمات لتحرك الإعلام بشكل معين ولتوصل الحدث وتُحدث بعض الضغوط، لكنها لا تغير في السياسة شيئاً. وربما تكون منظمات حقوق الإنسان في أحد أبعادها هي أداةٌ غربيةٌ لدول الإستكبار ومكان لتفريغ الآلام والآهات فيه، ولكنه لا يغير شيئاً، يُسمح للناس أن تصرخ. الفرق بين العقل العربي والعقل الغربي: أن العقل العربي لا يسمح لك أن تتأوه حين يضربك الحاكم، أما العقل الغربي فيجعلك تصيح وتصرخ وتتأوه ولكنه لا يغير شيئاً.

بالنسبة لسياسات الحكومات الغربية هل يمكننا إعتبار صمت هذه الحكومات بمثابة ضوء أخضر يعطى للنظام الخليفي؟

الحكومات الغربية ليست صامتة أو المتحالفة مع النظام، دعنا نسمي الأمور بأسمائها الإدارتين الأمريكية والبريطانية التي تتواجد قواعدها العسكرية في البحرين، هذه ليست صامتة، هذه متواطئة؛ يعني هناك عقود أمنية مبرمة بين بريطانيا والبحرين لتدريب الشرطة ولتنظيم السجون. والمواقف الرسمية من الخارجية البريطانية دائماً ما تشيد في النظام وتعتبره يتقدم في عجلة الإصلاح.

الإدارتين الأمريكية والبريطانية التي تتواجد قواعدها العسكرية في البحرين، هذه ليست صامتة، هذه متواطئة

ودور الحكومة البريطانية معروف منذ عشرات السنين، هم الذين أرسلوا أيان هندرسون في نهاية الستينات وهو الذي أسس جهاز المخابرات الذي خرجت منه جثامين الشهداء، فهم الذين هندسوا الأمن وهم الذين يُعينون الخليفيين في تفاصيل الأمور الأمنية في داخل البحرين.

كوننا تطرقنا إلى الدور البريطاني سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي خلال لقائه الأخير مع مجموعة من أهالي مدينة قم المقدسة أشار إلى وجود مخطط بريطاني يهدف للعودة إلى منطقة الخليج الفارسي، وسعي هذه الدولة الاستعمارية إلى إعادة إحياء مخططاتها وتقسيم ما هو مقسم من الدول العربية والإسلامية. الأستاذ علي مشيمع كيف تشاهد هذا الدور البريطاني في البحرين؟ هل يمكنكم ذكر بعض الشواهد حول هذا الموضوع؟

الإمام القائد ذو بصيرة ومعرفة وخبرة وتجربة ودراية كبيرة ولذلك تنبؤه نشاهده في داخل البحرين؛ الاستعمار البريطاني عاد إلى المنطقة من بوابة البحرين، والبحرين هي البلد العربي الوحيد الذي يحتضن قاعدة بريطانية دشنها الأمير البريطاني قبل بضعة شهور وثم لحقت به رئيسة وزراء بريطانيا التي قادت وحضرت قمة دول مجلس التعاون. وكثير من المحللين تحدثوا عن أن هناك ربما نوع من التفاهم الأمريكي البريطاني، حيث أن أمريكا تتجه للإنسحاب أو التقليل من تواجدها في المنطقة وتأخذ بريطانيا الدور مكانها.

هناك ربما نوع من التفاهم الأمريكي البريطاني، حيث أن أمريكا تتجه للإنسحاب أو التقليل من تواجدها في المنطقة وتأخذ بريطانيا الدور مكانها

وحتى لو شكك أحدٌ في هذا التحليل فإن الدور البريطاني خاصة في دول الخليج الفارسي دورٌ معروفٌ ومسجلٌ وموثقٌ في الوثائق البريطانية نفسها. في الكويت في الإمارات في البحرين في قطر حتى الشوارع مفصلة ومنظمة بنظام بريطاني في كل تفاصيل الدولة وإداراتها ووزاراتها معتمدة على الخبرات البريطانية، ولم نرى غير الديكتاتور حمد من بين كل الحكام حتى الديكتاتوريين، يتباهى ويفتخر بالاستعمار ويقول أنني أتذكر حينما خرجتم من البحرين كلام والدي الذي قال من طلب منكم أن ترحلوا؟!وهذا كلامٌ مسجلٌ له بالصوت والصورة وكذلك موثق. ليس في داخل البحرين وتفاصيل نظامها، حتى أولاد الديكتاتور لم يتعلموا إلا في الجامعات البريطانية، علموهم كل شيء وكل التفاصيل، حتى أن ال بي بي سي (BBC) كتبت سابقاً قبل بضعة أعوام تقريراً مفصلاً عن سر لجوء الحكام الخليجيين للدراسة والتخرج من جامعة ساندهيرست العسكرية والتي حُولت بالمناسبة إحدى صالاتها من اسم جنرال تاريخي إلى اسم الديكتاتور حمد حاكم البحرين. والحديث عن الدور البريطاني حديثٌ طويل، لقد اعترفت بريطانيا بدعمها للعدوان السعودي على اليمن وبيعها للأسلحة البريطانية لتستخدم في هذه الحرب. والدور البريطاني عموماً لا يحتاج إلى عرضٍ وإسهابٍ كي يفهمه أو يعرفه حتى الغير مهتم  أو مطالع بشكل عميق للأخبار والأحداث في المنطقة.

بالنسبة لملف حقوق الإنسان في البحرين، لا يزال الكثير من معتقلي الرأي وقادة الثورة البحرينية يقبعون خلف قضبان السجون ويتم حرمانهم من جنسيتهم... إلى أين يذهب هذا الملف؟

أجبتك سابقاً أنك من خلال العمل في مجال حقوق الإنسان تستطيع أن تحصد تأييداً دولياً على مستوى المنظمات الدولية، لكن هذا لا يغير شيئاً في سياسات الحكومات التي تعتمد وترتكز على مصالحها الإستراتيجية،

الصراع في البحرين ليس صراعاً حقوقياً، وليس صراعاً سياسياً؛ إنه صراعٌ مبدئيٌ على الوجود والهوية والتاريخ والدين والمعتقد والوطن وسيادة البلد

وهذه الحكومات وللأسف تجد مصالحها محفوظة مع النظام الخليفي ولا تريد لشعب البحرين أن يحظى بقوة أو أن تكون له سلطة، لأنهم قد يفهمون بأن تحرر شعب البحرين يعني أيضاً زعزعة للحكم الخليجي في المنطقة وعموماً هناك فهمٌ وتبريراتٌ أخرى. وفي كل الأحوال إن الصراع في البحرين ليس صراعاً حقوقياً، وليس صراعاً سياسياً؛ إنه صراعٌ مبدئيٌ على الوجود والهوية والتاريخ والدين والمعتقد والوطن وسيادة البلد. فكرامتنا مع النظام مهدورة وأرضنا في ظل الحكم الخليفي مستباحة ولا تتمتع بالسيادة وأمن مقدساتنا وشعائرنا وعقائدنا أيضاً يتعرض إلى الإعتداء ويُزدرى بالمعتقدات ويُعتدى على العلماء كما تفضلتم في سؤالكم.

سؤالي الأخير لكم أستاذ علي: اليوم تقريباً نحن على أعتاب الذكرى السنوية السادسة لإنطلاق ثورة 14 فبراير في البحرين، كيف تشاهدون الثورة البحرينية اليوم بعد ست سنوات على إنطلاقها؟

أرى الثورة أكثر عنفوان وإصرار وتحد وثبات ضد النظام الخليفي، وأرى أن سوءات النظام تتكشف إلى الرأي العام وإلى كل الناس أكثر من الأيام والسنوات الماضية. وأرى المشاعر تلتهب وتحمي في نفوس الثوار في داخل البحرين، وأرى في الأفق مقاومة تلوح وتنبري وتبرز في داخل البحرين، حيث للصبر حدود والناس لا طاقة لها على تحمل كثير من الجرائم التي لا يتردد النظام في ارتكابها ضد شعب البحرين. وأرى أن النظام مهزومٌ مهزومٌ مهزومٌ وأن شعب البحرين منتصرٌ منتصرٌ منتصرٌ، ذلك بفضل تضحياته، ذلك بفضل عدالة قضيته، ذلك بسبب دفاعه عن دينه ومعتقده،ذلك بأن الخليفيين وحلفاءهم يتهاوون ويأفلون ويتساقطون ويصغرون ويتحجمون وتهزمهم سواعد اليمنيين وتدور عليهم الدوائر.

في نهاية حديثنا بإسمي وبإسم العاملين في موقع KHAMENEI.IR أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ والناشط السياسي البحريني علي مشيمع على إتاحته الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار الشيق، ونسأل الله عز وجلَّ له ولشعب البحرين الأبي دوام التوفيق والعزة والانتصار.

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
mushaima1.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر نویسنده: 
حوار
word counts: 
2663

الإمام الخامنئي: نحن قلقون جداً مما يجري في البحرين

الشعب البحريني شعبٌ مظلوم:

الشعب البحريني يعيش مظلومية مطلقة. هناك أيضاً يريدون الإعلان عن حركة الشعب باعتبارها حركة طائفية مذهبية‌ لمجرد أن الشعب من الشيعة، و الحال أن القضية ليست كذلك. طبعاً الشعب البحريني شيعي وقد كان شيعياً على امتداد التاريخ، الأكثرية فيه شيعية، بيد أن القضية ليست قضية شيعة وسنة. القضية هي أن هذا الشعب مظلوم ومحروم من أبسط حقوق المواطنة في بلده و على أرضه. إنه شعب يطالب بحقه، يطالب بحق التصويت والاقتراع ويقول نريد تمكيننا من التصويت وأن يكون لنا دور في تشكيل الحكومة‌. وهذه ليست جريمة إنما هي حق مشروع. وإذا بالأمريكان الكاذبين المرائين المخادعين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان ومزاعم الديمقراطية يتصرفون بتلك الطريقة ضد الشعب البحريني. هم ينكرون الأمر طبعاً، ويقولون لسنا نحن المسؤولين إنما هم السعوديون، لكن السعوديين لم يكن بإمكانهم الدخول إلى البحرين وارتكاب تلك الأعمال الدامية المريرة من دون ضوء أخضر من أمريكا. لذا فالأمريكيون هم المسؤولون.(1)

الشعب البحريني شعبٌ يطالب بحقه، يطالب بحق التصويت والاقتراع ويقول نريد تمكيننا من التصويت وأن يكون لنا دور في تشكيل الحكومة‌.

نحن قلقون جداً مما يجري في البحرين. فالشعب البحريني يتعرض للجفاء والظلم وتقطع له الوعود ولا يتم الوفاء بها. الشعب البحريني شعب مظلوم. ولا يخفى إنّ كل حركة، كل خطوة تكون في سبيل الله، وتكون معزّزة بالعزم والإرادة، فإنّها قطعاً ستنتهي إلى النجاح وتحقق الانتصار؛ وهذه القاعدة تجري في كل مكان، وتجري هناك (في البحرين) أيضاً.(2)

الأجهزة الإعلامية تحاول عزل الشعب البحريني:

لاحظوا أن جمیع الأجهزة الإعلامیة في العالم الیوم – و هذا مثال بسیط و قائم أمام الأنظار – تحاول عزل الشعب البحریني والحرکة في البحرین. فما سبب هذا الذي یقومون به؟ لأنه القضیة قضیة شیعة و سنة. یریدون زرع الخلافات ورسم الخطوط والفواصل والفوارق. لا فرق بین المسلمین والمؤمنین من هذا المذهب الإسلامي وذاك المذهب الإسلامی، فالوجه المشترك بینهم جمیعاً هو الإسلام. الوجه المشترك بین الجمیع هو الأمة الإسلامیة. وحدة الأمة الإسلامیة. رمز الانتصار واستمرار الحرکة هو التوکل على الله، وحسن الظن بالله، والاعتماد علیه تعالى، وحفظ الوحدة و التلاحم.(3)

نحن ندعم المظلوم:

والشعب البحريني كذلك شعب مظلوم، والشعب الفلسطيني أيضًا يعاني من ظلامة مزمنة ويتعرض للضغوط  منذ سنوات طويلة. ونحن ندعم المظلوم بكل ما أوتينا من قوة وبمقدار إمكانياتنا ووسعنا، وهذا واجب في أعناقنا وقد أمرنا الإسلام بذلك قائلاً: "كن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"، هذه هي وصية أمير المؤمنين.(4)

إننا ننصحهم:

السلطات الحاكمة في البحرين تسعى لتحويل النزاع السياسي إلى حربٍ أهلية

نحن لم نتدخل في قضية البحرين ولن نتدخل لاحقاً، ولكننا ننصحهم، هناك أيضاً يوجد اختلاف سياسي؛ وها هم يعملون على تحويل هذا النزاع السياسي إلى حربٍ أهلية؛ ولو كانوا يتمتعون بالوعي والمعرفة والتعقل السياسي، فليكفّوا عن هذا العمل. لأن المعارضة والنزاعات السياسية قد تحدث في أي بلد، فلماذا يقومون بما يدفع الشعوب نحو العنف ويحرّض الناس على قتال بعضها البعض؟ هذه، وللأسف، أخطاء يشاهدها الإنسان اليوم في بعض البلدان الإسلامية الأخرى.(5)

