فيما يلي النص الكامل لكلمة الإمام الخامنئي في محفل الأنس بالقرآن الكريم:

 

بسم الله الرحمن الرحيم
 
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
 
لقد كانت هذه الجلسة جلسة جدّ طيبة ومحببة ومباركة وجمّة الفوائد إن شاء الله. مبارك عليكم جميعاً شهر رمضان وعلى جميع حملة القرآن إن شاء الله. شهدنا بداية هذا الشهر المبارك - ومن أهم خصوصياته نزول القرآن والأنس به وتلاوته - اليوم بتلاوة آيات كريمة من القرآن هنا، وقد انتفعنا والحق يقال انتفاعاً كبيراً. أتقدم بالشكر للإخوة الذين تحملوا الجهود ونظموا هذه الجلسة وخططوا لها وأقاموها، فقد كانت جلسة جيدة جداً.
 
الحمد لله على أن الورود القرآنية آخذة بالتفتح والازدهار واحدة واحدة والتعبير عن نفسها في كل أنحاء هذه الروضة الكبيرة التي تسمى إيران. لقد تم نثر بذور القرآن المباركة في هذه الأرض، وهذه ميزة الثورة وميزة النظام الإسلامي. ولم يكن هذا هو الواقع في الماضي. في فترة طفولتنا وشبابنا كان القرآن مهجوراً بالمعنى الحقيقي للكلمة في بلدنا هذا. طبعاً كان هنا وهناك أفراد عشاق للقرآن يعملون بجدّ على تعلم القرآن وإتقانه والأنس به، لكن الأجواء العامة كانت غريبة على القرآن تماماً. لم تكن هناك مثل هذه الأمور. والحمد لله على أن الأجواء العامة للبلاد اليوم متعرفة على القرآن الكريم، وترون أن الشباب والأحداث والأطفال من أعمار مختلفة ومن نقاط مختلفة من البلاد لهم أنسهم بالقرآن وارتباطهم وتعاملهم معه، فهم يتلون القرآن ويتأملون فيه ويتدبرون.
 
وقد كان تطور تلاوة القرآن الكريم في البلاد تطوراً جيداً جداً. في بداية الثورة الإسلامية شهدنا تلاوات جيدة من قرائنا، والإنسان يشاهد حالات التطور والتقدم بنحو محسوس. الآمال التي حملناها بأن يتطور قراء القرآن بهذا النحو ويقرأوا بهذه الطريقة ويتدبروا بهذا الشكل ويفهموا الآية بهذا الشكل ويلقوها بهذه الطريقة - هذه آمال حملناها دائماً - آخذة والحمد لله بالتحقق واحدة تلو الأخرى. فهناك أساتذة جيدون في القرآن الكريم، وقراء جيدون، وشباب صالحون وأحداث صالحون، فالحمد لله، بيد أن هذه هي بداية الطريق. حالة التأخر عندنا في مجال الأنس بالقرآن والانتهال منه حالة كبيرة جداً. وهذه خطوات أولى ينبغي يجب أن تتخذ. لقد قلت مراراً وأكرر أيضاً بأن هذه الجلسات القرآنية وهذه الاجتماعات وهذه التوصيات وهذه الأعمال التي تقام وتنجز كلها مقدمات من أجل جعل أجواء البلاد وذهنية عموم الناس أجواء قرآنية وذهنية تأنس بالقرآن الكريم، ولكي يأنس الناس بالمفاهيم القرآنية ويتعرفوا عليها. هذا هو المهم.
 
إذا أنسنا القرآن الكريم فستتوفر عندئذ الفرصة والمجال لأن يتدبر أصحاب الفكر من شتى الشرائح في النقاط والمفاهيم القرآنية ويستفيدوا أشياء من القرآن ويستنبطوا ويفهموا ويجيبوا عن الأسئلة المختلفة. وليس قصدي من الأسئلة الشبهات، إنما أقصد الأسئلة حول الحياة. ثمة الآن أمامنا ملايين الأسئلة. عندما يقود مجتمع أو حكومة الحياة نحو المبادئ والمثل فإن هذه المجتمع سيواجه آلاف آلاف الأسئلة، أسئلة حول نوع العلاقات، ونوع السلوك، ونوع المواقف، ونوع العداء والصداقة، وطريقة التعامل مع المال، ونوع التعامل مع أمور الدنيا، هذه كلها أسئلة تطرح، ولكل هذه الأسئلة أجوبتها. لقد ضلت البشرية وأصابتها التعاسة بسبب أنها لم تجد الإجابات الصحيحة عن هذه الأسئلة. تعاسة العالم والبشرية اليوم عائدة إلى أنها لم تتعرف على الأجوبة الصائبة لهذه الأسئلة، ولم تتعلمها، وتلقت إجابات خاطئة ومنحرفة ومضلة، أو خطرت هذه الإجابات على بالها وعملت بها، لذلك وصلت اليوم إلى ما وصلت إليه، حيث لا يوجد في العالم أمن ولا عيش رغيد ولا معنويات ولا راحة نفسية، وقلوب أبناء المجتمع غير نقية بعضها تجاه بعض، هذا هو وضع العالم اليوم، والعالم كله اليوم على هذا النحو.
 
