سوف أقدم لك الخطوط العريضة لمميزات هذا الخط والاتجاه، والذي نسميه «خط الإمام» الذي كان العلامة الفارقة لحركة نظام الجمهورية الإسلاميّة؛ خلال السنوات العشر من حياة الإمام المباركة: إن خط الإمام يعني النهج والسلوك الحكومي لإمام الأمة، والذي يفسر مبادى نظام الجمهورية الإسلاميّة. إن الجمهورية الإسلاميّة تتحقق بأشكال واتجاهات مختلفة. لكن ما يقرب من الصواب، وكان يحظى بقبول الإمام رضوان الله تعالى عليه واعتقاده، هو: الاهتمام الخاص بمحاربة النظام الصهيوني الغاصب للقدس. وقد كانت محاربة إسرائيل تحتل مكانة خاصة في رؤية الإمام - في النهج الحكومي - ومن الأمور التي لم يكن من الممكن التغاضي عنها أبداً بالنسبة للشعوب المسلمة من وجهة نظر إمام الأمة؛ ذلك لأن الإمام حدد الدور المدمر والهدام لهذا النظام المفروض منذ سنوات قبل انتصار الثورة بشكل صحيح.

... نحن نعارض الظل والاستكبار وممارسة الضغوط على الشعوب. ونعارض المارسات التعسفية للقوی الکبری، ونقف في وجهها. نحن نقف ضد التساوم مع إسرائيل. نحن ندافع عن شعب فلسطين المظلوم كلّ الإمكانيات. نحن ندافع عن الشعب اللبناني الذي يعاني من ضغوط الصهاينة. نحن ندافع عن الإسلام، ذلك الإسلام الناهض والشعوب العائدة إلى هويتها الإسلاميّة، أين ما كانت. واليوم وبعد أن تلاشت قوة الشرق الكبرى وزالت، فإن کان أمريكا أصبحت القوة الكبرى دون منازع في العالم، وأصابها الغرور، ووقعت في هذا الخطأ الكبير، وهو أنها سوف تمكن من إدارة العالم حسب رغبتها وإرادتها. إن النظم والتدابير الحثيثة التي يقترحونها على العالم تقوم على أساس محورية أمريكا؛ وبعد أمريكا، تأتي القوى الأخرى في الدرجة التالية، وذلك لفرض سيطرتهم على العالم كله، وعلى كلّ البلدان وكل الشعوب، وكل مصادر العالم المهمّة وكل الممرّات المائية الاستراتيجية في العالم. إنّهم يتصورون أنّ مصير العالم بيدهم! إن القوى المتسلطة التي لم يعد يقف ضدها اليوم المعسكر الشرفي والاتحاد السوفياني السابق، تشعر بأن من الواجب أن يخضع العالم وسياسته لسيطرتهم جملة وتفصيلا، وأن تهب لمحاربة كلّ ما يعد عقبة في هذا الطريق.