حقيقة القضية البحرينية.. اعتراض شعبٍ على الظلم الذي يتعرض له

وأما قضية البحرين فإنّها بلحاظ الماهية مشابهة تماماً للقضايا الأخرى في بلدان المنطقة. أي إنّ قضية البحرين لا تختلف أبداً عن قضية مصر وتونس وليبيا؛ فهناك شعبٌ، وحكومة تتجاهل حقوقه الأساسية. فماذا أراد شعب البحرين بهذه النهضة؟ إنّ مطالبهم الأساسية هي أن تجري الانتخابات وأن يكون لكلّ شخصٍ صوته، فهل هذا كثير؟ وهل هذا توقّعٌ كبير؟ ففي البحرين يوجد انتخابات صورية، لكنّ الناس هناك لا يتمتّعون بحقّ التصويت بمعنى أن يقوم كلّ واحدٍ بالإدلاء بصوته؛ فهم يتعرّضون للظلم. وهنا استغلّ الغربيّون الفرصة من أجل التدخّل في قضايا المنطقة،

يقولون إن قضية البحرين هي حرب بين الشيعة والسنّة. أيّ حربٍ بين الشيعة والسنّة؟ إنّه اعتراض شعبٍ على الظلم الذي يتعرّض له؛ تماماً مثلما جرى في تونس وفي مصر وفي ليبيا، وكذلك في اليمن، فلا فرق بينها

وذلك بطرح قضية جديدة هي قضية الشيعة والسنة. فلأنّ أهل البحرين المساكين شيعة فلا ينبغي أن يقوم أحدٌ بدعمهم! فالمحطات التلفزيونية التي كانت تبثّ تفاصيل قضايا المنطقة سكتت بما يتعلّق بقضايا البحرين ولم تنقل مجريات ذبح الشعب هناك؛ ثمّ يأتي بعض الناس من دول الخليج الفارسي سياسيون ومحلّلون لينطقوا بتلك الترهات ويقولوا إن قضية البحرين هي حرب بين الشيعة والسنّة. أيّ حربٍ بين الشيعة والسنّة؟ إنّه اعتراض شعبٍ على الظلم الذي يتعرّض له؛ تماماً مثلما جرى في تونس وفي مصر وفي ليبيا، وكذلك في اليمن، فلا فرق بينها. والأمريكيون فرحون لأنّهم استطاعوا بواسطة الأبواق الإعلامية التابعة لهم في المنطقة من جعل قضية البحرين قضية خلاف بين الشيعة والسنّة؛ فهم يحولون دون وصول المساعدات التي يمكن أن تصل إلى هذا الشعب المظلوم ويبدّلون بنفس الوقت ماهية القضايا ويشيعون ذلك. يقولون لماذا تدعم إيران شعب البحرين.

إنّ ذروة الوقاحة الأمريكية في أنّها لم تعتبر تدخّل الدّبابات السعودية التي جاءت إلى وسط شوارع المنامة في البحرين تدخّلاً؛

إنّ ذروة الوقاحة الأمريكية في أنّها لم تعتبر تدخّل الدّبابات السعودية التي جاءت إلى وسط شوارع المنامة في البحرين تدخّلاً؛ لكن عندما يقول مراجع تقليدنا وعلماؤنا والخيّرون فينا لا تقتلوا الشعب، يعتبرون ذلك تدخّلاً! هل هذا تدخّل؟! عندما نخاطب حكومة ونظاماً ظالماً ونقول لا تقتل شعبك، هل هذا تدخّل؟ أمّا أن تأتي الدبّابات الأجنبية وسط شوارع البحرين فهذا ليس تدخّلاً ! هذا أوج وقاحة الأمريكيين وأذنابهم في المنطقة الذين يقومون بمثل هذا التحرّك وينطقون بمثل هذه التصريحات ويمارسون هذه الدعايات. وبالطبع، برأينا أنّ السعودية قد ارتكبت خطأً وما كان ينبغي أن تفعل هذا، فهي تجعل نفسها مبغوضة في المنطقة. حسناً، الأمريكيون بعيدون آلاف الكيلومترات عنّا، فلو أصبحوا مكروهين فمن الممكن أن لا يشكّل الأمر بالنسبة لهم مشكلة، لكنّ السعوديين يعيشون في هذه المنطقة، ولو كرهتهم الشعوب فإنّ هذه ستكون خسارة كبيرة لهم. فقد ارتكبوا خطأً بقيامهم بهذا العمل. وكلّ من يرتكب هذا الأمر فإنّه مخطئ.(6)

 

 

المراجع:

  1. كلمة الإمام الخامنئي في مراسم ذكرى رحيل الإمام الخميني (رحمه الله) 4/6/2011
  2. خطبتا عيد الفطر السعيد 31/8/2011
  3. كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المشارکین في المؤتمر العالمي للشباب و الصحوة الإسلامیة 30/1/2012
  4. كلمة الإمام الخامنئي في مسؤولي الدولة والنظام الإسلامي وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة يوم البعثة 16/5/2015
  5. كلمة الإمام الخامنئي لدى لقائه مسؤولي النظام الإسلامي وسفراء الدول الإسلامية بمناسبة عيد الفطر السعيد 6/7/2016
  6. كلمة الإمام الخامنئي في بداية السنة الشمسية الجديدة 22/3/2011

 

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الإمام الخامنئي والبحرين
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
الإمام الخامنئي والبحرين
word counts: 
1002

البحرين وتقاطع المصالح الأمريكية البريطانية مع مصالح النظام الحاكم

كتب عبد الغني الخنجر*:

"لقد كان الشيخ عيسى قاسم إلى اليوم وإلى حين ما كان يستطيع التحدث مع الناس، كان شخصاً يحول دون التحركات العنيفة والمسلحة للناس ويمنعها. لا يفهمون مع أي شخص اشتبكوا، ولا يدركون أن الإعتداء على الشيخ عيسى قاسم يعني رفع المانع من أمام الشباب البحريني المتحمس المتحفز الذين لو هجموا على النظام الحاكم لما أمكن إسكاتهم عبر أي طريق آخر."  فقرة من خطاب قائد الثورة الإسلامية في حديث له بعد قيام النظام الخليفي في البحرين بإسقاط جنسية سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.

هذه الفقرة لها مدلولاتٌ كبيرةٌ جداً، كما أنها تحمل كثيراً من النصح والتحذير للسلطات في البحرين من مغبة القيام بالمزيد من الحماقات، وخصوصاً فيما يتعلق بإستهداف قامة علمية فاضلة ورمز وطني عريق وشخصية دينية بارزة على مستوى المنطقة والعالم العربي كالشيخ عيسى أحمد قاسم.

يحاول هذا المقال أن يسلط الضوء على مستجدات الثورة البحرانية، الثورة العصية على الكسر، الثورة العصية على الإحتواء، الثورة المزعجة لقوى الإستكبار العالمي، الثورة التي جسدت بحق صحوة إسلامية خالصة، و جسدت بحق غضباً شعبياً عارماً، هي ثورة الشعب البحراني المظلوم ثورة عمدتها وأرست قواعدها قوافل الشهداء وآلاف المعتقليين والمهجرين.

الصحوات الإسلامية في المنطقة ومآلات التذويب والإحتواء عبر الثورات المضادة:

بنظرة سريعة إلى المشهد الإقليمي في منطقة الخليج الفارسي وشمال افريقيا، نستطيع أن نجزم بعد ست سنوات من انطلاق ثورات الصحوة الإسلامية أن كل تلك الثورات ما عدا ثورة الشعب البحراني قد فشلت أو تم احتواؤها وتذويبها وتحويل بعضها لدمار لتلك البلدان، من ثورة تونس وبعدها مصر، ومنذ سقوط زين العابدين بن علي ليتبعه حسني مبارك لمقتل معمر القذافي، دخلت المنطقة في صراعات واستقطابات سياسية وطائفية، وفئوية، وتدخلت في حسمها قوى عالمية وإقليمية، فتشكلت قوى الثورة المضادة، التي نجحت في استغلال هَبَّات الشعوب وتوقها للحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية، لتستغلها تلك القوى لمحاولة تعزيز موقعها وهيمنتها، وإعادة الإستفادة مما أطلقوا عليه الفوضى الخلاقة، وهو مصطلح أريد به أن تُخلق بيئة من الفوضى التي تفضي لنتائج تصبح في مصلحة قوى الإستكبار العالمي، ولذا ودون أدنى شك فدول الإستكبار العالمي واجهزتها الإستخبارية وبعثاتها الدبلوماسية كان لها نصيبٌ وافرٌ من التخطيط والمساهمة في احباط وإنهاء طموحات شعوب المنطقة المتعطشة للتخلص من الطغاة والهيمنة الصهيوأمريكية عبر أنظمة متخلفة وعوائلية قبلية حكمت العديد من دول وممالك المنطقة دون أن تمتلك أدنى شرعية، سوى شرعية القتل والقمع والإرتماء في أحضان الصهاينة، وفتح أبواب السجون، وخنق الحريات العامة، وقتل القيم الدينية والمعنوية، والمقامرة بثروات الشعوب واستقلالها لصالح الأجنبي، وتأجيج الصراعات الإثنية والطائفية وغيرها.

ثورة البحرين: السفارة الأمريكية توزع حلوى (الدونات) على المتظاهرين:

عندما انطلقت ثورة الشعب البحراني المظلوم كانت الأضخم من حيث المقارنة نسبةً بتعداد السكان، فشعب البحرين خرج للشوارع بكل ألوانه السياسية وفئاته وشرائحه المجتمعية ، آنذاك بدت الحيرة من قوى الإستكبار في التعامل مع نصاعة الثورة، ونقاء أهدافها، وسلميتها المبهرة، يومها وبعد أيام من اندلاع الثورة، تجمعت حشود من النشطاء والمواطنين البحرانيين أمام مبنى السفارة الأمريكية، كخطة احتجاج ودعم للمعتصمين في دوار اللؤلؤة حيث مقر الإعتصام التاريخي في قلب العاصمة المنامة، كان لافتاً أن تبادر السفارة الأمريكية لمحاولة احتواء الغضب الشعبي وتجنيب البعثة الأمريكية أية تداعيات تربك الموقف الأمريكي، وتشل من فاعلية السفارة الأمريكية ودورها الإستخباراتي في تقديم الدعم للنظام الخليفي،

ليس مستغرباً أن يكون دخول قوات درع الجزيرة للبحرين ومعظمها من قوات الجيش السعودي لحظة مغادرة (فلتمان) للمنامة على متن الطائرة وقبل وصوله لواشنطن.

يومها قام موظفو السفارة الأمريكة بتوزيع حلوى (الدونات) الشهي على المتجمهرين خارج أسوارها الإسمنتية العالية، لم يكن الأمريكان ليقبلوا بسقوط حليفهم الخليفي، ولم يكونوا ليقبلوا أن يتعرض مصير أسطولهم الخامس حيث يعيش أكثر من أربعة آلاف أمريكي للمجهول، في ذات الوقت كان الغضب الشعبي والحضور الجماهيري الحاشد مصدر قلق وإربكاك لهم، في كيفية التعامل مع الثورة وحجمها الهائل، والتي لم تكن في الحسبان، في الأثناء كان (جيفري فلتمان) مساعد وزير الخارجية الأمريكي يجري مباحثاته مع النظام للقضاء على التحرك الشعبي وتطويقه، وكان أفراد السفارة الأمريكية يجرون لقاءات واتصالات مكثفة لإحتواء الموقف، وانتظار لحظة الحسم التي سوف تعطي الضوء الأخضر للعسكر السعودي لسحق الثورة وسحق الجماهير.

ليس مستغرباً أن يكون دخول قوات درع الجزيرة للبحرين ومعظمها من قوات الجيش السعودي لحظة مغادرة (فلتمان) للمنامة على متن الطائرة وقبل وصوله لواشنطن.

نفذ قرار السحق للثورة البحرانية، بضوء أخضر غربي، وظنت قوى الإستكبار أن الثورة قد انتهت وأن شعب البحرين سوف يعود للمربع الأول حيث سيطرة القبضة الحديدة والعنف المنظم، وصمت المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان، على الجرائم التي ارتكبت بدخول الجيش السعودي، وقوات إماراتية، إلا أنه وبعد ست سنوات من القمع والقتل والسجون والتعذيب لازال شعب البحرين يواصل حراكه ويُصرُّ على مطالبه العادلة، ويجاهد من أجل تقرير المصير.

تحولت حلوى (الدونات) الأمريكية لصفقات سلاح مع النظام الخليفي، وتحولت إلى دعم سياسي ولوجستي استخباراتي، كما أطلقت اليد للمخابرات البريطانية وعناصر الشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) للتحقيق مع المعتقلين البحرانيين، وتزويد النظام الخليفي بمعدات التعذيب والتجسس والخبرات الأمنية، وكل ذلك لتحطيم صمود أبناء البحرين، وقهر قياداتهم الوطنية والدينية والسياسية، وتحول الدعم الغربي للخليفيين من تحت الطاولة لفوق الطاولة، وساهمت القوى التي تدعي  الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في كل ما يجري على شعب البحرين من ويلات وقمع واضطهاد، ولم يعد ما يسمى بمجلس حقوق الإنسان الدولي قادر على فعل شيء تجاه الجرائم المستمرة لهذا اليوم من تعذيب ممنهج وقتل خارج القانون وتجنيس سياسي فاقع، وتجريد أبناء البحرين من جنسياتهم ونفيهم لخارج الحدود.