لقد خلق أبناء البشر للتواصل والارتباط فيما بينهم، فالقلوب يجب أن تتواصل وتتوادى وتتحابب ويساعد بعضهم بعضاً. البشر يجب أن يكونوا في العالم كالجسد الواحد، بل إن البشر هكذا خلقوا وهكذا أريد وخطط لهم، لكن عندما تنظرون اليوم ترون الحرب في كل مكان، وانعدام الأمن في كل مكان، والخوف في كل مكان، والضلال في كل مكان، وتباعد القلوب بعضها عن بعض حالة غمرت كل مكان، فالعوائل مفككة والاختلافات الطبقية عظيمة، والبعض متنعمون مرفهون والبعض محرومون، هذا كله بسبب أن أسئلة الحياة لم يتم الإجابة عنها بإجابات صحيحة، بل فهمت بشكل خاطئ، وهكذا ظهرت هذه الأنظمة الاقتصادية والسياسية العوجاء المشوّهة في العالم وابتليت البشرية بها. مليارات من البشر يعانون من هذه الأوضاع، وحتى المتنعمون يعانون. عندما نقول إن هناك فوارق طبقية فليس معنى هذا أن الشخص الذي ينتمي كما يقال إلى الواحد بالمائة من المجتمع الأمريكي يعيش حياة رغيدة مريحة تماماً، لا، إنما يعاني هو أيضاً من تعاسات ومعضلات ومشكلات روحية نفسية كثيرة جداً في حياته، وهي أكثر أحياناً من معضلات الإنسان الفقير، أي إن الجميع يعانون. هكذا هو المجتمع الذي لا يعرف الطريق الصحيح والصراط المستقيم، ولا يكون على ارتباط بالله. تعاني هذه المجتمعات البشرية اليوم للأسف من مثل هذه الضلالة والضياع. حين تكررون دائماً وقيل لكم كرروا قول «اِهدِنَا الصِّراطَ المُستَقيم» (2) فهذا هو السبب. الصراط المستقيم معناه الطريق الذي لا توجد فيه مثل هذه الآفات والمشكلات. هذا هو معنى الصراط المستقيم. تطلبون من الله تعالى دوماً أن يهديكم، وهذه الهداية موجودة في القرآن. إذا أنسنا بالقرآن وإذا فهمناه فهماً صائباً وتدبّرنا فيه، عندئذ سوف نتلقى الإجابات الصحيحة عن أسئلة الحياة. يجب أن نسعى بهذا الاتجاه فهذا شيء مهم. أيها الشباب الأعزاء سوف تتعرفون على هذه الحقائق أكثر وتتجلى لكم أكثر كلما أنستم بالقرآن أكثر إن شاء الله. كلما انتهلتم من هذا المعين العذب أكثر ستتشوقون أكثر وتطلبون المزيد. هكذا هو القرآن.
 
حسناً، المجتمع الإسلامي اليوم كغيره من المجتمعات يعاني من مشكلات. أنظروا ولاحظوا ما الذي يحدث في العالم الإسلامي. في العالم الإسلامي يمسك حفنة من الناس عديمي القيمة وغير الكفوئين والمنحطين بمصير بعض المجتمعات الإسلامية، نظير هذه الحكومات التي تشاهدونها، السعوديين وأمثالهم. هذا بسبب البعد عن القرآن وبسبب عدم التعرف على حقائق القرآن. وبالطبع فإن بعض السبب يعود إلى عدم المعرفة، وبعض السبب يرجع إلى عدم الإيمان. إنهم مؤمنون بالقرآن حسب الظاهر، وأحياناً يطبعون ملايين النسخ من القرآن ويوزعونها مجاناً هنا وهناك، لكنهم لا يعتقدون أبداً بمحتوى القرآن ومعانيه ومضامينه. يقول القرآن الكريم: «اَشِدّآءُ عَلَى الكفّارِ رُحَمآءُ بَينَهُم» (3)، لكن هؤلاء «أشداء على المؤمنين رحماء مع الكفار».
 
