خلال اللقاء أعرب الإمام الخامنئي عن محبّته العيمقة لأهالي سيستان وبلوشستان واصفاً الأهالي البلوش بأنّهم محبٌّون، وأودّاء، وأنقياء وأصحاب مواهب، وأهالي سيستان بأنّهم فريدون من نوعهم ومتألّقون بين كافّة القوميّات الإيرانيّة من حيث الماضي والتاريخ ولفت سماحته قائلاً: مع وجود هذه المواهب الغزيرة، لم يتمّ الاعتناء بأهالي سيستان وبلوشستان خلال فترة حكم القاجاريين والبهلويين وهذا ما تسبّب بعدم بروز مواهب النّاس هذه.
واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أنّ ثبات الجمهوريّة الإسلامية بوجه الجاهليّة المعاصرة رغم وجود العقوبات والمؤامرات العسكرية والثقافية التي يحيكها الأعداء يعود لقوّة الإيمان وتضحية الشّعب وأردف سماحته قائلاً: الجاهليّة المعاصرة بكافّة أدواتها قامت من أجل مواجهة الجمهوريّة الإسلاميّة؛ من خلال السّلاح العسكري، ومن خلال السلاح الثقافي، وبواسطة الأدوات الحديثة والتي ظهرت مؤخّراً ومن خلال فرض العقوبات الاقتصاديّة. لقد قاموا جميعاً من أجل مواجهة الجمهورية الإسلاميّة وعجزوا عن إلحاق الهزيمة بها وإجبارها على التراجع؛ لم يستطيعوا جعل الجمهوريّة الإسلامية تتراجع عن مواقفها وتقول "لقد تخلّيت عن موقفي هذا، لقد تراجعت عن إرادتي هذه"؛ لقد عجزوا.
ورأى الإمام الخامنئي أنّ سيستان وبلوشستان مظهر الوحدة الإسلامية كما هو حال محافظتي كردستان وكلستان ونموذج يُقدّم للعالم حول التعايش المشترك والأخوي بين الشيعة والسنّة وبعد أن شدّد سماحته على أهميّة التسلّح باليقظة والوعي في مواجهة مساعي الأعداء الرّامية إلى بثّ الفرقة تابع قائلاً: نحن نسعى لتعليم العالم ومطالبته بأن يجتمع الإخوة المسلمون ويتعاونوا، أن يعيشوا سويّاً؛ نموذج على ذلك موجود هنا في سيستان وبلوشستان. العدوّ يرتكز على هذه النقطة، يصوّب على هذه النقطة ويسعى لبثّ الفرقة. إنّ شهادة فتى سنّي في مرحلة الدفاع المقدّس أو استشهاد مُفتٍ من مفتي أهل السنّة دفاعاً عن الثّورة الإسلامية وعلى يد المعارضين للثورة تثبت أن الإخوة الشيعة والسنّة في الجمهورية الإسلامية متواجدون كتفاً إلى كتف في أصعب الساحات وعليهم تجسيد الوحدة الحقيقية وهذه الحقائق وإبرازها من خلال الأعمال الفنيّة والثقافيّة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الخدمات المنجزة في هذه المنطقة خلال الأعوام التي تلت انتصار الثورة الإسلاميّة دليلٌ على المحبّة المتبادلة بين الأهالي والنّظام وبعد أن أشار إلى الحاجات المطروحة من قبل المحافظ خلال اللقاء قال سماحته: يجب عليكم متابعة احتياجات أهالي المحافظة عبر المسؤولين ذوي الرّتب العالية في الحكومة بشكل جدّي وسوف يكون متاحاً الاستفادة من مصادر صندوق التنمية الوطني إذا ما تمّ السّماح للقطاع الخاصّ بدخول ساحة العمل.