لم يعد ما يسمى بمجلس حقوق الإنسان الدولي قادر على فعل شيء تجاه الجرائم المستمرة لهذا اليوم من تعذيب ممنهج وقتل خارج القانون وتجنيس سياسي فاقع، وتجريد أبناء البحرين من جنسياتهم ونفيهم لخارج الحدود.

حكومة المملكة المتحدة البريطانية، عقدت مع النظام الخليفي صفقات جدية، وافتتحت أكبر قاعدة لبريطانيا في المنطقة في المنامة وبأموال وثروات منهوبة من الشعب البحراني ومقدراته.

كل ذلك، لم يَفُت في عضد الشعب البحراني ولم يوهن إرادته في المضي قدماً ومواصلة نضاله، ولم يثنِ قادته عن المضي قدماً نحو الحرية والكرامة والإستقلال الحقيقي، إيماناً من الشعب البحراني ورموزه وقادته وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم بحتمية النصر وتحقيق المطالب العادلة مهما عظمة التضحيات ومهما اشتدت المحنة.

الثورة الوطنية الخالصة والإستقطاب الإقليمي:

حاولوا عبثاً وصم ثورة الشعب البحراني بالطائفية تارة، وتارة أخرى بالتبعية للخارج، وحاولوا إشعال الحقد بين السنة والشيعة، إلا أن الثورة تثبت كل يوم بأنها ثورة وطنية خالصة، وثورة شعبية عارمة، وثورة من أجل الوطن، بكل تلاوينه السياسية والطائفية والمذهبية، ثورة البحرين، أسقطت رهانات أن تتحول الى حرب أهلية طائفية، رغم كل النزق الرسمي للنظام، ورغم كل فبركات إعلامه المضلل، وإعلام الدول المناصرة له، رغم هدم المساجد والحسينيات، ورغم القتل على الهوية التي اعتمدتها مليشيات الأجهزة الأمنية، ورغم تدخل الجيش السعودي الوهابي العقيدة،

ثورة البحرين، أسقطت رهانات أن تتحول الى حرب أهلية طائفية، رغم كل النزق الرسمي للنظام، ورغم كل فبركات إعلامه المضلل، وإعلام الدول المناصرة له

كل تلك المحاولات باءت بالفشل، وحتى محاولات وصم الثورة بالتبعية للخارج أصبحت باهتة وفقدت بريقها، وعلى الرغم من أنه ومنذ هيمنت الرياض على القرار في داخل البحرين فقد أصبح القرار في البحرين سعودي بإمتياز ولا يخرج عن دائرة ما يحصل في المنطقة من صراعات تؤججها قوى الإستكبار، إلا أن ثورة الشعب البحراني حافظت على مقاومتها المدنية وأصالتها، وقد حظيت ثورة الشعب البحراني بتأييد كل أحرار العالم وكثير من الشخصيات السياسية والصحافية والنشطاء الحقوقيين في المنطقة وفي الدول الغربية.

وبدا واضحاً أن الإتهامات المعلبة والمسرحيات الأمنية بتدخلات الخارج وخصوصاً تكرار الإتهامات للجمهورية الإسلامية بالتدخل، بدا واضحاً أنها ليست إلا محاولات للهروب للأمام وتصدير المشكلات الداخلية وعدم الشرعية التي يعاني منها النظام الخليفي للخارج ومحاولات خلق حالة استجداء الدعم والتأييد وتحويل القضية السياسية في البحرين لقضية طائفية وتدخل خارجي وتحديات أمنية.

200 يوم من الصمود:

في خضم استمرار الثورة الشعبية في البحرين، وفي ظل صمود وعزيمة أبناء البحرين، يواصل النظام الخليفي تطويق منطقة الدراز وحصارها، 200 يوم من الحصار الجائر والهدف، هو إخضاع سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، وقبل بضعة أسابيع قام النظام الخليفي الخليفي باقتحام منطقة الدراز حيث منزل آية الله قاسم مستخدماً الغازات الخانقة والسامة والرصاص الإنشطاري، في محاولة يائسة منه لإرهاب أهالي المنطقة واعتقال آية الله قاسم، وقد أظهر شعب البحرين وخصوصاً أهالي منطقة الدراز صموداً وثباتاً، متحدين آلة القمع الخليفية مرتزقة النظام الخليفي، دفاعاً عن الفقية الرباني والرمز الوطني الكبير، سماحة آية الله قاسم.

كان مشهد الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة والسيارات والمدرعات التابعة لقوات النظام التي تحصار الدراز يشبه ما يحصل في فلسطين المحتلة، على أيدي قوات الإحتلال الصهيونية.

ومع اكتمال الـ 200 يوم من الحصار عمد النظام الخليفي لسد المزيد من المنافذ لمنطقة الدراز، وكان مشهد الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة والسيارات والمدرعات التابعة لقوات النظام التي تحصار الدراز يشبه ما يحصل في فلسطين المحتلة، على أيدي قوات الإحتلال الصهيونية.

لابد للنظام الخليفي وحلفائه وأسياده في المنطقة من استيعاب تغيرات المنطقة، ولابد لهم من إدراك حتمية انتصار الحق على الباطل، وكما فشلوا في كل مخططاتهم سابقاً في المنطقة رغم خبثها وشراسة منفذيها إلا أنها تهاوت أمام صمود قوى الممانعة التي تشكل عصب الشعوب المستضعفة وتحبط كل مؤامرات الإستكبار العالمي وعملائه.

 

*عبد الغني الخنجر: ممثل حركة حق البحرانية في الخارج، ناشط سياسي وحقوقي بحراني ومعتقل سابق وأحد مؤسسي حركة حق البحرانية والتي يتزعمها الأستاذ حسن مشيمع المحكوم بالسجن المؤبد.

 

  • إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي موقع ARABIC.KHAMENEI.IR

 

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
عبدالغني الخنجر2
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
1465

ماذا لو اعتدوا على الشيخ عيسى قاسم؟

في هذا الفيديو يتعرض قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي للثورة البحرينية بالشرح ويوضح حقيقة ما يحدث هناك والدور البارز الذي يلعبه الشيخ عيسى قاسم في الحفاظ على مسير هذه الثورة وعدم انحرافها عن مسيرها الأصلي.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
sheikh_isa_qassem.1000.jpg
فیلم کتابخانه: 
الثورة البحرينية
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
فيديو
word counts: 
77

عواقب الإعتداء على الشيخ عيسى قاسم

ليست قضية البحرين قضية حرب بين شيعة وسنة، بل هي قضية حكومة جائرة بلهاء لأقلية مستكبرة أنانية على أكثرية واسعة. أقلية صغيرة تحكم سبعين بالمائة أو ثمانين بالمائة من شعب البحرين. وقد تطاولوا الآن على هذا العالم المجاهد الشيخ عيسى قاسم، وهذا يدل على حماقتهم، ويدل على بلاهتهم. لقد كان الشيخ عيسى قاسم إلى اليوم وإلى حين ما كان يستطيع التحدث مع الناس، كان شخصاً يحول دون التحركات العنيفة والمسلحة للناس ويمنعها. لا يفهمون مع أي شخص اشتبكوا، ولا يدركون أن الإعتداء على الشيخ عيسى قاسم يعني رفع المانع من أمام الشباب البحريني المتحمس المتحفز الذين لو هجموا على النظام الحاكم لما أمكن إسكاتهم عبر أي طريق آخر.

 

 

قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي 25/6/2016

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
sheikh_isa_qassem-ar.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
صورة
word counts: 
167

الإمام الخامنئي: أيادي حكام السعودية ملوثة بدماء الأبرياء في اليمن والعراق وسوريا

تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لفاجعة منى

شهد صباح اليوم الأربعاء لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بعوائل شهداء مكة عام 1987م وكذلك عوائل شهداء فاجعة منى والمسجد الحرام وذلك بمناسبة مرور عام على فاجعة منى الأليمة والتي تسببت بشهادة قرابة الـ7000 حاج من بينهم حوالي 500 حاج إيراني.

وخلال اللقاء أكد سماحة الإمام الخامنئي على أن تقصير آل سعود في هذه الفاجعة يؤكد مجدداً على عدم أهلية هذه الشجرة الخبيثة والملعونة للتصدي وإدارة الحرمين الشريفين وأضاف قائلاً: "لو صدقوا فيما يقولون وكانوا غير مقصرين في هذه الفاجعة، فليسمحوا بتشكيل هيئة إسلامية-دولية لتقصي الحقائق، لكي تقوم بدراسة جزئيات هذه القضية عن قرب"

ودعا الإمام الخامنئي إلى عدم نسيان فاجعة منى بكل أبعادها السياسية والإجتماعية والأخلاقية والدينية، منتقداً صمت الدول والحكومات الإسلامية إزاء هذه الفاجعة والتي راح ضحيتها قرابة الـ7000 شهيد من مختلف الدول الإسلامية وتساءل لماذا لم تبد هذه الدول أي رد فعل؟

واعتبر سماحة الإمام الخامنئي في كلمته أمام عوائل الشهداء صمت الدول والعلماء والناشطين السياسيين والمثقفين ونخب العالم الإسلامي تجاه شهادة 7000 زائر بريء "بلاء الأمة الإسلامية الأكبر" وأضاف سماحته: "إن عدم الحساسية تجاه قضايا مثل حادثة منى المفجعة والعصيبة، هو مصيبة العالم الإسلامي الحقيقية".

كما اعتبر الإمام الخامنئي امتناع حكام السعودية عن الاعتذار قمة الوقاحة وعدم الحياء وسأل سماحته: "عندما يعجز نظام عن إدارة شؤون ضيوف الرحمن والذين يُدِّرون عليه الموارد المالية، فما هو الشيء الذي يضمن عدم تكرار فواجع كفاجعة منى"

وخلال انتقاده صمت مدعي حقوق الإنسان تجاه فاجعة منى قال قائد الثورة الإسلامية: "الصمت التام حيال تقصير دولة ما وازهاق أرواح 7000 آلاف إنسان مظلوم وبريء، يفضح هوية المتشدقين بحقوق الإنسان في العالم، وعلى الذين يعقدون الآمال على المنظمات والمحافل الدولية، أن يأخذوا العبر من هذه الحقيقة المُرَّة".

وفي جزء آخر من خطابه أشار الإمام الخامنئي إلى أن داعمي النظام السعودي يعتبرون شركاء له في جريمة منى وقال سماحته: "لقد وقف النظام السعودي عديم الحياء بدعم أمريكي بكل وقاحة ضد المسلمين وراح يسفك الدماء في اليمن، سوريا، العراق والبحرين، ولهذا أمريكا وكل من يدعم الرياض هو شريك في جرائم وجنايات النظام السعودي".

ورداً على الحرب الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام المرتبطة بآل سعود والتي تحاول تصوير فاجعة منى ورد فعل الجمهورية الإسلامية عليها شكلاً من أشكال الاختلاف فيما بين الشيعة والسنة أو الاختلاف فيما بين العرب وغير العرب قال السيد الخامنئي: "لقد تلوثت أيادي بني سعود والمجموعات الإرهابية التي قاموا بصناعتها ودعمها بدم العرب في اليمن وسوريا والعراق، ولذلك وعلى خلاف دعايات الغرب الخبيثة، السعوديون ليسوا حماة العرب وماحدث في منى ليس له أية علاقة بالخلاف الإعلامي المصطنع فيما بين العرب وغير العرب".

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن: "حقيقة الأمر هي أن آل سعود هم أناس مبغوضون، وهم جماعة في داخل العالم الإسلامي يُكنون العداء للمسلمين منهم عن دراية وعلم ومنهم عن جهل، وعلى العالم الإسلامي أن يعلن البراءة من أسياد بني سعود أمريكا وبريطانيا من خلال الوقوف في وجه هذه الجماعة".

وفي نهاية كلمته طالب الإمام الخامنئي أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية، بعثة الحج، مؤسسة الحج ومؤسسة الشهيد بأداء واجباتهم ومتابعة هذه القضية بشكل كامل وجدي.

 

 

 

 

 

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
لقاء الإمام الخامنئي بعوائل شهداء فاجعة منى
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
536

الإمام الخامنئي: الحكام السعوديون تحالفوا مع مستكبري العالم للحفاظ على عروشهم

في ندائه لحجاج بيت الله الحرام

وفي ما يلي النص الكامل لنداء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي للعام 1437:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين، وصحبه المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الإخوة والأخوات المسلمون في كل العالم.

موسم الحج موسم فخر وعظمة للمسلمين في أعين الخلائق، وموسم نورانية القلوب والخشوع والابتهال أمام الخالق. الحج فريضة قدسية ودنيوية وإلهية وجماهيرية، فالأمران الإلهيان: «فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبائكمْ أَوأَشَدَّ ذِكْرًا» (1)، و«وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ» (2) من ناحية، والخطاب الإلهي القائل: «الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ» (3) من ناحية أخرى، تنير كلها الأبعاد المتنوِّعة واللامتناهية للحج.