لاحظوا كيف هو وضع هؤلاء، إنهم آنسون بالكفار محبون لهم وينفقون لهم من أموال شعوبهم، إذ ليس لديهم مال من أنفسهم، والأموال التي يمتلكونها وتتراكم في حساباتهم المصرفية على شكل ثروات أسطورية، أموال من هذه؟ ومن أين جاءت؟ ليست هذه ميراث آبائهم، بل هي أموال النفط، وأموال المعادن الجوفية، وأموال الثروات الوطنية، بدل أن تنفق على تحسين حياة الناس تذهب إلى حسابات هؤلاء وتتراكم فيها وينتفعون منها بطريقة شخصية خصوصية، يقدمون أموال الناس هذه للكفار ولأعداء الشعب. «وَاتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ ءالِهَةً لِيكونوا لَهُم عِزًّا * كلّا سَيكفُرونَ بِعِبادَتِهِم ويكونونَ عَلَيهِم ضِدًّا» (4). الحمقى يخالون أنهم بإعطاء المال والمساعدات وما إلى ذلك يستطيعون كسب صميمية أعداء الإسلام، لا توجد صميمية، وكما قالوا هم أنفسهم فإنهم ينظرون لهم كالبقرة الحلوب، يحلبون لبنهم، وعندما لا يبقى فيهم لبن يذبحونهم. هذا هو وضع العالم الإسلامي اليوم. هكذا يتعاملون معهم، وفي الوقت نفسه يتعاملون مع شعب اليمن بتلك الطريقة، ومع شعب البحرين بذلك الشكل، سلوكيات معاكسة للدين. وهم بالطبع آيلون إلى الفناء. عندما تنظرون إلى الظواهر فيجب أن لا تخدع هذه الظواهر أحداً، فهؤلاء زائلون وآيلون إلى السقوط والفناء. «اِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقًا» (5). هم على باطل ولا شك في أنهم آيلون إلى الزوال والسقوط والتعاسة والانحطاط. هذا مما لا شك فيه أبداً. طبعاً قد يحدث هذا بشكل مبكّر بعض الوقت أو متأخر بعض الوقت، وهذا يرجع إلى كيفية عمل المؤمنين والمجتمع المؤمن، إذا عملوا بشكل صحيح وقع هذا الحدث بصورة مبكرة، وإذا لم يعملوا بصورة صحيحة فسوف يتأخر هذا الحدث بعض الوقت، لكنه سيقع بالتأكيد. سواء هؤلاء أو الذين يعقد هؤلاء آمالهم عليهم، كلهم سيسقطون.
 
المستقبل للإسلام وللقرآن ولكم أيها الشباب المؤمن، المستقبل لكم أيها الشباب المؤمن. قرأوا الآن الآية «وَمَن اَصدَقُ مِنَ اللهِ قيلًا» (6) من أصدق قولاً من الله؟ من أعلم بالمستقبل من الله؟ وقد قال الله تعالى إن المستقبل للمؤمنين والصالحين والمجاهدين في سبيل الله، هذا مما لا شك فيه ألبتة، فهو وعد إلهي. ولكن حتى لو عرضتْ لشخص ما وساوس وشكوك ولم تطمئن الوعود الإلهية قلبه فالمفروض أن تطمئن التجارب قلبه. لقد قلتُ هذا مراراً وهو ما أؤمن به من الأعماق. حتى لو لم نكن قد أعطينا أية وعود فبهذه التجارب التي مرّ بها شعب إيران خلال ثلاثين أو أربعين سنة ماضية ينبغي أن يتيقن أن المستقبل له، ويجب أن يتيقن أن النصر له. لقد كانت في بلادنا حكومة كان لها نفس هذا الغزل والمودّة التي ترون أن حكام أمريكا يبدونها لهؤلاء التعساء المتخلفين الفكريين والعقليين، نفس هذا الغزل كان لأمريكا يومذاك مع حكومة إيران، بل وأكثر وأفضل، وكانوا يقولون صراحة «إنكم شرطيّنا في الخليج الفارسي»، كانوا يقولون هذا لحكومة إيران الطاغوتية آنذاك. وقد كانت عقول أولئك أكبر من عقول هؤلاء، وقدراتهم أكثر، واعتمادهم على هؤلاء الطواغيت أكبر، وعلاقاتهم وارتباطهم بهم أقوى، ورغم وجود مثل هذه الدولة على رأس السلطة استطاع شعب إيران بقوة الإيمان والجهاد والتضحية أن يسقط تلك الدولة على الرغم من كل الدعم العالمي الذي كانت تتلقاه، وأن يحلّ محلها شيئاً لا تطيق القوى الاستكبارية مشاهدته، أي نظام الجمهورية الإسلامية. هذه تجربة. وهل أفضل من هذه التجربة؟ «وَلاتَهِنوا وَلاتَحزَنوا واَنتُمُ الاَعلَونَ اِن كنتُم مُؤمِنين» (7)، إذا تحليتم بالإيمان فإنتم الأعلون المتفوقون.
 