في هذه الفريضة المنقطعة النظير، يطمئنُ أمنُ الزمانِ والمكانِ قلوبَ الناس كعلامة بيّنة ونجم لامع، ويُخرِج الحاجَّ من حصار عوامل اللاأمن التي يهدِّد بها الظالمون المهيمنون جميعَ البشرية دائماً، ويذيقه لذةَ الأمان لفترة معينة.

الحج الإبراهيمي الذي أهداه الإسلام للمسلمين هو مظهر العزة والمعنوية والوحدة والعظمة، ويستعرض عظمة الأمة الإسلامية واتكالها على القدرة الإلهية الأبدية أمام أنظار الأعداء وذوي الطويّة السيئة، ويُبرِّز المسافة الفاصلة بين المسلمين وبين مستنقع الفساد والحقارة والاستضعاف الذي يفرضه العتاة والمتغطرسون الدوليون على المجتمعات البشرية.

الحكام السعوديون الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا طريق الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين عن بيت الحبيب، هم ضالون مخزیّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، والتحالف مع الصهيونية وأمريكا، والسعي لتحقيق مطالبهم

الحج الإسلامي والتوحيدي مظهر «أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» (4). إنه موطن البراءة من المشركين، والألفة والوحدة مع المؤمنين. الذين يهبطون بالحجّ إلى سَفرة زيارية - سياحية، ويخفون عداءهم وحقدهم على الشعب الإيراني المؤمن الثوري وراء عنوان «تسييس الحج»، هم شياطين صغار حقراء ترتعد فرائصهم من تعرض مطامع الشيطان الأكبر - أمريكا - للخطر. الحكام السعوديون الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا طريق الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين عن بيت الحبيب، هم ضالون مخزیّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، والتحالف مع الصهيونية وأمريكا، والسعي لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون في هذا السبيل عن أية خيانة.

تمضي اليوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التي قضى فيها عدة آلاف نحبهم مظلومين في يوم العيد، وبثياب الإحرام، تحت الشمس، وبشفاه ظامئة. وقبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم وهم في حال عبادة وطواف وصلاة. الحكام السعوديون مقصّرون في كلا الحادثتين، وهذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين والمراقبين والمحللين التقنيين. وقد طرحتْ ظنونٌ من قبل بعض المختصين حول عمدية الحادث. ومن المؤكد والقطعي وجود تعلل وتقصير في إنقاذ أرواح الجرحى الذين ترافقت أرواحهم العاشقة وقلوبهم المشتاقة في يوم عيد الأضحى مع ألسنتهم الذاكرة لله والمترنّمة بالآيات الإلهية. لقد زجّهم الرجال السعوديون المجرمون القساة القلوب مع الموتى في كانتينرات مغلقة، وقتلوهم شهداءً بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إيصال الماء لشفاههم الظامئة. فقدتْ عدةُ آلاف من العوائل من بلدان مختلفة أحباءها، وفُجعت شعوبها. وقد كان هناك قرابة الخمسمائة شخص من الجمهورية الإسلامية بين هؤلاء الشهداء. ولا تزال قلوب العوائل جريحة مكتوية، ولا يزال الشعب حزيناً غاضباً. 

لقد زجّ الرجال السعوديون المجرمون القساة القلوب جرحى منى مع الموتى في كانتينرات مغلقة، وقتلوهم شهداءً بدل معالجتهم ومساعدتهم أو حتى إيصال الماء لشفاههم الظامئة

وبدل أن يعتذر حكام السعودية ويبدوا ندمهم ويلاحقوا المقصّرين المباشرين في هذه الحادثة المهولة قضائياً، تملّصوا بمنتهى الوقاحة وعدم الخجل حتى من تشكيل هيئة تقصّي حقائق دولية إسلامية. وبدل الوقوف في موضع المتهم وقفوا في موضع المدّعي، وأعلنوا بخبث واستهتار أكبر عن عدائهم القديم للجمهورية الإسلامية ولكل راية إسلامية مرفوعة ضد الكفر والاستكبار.

أبواقهم الإعلامية، سواء الساسة الذين تعدّ تصرفاتهم حيال الصهاينة وأمريكا عاراً على العالم الإسلامي، أو مفتوهم غير الورعين وآكلو الحرام الذي يفتون علانية بخلاف الكتاب والسنة، إلى مرتزقتهم الصحافيين الذين لا يمنعهم حتى الضمير المهني من الكذب وصناعة الأكاذيب، تسعى عبثاً إلى اتهام الجمهورية الإسلامية بحرمان الحجاج الإيرانيين من حجّ هذه السنة. الحكام المثيرون للفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، وراحوا يغرقون اليمن والعراق والشام وليبيا وبلدان أخرى في الدماء، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، ويمدون يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني المحتل، مغمضين أعينهم عن آلام الفلسطينيين ومصائبهم المهلكة، وينشرون مديات ظلمهم وخيانتهم إلى مدن البحرين وقراها. الحكام عديمو الدين والضمير الذين خلقوا فاجعة منى الكبرى، وانتهكوا، باسم خدمة الحرمين، حرمة الحرم الإلهي الآمن، وقتلوا ضيوف الله الرحمن في يوم العيد في منى، وفي المسجد الحرام قبل ذلك، يتشدّقون الآن بعدم تسييس الحج، ويتهمون الآخرين بالذنوب الكبرى التي ارتكبوها هم، أو تسببوا بها.

الحكام المثيرون للفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة ... هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله

إنهم مصداق تامّ للبيان القرآني الكريم الساطع بالأنوار: «وَإِذا تَوَلّىٰ سَعىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ» (5)، «وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ» (6). وفي هذه السنة أيضاً تفيد التقارير أنه فضلاً عن صدّ الحجاج الإيرانيين وحجاج بعض الشعوب الأخرى، وضعوا حجاجَ باقي البلدان ضمن نطاق سيطرات ومراقبات غير معهودة بمساعدة الأجهزة التجسسية الأمريكية والصهيونية، وجعلوا بيت الله الآمن غير آمن على الجميع.

على العالم الإسلامي، سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة، أن يعرف حكام السعودية، ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتّاكة غير المؤمنة التابعة المادية. على المسلمين أن لا يتركوا تلابيب الحكام السعوديين على ما تسبّبوا به من جرائم في كل العالم الإسلامي. وعليهم أن يفكروا تفكيراً جاداً بحلّ لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن. التقصير في هذا الواجب سيعرض الأمة الإسلامية مستقبلاً لمشكلات أكبر.

على العالم الإسلامي، سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة، أن يعرف حكام السعودية، ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتّاكة غير المؤمنة التابعة المادية

أيها الإخوة والأخوات المسلمون، مكان الحجاج الإيرانيين المشتاقين المخلصين خالٍ هذه السنة في مراسم الحج، لكنهم حاضرون بقلوبهم، وهم إلى جانب الحجاج من كل أرجاء العالم، وقلقون على حالهم، ويدعون أن لا تستطيع الشجرة الملعونة للطواغيت أن تنالهم بسوء. إذكروا إخوتكم وأخواتكم الإيرانيين في أدعيتكم وعباداتكم ومناجاتكم، وادعوا لرفع المعضلات عن المجتمعات الإسلامية وتقصير أيدي المستكبرين والصهاينة وعملائهم عن الأمة الإسلامية.

إنني أحيّي ذكرى شهداء منى والمسجد الحرام في العام الماضي، وشهداء مكة في سنة 66 [1987 م]، وأسأل الله عزّ وجلّ لهم المغفرة والرحمة وعلو الدرجات، وأبعث السلام لسيدنا بقية الله الأعظم روحي له الفداء، سائلاً دعاءه المستجاب لرفعة الأمة الإسلامية ونجاة المسلمين من الفتنة وشرور الأعداء.

 

وبالله التوفيق وعليه التُكلان

آخر ذي‌ القعدة 1437

 

 

الهوامش:

1 - سورة البقرة، الآية 200.

2 - سورة البقرة، الآية 203.

3 - سورة الحج، الآية 25.

4 - سورة الفتح، الآية 29.

5 - سورة البقرة، الآية 205.

6 - سورة البقرة، الآية 206 .

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
نداء الإمام الخامنئي
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر تمام صفحه: 
نداء الإمام الخامنئي
word counts: 
1104