كونوا أقوياء على طريق الإيمان، وكونوا صريحين ولتكن أقدامكم ثابتة. إنني أصرّ على أن يكون كل أبناء الشعب الإيراني وكل مسؤولي البلاد صريحين في ذكرهم لأسس الإسلام. نفس هذه الآيات التي قرأتها هذه الجماعة الحسنة القراءة «قَد كانَت لَكم اُسوَةٌ حَسَنَةٌ في اِبرٰهيمَ والَّذينَ مَعَهُ اِذ قالوا لِقَومِهِم اِنّا بُرَءٰؤُا مِنكم ومِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللهِ كفَرنا بِكم وبَدا بَينَنا وبَينَكمُ العَداوَةِ والبَغضآءُ اَبَدَاً حتى تُؤمِنوا بِاللهِ وَحدَه» (8) تفيد هذا المعنى. يقولون بصراحة «كفَرنا بِكم». ولا تنافي ولا تعارض في الأمر أبداً، فقد يفكر البعض ويحملون هموم أن الدولة والحكومة يجب أن يكون لها علاقاتها العالمية، وهذا ما اعتقد به تماماً وأؤيد هذا المنحى، ولكنه لا يتنافى مع ما قلناه، إذ يمكن الصدع بصراحة بأسسنا ومبادئنا وأصولنا والتقدم مع ذلك إلى الأمام وتحقيق الموفقية والنجاح في كل مجالات الحياة المختلفة بما في ذلك العلاقات الدولية. يمكن القيام بهذه الأمور. ليخوضوا الغمار ولينزلوا إلى الساحة وليتوكلوا على الله وسوف يرون أن هذا ممكن. هكذا هي التجارب بالتالي.
 
قبل أيام قلت للجماعة التي كانت حاضرة هنا (9) إن النبي إبراهيم وهو نبي بهذه العظمة يقول لله تعالى أريد أن أشاهد انبعاث الموتى إلى الحياة وكيف تحيي الموتى، فقال له الله تعالى «قالَ اَوَ لَم تُؤمِن، قالَ بَلىٰ» بلى، لقد آمنت أي إنني مقتنع تماماً وأصدق من أعماق قلبي «وَلٰكن لِيطمَئِنَّ قَلبي» (10)، ولكن من أجل أن لا يبقى تلاطم واضطراب في ذهني ولكي يكون خاطري مطمئنا تماماً تماماً أريد أن أشاهد ذلك بعيني. بعد ذلك قال الله تعالى إفعل كذا وكذا لترى بعينك كيف يحيي الله الموتى. لقد شاهدنا بأعيينا، شاهدنا بأعيننا أن شعباً انتصر في الحرب المفروضة بأيد خالية، شعب كان فتياً حديث عهد بشؤون السياسة الدولية انتصر على مؤامرات الأعداء. شعب مع أن جبهة قوية مادياً تشكلت بوجهه، وتطعن في الظهر غيلة، وتشهر السيوف أمامه، وتثير الضجيج ضده، وتعربد وتفعل كذا وكذا، وهم يتآمرون علينا دائماً منذ أربعين سنة، ومؤامراتهم تُحبَط وتتبدد منذ أربعين سنة. ألسنا نرى هذا الواقع؟ هذه هي تجاربنا، لنأخذ هذه التجارب بنظر الاعتبار ولنعلم أن طريق التقدم القوي المقتدر العزيز الناجح هو عبارة عن الارتباط بالقرآن، أساس كل هذه الخيرات هو هذا الكتاب الإلهي العزيز الذي أنتم على معرفة وارتباط به والحمد لله، وتأنسون به، وبعضكم يحفظه وبعضكم يتلونه ويقرأونه وبعضكم يستمع له وبعضكم أساتذة فيه. إذن هذا القرآن هو أساس الأمور.
 