قيام الحكومة السعودية بمغازلة الكيان الصهيوني علناً خنجرٌ في ظهر الأمة الإسلامية

الإمام الخامنئي خلال لقائه مختلف شرائح الشعب
الحكومة السعودية حكومةٌ تدار بأيدي الأطفال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيّما بقية الله في الأرضين.
مرحباً بكم أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء الذين تفضلتم بالمجئ إلى هنا من محافظات البلاد المختلفة و من طرق بعيدة، و عطّرتم حسينيتنا اليوم بأريج اسم الشهداء و ذكراهم، و بالروح الثورية. أتقدّم بالشكر لهؤلاء الإخوة الأعزاء الذين أنشدوا النشيد و تلوا القرآن تلاوة جماعية. طبعاً كانت في الجلسة همهمة و لم تصل هذه التلاوة الجميلة جداً للأخوة الأعزاء لأسماع البعض، لقد سخرتموها، لكنني استمعت لها بدقة و انتفعت منها. آيات القرآن الكريمة و كلماته، أين ما تتلا و في أي وقت تتلا و تقرأ، تبعث على الروحانية و المعنوية و البركة، خصوصاً هذه الآيات التي اختارها إخوتنا الأعزاء و قد كانت آيات من سورة الأحزاب و تشير إلى المسير النيّر المستقيم للأمة الإسلامية عند الصعاب و في مطبّات الزمن العويصة، و تنير طريق الأمة. إنها توضّح ما الطريق الذي ينبغي للأمة الإسلامية أن تسلكه إذا ابتليت في أية فترة أو برهة من الزمن بمشكلات من قبيل المشكلات التي أشارت لها هذه الآيات. «مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيه» (1). عندما يكون العهد مع الله و المعاهدة التي عقدتها القلوب المؤمنة مع الله صادقة، فسوف تتحقق كل الأمور و تتقدم إلى الأمام، و سوف تعالج كل المشكلات. طبعاً ثمة في الحياة عقبات و موانع و مشكلات، ما من أمة يمتثل الطريق أمامها مبلطاً معبداً، بل عليها أن تمهّد الطريق و تسوّيه بهمّتها و مساعيها، و تسير نحو أهدافها. الشعوب التي وصلت إلى ذروة المعنوية و المدنية و الرفاه و السعادة سارت على هذا النحو. هذه الآيات تعلمنا هذه الأمور.
طيّب، شهر ذي القعدة الذي نحن على أعتابه هو أول الأشهر الحرم. الأشهر الحرم تعني أشهر الإحترام. أي إنها الأشهر التي يعتبرها خالق العالم «مِنهآ اَربَعَةٌ حُرُم» (2). جعل الله تعالى أربعة أشهر أكثر حرمة و احتراماً من باقي الشهور، بحدود معينة من الأحكام التي تعيّن الأشياء و الأمور التي ينبغي احترامها في هذه الشهور. و على المسلمين أن يتعلموا من هذه التعليمة الإلهية. الأشهر الحرم - و هي الأشهر الإلهية المحترمة على حد تعبير العارف الكبير المرحوم الحاج ميرزا علي القاضي (رضوان الله تعالى عليه) - أشهر ينبغي على المسلمين فيها أن يزيدوا من توجّههم و تعبّدهم لله تعالى، و يعدّوا أنفسهم لخوض ساحات الحياة الحساسة المهمة. المهم اليوم بالنسبة لشعب إيران - هذا الشعب الشامخ الكبير - هو أن يسير و يتقدم في الطريق الزاخر بالمفاخر الذي اختاره، و أن تكون مسيرته هذه باقتدار و سرعة و عزة و شموخ.
جلستنا هذه اليوم جلسة لها خصوصيتها، فقد جاءت جماعات من شعبنا العزيز من مختلف أصقاع البلاد و من عدة محافظات و اجتمعوا هنا، من جنوب شرق البلاد إلى شمال غربها، و من قوميات متعددة فارسية و تركية و كردية و بلوشية، حضروا اليوم في اجتماعنا هذا. و لهذا الشيء معناه، معناه أن إيران الواحدة المتلاحمة لها هدف واحد و مسار واحد بكل أقوامها المتعددة المتنوعة. نعم، قد تكون اللغات مختلفة و المذاهب مختلفة، بيد أن الأهداف السامية لهذا الشعب واحدة. الكل يريدون أن يقدموا إيران العزيزة للعالم باعتبارها نموذجاً و قدوة للبلد الإسلامي. و نموذج البلد الإسلامي لا يعني أن الكل في هذا البلد عاكفون فقط على الصلاة و الصيام و الدعاء و التوسل إلى الله، لا، هذه حالات موجودة، و هي أمور معنوية، و لكن ثمة إلى جانب هذه المعنوية تقدم مادي و نمو علمي و تنمية عدالة، و تقليل للفواصل الطبقية، و إلغاء للقمم و النماذج الارستقراطية. هذه هي خصوصية المجتمع الإسلامي. و سيكون الناس في مثل هذا المجتمع سعداء يشعرون بالأمن و الهدوء و السكينة و يتقدموا في سيرهم نحو أهدافهم العليا، و يعبدون الله، و يكون التقدم الدنيوي أيضاً من نصيبهم. الشعب الإيراني ينشد مثل هذا المجتمع. الكل يريدون هذا الشيء، و لا فرق في هذا بين شيعة و سنة، و كرد و بلوش و فرس و ترك. الكل يطمحون إلى هذا. طيب، سيكون هذا نموذجاً و أسوة. عندما يكون نموذجاً، و عندما يتم إنتاج النموذج، عندها ستجد الشعوب المسلمة الأخرى الطريق.
هذه هي مشكلتنا اليوم. وجد الاستكبار العالمي و الاستعمار منذ قرن أو قرنين من الزمان أن مصلحته تكمن في بثّ الخلافات بين الشعوب المسلمة. وجد المصحلة في هذا، لماذا؟ لأنه سيستطيع في هذه الحالة نهب ثرواتها، و صدها عن التقدم الذي هو من حقها، و يستغلها. القوى العالمية و بفضل العلم الذي توفرت عليه و التقنية التي اكتسبتها و الأسلحة التي صنعتها، جعلت هذا هدفها، و قد نجحت للأسف إلى حدّ كبير. و لهذا السبب مددنا منذ مطلع الثورة الإسلامية و إلى اليوم يد الصداقة نحو الشعوب المسلمة و نحو الحكومات المسلمة، و دعونا إلى الاتحاد و الوحدة و الصمود بوجه مؤامرات العدو.
عندما يستطيع الشعب الإيراني أن يبلغ بنفسه المحطة التي يستطيع فيها أن يطرح نفسه على العالم كشعب مسلم بالمعنى الحقيقي للكلمة، فهذا أكبر دعوة و إعلام للإسلام، و سوف تتجه الشعوب الأخرى بنفس هذا الاتجاه، و ستتشكل الأمة الإسلامية الكبرى التي ستكون مبعث عزة للإسلام و مصدر إعلام لصالح الإسلام في كل أرجاء الأرض. سوف تتحقق في ذلك اليوم تلك المدنية الإسلامية التي نترقّبها لتستطيع التغلب على المدنية المادية الغربية المضللة الفاسدة. هنا تكمن المقدمة و البداية، المقدمة هي أن نستطيع نحن الشعب الإيراني التقدم و السير نحو أن نكون نموذجاً. الكل ينبغي أن يعقدوا الهمم، على المسؤولين أن يعقدوا هممهم و على كل أبناء الشعب أن يعقدوا الهمم أيضاً. و هذه القضية ليست قضية سنة أو سنتين، بل هي قضية طويلة الأمد و تستغرق زمناً. كما لو نظرتم للحضارة الإسلامية لوجدتم أن ذروة هذه الحضارة كانت في القرنين الرابع و الخامس للهجرة حيث تفوّقت من النواحي العلمية، و ظهر كبار العلماء و الباحثين و الفلاسفة و علماء الحقول المادية في العالم الإسلامي الذين استطاعوا التقدم بالعالم إلى الأمام، و الكثير من حالات التقدم الغربي اليوم جاءت بفضل تلك الحركة. و ستكون سرعتنا اليوم أكبر طبعاً، و سنصل إلى تلك النتيجة أسرع إن شاء الله، و لكن الأمر يستغرق وقتاً بالتالي.
لقد حققنا تقدماً جيداً طوال هذه الأعوام الـ 37 أو الـ 38 منذ بداية الثورة و إلى الآن. إذا نظر شخص بعين الإنصاف حقاً لوجد أن إيران التابعة المتأخرة المغمورة الذليلة تحت أيدي و أرجل أمريكا و بريطانيا أصبحت اليوم بحيث تصطف أمريكا و بريطانيا و الباقون من أجل الاستحواذ بشكل من الأشكال على الطاقات و القدرات التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية في المنطقة، و هم لا يستطيعون ذلك. أي إن العزة الإسلامية و عزة النظام الإسلامي و إيران الإسلامية قد اتسعت و تطوّرت إلى درجة أن الذين كانوا ينظرون بعين الامتهان للشعوب و منها شعب إيران - كما في عهد الطاغوت - يضطرون اليوم لمواجهتها كندّ مقتدر. هذا هو التقدم العام للشعب. تقدمنا في العلوم، و تقدمنا في السياسية، و تقدمنا في مختلف الحقول التي يهتمّ بها الإسلام. و من حيث العدالة الاجتماعية اختلف الوضع عمّا كان عليه في الماضي كما بين السماء و الأرض. و بالطبع لا تزال أمامنا مسافة كبيرة عن تلك العدالة الإسلامية المنشودة. لا تزال للأسف غير قليلة في مجتمعنا اليوم مؤشرات الارستقراطية و البهرجة و بعض الانحرافات المتنوعة، و لكن حين تلاحظون الأمر بالنسبة لما كان عليه قبل الثورة - و أنتم الشباب لم تشهدوا عهد ما قبل الثورة، لكننا و أمثالنا شهدناه - ستجدون أن تقدم شعب إيران و البلد الإسلامي بالمقارنة إلى ذلك الزمن تقدم مميز جداً.
طيّب، إذا أردنا حالياً الوصول إلى تلك النقطة النموذجية، فما السبيل إلى ذلك؟ ما أبغي قوله في كلمتين هو أن السبيل يتمثل في الاعتماد على الإمكانيات و الطاقات الداخلية، و قدرات هذا الشعب نفسه. لدينا الكثير من الطاقات. لهذا الشعب الكثير من الطاقات و القدرات التي لم يُنتفع منها لحد الآن. حينما نطمح في الخطط و السياسات إلى نمو بنسبة ثمانية بالمائة، و قلنا إن البلد يجب أن يحقق على طول الخطة نمواً بنسبة ثمانية بالمائة فذلك بسبب الإمكانيات و الطاقات الكثيرة الموجودة في الداخل. كان البعض يقولون في بداية الخطة إن تحقيق نمو بنسبة ثمانية بالمائة غير ممكن في المجال الاقتصادي. ثم جاء المسؤولون أنفسهم و قالوا لنا: لا، إن ما كتبتموه هو الصحيح، و النمو بنسبة ثمانية بالمائة ممكن. و لكنه يحتاج إلى عمل طبعاً، و يحتاج إلى سياسة و استراتيجية صحيحة مبرمجة، و لن يكون ممكناً بالكسل و التقاعس و الاعتماد على الآخرين. ينبغي التقدم ببرنامج و خطة. هذا بسبب إمكانيات البلاد و طاقاتها، و هي طاقات هائلة جداً. من بين سكان بلادنا الذين هم ثمانون مليون نسمة هناك أكثر من ثلاثين بالمائة أعمارهم ما بين العشرين و الخمسة و ثلاثين عاماً، أي إنهم في عنفوان الشباب، و الشباب مظهر الحراك و النشاط، لدينا كل هؤلاء الشباب في البلاد، و ثمة بين هؤلاء الشباب ملايين المتعلمين و الخريجين و الواعين و المتخصصين و أصحاب الإبداعات. و قدراتنا من البنى التحتية التي توفرت طوال هذه الأعوام السبعة و الثلاثين قدرات كبيرة جداً. لقد أوجدنا بنى تحتية مؤثرة و مجدية في البلاد بدرجات ممتازة و في مختلف المجالات - و حين أقول أوجدنا أعني أن مسؤولي البلاد أوجدوها، و إلّا فليس لي دور - و كل شيء مهيّئ للحركة و التقدم.
طيب، لقد تحقق هذا التقدم و الحمد لله. و لكم أن تقارنوا الثورة الإسلامية بعد ثلاثين سنة مع ما كانت عليه بعض البلدان التي لا نريد ذكر أسمائها بعد ثلاثين سنة. لقد عاشوا ثلاثين سنة تحت نفوذ أمريكا، بل لقد استلموا من أمريكا حتى الأموال نقداً، أي إنهم كانوا يستلمون من أمريكا كذا مبلغ في كل سنة - مئات الملايين أو مليارات الدولارات - فما كانت النتيجة؟ عملوا إحصائيات بعد ثلاثين سنة فتبيّن أن في عاصمتهم مليوني مشرد و متسول يعيشون في المقابر. هذه هي نتيجة نفوذ أمريكا في بلد ما و هيمنتها عليه. إذن، المهم هو الاعتماد على الطاقات و الإمكانيات الداخلية.
أحياناً يخلق الأعداء موانع و عقبات في طريقنا. نعم، من العقل أن يتصرف الإنسان بتدبير و يرفع هذه العقبات، و لكن لا يمكن الوثوق بالأعداء. و من النماذج على ذلك هذه المفاوضات النووية و برجام (الاتفاق النووي) الذي يقول مسؤولو الجهاز الدبلوماسي الإيراني حالياً و نفس الذين شاركوا في هذه المفاوضات من أولها إلى آخرها، هم أنفسهم يقولون إن أمريكا نكثت عهودها، و أن أمريكا تخرّب من وراء الستار متنكرة بظاهر هادئ و لسان لين معسول يستخىمه مسؤولوها و وزير خارجيتها و الآخرون، و تحول دون تواصل البلاد الاقتصادي مع سائر بلدان العالم. هذا ما يقوله مسؤولو برجام أنفسهم. و هذا كلام كنتُ قد كرّرته طبعاً باستمرار منذ سنة أو سنة و نصف، و هو أن الأمريكيين لا يمكن الثقة بهم - و كان من الصعب على البعض قبول ذلك - لكن نفس مسؤولينا يقولون هذا في الوقت الحاضر. في الأسبوع الماضي كان للمسؤولين الإيرانيين المحترمين المفاوضين اجتماع مع أطرافهم المقابلة في أوربا، و قالوا لهم نفس هذا الكلام و لم يكن لديهم جواب. قالوا لهم إنكم نكثتم هذا العهد و أخلفتم هذا الوعد، و لم تقوموا بهذا العمل الذي كان ينبغي أن تقوموا به، و قمتم بهذا التخريب من وراء الستار، و لم يكن لديهم جواب. و قد مضت ستة أشهر على توقيع برجام و لا يوجد أي تأثير محسوس ملموس على الوضع المعيشي للناس، و الحال أن برجام كان أساساً من أجل رفع الحظر، من أجل إلغاء الحظر الظالم. أليس كذلك؟ لكنه لم يرفع، و يقولون الآن إن الأمر آيل إلى الإصلاح تدريجياً و شيئاً فشيئاً! هل كان الكلام عن الإصلاح التدريجي؟
في ذلك الحين كان المسؤولون يقولون لنا و للشعب إن المقرر في هذه المفاوضات بأنه عندما تقوم إيران بالتزاماتها ترتفع كل حالات الحظر دفعة واحدة. أي إن هذه العقبة التي وضعتها أمريكا في طريق الشعب الإيراني بظلم و خبث سترتفع، و قد مضت الآن ستة أشهر على ذلك الموعد و لم ترفع. هل ستة أشهر وقت قصير بالنسبة لبلد من ثمانين مليون نسمة؟ هل كان مقدار العمل الذي كان بوسع الحكومة الإيرانية المحترمة أن تقوم به خلال هذه الأشهر الستة قليلاً لو لا خبث الأمريكيين؟ لقد أضحى برجام هذا بالنسبة لنا نموذجاً و تجربة. قلتُ في السنة الماضية في كلمة عامة - إما كان ذلك في السنة الماضية أو قبل سنة و نصف، و لا أتذكر التاريخ بدقة - (3) بأن برجام و هذه المفاوضات النووية ستكون نموذجاً لنا لنرى ما الذي يفعله الأمريكان؟ هؤلاء الذين يتحدثون بلسان ليّن معسول، و يكتبون الرسائل بعض الأحيان، و يبدون المودّة و الاحترام و التماشي، و حين يجلسون في الاجتماعات الاستشارية و المفاوضات يتحدثون مع المسؤولين الإيرانيين بلغة لينة معسولة، طيب، لنرى ما الذي يفعلونه على الصعيد العملي. و اتضح الآن ما الذي يفعلونه على الصعيد العملي! يعطون الوعود في الظاهر، و يتحدثون بلغة معسولة طيبة، لكنهم يتآمرون في الواقع، و يخرّبون و يعرقلون تقدم الأمور. هذه هي أمريكا، و قد صارت هذه تجربة. و يقول الأمريكان الآن تعالوا لنتحاور بخصوص قضايا المنطقة! هذه التجربة تقول لنا إن هذا العمل بالنسبة لنا سمّ مهلك.
لقد علمتنا هذه التجربة إننا لا نستطيع في أي موضوع من المواضيع أن نتحاور معهم كطرف جدير بالثقة. أحياناً يتحدث الإنسان مع عدوه، و لكن العدو الملتزم بكلامه و يمكن للمرء أن يثق به و بأنه لن ينكث مواعيده و لن يخلف تعهداته لأيّ سبب من الأسباب. يمكن التحدث و الكلام مع هذا العدو، نعم، و لكن عندما يثبت أن العدو عدو مخادع و محتال، و لا يمنعه أي شيء عن نقض عهوده عملياً، فينكث العهود، ثم عندما نقول له لماذا نكثت عهدك، يعود ليبتسم و يطلق لسانه المعسول الليّن و يبرّر المسألة بشكل من الأشكال. لا يمكن الدخول مع هذا العدو في مفاوضات. و هذا هو سبب أنني أكرر دائماً منذ سنوات بأننا لا نتفاوض مع أمريكا. هذا يدل على أن مشكلاتنا في هذه القضية و في قضايا المنطقة و في مختلف القضايا و المشكلات التي لنا مع أمريكا و أمثال أمريكا، لا تعالج بالمفاوضات، و علينا أن نختار بأنفسنا طريقاً و نسير فيه، و دعوا العدو يركض وراءكم، دعوا العدو يعدو وراءكم. يقول المسؤولون السياسيون و الدبلوماسيون الإيرانيون صراحة إن الأمريكان يريدون أن يأخذوا كل شيء، و لا يعطوا أيّ شيء! إذا تراجعتم خطوة إلى الوراء سيتقدمون نحوكم خطوة.
حين نقول دائماً إننا لا نتفاوض، يقول البعض إن المفاوضات لا ضير فيها يا أخي. ضير المفاوضات هو إنها تحرفكم عن طريقكم الصحيح، و تسلبكم الامتيازات - حين تتفاوضون فمعنى ذلك أن تعطوا امتيازاً و تأخذوا امتيازاً. هذا هو معنى المفاوضات بالتالي. ليست المفاوضات الجلوس و التسامر و الكلام و الاستماع و التحدث و الضحك و المزاح. المفاوضات تعني أن أعط شيئاً و خذ شيئاً - و تأخذ منكم ما يجب أن تعطوه لكنها لا تعطيكم ما يجب أن تعطيكم، بل تتعسف و تستخدم منطق القوة. هذا هو المستكبر بالتالي، هذا هو معنى الاستكبار العالمي، معناه التعسف و منطق القوة و أن ترى نفسها أعلى من الآخرين، و لا تلتزم بكلامها و مواثيقها، و لا ترى نفسها ملزمة بشيء. هذا هو معنى الاستكبار، إنه يخلف وعوده. قال إمامنا الخميني الجليل: أمريكا الشيطان الأكبر. و الحق أن هذا التعبير تعبير استثنائي. يروي الله تعالى قول الشيطان بأنه سيقول في يوم القيامة لمن اتبعوه: «اِنَّ اللهَ وَعَدَكم وَعدَ الحَقِّ وَ وَعَدتُكم فَاَخلَفتُكم» (4). يقول الشيطان لأتباعه إن الله وعدكم وعداً صادقاً صحيحاً فلم تتبعوا وعده و لم تبقوا ملتزمين، و أنا وعدتكم وعداً كاذباً فاتبعتموني! أنا أخلفت الوعد، لقد وعدتكم و أخلفتكم. هكذا يلوم الشيطان أتباعه يوم القيامة. ثم يقول الله تعالى عن لسان الشيطان حيث يقول لأتباعه: «فَلا تَلوموني وَلوموا اَنفُسَكم». لا تلوموني و لوموا أنفسكم. هذا ما ينطبق اليوم على أمريكا بالضبط. الشيطان يقول هذا يوم القيامة، و الأمريكان يقولون هذا اليوم في الدار الدنيا، فهم يعدون و لا يعملون بل يخلفون. يأخذون الامتياز النقدي و لا يعطون الامتياز المؤجل. هذا هو وضع أمريكا. إذن، لا ينبغي الاعتماد عل الآخرين و الثقة بهم.
هذا الكلمات و الآراء التي تطلق حول قضايا البلاد الكبيرة و سياسات البلد العامة ليفكّر فيها شبابنا الأعزاء، فهي وليدة تجربة و حصيلة معرفة العدو و معرفة الوضع. هذا الكلام ليس كلاماً اعتباطياً يقوله الإنسان على عواهنه ليردّ عليه شخصٌ من الطرف الآخر، لا، ليدقق الشباب الأعزاء في هذه الأمور. لدينا الكثير من الشباب الأذكياء الموهوبين في البلاد لحسن الحظ. فليحللوا هذه الأمور و عندئذ سيتضح الطريق.
ما هو الطريق؟ الطريق هو ما قلناه: الاعتماد على المواهب الداخلية و على إمكانيات البلاد الداخلية و على هؤلاء الشباب، و على إبداعاتهم و أعمالهم و علومهم و العلوم التي يحولونها إلى تقنيات. لدينا الكثير من الطاقات. و هذا ما تدل عليه الإحصائيات - و هذه الإحصائيات تعود طبعاً لما قبل سنوات - لدينا مئات الآلآف من الوحدات الإنتاجية الصغيرة، هذا شيء مهم جداً. لقد كررتُ مراراً في كلماتي إن على المسؤولين الأعزاء في البلاد أن يهتموا في المجال الاقتصادي بالوحدات الإنتاجية الصغيرة و المتوسطة. لدينا مئات الألوف من هذه الوحدات في البلاد، فليحييوها، و ستتوفر فرص عمل و تتحقق الإبداعات.
إننا نعتمد على الاقتصاد العلمي المحور. هذه الأعمال المهمة التي بدأت لحسن الحظ منذ سنوات في البلاد، و لكن يجب تطويرها و تنميتها. إننا نعتمد على الإنتاج الداخلي. لقد شددتُ كل هذا التشديد على استهلاك المنتجات الداخلية. و الآن أيضاً أقول لكم، أقول لشعبنا العزيز توجّهوا صوب استهلاك الإنتاج الداخلي، و روّجوا للعامل الإيراني و العمل الإيراني. و للأسف ليس هذا هو الواقع الآن. المعامل الداخلية تعمل في مجالات مختلفة - في مجال الأدوات المنزلية على سبيل المثال - و تنتج بضائع جيدة توازي البضائع الخارجية، بل هي أفضل من البضائع الخارجية في بعض الأحيان، و لكن حين تقصدون إلى السوق تجدون أنه ملئ بالبضائع الأجنبية، لماذا؟ من أين يأتي كل هذا؟ لهذا السبب أشدد على الحيلولة دون استيراد البضائع ذات المماثلات الداخلية. هذا هو الطريق.
في موضوع التهريب قلتُ للمسؤولین: یا أخي، عندما تعثرون على عصابة التهریب و على البضائع المهربة التي تزن عدة آلاف من الأطنان، فأحرقوا تلك البضائع أمام أنظار الجمیع. وجّهوا ضربة للمهرّب و للبضاعة التي لها مماثل داخلي. من الواضح أنه عندما تدخل البضاعة الخارجیة - سواء من المعابر القانونیة مثل الجمارك و ما شابه، أو من المعابر غیر القانونیة و التهریبیة، و هذا ما یحصل بکثرة للأسف - فإن الإنتاج الداخلي سیموت. و إذا مات الإنتاج الداخلي فسوف یحدث هذا الوضع الموجود الیوم: شبابنا سیعطلون عن العمل، و فرص العمل عندنا ستقل، و سیسود الرکود علی البلاد، و ستصعب أوضاع حیاة الناس و معیشتهم. هذه أمور لا یمکن معالجتها عن طریق العلاقات مع أمریکا و أوربا، هذه أمور ینبغي أن نعالجها نحن بأنفسنا. إنها أعمال تقع على عاتقنا نحن. هذا هو الطریق.
للبلاد الکثیر من الإمکانیات و الطاقات الکامنة. لدینا طاقات إبداعیة کثیرة. هذا البلد ذو الثمانین ملیوناً - و طبعاً یمکن لنفوسه أن تصل إلی 150 ملیوناً، و سوف یساعد المسؤولین إن شاء الله کما کررتُ مراراً على أن لا ینقطع ازدیاد نفوس الشباب المشهود الیوم لحسن الحظ، فلا یوقفوا النسل، و لا یأخذوا سکان البلاد تدریجیاً و علی مرّ السنین نحو الشیخوخة - هذه النفوس و هذا البلد و هذه الطاقات و هذه الإمکانیات المتوزعة علی أربعة فصول فی بلادنا، یمکنها أن تتطور و تتقدم من الناحیة المادیة، و تعالج مشکلات الناس المعیشیة. هذا هو السبیل لذلك.
إنني أفكر كثيراً بقضايا معيشة الناس، و أحمل قلقاً كبيراً تجاه قضية معيشة الناس، و لكن كلما فكرتُ و كلما استشرتُ الخبراء و المتخصصين و المطلعين، أجد أنه لا يوجد سبيل غير أن نعتمد اعتماداً أساسياً على الطاقات الداخلية. أن يأتي التجار الأجانب و يذهبوا، و لا تكون هناك أية فائدة منهم - و لم تكن لحد الآن - فما الفائدة من ذلك؟ إنهم يأتون و يذهبون منذ حوالي سنة، و لم يفعلوا شيئاً. و إذا أرادوا فعل شيء فهو احتلال أسواق إيران و هذا بضررنا تماماً. ينبغي أن تكون فائدة ذهاب و أياب هذه الوفود الاستثمار من أجل تحقيق الإنتاج، و تقديم التقنيات الحديثة في المواطن التي نحتاج فيها إلى التقنيات الجديدة. هذا هو المطلوب و الذي ينبغي أن يحصل، لكنه لا يحصل، أو هو قليل. على المسؤولين المحترمين أن يراعوا هذه الأمور و يتابعوها. حين قلنا المبادرة و العمل، هم طبعاً يعملون الآن، و ينبغي أن تكون نتيجة العمل محسوسة إن شاء الله و ملموسة و يشعر بها الشعب و يلمسها. هذا هو الطريق.
و الكلام في خصوص الشؤون الثقافية و المعنوية كثير جداً بالطبع، و لا نروم الخوض و النقاش فيها، فلها موضع آخر. هذه هي حقيقة القضايا الاقتصادية و المعيشية. إذا أردنا إصلاح معيشة الناس و معالجة مشكلاتهم و الطبقات الموجودة، فينبغي الاهتمام بهذه الأعمال.
الحيلولة دون الفساد الداخلي من أهم الأمور. هذا العمل المطروح حالياً و الذي قيل، و الذي أعلن عنه المسؤولون بصراحة و الحمد لله بأنهم يحولون دون هذه المفاسد و هذا الجشع و هذا النهم و هذه الرواتب العالية - و قد تم و الحمد لله في بعض المواضع، في بعض القطاعات و المؤسسات حيث رفعوا لنا التقارير بتحقق هذا الشيء عملياً - و يجب أن يعمّ و ينتشر و يتابع و لا يترك، و ينبغي الحيلولة دون الفساد.
ينبغي الحؤول دون النزعة الارستقراطية، فالنزعة الارستقراطية بلاء على البلاد. عندما تتكون الارستقراطية في قمم المجتمع فسوف تنحدر و تسيل إلى الأسفل نحو الهيكل العام، و عندها سترون أن العائلة الفلانية التي لا تتمتع بوضع معيشي جيد، إذا أرادت تزويج ابنها أو ابنتها، أو أن تقيم احتفالاً مثلاً، ستضطر إلى العمل بطريقة ارستقراطية. هكذا سيكون الوضع إذا أصبحت الارستقراطية ثقافة. ينبغي الحيلولة دون الارستقراطية. سلوك المسؤولين و أقوالهم و التعاليم التي يطلقونها يجب أن تكون على الضد من هذه النزعة الارستقراطية. و هذا ما يوصينا به الإسلام. هذا في خصوص قضايا البلاد حيث بينتُ كلامي و هذا هو رأيي. كلامي حول الشؤون الاقتصادية، و هو ما أقوله للشعب و للمسؤولين دوماً، أن نعتمد على أنفسنا، و نشخّص طاقاتنا و قدراتنا. مشكلات البلاد مشخّصة و العلاج مشخّص أيضاً، فلنبرمج للعلاج و لنتقدم فيه إلى الأمام.
و حول قضايا المنطقة، و المنطقة بدورها منطقة تضجّ بالقضايا حالياً. هنا أيضاً حينما ينظر المرء يجد أن لأمريكا دوراً. نعم، أنْ تقدم الحكومة السعودية على مغازلة الكيان الصهيوني علناً و تكون هناك بينهما زيارات فهذا خنجر في ظهر الأمة الإسلامية. لا شك في أن هذا الفعل الذي فعله السعوديون - العلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني - هو حقاً خنجر تعطن به الأمة الإسلامية في ظهرها، إنه خيانة كبرى، و هؤلاء مذنبون عاصون، و لكن حتى هنا لليد الأمريكية دورها. لأن الحكومة السعودية تابعة لأمريكا و مسخّرة من قبل أمريكا، و لأن أعينها مسمّرة على ما تقوله أمريكا، فقد قامت بهذه الحماقة الكبيرة. لأمريكا دورها و يدها هنا أيضاً.
أو إذا كنتم ترون اليمن تقصف منذ قرابة السنة و نصف السنة، فهل هذه مزحة؟ و هو لا تقصف مواقعه العسكرية، بل أسواقه و مستشفياته و بيوت الناس و التجمعات و الميادين و المدارس، يأتون و يقصفون هكذا عشوائياً! فهذا ليس بالشيء الصغير، بل هو جريمة كبيرة. لا يفهمون شهر رمضان، و لا يفهمون شهراً حراماً، و لا يراعون طفلاً، يقتلون كل هؤلاء الأطفال، هذه جريمة كبيرة ارتكبتها الحكومة السعودية للأسف، لكن هذا أيضاً بدعم من أمريكا و بضوء أخضر من أمريكا، و بطائرات أمريكا و بأسلحة و عتاد مستورد من أمريكا. هم الذين يوفرون كل هذه القدرات و الإمكانيات. و حتى عندما تريد منظمة الأمم المتحدة أن تقول شيئاً في هذا الصدد - بعد عمر طويل أرادوا قول كلمة حق، و أن يشجبوا - يلجمون فمها بالمال و التهديد و الضغوط، و قد اعترف هذا الأمين العام للأمم المتحدة التعيس الأسود الوجه و قال إنهم ضغطوا عليّ! طيب، إذا كانوا قد ضغطوا عليك و لا تستطيع، فتنحّ جانباً! لماذا تبقى في مكانك و تخون البشرية؟ هذه خيانة للبشرية. هنا أيضاً لأمريكا يد في القضية.
و في قضية البحرين حيث يدخل جيش أجنبي إلى داخل البحرين من أجل الضغط على شعب البحرين، هنا أيضاً جاء الضوء الأخضر من أمريكا. هذه الحكومة السعودية حكومة تدار بأيدي الأطفال، أطفال لا يفقهون حقاً، إنها بأيديهم، لكن ما يدركه الإنسان بتحليل الأمور و مشاهدتها هو أن لأمريكا حقاً يدٌ في هذه الممارسات، و هي التي تدعم.
و كذا الحال بالنسبة للجماعات التكفيرية. و يدّعون الآن أنهم شكلوا تحالفاً ضد الجماعات التكفيرية - طبعاً الآن أيضاً لا يقومون بشيء صحيح ضدهم، بل طبقاً لتقارير تصلنا فإنهم يساعدونهم في بعض المواطن - لكن صناعة هذه الجماعات يعود إلى أمريكا حيث اعترف بعض المسؤولين الأمريكيين بهذا المعنى، اعترفوا و قالوا إننا نحن الذين ساعدنا داعش ليأتوا و يخلقوا خلافات و نزاعات داخل الأمة الإسلامية، و يروّجوا للإسلام الأموي و المرواني. هذا الإسلام الوهابي و التكفيري هو نفسه الإسلام الأموي و الإسلام المرواني. إسلام يختلف عن الإسلام الحقيقي بفراسخ. لقد شوّهوا سمعة الإسلام. و قد طالتهم النار الآن هم أيضاً. من المعروف في الفارسية أن «من يزرع الريح يحصد الطوفان»، و ها هم يحصدون الطوفان شيئاً فشيئاً. لكن الذنب ذنبهم و هم الذين قاموا بهذا العمل.
و كذا الحال في القضايا و الشؤون الأخرى أيضاً. يزعم الأمريكان أنهم يريدون حل مشكلات المنطقة، لكن الواقع هو عكس ذلك، فهم الذين يخلقون المشكلات أو يشددونها، و يمنعون حلها. لو كان الأمر بيد شعوب المنطقة نفسها فسوف تعالج الشعوب المشكلات. إننا ندعو الحكومات الإسلامية مرة أخرى، هذه الحكومات العربية التي حولنا، يجب أن يعلموا إن أمريكا لا يمكن الثقة بها، فهي تنظر لهم كأدوات و أشياء، أدوات لحفظ الكيان الصهيوني و حفظ الطباع و المصالح الاستكبارية لأمريكا نفسها في المنطقة. أمريكا في الواقع ليست لها أية رغبة فيهم، إنما تنتفع من أموالهم و قدراتهم لمقاصدها و لكي تبني سوراً تحمي به الكيان الصهيوني و تحرس أهدافها الاستكبارية في المنطقة. هذا ما يفعلونه الآن.
و في قضايا المنطقة نعتقد أن الحلّ عبارة عن اتحاد الشعوب المسلمة و اتحاد الحكومات المسلمة و الصمود بوجه الأهداف الاستكبارية و أهداف أمريكا و بعض الحكومات الأوربية. بعض الحكومات الأوربية أضرّت بنفسها و هدمت سمعتها بسبب التبعية لأمريكا، و أسقطوا أنفسهم في أنظار شعوب المنطقة. بالتالي كان لبعض الحكومات الأوربية بعض الاحترام في أنظار شعبنا - الشعب الإيراني - لكنهم فضحوا أنفسهم باتباع أمريكا. ينبغي معرفة أهدافهم و التحرك لمجابهة هذه الأهداف. الشعوب قادرة، و شعبنا طبعاً صامد مقاوم.
و أقولها لكم: رغم كل هذه التفاصيل و الأوضاع فإن أمريكا تضعف في المنطقة أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. لقد انفضحت مخططاتها و اتضح الشيء الذي تريده: تريد التدخل في البلدان المختلفة. و الأمر ليس بحيث أنها عدوة لنا نحن فقط و صديقة للآخرين، لا، لاحظتم في بلد تركيا، و نعتقد أنه لم يثبت بعد، و لكن يوجد اتهام قوي بأن الانقلاب الذي حصل في تركيا كان بتدبير و إعداد الأمريكيين. و إذا ثبت هذا فهي فضيحة كبيرة لأمريكا. كانت تركيا بلداً له علاقات جيدة مع أمريكا، و كان يقول إنه حليف إقليمي لأمريكا، لكنهم غير مستعدين للتكيف و الانسجام حتى مع تركيا، لأنه يوجد هناك نوع من الميول الإسلامية. إنهم يعارضون الإسلام، و يخالفون الميول و النزعات الإسلامية، لذلك يدبرون الانقلابات حتى هناك، و قد قمع الإنقلاب طبعاً، و هزموا و صاروا مبغوضين في أعين الشعب التركي. و كذا الحال في أماكن أخرى، في العراق، و في سورية، و في مناطق مختلفة أخرى ينحدرون نحو الضعف باستمرار و الحمد لله.
إذا أحسنا نحن الشعب الإيراني الظن بوعد الله تعالى، و هيّئنا مقدمات ذلك الوعد فسوف تعالج المشكلات. لقد قال الله: «اِن تَنصُرُوا اللهَ ينصُركم» (5)، إذا نصرتم دين الله و عزّزتم الدوافع و المحفزات الإلهية و نصرتموها فإن الله تعالى سينصركم حتماً. و الذي ينصره الله تعالى لا يستطيع أي كائن في العالم أن يضعفه و ينال منه، بل سيزداد قوة و انتصاراً يوماً بعد يوم. نتمنى أن ينصر الله تعالى شعب إيران في كل الساحات - الساحات الأمنية و الاقتصادية و العسكرية و السياسية و الثقافية و العلمية - و أن يجعلكم أيها الشعب العزيز أكثر سعادة و انتصاراً يوماً بعد يوم.
و السّلام‌ عليكم‌ و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - سورة الأحزاب، شطر من الآية 23 .
2 - سورة التوبة، شطر من الآية 36 .
3 - كلمته في لقائه مداحي أهل البيت (ع) في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) بتاريخ 09/04/2015 م .
4 - سورة إبراهيم، شطر من الآية 22 .
5 - سورة محمد، شطر من الآية 7 .