حسناً، عليكم أن تزيدوا جلسات القرآن وأن تزيدوا تعليم القرآن وتعلمه ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وأن تحيوا معاني القرآن ومفاهيمه. أقولها لقرائنا الأعزاء - ولحسن الحظ فإن بعض السادة الذين تلوا القرآن اليوم راعوا هذه القضية بنحو جيد جداً - جسدوا مفاهيم الآيات القرآنية في كيفية التلاوة. كما أن الخطيب الحاذق المفوّه عندما يقرأ شعراً على سبيل المثال فإنه يلقي الكلمات بحيث يجسد ويحيي كل معنى ذلك الكلام للمستمع - نظير هذا المقدم الحسن البيان الذي قدّم فقرات الجلسة اليوم - (11) عندما يتحدثون بطريقة جيدة ويقرأون الشعر بطريقة حسنة ويتكلمون بنحو جيد ويلقون الكلمات بلهجة مناسبة حسنة فإن كل المعاني والمضامين الموجودة في الكلمات ستنتقل إلى المستمع وسوف يتلقاها المستمع، هكذا ينبغي أن تكون تلاوة القرآن الكريم. كل ما موجود من مضامين في هذه الكلمة يجب أن يعرض على المتلقي بارتفاع القراءة وانخفاضها وأوجها وهبوطها وتغيير الصوت ونوع الأداء، طبعاً بالنسبة للذين يعرفون معاني القرآن. وإذن، يجب تعلم لغة القرآن. تعاطوا مع لغة القرآن ما استطعتم. الكثير من هؤلاء الذين يتعاملون مع القرآن لم يدرسوا العربية، لكنهم عندما يقرأون القرآن يفهمون معانيه. شاهدنا كثيراً من الأفراد لم يدرسوا اللغة العربية في صفوف وبشكل منتظم على شكل دروس وبرامج، ولكن من كثرة أنسهم بالقرآن وتكرارهم وقراءتهم للآيات القرآنية عندما يفتحون القرآن ويقرأون آية منه يفهمون معناها. بالأنس الكثير بالقرآن يمكن فهم معاني الآيات. ينبغي مضاعفة ارتباطنا بالقرآن.
 
اللهم بمحمد وآل محمد زد من ارتباطنا القلبي الدائم المتواصل بالقرآن يوماً بعد يوم، وتفضل علينا ببركات القرآن ونعمه ورزقه، ولا تجعلنا من الذين لا يتعلمون من القرآن سوى ألفاظه ويكتفون بهذا. اللهم أكمل لطفك وفضلك على هذا البلد وعلى هذا الشعب بإيصاله إلى مطامحه وانتصاره على أعدائه. اللهم احشر الروح الطاهرة لإمامنا الخميني الجليل مع أوليائه، واحشر الأرواح الطيبة لشهدائنا الأبرار مع أوليائهم. إين ما كان هناك مؤمنون سائرون على درب الكفاح والجهاد في سبيل الله - بكل أنحاء الجهاد - اللهم انصرهم على أعدائهم.
 
والسّلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته.
 
 
 
الهوامش:
 
1 - في بداية هذه الجلسة التي أقيمت في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تلا عدد من قراء القرآن الكريم ما تيسر لهم من آيات الذكر الحكيم، وقدمت فرق التواشيح تلاوات قرآنية جماعية وتواشيح دينية.
 
2 - سورة الفاتحة، الآية 6 .
 
3 - سورة الفتح، شطر من الآية 29 .
 
4 - سورة مريم، الآيتان 81 و 82 .
 
5 - سورة الإسراء، شطر من الآية 81 .
 
6 - سورة النساء، شطر من الآية 122 .
 
7 - سورة آل عمران، الآية 139 .
 
8 - سورة الممتحنة، جزء من الآية 4 .
 
9 - كلمته في لقائه مختلف شرائح الشعب الإيراني في تاريخ 24/05/2017 م بمناسبة ذكرى تحرير مدينة خرمشهر.
 
10 - سورة البقرة، جانب من الآية 260 .
 
11 - السيد مجيد يراق بافان.