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
الإمام الخامنئي تطبيع السعودية
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
4473

السيد المشعل: الشعب البحريني صامدٌ على ثورته السلمية حتى تحقيق مطالبه العادلة

خلال لقائه مع Khamenei.ir

 

 

اغتنم موقع Khamenei.ir فرصة تواجد سماحة السيد مجيد المشعل رئيس المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين في إيران، وأجرى معه حواراً تناول فيه أهم القضايا البحرينية ودور العلماء ممثلاً بسماحة المرجع آية الله الشيخ عيسى قاسم في إدارة الحراك الشعبي ومنع هذا الحراك من الإنحراف عن مسيره الأصلي.

يُذكر أن السلطات البحرينية أقدمت نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي على اعتقال السيد المشعل بعد مداهمتها بيت سماحته، وموقع Khamenei.ir إذ يقوم اليوم بنشر هذه المقابلة التي كان أجراها مع سماحة السيد سابقاً، يجدد الدعاء إلى الله تبارك وتعالى أن تشمل عنايته سماحة السيد ويفك أسره بأسرع وقت ممكن. وفيمايلي نضع بين أيدي قرائنا الكرام النص الكامل للمقابلة التي أجريناها مع سماحة السيد عبد المجيد المشعل.

 

  • سماحة السيد كيف تقييمون الأوضاع الحالية في البحرين؟

الأوضاع لا زالت علی حالها، یعني هناك إصرار وصمود وثبات من الشعب علی المطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة، والشعب قدَّم بهذا الطریق الکثیر من الشهداء والمعتقلین والجرحى والمشردین والمطاردین والمفصولین وغیر ذلك بذل الکثیر وهو ثابتٌ إن شاء الله وصامدٌ علی ثورته السلمیة حتی تحقیق مطالبه العادلة، ومختصر هذه المطالب أن یکون للشعب حقٌ في تحقیق مصیره وأن یکون شریکاً حقیقیاً في إدارة شؤون بلده من خلال برلمان منتخب كامل الصلاحیات وحکومةٍ منتخبةٍ تعبر عن إرادة الشعب وأن تقسَّم الثروة في البلد علی أسسٍ عادلةٍ وأن یرتفع التمییز بین أبناء الشعب ویعامل معهم علی أساس المواطنة المتساویة وإیقاف وحل قضیة التجنیس لأنها مرضٌ خطیرٌ یضرب البلد ویُخرِّب هویة البلد،

الشعب البحريني صامدٌ علی ثورته السلمیة حتی تحقیق مطالبه العادلة

 هذا من جهة، ومن جهة أخری هناك عنادٌ شدیدٌ من الحکومة کذلك علی عدم الإستجابة لهذه المطالب واستعمال القوة والقمع في مواجهة مطالب الشعب ویبقی هذا الأمر بین صمود من الشعب وعناد من السلطة، یعني نبقی في دائرة مغلقة حتی الآن ولا یوجد أي أفق واضحٍ لحلٍ مُرضٍ.

  • كيف تصفون دور آية الله الشيخ عيسى قاسم في الثورة البحرينية؟

سماحة الشیخ عیسی قاسم حفظه الله شخصیةٌ کبیرةٌ علمیةٌ ودینیةٌ وعلمائیة وکان له دورٌ کبیرٌ في تاریخ البحرین. أظن من الستینیات کان له دورٌ کبیرٌ وکذلك في السبعینیات، أیام کان هناك مجلس وانتخابات، وبصورة عامة یمثل شخصیةً بارزةً لواقع العلماء والدین في البحرین وبرز أکثر واستلم موقعاً متقدماً في قیادة الشعب مع بداية ثورة الـ 14 من فبراير عام 2011؛

هناك علاقة حب متبادلة، علاقة وفاء صادق متبادلة بين جماهير المعارضة وقيادة سماحة آية الله الشيخ عيس قاسم

حيث اختار سماحته أن یکون في صف الشعب وفي صف مطالبه وأصبح الشخصیة الأولی في توجیه حرکة الشعب وإن کان هو لا یسمي نفسه قائداً للشعب ولکنه عملیاً یرعی مصالح الشعب ویدافع عن حقوقه ومتمسكٌ بمطالبه ودائماً یحاول أن یصحح أي خطأ یراه في مسیرة الشعب، وبالتالي فهو قیادةٌ فاعلةٌ لمسیرة هذا الشعب، وهناك علاقة حب متبادلة، علاقة وفاء صادق متبادلة بین الطرفین،

تحاول السلطة بکل طریقة أن تفصل بین هذه القیادة والجماهیر، تفصل بین الرأس والجسد

 فهو من جهة یرعی مصالح الشعب ویدافع عن کل حقوقه بکل صدق وإخلاص، والشعب کذلك من جهة أخری یبادل سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم هذا الحب والوفاء وعلی هذا الأساس، فهناك حقیقة في البحرین الآن حالة من الوحدة الرائعة بین جماهیر المعارضة وبین قیادة سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم ولذلك تحاول السلطة بکل طریقة أن تفصل بین هذه القیادة والجماهیر، تفصل بین الرأس والجسد، في محاولة منها لإستعراض قمعها وغیر ذلك، ولکن إن شاء الله لن تتمکن، سوف یبقی الشعب محیطاً وملتزماً بتوجیهات سماحة آیة الله الشیخ عیسی قاسم ومدافعاً عنه وکذلك سماحة الشیخ لا شك أنه سیبقی في صف شعبه مدافعاً عن حقوقه وعن مصالحه المشروعة.

  • تتهم السلطات البحرينية والسعودية الثورة البحرينية بأنها ثورةٌ طائفية ما ردُّ سماحتكم على هذه الإتهامات؟

الثورة في البحرین ثورةٌ شعبیةٌ وغنیةٌ بامتیاز، لم ترفع أي شعار يُعبِّر عن طائفیة أو عن مذهبیة معینة وإنما کل مطالب هذا الشعب هو أن یکون هناك نظام یحترم المواطن وتکون المواطنة هي الأساس لهذا الشعب ولهذا النظام، وأن تکون دولة قانون، دولة دیموقراطیة، حکومة عادلة، تحترم الإنسان،

الثورة في البحرين لم ترفع أي شعار يُعبِّر عن طائفیة أو عن مذهبیة معینة

 تلتزم بقوانین حقوق الإنسان وغیرها، ویکون الشعب هو مصدر السلطات، فهذه المطالب لا ترتبط بطائفة معینة، شیعة أو سنة، والشیعة کانوا في انتفاضتهم یؤکدون دائماً علی الأخوة الإسلامیة، وشعارهم الخالد والمعروف هو«إخوان سنة وشیعة، هذا الوطن ما نبیعها»؛ فکانوا دائماً یؤکدون علی الوحدة وعلی الأخوة ولم يصدر عن جماهیر المعارضة أي منطق طائفي، فهذا الإتهام إنما هو اتهامٌ کاذبٌ ومغرضٌ توجهه السلطة للمعارضة من أجل تبریر قمعها ومحاولة فصل إخواننا أهل السنة عن إخوانهم الشیعة، حتی أن السلطة تعطي تصوراً عن الانتفاضة في البحرین والثورة في البحرین کأنها ثورة طائفیة ولکنها بالحقیقة ثورة شعبیة وطنیة یهمها مصلحة الوطن، جميع قرارتها تنبع من مصلحة الشعب والوطن،

اتهام الثورة البحرينية بالطائفية هو اتهامٌ کاذبٌ ومغرضٌ توجهه السلطة للمعارضة من أجل تبریر قمعها

 فهي ثورة شعبیة وطنیة سلمیة بامتیاز؛ ندعو الله سبحانه وتعالی أن ینصر هذا الشعب وأن یفرج عنه وأن یفرج عن جمیع شعوب العالم الإسلامي والعربي وأن نری بلداننا تعیش حالة من الإحترام لحقوق الإنسان وأنظمةً یکون الشعب فیها هو مصدر القرار، وتکون حکومات وأنظمة دیموقراطیة ولیست أنظمة مستبدة ومستفردة، نرید أن یعیش جمیع شعوب العالم العربي والإسلامي في عزة وکرامة، وتکون الحکومات والأنظمة تقوم علی أساس المواطنة وحقوق الإنسان والقانون ولیس علی أساس الشخص أو العائلة أو الحزب المعین، إنما الشعب هو مصدر السلطات وهو الأصل في النظام السیاسي في أي بلد سواء کان مسلماً أو غیر مسلم.

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
السيد مجيد المشعل.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
تصویر نویسنده: 
حوار
word counts: 
893

القضية الفلسطينية قضية العالم الإسلامي المحورية

الإمام الخامنئي صبيحة عيد الفطر
الأمة الإسلامية لا تستحق كل هذه المشكلات

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين (2)
أبارك عيد الفطر السعيد لكم جميعاً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء الحاضرون في هذه الجلسة، و لسفراء البلدان الإسلامية المحترمون الحاضرين، و لشعب إيران الجدير حقاً أن يبارك الإنسانُ عيدَ الفطر السعيد من أعماق وجوده و بكل قلبه لهذا الشعب الكبير المؤمن الوفي الشجاع المضحّي. كما نبارك هذا العيد للأمة الإسلامية الكبرى «اَلَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيداً» (3)، فلقد جعل الله تعالى هذا اليوم عيداً للأمة الإسلامية.
لقد دعي الناس في هذا العيد إلى ركنين أساسيين: التوحيد و الوحدة. التوحيد موجود في هذا الذكر العميق الزاخر بالمعاني في صلاة العيد، و الذي تأتي بعده الزكاة، فهو صلاة و متممها الزكاة، هذا رمز التوحيد في هذا اليوم. و الوحدة تنبع في الواقع من هذا التوحيد، و هي تعاطف المسلمين، فالأجسام في الصلاة و في اجتماعات العيد إلى جانب بعضها، و القلوب تتوجّه نحو قطب واحد، قطب العظمة الإلهية، قطب القدرة و الرحمة الإلهية، هكذا هو هذا اليوم.
طبعاً العالم الإسلامي محروم اليوم من الوحدة للأسف، و يعاني من مشكلات و نزاعات. عندما تحل الاضطرابات و الاشتباكات بين المسلمين، فستنخفض الروح المعنوية. المعنوية و الإيمان طبقاً للمنطق القرآني يحتاجان إلى السكينة و الهدوء بدرجة كبيرة: «هُوَ الَّذي اَنزَلَ السَّكينَةَ في قُلوبِ المُؤمِنينَ لِيزدادوا إيمانًا مَعَ إيمانِهم» (4)، عندما تتوفر السكينة و الاستقرار و الهدوء و الأمن يأتي الدور لأن يزيد الناس من إيمانهم بالعمل الصالح و التوجّه إلى الله و ذكره. في البلد الإسلامي و في المجموعة الإسلامية عندما لا يأمن الناس على أرواحهم و أموالهم و أمنهم فلن تتوفر السكينة، و إذا لم تتوفر السكينة، فلن يتحقق ازدياد الإيمان، و المسلمون اليوم يعانون من هذا الوضع.
قلتُ للناس في خطبة الصلاة إن بغداد اليوم في مأتم، و الكثير من البلدان الإسلامية الأخرى في مأتم بسبب الحروب و سفك الدماء، سورية في مأتم، و اليمن في مأتم، و ليبيا في مأتم، و البحرين في مأتم. الأمة الإسلامية لا تستحق كل هذه المشكلات.
من أين تنبع هذه المشكلات؟ من أي مصدر خبيث لامبارك تصدر هذه المشكلات؟ من الذي يروج لنطفة الإرهاب غير الطاهرة هذه في العالم الإسلامي؟ باللسان، يتبرّأ الجميع من الإرهاب، و أحياناً يتظاهرون بعض التظاهر العملي ضد الإرهاب - و على حد تعبير رئيس الجمهورية المحترم يشكلون تحالفاً ظاهرياً كاذباً زائفاً ضد الإرهاب - لكن الباطن ليس هذا، فهم يروّجون للإرهاب في الباطن. إننا لا ننسى بدايات الأحداث في سورية حيث قام سفير أمريكا و حضر بين المعارضين ليشدّ على قلوبهم و يحرّضهم على تبديل نزاع سياسي إلى حرب داخلية. هل هذا بالعمل القليل؟ الكثير من البلدان تشهد نزاعات داخلية، فلمَ يجب أن يبدلوا نزاعاً سياسياً إلى حرب؟ و هي حرب داخل الشعب نفسه، أي إنها اقتتال بين الإخوة. ثم يجمعون الشباب بالأموال و العائدات النفطية الحرام من كل مكان و يوجّهونهم إلى هناك، في سورية بشكل، و في العراق بشكل. و قد اتسعت الدائرة الآن، في بنغلادش و في تركيا و أماكن أخرى. هذا ما يجرّ التعاسة على العالم الإسلامي و يزعزع الأمن فيه. لماذا لا نعرف عدونا؟
البعض يتصورون أن تشديدنا على عداء أمريكا لنا ناجم عن عصبية، لا، إنه ناجم عن معرفة و تجربة. إننا نجرب هذا العداء ضدنا منذ 37 عاماً. لقد شمّروا عن سواعد معاداة إمامنا الخميني الجليل و حركته العظيمة منذ بدايات الثورة. بدأوا مؤامراتهم مع بداية الثورة، و لا زالوا يتآمرون: حاولوا إثارة القوميات الإيرانية ضد الجمهورية الإسلامية فلم ينجحوا، و حاولوا إثارة العناصر العميلة ضد الشعب، و استطاعوا ذلك إلى حدّ ما لكن الشعب انتصر عليهم. و لا زالوا إلى اليوم يحاولون، لكن الشعب يقظ و الحكومة يقظة و المسؤولون جاهزون.
لقد تحققت هذه الخطة للأسف في مناطق و بلدان أخرى. هناك أفراد يذهبون لمساعدة الإرهابيين بالمال و الاتصالات و السلاح الحديث. من أين يأتي الإرهابيون بكلّ هذا السلاح الحديث؟ بأية أموال يشترونه؟ هذا ما يفشل العالم الإسلامي و الأمة الأسلامية و يقعدها، و يجب فهم هذه الأشياء و معرفتها.
و نشاهد اليوم أنهم يفعلون الشيء نفسه في مناطق أخرى. إننا لم نتدخل أبداً في قضية البحرين و لن نتدخل، لكننا ننصحهم، فالقضية هناك أيضاً قضية نزاع سياسي، و هم يفعلون ما يحوّل هذا النزاع السياسي إلى حرب داخلية، فإذا كان لديهم وعي و معرفة و إذا كان العقل السياسي يسودهم فلا يفعلوا هذه الأفعال. الخلافات و النزاعات السياسية قد تحصل في أي بلد، فلماذا يفعلون ما يدفع الشعوب إلى العنف و إلى أن يقف الناس بوجه الناس؟ هذه أخطاء يشاهدها الإنسان للأسف في بعض البلدان الإسلامية الأخرى.
الاستكبار العالمي و على رأسه أمريكا يريد أن يشغل هذه المنطقة بنفسها ليتنفس الكيان الصهيوني الصعداء. يريدون لقضية فلسطين أن تنسى، يريدون إنكار وجود جغرافيا و شعب. ليست فلسطين بلداً زائفاً حديث الظهور، ففلسطين لها تاريخ يمتد لآلآف السنين، و الشعب الفلسطيني شعب واحد، و صاحب أرض واحدة، و صاحب منطقة جغرافية، و الاستكبار يروم إنكار كل هذا و إنكار شعب فلسطين. هذه الضغوط التي يمارس حالياً الوحوش الصهاينة على شعب فلسطين سوف تعود سهامها إلى نحورهم، ليعلموا ذلك. القضية الفلسطينية قضية العالم الإسلامي المحورية، إنها قضية يجب أن لا ينساها أي بلد. أي بلد إسلامي، و حتى البلدان التي تتحلى بالضمير الإنساني، يجب أن لا تنسى أن هذه قضية أصلية و أساسية. شعب مظلوم محاصر يتعرض دائماً و طوال سبعين عاماً الأخيرة للظلم و الجور، هذا ما يجب أن لا ينسوه. القضايا الأخرى في العالم الإسلامي هي في الغالب حسب ظننا لإنساء قضية فلسطين هذه، لذلك يخلقون الفجائع.
لاحظوا أحداث اليمن. ما يحدث في اليمن فاجعة، إنه فاجعة. سنة و عدة أشهر و هذا الشعب يتعرض لسبب واهٍ لهجمات و قصف من قبل بلد آخر يسمى إسلامياً، لا أن جبهات القتال هي التي تقصف، إنما المستشفيات هي التي تقصف، و بيوت الناس هي التي تقصف، و المساجد هي التي تقصف، و البنى التحتية للبلد هي التي تدمّر، هذا وضع لا يقبل الدوام و الاستمرار، و يجب على المعتدي أن يكفّ عن عدوانه، و على العالم الإسلامي أن يعاقب المعتدي حتى لا يفكر الآخرون في الاعتداء.
الشعب الإيراني صامد، و لقد أثبت خلال هذه الأعوام الـ 37 أنه صامد. و قد أثبت كذلك أن الصمود هو طريق التقدم. لو كان الشعب الإيراني قد استسلم و أبدى الضعف و الخضوع مقابل طلاب الهيمنة و المتكبرين في العالم، لما حقق هذا التقدم، سبيل التقدم هو الصمود و الاستقامة و تقوية البنية الداخلية و تعزيز العزيمة و الإرادة الوطنية، و تقوية الارتباط بالله.
أعزائي، اعرفوا قدر هذه المناجاة في شهر رمضان، و اعرفوا قدر هذه الأدعية، و اعرفوا قدر إحياء الليالي المبارك، و ذرف الدموع الطاهرة الجارية على الوجوه في ليالي القدر و في مجالس الدعاء و المناجاة و الاستغاثة و التضرع، فهي ذات قيمة و أهمية كبيرة. إنها تقوّي قلب الإنسان المؤمن و تزيد من توكله على الله. عندما تتوكلون على الله فلن تخافوا من غير الله، و عندما لا تخافون من غير الله، ستسيرون بخطى راسخة نحو أهدافكم العليا.
اللهم احشر الروح الطاهرة للإمام الخميني الجليل الذي دلنا على هذا الطريق و وضع أقدامنا عليه، و أرواح الشهداء الأبرار المطهرة الذين ضحّوا بأرواحهم في هذا الطريق، مع الرسول و آل الرسول.
و السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 -
في بداية هذا اللقاء الذي أقيم بمناسبة عيد الفطر السعيد، ألقى حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية كلمة بالمناسبة.
2 -
صلوات الحضور.
3 -
مصباح، ج 2 ، ص 604 (دعاء قنوت صلاة العيد).
4 -
سورة الفتح، شطر من الآية 4 .

 

عدم نمایش تصویرک در صفحه خبر: 
نمایش تصویرک
نوع نمایش گزارش تصویری: 
نمایش ردیفی
تصویرک خبر: 
13950416_1733742.jpg
تیتر فرمز: 
عدم تیتر قرمز
نوع محتوایی: 
نص
word counts: 
1244